كبار السن يساعدون على انتشار الفيروسات

لارتفاع في انبعاثات جزيئات الهباء التنفسي

جزيئات الهباء التنفسي تكون مليئة بمسببات العدوى التنفسية (غيتي)
جزيئات الهباء التنفسي تكون مليئة بمسببات العدوى التنفسية (غيتي)
TT

كبار السن يساعدون على انتشار الفيروسات

جزيئات الهباء التنفسي تكون مليئة بمسببات العدوى التنفسية (غيتي)
جزيئات الهباء التنفسي تكون مليئة بمسببات العدوى التنفسية (غيتي)

توصلت دراسة لقسم هندسة الطيران ومعهد ميكانيكا الموائع والديناميكا الهوائية بجامعة بوندسوير ميونيخ بألمانيا، نشرتها السبت دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، إلى ارتفاع غير متوقع في انبعاثات جزيئات الهباء التنفسي من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.

جزيئات الهباء التنفسي تكون مليئة بمسببات العدوى التنفسية (غيتي)

وتنتقل الفيروسات المحمولة جواً في جزيئات الهباء التنفسي، فعندما يتنفس الشخص، يندفع تيار عالي السرعة من الهواء فوق سطح البطانة الرطبة للجهاز التنفسي، ويتم رش بعض هذه الرطوبة مع الزفير، وتتسبب الجزيئات الموجودة في البطانة في ركوب الرطوبة الخارجة التي تحتوي على مزيج من الأملاح والبروتينات والمخاط ومسببات الأمراض المحتملة من البكتيريا والفيروسات.

وعادة يمكن أن يزيد انبعاث جزيئات الهباء الجوي بأكثر من 100 ضعف من الراحة إلى ذروة التمرين، ومع الزيادة، يمكن أن يرتفع خطر الإصابة بأكثر من 10 أضعاف، وأثناء اختبار طريقة القياس المحسّنة، وجد الباحثون عاملاً مهماً آخر يؤثر على كمية انتشار الجسيمات، وهو العمر.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 76 عاما ينبعث منهم أكثر من ضعف عدد جزيئات الهباء الجوي أثناء الراحة وأثناء التمرين وخمسة أضعاف حجم الهباء الجوي، ويشير هذا إلى أن انبعاثات جزيئات الهباء الجوي تزداد عندما يتقدم الجهاز التنفسي في العمر، وهو ما يعني أن كبار السن قد يساعدون على انتشار الفيروسات المحمولة جوا.

وخلال التجارب التي أجراها الباحثون وشملت 80 شخصا، وجد الباحثون أنه في حالة الراحة، احتوت جزيئات الهباء الجوي للأشخاص الأكبر سنا (60 - 76) على متوسط تركيز من 310 جزيئات/ لتر مقارنة بـ105 جسيمات/ لتر في الأشخاص الأصغر سنا، ووجدت الدراسة اختلافات بين الرجال والنساء المسنين، حيث ينبعث من الرجال المسنين 210 جزيئات/ لتر مقارنة بالنساء المسنات عند 500 جزيء/ لتر، أي أن النساء المسنات لديهن أكثر من ضعف حمل الجسيمات لكل لتر من الهواء.

وكان الاختلاف أكثر أهمية أثناء التمرين حيث بلغ متوسط المجموعة الشابة 620 جسيما/ لتر، بينما بلغ متوسط المجموعة المسنة 2090 جسيما/ لتر.


مقالات ذات صلة

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)

الصحة العالمية: الأوروبيون الأعلى استهلاكاً للكحول في العالم

يُعَدّ الأوروبيون أكثر من يتناول الكحول بين سكان العالم، مع متوسط استهلاك سنوي يبلغ 9.2 لتر من الكحول الخام للفرد، وفق منظمة الصحة العالمية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تحذر من تفش لفيروس شلل الأطفال في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تعرب عن «قلقها الشديد» إزاء تفشي شلل الأطفال في غزة

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشٍّ لفيروس شلل الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب، فيما بدأت إسرائيل بالفعل تطعيم قواتها ضد المرض.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

قلق أممي من إمكانية تفشي الأوبئة في غزة

مسؤول أممي يعرب عن «قلقه البالغ» من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
TT

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية، في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة، في 3 أيام فقط.

قال صامويل آي ستوب، الذي قاد الدراسة المنشورة، الجمعة، في «مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية»: «تهدف العلاجات الحالية إلى إبطاء تقدُّم المرض أو تأجيل عملية استبدال المفصل».

وأضاف خبير الطبّ النانوي التجديدي، وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية في الجامعة: «لا خيارات تجديدية، لأنّ البشر لا يمتلكون القدرة على تجديد الغضروف في مرحلة البلوغ».

ووفق الدراسة، يمكن للمرضى الذين يعانون هشاشة العظام الشديدة، أن تتآكل الغضاريف لديهم لدرجة أن المفاصل تتحوّل بشكل أساسي إلى عظم فوق عظم؛ أي من دون وسادة بينهما. وليس هذا مؤلماً بشكل لا يُصدَّق فحسب، بل إنّ تلك المفاصل لا تكون قادرة على العمل بشكل صحيح. في هذه المرحلة، يصبح العلاج الفعال الوحيد هو جراحة استبدال المفصل، وهي عملية مُكلفة وتتطلّب تدخلاً جراحياً.

وتُعدّ هشاشة العظام «مرضاً تنكسياً» تتحلّل فيه الأنسجة في المفاصل بمرور الوقت، وهي مشكلة صحّية شائعة وسبب رئيسي للإعاقة. وبدءاً من عام 2019، كان نحو 530 مليون شخص حول العالم يعانون هشاشة العظام، وفقاً لـ«منظّمة الصحّة العالمية».

وكان باحثو جامعة نورث وسترن قد ابتكروا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، 2021 علاجاً جديداً قابلاً للحقن، يستغل ما يُعرف بـ«الجزيئات الراقصة» سريعة الحركة لإصلاح الأنسجة وعكس الشلل، بعد إصابات شديدة في النخاع الشوكي.

والآن طبَّقت المجموعة البحثية نفسها الاستراتيجية العلاجية عينها على خلايا الغضروف البشرية التالفة. وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أنه مع زيادة الحركة الجزيئية، زادت فاعلية العلاج أيضاً. وبعبارة أخرى، كانت حركات «الرقص» للجزيئات حاسمة لتحفيز عملية نمو الغضروف.

وقال ستوب، في بيان عبر موقع الجامعة: «عندما لاحظنا للمرّة الأولى التأثيرات العلاجية للجزيئات الراقصة، لم نجد ما يمنع من تطبيقها على الحبل الشوكي فقط».

وأضاف: «لاحظنا التأثيرات نفسها في نوعين من الخلايا منفصلَين تماماً بعضهما عن بعض؛ خلايا الغضروف في مفاصلنا والخلايا العصبية في دماغنا وخلايا الحبل الشوكي. وهذا يجعلني أكثر ثقة في أننا ربما اكتشفنا ظاهرة علمية يمكن أن تنطبق على عدد من الأنسجة الأخرى».

وتتألّف الجزيئات الراقصة، المُبتكَرة سابقاً في مختبر ستوب، من عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تُشكّل معاً أليافاً نانوية صناعية تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركتها الجماعية وفق بنيتها الكيميائية، اكتشف ستوب أنه يمكنها العثور بسرعة على المستقبلات الخلوية بالجسم، والتفاعل معها بشكل صحيح. فبمجرّد دخولها إليه، تصبح قادرة على التواصل مع الخلايا الطبيعية.

وشدّد على أنه «بعد 3 أيام، أنتجت الخلايا البشرية الطبيعية المعرَّضة للتجمّعات الطويلة من الجزيئات الراقصة الأكثر حركة، كميات أكبر من مكوّنات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف».

وأضاف: «بالنسبة إلى إنتاج أحد المكوّنات الأساسية في مصفوفة الغضروف، والمعروف باسم الكولاجين الثاني، كانت الجزيئات الراقصة أكثر فاعلية من البروتين الطبيعي الذي يؤدّي هذه الوظيفة».