تقرير: مؤشر كتلة الجسم لا يكفي لقياس مستوى الدهون

تقرير: مؤشر كتلة الجسم لا يكفي لقياس مستوى الدهون
TT

تقرير: مؤشر كتلة الجسم لا يكفي لقياس مستوى الدهون

تقرير: مؤشر كتلة الجسم لا يكفي لقياس مستوى الدهون

أصدرت الجمعية الطبية الأميركية (AMA) سياسة جديدة حول كيفية استخدام الأطباء لمؤشر كتلة الجسم (BMI)، معترفة بالعيوب الكامنة في المقياس.

ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس «غير مثالي» لدهون الجسم مع «تاريخ إشكالي»، لذلك يجب استخدام المقياس جنبًا إلى جنب مع مقاييس أخرى للمخاطر الصحية، مثل العوامل الوراثية للمريض وضغط الدم والكوليسترول وغير ذلك من عمليات التمثيل الغذائي.

وفي تقرير جديد قدمته الجمعية في الاجتماع السنوي لعام 2023 AMA في شيكاغو هذا الشهر، أشار أعضاء مجلس الجمعية إلى أن مؤشر كتلة الجسم، الذي يقدر تقريبًا دهون الجسم بناءً على الوزن الوطول، لا يميز بين دهون الجسم وكتلة الجسم النحيلة.

علاوة على ذلك، لا يحدد مؤشر كتلة الجسم مكان وجود الدهون الزائدة في الجسم. وهذا مهم لأن الدهون في الجزء العلوي من الجسم تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومرض الشريان التاجي أكثر من دهون الجسم المنخفضة.

وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم رخيص وسهل الحساب، إلا أنه «غير دقيق في قياس دهون الجسم في مجموعات متعددة» لأنه لا يأخذ في الحسبان الاختلافات في شكل الجسم النسبي وتكوين الأشخاص من الجنسين والأعمار والأعراق المختلفة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن مقياس مؤشر كتلة الجسم يعتمد بشكل أساسي على البيانات التي تم جمعها من الأجيال السابقة من السكان البيض غير اللاتينيين؛ وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.

ووفقًا للبيان «فان نفس عتبات مؤشر كتلة الجسم لا تشير إلى نفس المستوى من مخاطر المرض في جميع المرضى؛ على سبيل المثال، تشير الدلائل إلى أنه في نفس مؤشر كتلة الجسم، فإن النساء ذوات البشرة السمراء وذوات الأصول الأسبانية لديهن مخاطر أعلى قليلاً للإصابة بداء السكري من النوع 2 مقارنة بمؤشر كتلة الجسم. فالنساء ذوات البشرة البيضاء والنساء الآسيويات لديهن مخاطر مضاعفة للإصابة بالنساء البيض. وبشكل عام، يؤدي الاستخدام الواسع لمؤشر كتلة الجسم في الأبحاث الطبية إلى إرباك العلماء والأطباء في فهم مخاطر المرض والوفاة المرتبطة بالسمنة في كثير من الأحيان».

ويذكر التقرير، أنه في الدراسات التي وجدت ارتباطًا بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم والمرض أو الوفاة، يفشل الباحثون في حساب العوامل الرئيسية الأخرى التي قد تؤثر على مخاطر الأشخاص، مثل تاريخ التدخين أو تعاطي الكحول أو استخدام الأدوية أو التاريخ العائلي. بالإضافة إلى ذلك، لا تأخذ مثل هذه الدراسات في الحسبان التقلبات المتوقعة للوزن مع تقدم العمر وتفتقر إلى الفروق الدقيقة فيما يتعلق بمقدار الوقت الذي يقضيه المشاركون في فئة معينة من مؤشر كتلة الجسم. وبالتالي لا تحدد كيف تشكل هذه العوامل لاحقًا مخاطر المرض.

وحاليا توصي الجمعية بأنه «نظرًا لقيود المقياس، باستخدام مؤشر كتلة الجسم جنبًا إلى جنب مع مقاييس الخطر الصالحة الأخرى كقياسات كتلة الدهون الحشوية (الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية) وكتلة الدهون النسبية ومحيط الخصر والعوامل الوراثية، بما في ذلك التاريخ العائلي لمرض السكري وأمراض القلب والعوامل الأيضية كارتفاع ضغط الدم وصيام مستويات السكر في الدم؛ وهي مقاييس إضافية يجب وضعها في الاعتبار».

من جانبه، قال الدكتور جاك ريسنيك الرئيس السابق للجمعية «هناك مخاوف عديدة بشأن طريقة استخدام مؤشر كتلة الجسم لقياس دهون الجسم وتشخيص السمنة، إلا أن بعض الأطباء يجدونها مقياسًا مفيدًا في سيناريوهات معينة».

وخلص بيان الجمعية الى القول «من المهم للأطباء أن يفهموا فوائد وقيود استخدام مؤشر كتلة الجسم في البيئات السريرية لتحديد أفضل رعاية لمرضاهم».


مقالات ذات صلة

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق نصائح لإدارة القلق (رويترز)

كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

مواجهة القلق مباشرة والتعامل معه بشكل مختلف يمكن أن يغيرا حياتك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية، وسط هجوم روسي على أوكرانيا، بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي، أوكرانيا، 16 أغسطس 2024 (رويترز)

تحليل إخباري ما أسباب ضعف استجابة الكرملين للتوغّل الأوكراني في كورسك الروسية؟

بعد 3 أسابيع من القتال في منطقة كورسك الروسية، لا تزال روسيا تعاني لطرد القوات الأوكرانية من هذه المنطقة، فما أسباب بطء الاستجابة الروسية للتوغّل الأوكراني؟

شادي عبد الساتر (بيروت)
صحتك مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

حذر أطباء من أضرار الضوضاء على صحة الإنسان حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأميركية للأنباء

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
TT

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)

حذر أطباء من أضرار الضوضاء على صحة الإنسان حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.

وبحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأميركية للأنباء، خلصت دراسة إلى أن صحة القلب قبل وبعد التعرض للنوبة القلبية قد تتأثر بمدى ارتفاع صوت الضوضاء في الحي الذي تعيش فيه.

حيث وجدت دراسة أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية إذا كانوا يعيشون في منطقة صاخبة، بينما أظهرت دراسة أخرى أن تشخيص الناجين من النوبات القلبية كان أسوأ إذا كان ضوضاء الحي منزعجة.

وقالت ماريان زيلر المؤلفة الرئيسية للدراسة الثانية من جامعة بورغوندي ومستشفى ديجون في فرنسا: «توفر هذه البيانات بعض الأفكار الأولية التي تفيد بأن التعرض للضوضاء يمكن أن يؤثر على القلب».

وتم عرض الدراستين يوم الثلاثاء في لندن كجزء من الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب.

ويمكن أن تكون أبواق السيارات، وضوضاء الحشود مصدراً مزمناً للتوتر لسكان المناطق الحضرية، والتوتر هو عامل خطر بالنسبة للقلب.

ولتحديد تأثير الضوضاء على صحة القلب والأوعية الدموية، قام الأطباء في بريمن بألمانيا بتقييم مستويات الضوضاء في الحي لـ430 شخصاً تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أقل، الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية.

قال فريق بقيادة حاتم كيرنيس من معهد بريمن لأبحاث القلب والأوعية الدموية إن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من عوامل خطر القلب (مثل مرض السكري أو التدخين) كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية إذا كانوا يعيشون في حي صاخب.

وركزت الدراسة الثانية، التي قادتها زيلر، على النتائج للأشخاص الذين نجوا من نوبة قلبية، حيث نظر فريقها في بيانات المتابعة لمدة عام واحد لـ864 شخصاً نجوا من نوبة قلبية لمدة 28 يوماً على الأقل، كما قاموا بقياس مستوى الضوضاء في عنوان منزل كل مريض.

ووجد الفريق الفرنسي أن احتمالات تعرض الناجي من النوبة القلبية لشكل ما من أشكال الاضطرابات القلبية قفزت بنسبة 25 في المائة لكل ارتفاع بمقدار 10 في المائة في مستويات الضوضاء، حتى بعد استبعاد عوامل مثل تلوث الهواء أو الفقر.