«حبة روبوتية» لعلاج هشاشة العظام

تطلق الحبوب داخل الأمعاء لحقن الدواء دون ألم

حبوب روبوتية تحقن الدواء في الأمعاء (شركة «راني ثيرابيوتكس»)
حبوب روبوتية تحقن الدواء في الأمعاء (شركة «راني ثيرابيوتكس»)
TT

«حبة روبوتية» لعلاج هشاشة العظام

حبوب روبوتية تحقن الدواء في الأمعاء (شركة «راني ثيرابيوتكس»)
حبوب روبوتية تحقن الدواء في الأمعاء (شركة «راني ثيرابيوتكس»)

يمكن إعطاء دواء مثبت وفعال لهشاشة العظام، والذي لا يتوفر حاليا إلا كحقن، عن طريق الفم باستخدام «حبوب روبوتية» جديدة، وفقا لدراسة قدمت السبت في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في شيكاغو بأميركا.

حبوب روبوتية تحقن الدواء في الأمعاء (شركة «راني ثيرابيوتكس»)

ويقول أرفيندر دالا، الذي يقود التطوير الإكلينيكي في شركة «راني ثيرابيوتكس»، المطورة لهذه الحبوب في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجمعية الغدد الصماء «نعتقد أن هذه الدراسة توفر أول دليل سريري على التسليم الآمن والناجح لعقار هشاشة العظام (تريباراتيد) من خلال حبوب روبوتية تؤخذ عن طريق الفم، والبيانات من هذه الدراسة مشجعة للغاية وينبغي أن تعطي الأمل لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب حقنا مؤلمة، مثل هشاشة العظام».

وعندما يبتلع الشخص الحبة الروبوتية، فإنها تتحرك عبر المعدة سليمة، وفي الأمعاء، تطلق الحبوب الروبوتية الجديدة بالونا ذاتي الانتفاخ مع إبرة دقيقة تحقن الدواء من دون ألم.

ويوضح دالا أن «الأمعاء لا تستجيب للألم عند الحقن، لذا فإن الحقن غير مؤلم، وتذوب الإبرة بسرعة، ويتم امتصاص الدواء، بينما تنكمش آلية التوصيل ويتم تمريرها بأمان إلى خارج الجسم».

ويضيف: «الحبة الروبوتية، هي في الأساس حاقن آلي قابل للبلع على شكل حبوب، مصممة لتوصيل الدواء بأمان وكفاءة كحقنة معوية غير مؤلمة».

وقيمت الدراسة استجابة 39 امرأة يتمتعن بصحة جيدة للحبة الروبوتية المعروفة باسم (RT - 102)، والتي تحتوي على جرعة من عقار تريباراتيد. (PTH 1 - 34)

و«تريباراتيد»، هو شكل اصطناعي من هرمون الغدة الدرقية الطبيعي للإنسان، وكان قيد الاستخدام السريري لعقود من الزمن كدواء عن طريق الحقن، تحت الاسم التجاري (فوريتو)، لإعادة بناء العظام الهشة لمرضى هشاشة العظام، ويتم تناوله كحقنة يومية لمدة تصل إلى عامين.

وتم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات، تلقت مجموعتان إما جرعة أقل أو أعلى تم تسليمها باستخدام الحبوب الروبوتية، وتلقت المجموعة الثالثة حقنة قياسية من «تريباراتيد»، ثم تم استخدام التصوير «الفلوروسكوبي» لتتبع الحبوب الروبوتية من خلال الجسم وخارجه، وتم قياس تركيزات الدواء في عينات الدم التي تم جمعها على مدى ست ساعات.

ووجدت الدراسة أن التوافر البيولوجي (قدرة الجسم على امتصاص الدواء واستخدامه) للعقار الذي يتم تسليمه بواسطة الحبوب الروبوتية كان يضاهي أو أفضل من الدواء المعطى عن طريق الحقن.

ويقول دالا: «هذه التقنية المتطورة لتحويل الحقن إلى أقراص عن طريق الفم هي خطوة مهمة نحو إنهاء عبء الحقن المؤلمة لملايين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة».


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.