هل يسعى إردوغان لولاية رئاسية جديدة؟

لقاؤه بقادة أحزاب معارضة أثار تساؤلات في تركيا

إردوغان في حديث مع رئيس ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» خلال افتتاح أعمال البرلمان (الرئاسة التركية)
إردوغان في حديث مع رئيس ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» خلال افتتاح أعمال البرلمان (الرئاسة التركية)
TT

هل يسعى إردوغان لولاية رئاسية جديدة؟

إردوغان في حديث مع رئيس ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» خلال افتتاح أعمال البرلمان (الرئاسة التركية)
إردوغان في حديث مع رئيس ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» خلال افتتاح أعمال البرلمان (الرئاسة التركية)

لا تزال الصور التي التقطت للرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قادة الأحزاب السياسية، في غياب حزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة، خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة، تثير نقاشات ساخنة في أروقة الأحزاب، وكذلك في الشارع التركي.

وتنشغل الأوساط السياسية والإعلامية بتحليل المغزى وراء لقاء إردوغان بقادة الأحزاب، في حفل أقامه رئيس البرلمان نعمان كورتولموش، الأربعاء الماضي، عقب الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها الرئيس. وشمل اللقاء رفاق إردوغان القدامى الذين انشقوا عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وانضموا إلى صفوف المعارضة، وتحديداً رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، رئيس حزب «المستقبل»، ونائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان، رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم».

كما أثار الحوار غير المسبوق بين إردوغان وقادة ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، جدلاً شديداً، وإن كان تم وضعه في إطار عملية السلام الداخلي في تركيا، ومناقشة حلِّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته.

البحث عن طريق للرئاسة

تتمحور التساؤلات حول ما إذا كان الهدف من هذا اللقاء هو زيادة الضغط على حزب «الشعب الجمهوري»، وإظهاره معزولاً، أم هو مقدمة لتشكيل تحالف جديد يضمن لإردوغان تمرير دستور جديد في البرلمان، أو ضمان إقراره حال اضطر للجوء إلى الاستفتاء الشعبي عليه، أو ضمان أغلبية 360 نائباً من أصل 600 للدعوة إلى انتخابات مبكرة، من أجل فتح الطريق أمامه للترشح مجدداً لرئاسة البلاد، دون مشاركة «الشعب الجمهوري».

إردوغان خلال اللقاء بقادة الأحزاب يوم 1 أكتوبر (الرئاسة التركية)

ولا يسمح الدستور الحالي إلا بفترتين رئاسيتين، تستمر كل منهما 5 سنوات. وبينما يقضي إردوغان بالفعل ولايته الثالثة حالياً، فإنه جادل بأن ولايته الأولى جاءت قبل انتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي. وتطلَّب هذا الانتقال في نظام الحكم إجراء استفتاء دستوري عام 2017، منح إردوغان صلاحيات واسعة، ولكنه ما زال يُقصِر عدد الولايات الرئاسية على فترتين فقط.

ويستند الجدل حول لقاء إردوغان بقادة من المعارضة، الأسبوع الماضي، إلى قضية أهلية ترشحه للرئاسة مرة أخرى، والتي قد تتطلب إما تصويت البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة بأغلبية 360 صوتاً على الأقل، وإما أن يتم إجراء تعديل دستوري أو وضع دستور جديد.

وفي ظل حقيقة أن المقاعد البرلمانية لـ«تحالف الشعب» (حزبا «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية») غير كافية، فإن هناك حاجة إلى أصوات أحزاب من المعارضة -على الأقل- للدعوة إلى انتخابات مبكرة أو طرح الدستور للاستفتاء.

باباجان مصافحاً إردوغان بينما يجلس داود أوغلو عن يساره (الرئاسة التركية)

ويصف مسؤولون في حزب «العدالة والتنمية» ظهور رئيسه، إردوغان، مع قادة الأحزاب، بأنه «صورة لعصر جديد في السياسة»، وتوجيه رسالة بشأن تعزيز الجبهة الداخلية في تركيا.

وحسب تقييم آخر داخل الحزب، تُشير خطوة إردوغان إلى البحث عن تحالفات جديدة تهدف إلى حل مشكلة انتخاب الرئيس، وقاعدة الفوز بـ«50 في المائة + 1»، وأنه بهذه الطريقة قد يفتح الباب أمام عودة داود أوغلو الذي أُجبر على الاستقالة من رئاسة الحزب كما أكد بنفسه، وباباجان الذي ترك الحزب بطريقة أكثر سلاسة.

انتخابات مبكرة

وذهب الصحافي مراد يتكين إلى أن نشر الرئاسة التركية صور إردوغان وهو يصافح باباجان وداود أوغلو وجلوسهما عن يساره، بينما جلس الرئيسان المشاركان لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تونجر باكيرهان وتولاي حاتم أوغلاري، عن يمينه، يُعيد إلى الأذهان سيناريو آخر، تحدث عنه كبير المستشارين القانونيين لإردوغان، محمد أوتشوم.

وكان أوتشوم قد ذكر -منذ أشهر- أن حزب «العدالة والتنمية» لن يحتاج إلى وضع دستور جديد للبلاد، أو إجراء تعديل للدستور لإعادة ترشيح إردوغان للرئاسة، وهو ما اعتُبر إشارة إلى الدعوة لانتخابات مبكرة بتأييد 360 نائباً بالبرلمان. ويملك حزبا «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» (تحالف الشعب) 319 مقعداً، ويحتاجان إلى دعم من أحزاب أخرى.

الرئيس التركي خلال مصافحة رئيس وزرائه السابق وخصمه الحالي أحمد داود أوغلو (الرئاسة التركية)

وقال يتكين إن إردوغان حاول من خلال هذه الصور إعطاء انطباع بوجود «جبهة موحدة ضد حزب (الشعب الجمهوري)».

مواقف ثابتة للأحزاب

أما الأحزاب التي ظهر قادتها في الصور مع إردوغان، فتباينت مواقفها في تبرير الأمر، ولكنها أجمعت على أن هذه الصور لا تعني أن هناك اتجاهاً للتحالف مع إردوغان أو التخلي عن معارضته، وأن تناول الشاي معه في افتتاح البرلمان، لا يعني بالضرورة ترك معارضته.

أوزيل متحدثاً خلال لقاء مع صحافيين أتراك مساء ليل السبت- الأحد (حزب الشعب الجمهوري- إكس)

وبدوره، انتقد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، التأويلات التي ذهب إليها بعض كتاب المقالات، وكذلك الحديث المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الصور، قائلاً إن ما حدث «أمر طبيعي»، وإنه «تواصل مع قادة الأحزاب المشاركين في اللقاء بعد انعقاده»، وأن العلاقة بينهم «لم تتأثر».

وأكد أوزيل، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية ليل السبت- الأحد، أن قرار مقاطعة حزبه افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان كان صائباً، بسبب ما يتعرض له الحزب من حملات، اتهم إردوغان بالوقوف وراءها، وأن مشاركة حزبه في استقبال إردوغان واللقاء به كان سيصبح إهانة للناخبين.

ورداً على الانتقادات الموجهة إليه بشأن قرار مقاطعة افتتاح البرلمان، لجهة أنه تصرف غير ديمقراطي، قال أوزيل إن حزبه «لم يقاطع البرلمان، وإنما قاطع إردوغان».


مقالات ذات صلة

تحقيق جديد ضد زعيم المعارضة التركية بتهمة «إهانة إردوغان»

شؤون إقليمية مشاركون في تجمع لحزب «الشعب الجمهوري» في إسطنبول يرفعون صورة لإمام أوغلو ليل 5 نوفمبر (حساب الحزب في إكس)

تحقيق جديد ضد زعيم المعارضة التركية بتهمة «إهانة إردوغان»

فتح مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً ضد زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل بتهمتي «إهانة رئيس الجمهورية»، كما تم اعتقال عدد من الصحافيين المعارضين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا مفوضية الاتحاد الأوروبي وجهت انتقادات حادة لتركيا بسبب وضع حقوق الإنسان والديمقراطية واستقلال القضاء في تقريرها لعام 2025 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي لا يرى تقدماً يسمح لتركيا بالحصول على عضويته

رفضت تركيا ما جاء في تقرير يرصد تقدمها في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب انتقادات حادة تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ووضع القضاء

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرطاش (من حسابه في إكس)

المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تلزم تركيا الإفراج عن دميرطاش

رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان استئنافاً قدمته تركيا ضد قرارها بالإفراج الفوري عن السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرطاش.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مصافحة بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي خلال افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان يوم 1 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا: حديث متصاعد عن انهيار وشيك لتحالف «إردوغان – بهشلي»

أثار غياب رئيس حزب «الحركة القومية» عن احتفالات الذكرى 102 لتأسيس الجمهورية التركية تكهنات عن خلافات مع الرئيس رجب طيب إردوغان قد تؤدي لانهيار تحالفهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أنصار المعارضة التركية خلال مظاهرة أمام مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول دعماً لإمام أوغلو خلال إفادته في اتهامه بالتجسس (إ.ب.أ)

تركيا: توقيف جديد لإمام أوغلو بتهمة «التجسس»

أمرت محكمة تركية بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول المحتجز منذ مارس الماضي، أكرم إمام أوغلو، باتهام جديد يتعلق بـ«التجسس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تركيا: الكشف عن محضر اجتماع لأوجلان مع قادة «الكردستاني» قبل حله

مظاهرة للأكراد في مدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر للمطالبة بالحرية لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
مظاهرة للأكراد في مدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر للمطالبة بالحرية لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
TT

تركيا: الكشف عن محضر اجتماع لأوجلان مع قادة «الكردستاني» قبل حله

مظاهرة للأكراد في مدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر للمطالبة بالحرية لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
مظاهرة للأكراد في مدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر للمطالبة بالحرية لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)

بينما يتصاعد الجدل حول زيارة اللجنة البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لحل حزب «العمال الكردستاني» وعملية السلام في تركيا لزعيم الحزب السجين، عبد الله أوجلان، كُشف محضر اجتماع عقده أوجلان «عبر الهاتف» مع قيادات من الحزب في جبال قنديل، ومسؤولة في «الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال وشرق سوريا» قبل إعلان حل الحزب.

وبحسب ما جاء في الاجتماع، أكد أوجلان أن هناك وضعاً جديداً في المنطقة، وأن الوضع في إيران وسوريا والعراق تغير، وأن تركيا أيضاً تواجه مشكلة دستورية خطيرة، وأن دعوته للتخلي عن السلاح هدفها تحقيق الديمقراطية في تركيا والشرق الأوسط.

وأكد موقع «فيريانسين تي في»، الاثنين، صحة ما نشره الموقع الذي انفصل عن الحزب قبل سنوات، ويروج للانفصال الكردي، ويُزعم أنه مقرب من الرئيس السابق لـ«الحزب الديمقراطي» في إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني.

واقع جديد

ونقل الموقع ما جاء في اجتماع عقد في 2 مايو (أيار) الماضي قبل 3 أيام من المؤتمر العام لحزب «العمال الكردستاني» الذي عقد في الفترة من 5 إلى 7 مايو، استجابة لدعوة أوجلان لحل الحزب التي أطلقها في 27 فبراير (شباط) الماضي.

حزب «العمال الكردستاني» أعلن في 12 مايو الماضي حل نفسه استجابة لدعوة أوجلان (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن الاجتماع حضره اثنان من قادة الحزب في جبل قنديل، هما صبري أوك، ورمزي كارتال، إلى جانب الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية (الكردية) في شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، وصونغول تشيليك من حركة النساء الأوروبيات التابعة للحزب، وأحد ضباط المخابرات التركية.

وبحسب ما جاء بالمحضر، قال أوجلان إن معاهدة لوزان انتهت بعد 100 عام، وإن اتفاقيتي «سايكس بيكو» و«قصر شيرين» (الخاصة بإيران) و«اتفاقية الموصل» (الخاصة بالعراق) انقضت أيضاً، وإن هدفه هو إرساء الديمقراطية في تركيا والشرق الأوسط.

مجموعة من عناصر «العمال الكردستاني» أثناء مراسم لإحراق الأسلحة أقيمت في السليمانية في 11 يوليو استجابة لدعوة أوجلان (رويترز)

وأضاف أوجلان أنه هو من دفع رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، (حليف إردوغان)، إلى إطلاق مبادرته، التي سماها «مبادرة تركيا خالية من الإرهاب»، والتي حظيت بدعم إردوغان.

وتابع أن «فترة التسعينات شهدت أخطاء كثيرة، وأن حزب (العمال الكردستاني) انطلق على أساس (استقلال كردستان) وأنه هو من قاده، لكننا الآن نغير هذا، ونتخلى عنه، ويجب أن نعقد مؤتمر نزع السلاح».

أسباب حل «الكردستاني»

وأوضح أنه اتخذ قرار حل الحزب لسببين، أولهما انهيار الاشتراكية الحقيقية وتراجع مبدأ حق تقرير المصير، وثانيهما أن الحزب يتبنى منذ تسعينات القرن الماضي نهجاً خاسراً مرّ عليه الزمن، ولذلك فإنه يتحمل المسؤولية ويتخلى عن هدف الدولة القومية، ويرى أنه يمكن أن تكون هناك دولة ديمقراطية، ومجتمع ديمقراطي قائم على الاشتراكية، ويدافع عن هذه الآراء ليس فقط من أجل تركيا، بل من أجل العالم أجمع.

القيادي في «العمال الكردستاني» صبري أوك خلال مؤتمر صحافي في 29 أكتوبر الماضي لإعلان سحب قوات الحزب من تركيا (رويترز)

وأشار أوجلان أن هذه المبادرة ستفضي إلى عودة الكثير من «الأصدقاء» إلى تركيا من خلال التنظيم القانوني، محذراً من أن هناك العديد من القوى داخل الدولة ومجموعات «العمال الكردستاني» تعارض المبادرة، وتريد عرقلتها، ويجب أن يتخذ الحزب الاحتياطات اللازمة، وأن يتم التعامل بأقصى درجات الحساسية.

ووفقاً للمحضر، أكد أوجلان أنه لا يريد «دولة اتحادية»، ويريد تطوير علاقات قائمة على الوحدة الديمقراطية، وأنه سيطلب دعم تركيا لإرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ورداً على رمزي كارتال، الذي قال إن الدولة لم تتخذ أي خطوات لبث الثقة، وإن شرط القيادات هو ضمان ظروف العمل والمعيشة الحرة لأوجلان، قال أوجلان: «لقد دفعت بهشلي إلى هذا النهج، أنت لم تفهم هذا، أجد وضعك حرجاً، نهجك يُظهر ذلك، ليس هكذا تسير الأمور، إذا كررتَ وتصرفتَ على هذا النحو، ستُصبح الدولة عنيدة وتُبقيني هنا (في سجن إيمرالي) لفترةٍ أطول، سأُغيّر الدولة، أنا مُصمّمٌ على ذلك».

وضع سوريا

وبالنسبة للقضية السورية ووضع شمال سوريا، جاء بالمحضر أن إلهام أحمد أعلنت الولاء لأوجلان، وأنه دعا بدوره حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري» إلى التوصل إلى اتفاق مع حكومة دمشق.

جانب من مؤتمر وحدة موقف المكونات الكردية في سوريا في أغسطس الماضي (رويترز)

وأضاف أوجلان: «سنحمي وحدة سوريا الديمقراطية، لا الدولة السورية ولا حكومة (الرئيس أحمد الشرع) قادرة على تحقيق ذلك، الآن، الشرع يمثل سوريا، وأعتقد أنه سيفهم برنامجنا الجديد، نريد دستوراً ديمقراطياً، إذا كانت البلاد ديمقراطية فلن تكون هناك حاجة للسلاح، يجب تسليم الحدود والجمارك الخارجية للدولة، وأنتم تديرون شؤونكم الداخلية بأنفسكم».

في الوقت ذاته، أثار إعلان رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، التي شكلها البرلمان في 5 أغسطس (آب) الماضي لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني»، أن اللجنة يمكنها اتخاذ خطوة زيارة أوجلان في سجن إيمرالي (جنوب بحر مرمرة غرب تركيا) لإتمام العملية، وأنها هي من ستتخذ القرار.

أحد اجتماعات اللجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان التركي في إكس)

وعلى أثر هذا الإعلان، طالب رئيس حزب «الجيد» القومي المعارض، موساوات درويش أوغلو، حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة بالانسحاب فوراً من اللجنة التي تريد أن تساوي الدولة بـ«القاتل» (أوجلان).


إسرائيل تطلق مناورات واسعة في الضفة تحاكي «7 أكتوبر محتملاً»

جندي إسرائيلي أثناء اشتباك مع متظاهرين فلسطينيين قرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة - 7 نوفمبر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي أثناء اشتباك مع متظاهرين فلسطينيين قرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة - 7 نوفمبر الحالي (رويترز)
TT

إسرائيل تطلق مناورات واسعة في الضفة تحاكي «7 أكتوبر محتملاً»

جندي إسرائيلي أثناء اشتباك مع متظاهرين فلسطينيين قرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة - 7 نوفمبر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي أثناء اشتباك مع متظاهرين فلسطينيين قرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة - 7 نوفمبر الحالي (رويترز)

أطلق الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مناورات عسكرية واسعة، في الضفة الغربية، تستهدف رفع الجاهزية وتحاكي هجوماً محتملاً مماثلاً لـ«7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023» في قطاع غزة.

وأعلن ناطق باسم الجيش أن المناورات التي حملت اسم «زئير الأسد» أطلقت صباح الاثنين في الضفة، بغية التعامل مع مجموعة من السيناريوهات في أنحاء الضفة الغربية والأغوار (المنطقة الحدودية مع الأردن).

ويستمر التدريب «واسع النطاق» 3 أيام وتشارك فيه قيادة المنطقة الوسطى، بالتعاون مع وحدات خاصة، وسلاح الجو، وهيئة التكنولوجيا واللوجيستيات، وأذرع إضافية تابعة للجيش، إلى جانب قوات أمن أخرى.‏

جنود إسرائيليون في الضفة الغربية نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)

وقال الناطق العسكري إنه خلال التمرين، سيتم تدريب القوات على التعامل مع سيناريوهات تصعيد مختلفة، باستخدام قدرات عملياتية واستخباراتية متنوعة، وسيتم استخدام محاكاة للعدو، وطائرات مسيّرة، ووسائل قتالية مختلفة، وستُلاحَظ حركة نشطة لقوات الأمن والقطع الجوية في المنطقة.‏

وبحسب بيان الجيش؛ «يُجرى هذا التمرين في إطار خطة التدريبات لهيئة العمليات، مع التركيز على التدريب وتطبيق الخطط العملياتية برؤية متعددة الساحات. وقد تم تحديد موعد التمرين مسبقاً ضمن خطة التدريبات السنوي لجيش الدفاع لعام 2025».

تجدد دعوات الضم

وتأتي المناورات في وقت قالت فيه وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، إن حكومتها ترى أن فرض «السيادة» الإسرائيلية على الضفة سيحدث في «نهاية المطاف»، متحدية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، الذي قال فيه إنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة. وقالت ريغيف إن السيادة ستتحقق، ولكن ليس الآن.

وتريد الحكومة الإسرائيلية ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ووضعت خططاً جاهزة تشمل ضم حتى 82 في المائة من مساحة الضفة على مراحل.

ويقسم اتفاق أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق: «أ» و«ب» و«ج». وتتضمن المنطقة «أ» المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليّة أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

وعلى الرغم من منع ترمب عملية الضم، دفعت إسرائيل مشاريع استيطانية واسعة، وأطلقت يد المستوطنين للسيطرة على مساحة أوسع في الضفة.

وفي المنطقة «ج»، توجد جميع المستوطنات ومناطق نفوذها وطرق خاصة بالمستوطنين، وأخرى مشتركة بينهم وبين الفلسطينيين.

ويعيش في الضفة حالياً أكثر من 900 ألف مستوطن إسرائيلي يحملون الجنسية الإسرائيلية، بين نحو 3 ملايين فلسطيني.

مالك أرض فلسطيني وناشط أجنبي متضامن معه يتحدثان مع جنود إسرائيليين بينما يرعى مستوطن إسرائيلي (يمين) أغنامه على أرض فلسطينية في قرية أم الخير قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وبحسب أرقام فلسطينية، توجد في الضفة اليوم 200 مستوطنة إسرائيلية، و243 بؤرة استيطانية، و129 بؤرة رعوية.

ولم يحدد الجيش الإسرائيلي ما هي السيناريوهات التي سيتعامل معها، لكنّ تقريراً سابقاً الأسبوع الماضي لهيئة البث الإسرائيلية «كان»، قال إن التدريبات تستند بشكل مباشر إلى الدروس المستخلصة من أحداث 7 أكتوبر، وذلك ضمن جهود رفع الاستعداد لمواجهة احتمال التصعيد، وتسلل مسلحين، ووقوع عمليات في منطقة الضفة الغربية والأغوار.

ويضم التدريب فرقتين عسكريتين: فرقة الضفة الغربية وفرقة «غلعاد» (96).

محاكاة لـ7 أكتوبر جديد

وتأتي أهمية هذا التمرين في محاكاته لسيناريوهات مختلفة؛ أبرزها «اختراق المسلحين للبلدات الإسرائيلية في المنطقة» (على غرار 7 أكتوبر).

ويهدف التمرين إلى تحسين التنسيق والعمل المشترك بين مختلف الأجهزة وضمان استجابة موحدة وفعالة وتعزيز الجاهزية الشاملة، في مسعى لتأمين المستوطنات ورفع مستوى الردع والاستجابة للتهديدات المتطورة في الضفة الغربية والأغوار الحدودية، بحسب مصادر أمنية.

فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

وهذه أول مشاركة في تمرين بالضفة الغربية لفرقة 96 (فرقة جلعاد) التي تأسست قبل عدة أشهر، وتتولى مسؤولية حماية الحدود مع الأردن. وستقوم هذه الفرقة بتدريب على إجراءات الانتشار والاستجابة في منطقة مسؤوليتها، مما يعكس الأهمية المزدادة التي توليها قيادة الجيش لخط الحدود الشرقي.

وعشية هذه الاستعدادات، عُقد نقاش خاص برئاسة رئيس الأركان، إيال زامير، تمحور حول تهديد الطائرات المسيّرة، ما يشير إلى أن التمرين قد يضم محاكاة لمواجهة هذا النوع من التهديدات الجوية غير التقليدية.

ومنذ هجوم 7 أكتوبر 2023 في غزة، يروج الإسرائيليون لهجوم مماثل محتمل في الضفة الغربية، لكن السلطة الفلسطينية تعد ذلك نوعاً من البروباغندا التي تهدف إلى تسويق مبررات لاستمرار الهجوم على الضفة الغربية.


لاريجاني ينفي مراسلة واشنطن لرفع العقوبات: ترمب العدو الرئيس لاستقلال الدول

صورة نشرها موقع لاريجاني لأحد لقاءاته مع ممثلي وسائل إعلام إيرانية
صورة نشرها موقع لاريجاني لأحد لقاءاته مع ممثلي وسائل إعلام إيرانية
TT

لاريجاني ينفي مراسلة واشنطن لرفع العقوبات: ترمب العدو الرئيس لاستقلال الدول

صورة نشرها موقع لاريجاني لأحد لقاءاته مع ممثلي وسائل إعلام إيرانية
صورة نشرها موقع لاريجاني لأحد لقاءاته مع ممثلي وسائل إعلام إيرانية

نفى «أمين المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني علي لاريجاني توجيه بلاده رسالة إلى الإدارة الأميركية تطلب فيها رفع العقوبات المفروضة عليها، وقال: «لم تُوجَّه أي رسالة للولايات المتحدة، لكن الإيرانيين يسعون دائماً لرفع العقوبات». وأشار إلى أن «كل نوايا الحكومة والدبلوماسية هي رفع العقوبات، لكننا لم نرسل رسالة، لأن هناك مفاوضات جرت من قبل ولم تنجح».

وتساءل لاريجاني على هامش مؤتمر عقد في طهران الاثنين: «ألم تكن إيران طرفاً في المفاوضات، فلماذا استخفّ الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) بها، وهاجمها خلال المفاوضات؟والآن يصرح بوقاحة: بأنني لعبتُ دوراً محورياً في مهاجمة إيران». وأشار إلى أن «أميركا تسعى إلى كسر صمود الشعب الإيراني، لكن ستصمد إيران بقوة في وجه وحشية الغرب مهما كلّفها ذلك... التهديدات الأميركية لا تؤثر على الإرادة الوطنية للإيرانيين».

وأفاد بأن «رواية الأميركيين عن ضعف إيران سخيفة». وأضاف: «لا شك أن وضعنا الاقتصادي قد تغير، لكن الناس متفقون على أننا سلكنا كل السبل الممكنة لحل المشكلات دبلوماسياً، وحتى بعد الحرب، جرت مفاوضات مع أوروبا والغرب، لكنهم أصرّوا على إعادة فرض العقوبات».

لاريجاني وفريق حمايته خلال مراسم تشييع رئيس الأركان محمد باقري الذي قتل خلال الحرب في يونيو الماضي (تلغرام)

وكان لاريجاني قال في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان: «نحن والغرب في آراء وأفكار قائد الثورة الإسلامية» إنه «لم يكن القادة الإيرانيون يوماً أعداءً للغرب، لكن سلوك الغرب في المجالين السياسي والأمني ​​وضع التعاون في أزمة»... وأشار إلى أنه «وفقاً لما يقوله (الرئيس) الأميركي، تسعى أميركا إلى تحقيق السلام من خلال استخدام القوة. يتضح فهم علاقتنا بالغرب من هذا الشعار». وأضاف: «كانت نتيجة الفكر الغربي حروباً عالمية، والآن بعد أن كشفوا عن خبايا تفكيرهم بوضوح أكبر، ماذا سيحدث؟! لقد دخل عصرنا في حالة من الجنون».

وقال أمين «المجلس الأعلى للأمن القومي»: «لا مشكلة لدى القيادة (الإيرانية) في التعاملات الاقتصادية مع الغرب، بل تعتقد أن الغرب يتدخل بشأن مدى صواريخ إيران أو قدراتها النووية بذريعة القضايا الاقتصادية. إيران لا تسعى للهيمنة ولا تقبل هيمنة أي دولة، ولن تثقل كاهلها بالكلام الفارغ من أي حكومة».

ورأى: «إن العيش باستقلالية في العصر الحالي ليس بالأمر الهيّن. والرئيس الأميركي نفسه، الذي يتباهى بالسلام عبر القوة، هو العدو الرئيس لاستقلال الدول. هذا التفكير ليس حكراً على ترمب، بل انتهج الغرب السياسة نفسها في القرون القليلة الماضية. والحرب مع إيران خير دليل على ذلك. والكيان الصهيوني، المدعوم من أميركا، يرفع الشعار نفسه».