قال نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، السبت، إن التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة ممكن إذا أظهرت واشنطن إرادة حقيقية للتفاوض من موقع الندية.
وأضاف خطيب زاده، خلال مؤتمر في اليابان، أن الصواريخ الإيرانية وسيلة لحماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وليست موضوعاً للتفاوض، مؤكداً أن الوصول إلى المنشآت النووية المتضررة محدود للغاية، ويجب إيجاد آليات جديدة للتعاون، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران استعدادها للتعاون الإيجابي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي مقابلة مع قناة «NHK» اليابانية على هامش المؤتمر، قال خطيب زاده إن استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة يعتمد بالكامل على نهج واشنطن، مؤكداً: «إذا كانت لدى أميركا إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق من موقع الندية، فإن ذلك ممكن».
وكانت إيران قد أخرجت برنامجها الصاروخي من قائمة الملفات المطروحة للتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة. وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن بلاده مستعدة لمفاوضات نووية، من دون التطرق إلى قدراتها الصاروخية، أو مطلب «تصفير التخصيب». وقال عراقجي، إن بلاده «مستعدة لمفاوضات نووية عادلة على قاعدة الربح المتبادل».

«طوارئ» إيران
في السياق نفسه، مدّد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الأمر التنفيذي رقم «12170» المتعلق بـ«حالة الطوارئ الوطنية» بشأن إيران لمدة عام آخر، وفق ما نشرته الجريدة الرسمية الأميركية يوم الجمعة.
وجاء في بيان ترمب أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لم تُطبّع بعد، وأن تنفيذ الاتفاقات الثنائية منذ 19 يناير (كانون الثاني) 1981 لا يزال مستمرّاً، مشيراً إلى أن التمديد يهدف إلى منع أي تهديدات جديدة من طهران قد تضر بالمصالح الأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة.
ويعود الأمر التنفيذي إلى عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، بعد احتلال السفارة الأميركية بطهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، ومنذ ذلك الحين مدّده سنوياً جميع الرؤساء الأميركيين، بمن فيهم بايدن.
وكان ترمب قد أشار في تمديده السابق إلى أن سياسات إيران، بما فيها تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب الدولي وانتهاك حقوق الإنسان، تُشكل تهديدات جسيمة للأمن القومي الأميركي.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر شديد في العلاقات بين طهران وواشنطن، بعد فشل عدة جولات تفاوضية بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، التي أعقبتها ضربات إسرائيلية على منشآت إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي، وتصعيد الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية والسياسية ضد طهران.
وكان ترمب قد صرّح، الخميس، الماضي خلال حفل عشاء مع قادة دول من آسيا الوسطى: «بصراحة، إيران كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات عنها. هناك عقوبات أميركية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يُصعّب الأمر عليها»، مضيفاً: «أنا منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث، لكنني سأكون منفتحاً على الأمر».
وترزح طهران، المتهمة من قِبَل واشنطن والغرب بالسعي لصنع أسلحة نووية، تحت وطأة عقوبات دولية منذ سنوات، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي.






