بروتينات في الدم تتنبأ بحدوث سرطان الرئة

فريق بحثي دولي حدد 36 منها

تحديد 36 بروتيناً بالدم تتنبأ بسرطان الرئة (غيتي)
تحديد 36 بروتيناً بالدم تتنبأ بسرطان الرئة (غيتي)
TT

بروتينات في الدم تتنبأ بحدوث سرطان الرئة

تحديد 36 بروتيناً بالدم تتنبأ بسرطان الرئة (غيتي)
تحديد 36 بروتيناً بالدم تتنبأ بسرطان الرئة (غيتي)

حدد باحثون من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، 36 بروتينا في عينات الدم، تساعد على التشخيص المستقبلي لسرطان الرئة، ونجحوا في تطوير خوارزمية تعتمد على هذه العلامات البروتينية للتنبؤ بحالات سرطان الرئة في المستقبل، وتم نشر هذه النتائج في دراستين بدوريتي «نيتشر كومينيكيشن»، و«مجلة المعهد الوطني للسرطان».

وسرطان الرئة هو السبب الأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان على مستوى العالم، وعلى الرغم من التقدم المحرز في العلاج، فإن الاستراتيجية الواعدة لتحسين البقاء على المدى الطويل هي تعزيز الاكتشاف المبكر.

ويُمكِّن الفحص باستخدام التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة، وهو إجراء يستخدم جهاز الأشعة السينية الذي يعطي جرعة منخفضة من الإشعاع لمناطق الصورة داخل الجسم، بما يساعد على تشخيص المرض في مراحله المبكرة بحيث يمكن تقديم العلاج للمرضى بقصد علاجي، ومع ذلك، هناك حاجة إلى استراتيجيات أفضل لتحديد هؤلاء الأفراد الذين من المرجح أن يستفيدوا من الفحص.

وتقول هيلاري روبينز، العالمة في فرع علم الأوبئة الجينومية بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان، والباحثة المشاركة بالدراستين، في بيان صدر عن الوكالة مساء (الخميس)، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «فحص السرطان يمكن أن ينقذ الأرواح، ولكن يجب موازنة الفوائد مع الأضرار، وتُظهر المؤشرات الحيوية في الدم إمكانات قوية لتحديد الأشخاص الذين سيصابون بسرطان الرئة في المستقبل بشكل أفضل، ما يسمح باستهدافهم بأدوات الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب».

واستخدمت الدراستان، بيانات البروتينات من ست دراسات سكانية محتملة تشارك في اتحاد مجموعة سرطان الرئة، وهي مبادرة «كونسورتيوم» كبيرة من 25 مجموعة بحثية من جميع أنحاء العالم، وتضم بيانات عن 3 ملايين متطوع تمت متابعتهم لسنوات عديدة.

ونشر الباحثون في مجلة «نيتشر كومينيكيشن»، أول دراسة من نوعها للبحث عن علامات البروتين المبكرة لسرطان الرئة في عينات الدم قبل التشخيص، وقياس ما يصل إلى 1200 بروتين في عينات تم جمعها من 731 شخصا لديهم تاريخ مع التدخين، وتم تشخيص إصابتهم بعد ذلك بسرطان الرئة في غضون 3 سنوات بعد جمع الدم.

وقارن الباحثون البروتينات الموجودة في هذه العينات مع البروتينات الموجودة في عينات الدم من 731 شخصاً من نفس العمر والجنس وتاريخ التدخين، ولم يصابوا بسرطان الرئة في غضون 3 سنوات بعد جمع الدم.

وتقول هنا زاهد، الباحثة في علم الأوبئة الجينومية بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إنه «تم التمكن من تحديد 36 بروتينا ترتبط ارتباطا وثيقا بخطر الإصابة بسرطان الرئة، ويمكن استخدام هذه المؤشرات الحيوية لتحديد الأفراد الذين قد يستفيدون من فحص سرطان الرئة من خلال التصوير المقطعي المحوسب بجرعات منخفضة».

واستخدمت الدراسة الثانية، التي نُشرت في «مجلة المعهد الوطني للسرطان»، والتي قادها زياش وانغ فنغ، زميل ما بعد الدكتوراه في فرع علم الأوبئة الجينومية بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان، هذه البروتينات المكتشفة لتطوير خوارزمية التنبؤ بالمخاطر القائمة على البروتين، ثم قارنت أداءها مع اختبار الأجسام المضادة التجارية المتاح، وتفوقت خوارزمية البروتين على هذه الأدوات في التمييز بين الأفراد الذين أصيبوا بسرطان الرئة وأولئك الذين لم يصابوا به، ما يدل على أن العلامات البروتينية لديها إمكانات قوية لتوفير معلومات المخاطر بما يتجاوز أدوات التنبؤ الحالية.

ويقول وانغ فنغ إن «نتائج هاتين الدراستين مهمة بالنظر إلى الحاجة الملحة لتحسين الاكتشاف المبكر لتقليل عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة».

ووفق تقديرات الوكالة الدولية لسرطان الرئة، تم رصد ما يقدر بنحو 2.2 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة على مستوى العالم في عام 2020، وتوفي ما يقرب من 1.8 مليون شخص، وتصنف تقديرات الوكالة الدولية لسرطان الرئة هذا المرض، بأنه أكثر أنواع السرطانات شيوعا في جميع أنحاء العالم.

ويوضح وانغ فنغ أن «تدخين التبغ يظل هو عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالمرض، وتوجد أسباب أخرى شائعة، منها التعرض لتلوث الهواء».


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.