هل نقص صوديوم الدم حالة خطيرة؟ إليك الأسباب والأعراض والعلاج

هل نقص صوديوم الدم حالة خطيرة؟ إليك الأسباب والأعراض والعلاج
TT

هل نقص صوديوم الدم حالة خطيرة؟ إليك الأسباب والأعراض والعلاج

هل نقص صوديوم الدم حالة خطيرة؟ إليك الأسباب والأعراض والعلاج

يعمل جسم الإنسان مثل سيمفونية معقدة، حيث يلعب كل عضو ونظام دورًا حاسمًا. ومن بين العديد من العناصر التي يجب أن تكون متوازنة هو تركيز الصوديوم في مجرى الدم لدينا. فالصوديوم، وهو إلكتروليت أساسي، مسؤول عن الحفاظ على توازن السوائل ووظيفة الأعصاب وتقلصات العضلات. وعندما يتم تعطيل هذا التوازن الدقيق، تظهر حالة تعرف باسم «نقص صوديوم الدم».

ما هو نقص صوديوم الدم بالضبط؟

ووفقًا للدكتورة ريما كاشيفا طبيبة كبيرة بمستشفى نوبل في بوني «يحدث نقص صوديوم الدم عندما ينخفض مستوى الصوديوم في الدم عن المعدل الطبيعي. وفي حين أنه قد يبدو عكس ذلك، يمكن أن تكون مستويات الصوديوم المنخفضة ضارة بالجسم مثل المستويات المرتفعة. حيث يتم تنظيم تركيز الصوديوم في الجسم بإحكام من خلال تفاعل معقد بين الكلى والهرمونات وآلية العطش. ومع ذلك، يمكن لعوامل مختلفة أن تعطل هذا التوازن وتؤدي إلى نقص صوديوم الدم«»، وذلك وفق ما أفاد تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هي أسباب نقص صوديوم الدم ؟

الإفراط بتناول السوائل

ان الإفراط في تناول السوائل أحد الأسباب الشائعة لنقص صوديوم الدم دون تجديد مناسب للصوديوم. إذ يمكن أن يحدث هذا عند الرياضيين الذين يستهلكون كميات كبيرة من الماء أثناء ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة، ما يؤدي إلى تخفيف تركيز الصوديوم في دمائهم.

إفراز غير مناسب لهرمون (ADH) المضاد للإدرار

الإفراز غير المناسب للهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) المعروف أيضًا باسم فاسوبريسين. حيث ينظم هرمون ADH احتباس الماء في الكلى، وعندما يصبح إطلاقه غير منظم، يتم الاحتفاظ بالمياه الزائدة، ما يؤدي إلى نقص صوديوم الدم.

بعض الحالات الطبية

يمكن أن تساهم بعض الحالات الطبية والأدوية في الإصابة بنقص صوديوم الدم. ففشل القلب وتليف الكبد وأمراض الكلى والاختلالات الهرمونية ليست سوى أمثلة قليلة للحالات الأساسية التي قد تعطل توازن الصوديوم. علاوة على ذلك، يمكن لبعض الأدوية، مثل مدرات البول ومضادات الاكتئاب وبعض مسكنات الألم أن تتداخل مع قدرة الجسم على الحفاظ على مستويات الصوديوم المناسبة.

أعراض نقص صوديوم الدم (Hypnonatremia)

التعرف على أعراض نقص صوديوم الدم أمر بالغ الأهمية للتدخل والعلاج المبكر. ووفقًا للدكتورة كاشيفا «قد يعاني الأشخاص من أعراض غير محددة مثل الغثيان والصداع والتعب وتشنجات العضلات. ومع تفاقم الحالة، يمكن أن تظهر أعراض أكثر حدة، بما في ذلك الارتباك والنوبات وحتى الغيبوبة. لكن من المهم ملاحظة أن شدة الأعراض قد لا تتوافق دائمًا بشكل مباشر مع درجة عدم توازن الصوديوم، ما يجعل التشخيص الدقيق والعلاج أكثر أهمية».

التشخيص

يتضمن تشخيص نقص صوديوم الدم تقييمًا شاملاً، بما في ذلك التاريخ الطبي الشامل والفحص البدني والاختبارات المعملية.

ويمكن أن تقيس اختبارات الدم مستويات الصوديوم، وتقييم وظائف الكلى وتحديد أي ظروف أساسية تسهم في اختلال توازن الكهارل.

وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء اختبارات إضافية لتحديد السبب المحدد لنقص صوديوم الدم.

العلاج

تعتمد استراتيجيات علاج نقص صوديوم الدم على السبب الكامن وشدة الأعراض ومعدل انخفاض مستويات الصوديوم.

يمكن معالجة الحالات الخفيفة من خلال التعديلات الغذائية؛ بما في ذلك تقليل تناول السوائل وزيادة استهلاك الصوديوم. لكن في الحالات الأكثر شدة، يمكن إعطاء سوائل في الوريد بتركيزات صوديوم مُقاسة بعناية.

ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن يتم تصحيح مستويات الصوديوم تدريجيًا، حيث يمكن أن يؤدي التصحيح السريع إلى حالة قد تهدد الحياة تسمى «متلازمة إزالة الميالين التناضحية».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
TT

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

يواجه معظم الأشخاص فيروس تضخم الخلايا (إتش سي إم في) أثناء الطفولة، وبعد العدوى الأولية يظل الفيروس في الجسم مدى الحياة، وعادة ما يكون كامناً.

بحلول سن الثمانين، سيكون لدى 9 من كل 10 أشخاص أجسام مضادة لفيروس تضخم الخلايا في دمائهم. ينتشر هذا الفيروس، وهو نوع من فيروس الهربس، عبر سوائل الجسم ولكن فقط عندما يكون الفيروس نشطاً.

وأظهرت الدراسة أنه في إحدى المجموعات، ربما وجد الفيروس ثغرة بيولوجية، حيث يمكنه البقاء نشطاً لفترة كافية ليمضي على «الطريق السريع» لمحور الأمعاء والدماغ، والمعروف رسمياً باسم «العصب المبهم» وعند وصوله إلى الدماغ، يكون للفيروس النشط القدرة على تفاقم الجهاز المناعي والمساهمة في تطور مرض ألزهايمر.

وأكد موقع «ساينس ألرت» أن هذا احتمال مثير للقلق، لكنه يعني أيضاً أن الأدوية المضادة للفيروسات قد تكون قادرة على منع بعض الأشخاص من الإصابة بمرض ألزهايمر، خصوصاً إذا تمكن الباحثون من تطوير اختبارات الدم للكشف السريع عن عدوى الفيروس المضخم للخلايا النشطة في الأمعاء.

في وقت سابق من هذا العام، أعلن بعض أعضاء الفريق من جامعة ولاية أريزونا عن وجود صلة بين نوع فرعي من الخلايا الدبقية الصغيرة المرتبطة بمرض ألزهايمر، والتي تسمى «سي دي 83+» بسبب غرائب ​​الخلية الجينية، وارتفاع مستويات الغلوبولين المناعي «جي 4» في القولون المستعرض؛ مما يشير إلى نوع من العدوى. وتعدّ الخلايا الدبقية الصغيرة هي الخلايا التي تقوم بمهمة التنظيف في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي. فهي تبحث عن اللويحات والحطام والخلايا العصبية والمشابك الزائدة أو المكسورة، وتمضغها حيثما أمكن وتطلق الإنذارات عندما تصبح العدوى أو الضرر خارج نطاق السيطرة.

يقول بن ريدهيد، عالم الطب الحيوي والمؤلف الرئيسي من جامعة ولاية أريزونا: «نعتقد أننا وجدنا نوعاً فرعياً فريداً بيولوجياً من مرض ألزهايمر قد يؤثر على 25 إلى 45 في المائة من الأشخاص المصابين بهذا المرض». وتابع: «يتضمن هذا النوع الفرعي من مرض ألزهايمر لويحات الأميلويد المميزة وتشابكات (تاو) - وهي تشوهات دماغية مجهرية تستخدم للتشخيص - ويتميز بملف بيولوجي مميز للفيروس والأجسام المضادة والخلايا المناعية في الدماغ».

تمكن الباحثون من الوصول إلى مجموعة من أنسجة الأعضاء المتبرع بها، بما في ذلك القولون والعصب المبهم والدماغ والسائل النخاعي، من 101 متبرع بالجسم، 66 منهم مصابون بمرض ألزهايمر. ساعدهم هذا في دراسة كيفية تفاعل أنظمة الجسم مع مرض ألزهايمر، الذي غالباً ما يُنظر إليه من خلال عدسة عصبية بحتة.

وقد تتبع الباحثون وجود الأجسام المضادة لفيروس تضخم الخلايا من أمعاء المتبرعين إلى السائل الشوكي لديهم، وحتى أدمغتهم، بل واكتشفوا حتى الفيروس نفسه كامناً داخل الأعصاب المبهمة للمتبرعين. وظهرت الأنماط نفسها عندما كرروا الدراسة في مجموعة منفصلة ومستقلة. إذ وفَّرت نماذج خلايا الدماغ البشرية المزيد من الأدلة على تورط الفيروس، من خلال زيادة إنتاج بروتين الأميلويد والبروتين تاو الفوسفوري والمساهمة في تنكس الخلايا العصبية وموتها.

ومن المهم أن هذه الروابط لم يتم العثور عليها إلا في مجموعة فرعية صغيرة جداً من الأفراد المصابين بعدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية المزمنة. ونظراً لأن الجميع تقريباً يتلامس مع فيروس تضخم الخلايا، فإن التعرض للفيروس ببساطة ليس دائماً سبباً للقلق.

يعمل ريدهيد وفريقه على تطوير اختبار دم من شأنه الكشف عن عدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية حتى يمكن علاجها بمضادات الفيروسات، وربما منع المرضى من الإصابة بهذا النوع من مرض ألزهايمر.