تركيا: أزمة «الشعب الجمهوري» إلى مزيد من التعقيد

أوزيل حذر كليتشدار أوغلو... ومحكمة تصدر أول قرار إفراج في «تحقيقات الفساد»

المركز الرئيسي لـ«حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة (موقع الحزب)
المركز الرئيسي لـ«حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة (موقع الحزب)
TT

تركيا: أزمة «الشعب الجمهوري» إلى مزيد من التعقيد

المركز الرئيسي لـ«حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة (موقع الحزب)
المركز الرئيسي لـ«حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة (موقع الحزب)

تتجه أزمة «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، إلى مزيد من التعقيد مع انتظار قرار المحكمة المدنية الابتدائية في دعوى «البطلان المطلق» للمؤتمر العام الـ38 للحزب الذي عُقد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، والمقرر صدوره في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وأعلن رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، أنه لن يعترف بقرار المحكمة إذا أصدرت حكماً ببطلان المؤتمر العام الاعتيادي الذي عُقد في 4 و5 نوفمبر 2023، ولن يعترف أيضاً بتعيين «محتمل» لرئيس الحزب السابق كمال كليتشدار أوغلو أو أي شخص آخر وصياً على الحزب.

جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه مندوبو الحزب توقيع عرائض تطالب بعقد مؤتمرٍ عامّ استثنائيٍّ إقليمي في إسطنبول بسبب ما وصفوه بـ«المساعي والهجمات الخبيثة على الحزب».

تحركات مكثفة

وخلصت التقييمات خلال العديد من الاجتماعات التي عقدها الحزب خلال الأيام الماضية إلى أن قرار المحكمة الابتدائية المدنية في إسطنبول إقالة رئيس فرع الحزب في المدينة، أوزغور تشيليك، وأعضاء مجلس إدارته، كإجراءٍ احترازي، وتعيين فريق أوصياء لإدارته مؤقتاً، من الممكن أن يكون تمهيداً لقرار مماثل تتخذه محكمة أنقرة بشأن المؤتمر العام الذي فاز فيه أوزيل برئاسة الحزب متفوقاً على رئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو.

أوزيل متحدثاً خلال فعالية بمقر «حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة الجمعة (حساب الحزب في «إكس»)

وبدأت اللجنة العليا للانتخابات، الجمعة، مناقشة طعن تقدم به الحزب على قرار محكمة إسطنبول الابتدائية وقف مؤتمرات مجالس الانتخابات المحلية في 6 مقاطعات في إسطنبول، بدعوى «عدم الشرعية التامة» للقرار الذي صدر الثلاثاء الماضي، والذي جاء في الطعن أنه يشكل «اغتصاباً للسلطة غير قابل للتنفيذ قانوناً وواقعاً»، ويخالف المادة (79) من الدستور.

ولم يعترف رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، بقرار محكمة إسطنبول، وأعلن استمرار رئيس فرع الحزب في أداء مهامه، كما قررت لجنة القرار المركزي للحزب فصل النائب السابق، جورسال تكين، الذي عينته المحكمة على رأس فريق يضم 4 أعضاء آخرين كأوصياء لإدارة فرع الحزب مؤقتاً، أعلن أحدهم، وهو حسن باباجان، الجمعة، تراجعه عن الانضمام إليه.

وعدّ أن قرار محكمة إسطنبول اتُّخذ للتأثير على محكمة أنقرة في القضية الجارية بشأن طلب «البطلان المطلق» للمؤتمر العادي الـ38 للحزب الذي عُقد في 2023، والمؤتمر الاستثنائي الـ21 الذي عُقد في أبريل (نيسان) الماضي.

لا أوصياء ولا حزباً جديداً

وقال أوزيل، في تصريحات الجمعة، إنه في حال تعيين الرئيس السابق للحزب كمال كليتشدار أوغلو أو أي شخص آخر وصياً على الحزب، فـ«لن نعترف بذلك، ولن يعترف به أيضاً رؤساء فروعنا الـ81 في الولايات». ويتردد أن اللجنة المركزية للحزب قد تتخذ قراراً بفصل كليتشدار أوغلو حال قبوله تعيينه وصياً على الحزب.

أوزيل وكليتشدار أوغلو خلال المؤتمر العام الـ38 لـ«حزب الشعب الجمهوري» في 2023 (حساب الحزب في «إكس»)

وعن المزاعم بأنه سيشكل حزباً جديداً إذا تم عزله من رئاسة «الشعب الجمهوري»، أكد أوزيل أن هذا «غير وارد»، مضيفاً: «هذا هو (حزب الشعب الجمهوري)، ليس أي حزب، لا يمكننا تقسيمه. تقسيم (حزب الشعب الجمهوري) يعني تقسيم تركيا، ولن نقبل بذلك، وسنقاتل حتى النهاية».

وعما إذا كان يخشى رفع الحصانة البرلمانية عنه واعتقاله، قال أوزيل: «إنهم (الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته) قادرون على كل أنواع الشر. ما زالوا يوجهون لي رسالة: (اجلس في أنقرة، أوقف التجمعات والاحتجاجات، وسننهي هذه الهجمات... اتركوا أكرم إمام أوغلو (رئيس بلدية إسطنبول المرشح الرئاسي لـ«الشعب الجمهوري» المحتجز منذ 19 مارس/ آذار الماضي) وشأنه. أوقفوا المظاهرات وكونوا معارضة كاملة)، لو قبلتُ ذلك؛ لَما كانت هناك مشكلة».

تجمع لأنصار «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول الأربعاء احتجاجاً على قرار المحكمة إيقاف رئيس فرع الحزب في المدينة (حساب الحزب في «إكس»)

وأضاف: «لقد أقمنا أكثر من 50 تجمعاً واحتجاجاً منذ احتجاز إمام أوغلو، وثق بنا المواطنون والشباب، وهم يملأون الساحات ويخاطرون بكل شيء. لا أستطيع أن أخيب آمالهم. سندفع أي ثمن، لكن لن نحطم أحلامهم».

تطور في قضايا الفساد

بالتوازي، قررت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول الإفراج عن رئيس بلدية بيكوز التابعة لبلدية إسطنبول، علاء الدين كوسلر، و12 متهماً آخرين في إطار محاكمة 26 متهماً بـ«التلاعب في المناقصات» و«تأسيس منظمة والانتماء إليها ودعمها بغرض ارتكاب جريمة».

علاء الدين كوسلر (من حسابه في «إكس»)

واعتُقل كوسلر في 27 فبراير (شباط) الماضي، وتم توقيفه في 3 مارس، ووقفه عن العمل بأمر من وزارة الداخلية في اليوم التالي، وطالب الادعاء العام بمعاقبته بالسجن لمدة تتراوح بين 17 عاماً و6 أشهر و67 عاماً و3 أشهر بتهم «تأسيس منظمة لارتكاب جريمة»، و«التلاعب في العطاءات من خلال أعمال احتيالية»، و«الاحتيال المشدد المتكرر»، و«التزوير المتكرر للوثائق الرسمية».

وهذا هو أول قرار إفراج تصدره محكمة تركية بالتحقيقات في شبهات الفساد في بلدية إسطنبول والبلديات التابعة لها، والتي يديرها «حزب الشعب الجمهوري»، وستتواصل المحاكمة دون احتجاز المتهمين؛ إذ طلبت المحكمة تقديم الوثائق المتعلقة بأعمال لجان التفتيش الدوري على البلدية لإصدار قرارها النهائي. وأصدر «حزب الشعب الجمهوري» بياناً بعد إطلاق سراح كوسلر قال فيه إنه سُجن ظلماً لأشهر في إجراء استثنائي يخالف الأحكام الواضحة للدستور والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وطالب بإعادته إلى منصبه على الفور.

محاكمات إمام أوغلو

في الوقت ذاته، تقرر تأجيل جلسة محاكمة إمام أوغلو في قضية إلغاء شهادته الجامعية لمدة يوم واحد لتُعقد يوم 12 بدلاً من 11 سبتمبر، مع نقلها من محكمة تشاغلايان إلى قاعة في سجن سيلفري المحتجز فيه.

إمام أوغلو (إكس)

وعقب إلغاء جامعة إسطنبول شهادته الجامعية في 18 مارس الماضي، رُفعت دعوى قضائية من جانب النيابة العامة في إسطنبول ضد إمام أوغلو بتهمة «تزوير وثائق رسمية»، مطالبةً بعقوبة السجن لمدة 8 سنوات و9 أشهر. كما تنظر المحكمة طعناً قدمه محامو إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري) على قرار إلغاء شهادته.


مقالات ذات صلة

زيارة مفاجئة من «وفد إيمرالي» لأوجلان في أجواء متوترة

شؤون إقليمية صورة لزعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان ثبتها مسلحون من الحزب عند سفح جبل قنديل شمال العراق عند إعلان انسحابهم من تركيا في 26 أكتوبر الماضي (رويترز)

زيارة مفاجئة من «وفد إيمرالي» لأوجلان في أجواء متوترة

قام «وفد إيمرالي» بزيارة مفاجئة إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في محبسه، غرب تركيا، وسط قلق من التصريحات حول «عملية السلام».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية خلال خطاب أمام المؤتمر العام الـ39 لحزبه في أنقرة (حساب الحزب في إكس)

انتخاب أوزيل رئيساً لحزب «الشعب الجمهوري» للمرة الرابعة في عامين

تعهد زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، بانتزاع حزبه السلطة في البلاد بالانتخابات المقبلة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل يتوسط قيادات وأعضاء بارزين في افتتاح المؤتمر العام الـ39 في أنقرة في 28 نوفمبر (حساب الحزب في «إكس»)

«الشعب الجمهوري» يسعى لتثبيت زعامة أوزيل للمعارضة التركية

انطلق في أنقرة، الجمعة، المؤتمر العام العادي الـ39 لحزب «الشعب الجمهوري» بعد موجة من التحقيقات والضغوط القضائية التي وصلت إلى حد المطالبة بإغلاقه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية لجنة وضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني» وعملية السلام بالبرلمان التركي (حساب البرلمان في إكس)

تركيا: تأجيل اجتماع برلماني وسط جدل حول زيارة أوجلان

أرجأ البرلمان التركي اجتماعاً للجنة المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» للاطلاع على فحوى زيارة وفدها لزعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون في إسطنبول يرفعون لافتات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

تركيا: محكمة تقبل لائحة الاتهام ضد رئيس بلدية إسطنبول المحتجز

قبلت محكمة تركية لائحة اتهام بحق رئيس بلدية إسطنبول المعارض المحتجز أكرم إمام أوغلو ومئات آخرين في إطار تحقيقات في شبهات فساد في البلدية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
TT

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، رئيساً جديداً لـ«الموساد» بخيبة أمل داخل الجهاز، وفقاً لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون على الرغم من أن كثيرين قالوا إن الاختيار لم يكن مفاجئاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن نتنياهو تجاوز مرشحي «الموساد» المدعومين منه لتعيين رومان غوفمان، مما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه إن ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه.

وبعد أن اختار نتنياهو شخصاً من خارج جهاز «الشاباك»، وهو ديفيد زيني، لقيادته في وقت سابق من هذا العام، توقع كبار مسؤولي «الموساد» أن يتبع نفس النهج: اختيار شخصيات من خارج الجهاز يراها عدوانية وموالية ومتوافقة آيديولوجياً معه.

ويقول المنتقدون إن هذه الخطوة تعكس معركة نتنياهو الأوسع ضد ما يسميه «النخب» و«الدولة العميقة»، ويقول المؤيدون إن غوفمان موثوق به، وكتوم، ومخلص.

وزعم بعض المسؤولين المطلعين على عملية التعيين أن غوفمان خضع لـ«مقابلة» غير رسمية مع زوجة نتنياهو، سارة، قبل اتخاذ القرار- وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه «كاذب تماماً».

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان وبنيامين نتنياهو ورئيس ديوان مكتبه تساحي برافرمان والقائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يظهرون بمركز قيادة خلال الغارات في قطر (الشاباك)

وأشار آخرون إلى إتقانه للغة الروسية ولغته الإنجليزية المحدودة، مما قد يُعقّد التواصل الدبلوماسي، مع أن حلفاءه يجادلون بأن إتقان اللغة الإنجليزية ليس جوهرياً في مهام «الموساد» الأساسية وتوقع العديد من كبار مسؤولي الدفاع موجة استقالات داخل الجهاز عقب الإعلان.

وتجاوز نتنياهو المرشحين الذين أوصى بهم مدير الموساد المنتهية ولايته، ديفيد برنياع، واختار غوفمان بدلاً منه، الذي لم يرتقِ في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. وقال المطلعون على تفكير رئيس الوزراء إن قراره كان مدفوعاً بولائه وحكمته ووصفه مسؤول دفاعي كبير سابق بأنه «مخلص بشدة لنتنياهو» ووصف التعيين بأنه «محير».

ويقول زملاؤه إن غوفمان ضابط جاد ومنضبط وقارئ نهم للتاريخ والاستراتيجيات العسكرية.

ولفت بعض مسؤولي الأمن السابقين إلى أنه قد يكون متهوراً أيضاً، وأشاروا إلى قضية من فترة عمله قائداً للفرقة 210 «باشان»، حيث زُعم أنه أذن باستخدام شاب مدني يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى أوري ألماكايس، في عملية غير مصرح بها وهي قضية أدت لاحقاً إلى اعتقال المراهق واحتجازه لفترة طويلة قبل إسقاط التهم عنه.

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس (د.ب.أ)

وقال ضابط كبير سابق في الاستخبارات العسكرية إنه على الرغم من أن غوفمان «شخص ماكر وشجاع»، فإنه يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية العملياتية المتوقعة عادةً من مدير الموساد.

وأضاف المسؤول: «إنه يتحدث الروسية والعبرية فقط، ولا ينطق بكلمة إنجليزية واحدة لقد شغل منصب لواء لمدة عام واحد فقط ولم يسبق له إدارة منظمة بهذا الحجم».

وفي المقابل، رفضت مصادر مقربة من نتنياهو بشدة الانتقادات لتعيين غوفمان، واصفةً إياه بالتعيين الممتاز، وقالوا إن إتقانه للغة الروسية وفهمه الإقليمي جعلاه لا يُقدر بثمن في مهمات حساسة في موسكو، وأشاروا إلى أنه أصبح، بصفته السكرتير العسكري، أقرب مستشار أمني لنتنياهو، وأضافوا أنه لعب دوراً في عمليات سرية مهمة، بما في ذلك اغتيالات لكبار شخصيات «حزب الله»، ومهام موجهة ضد إيران خلال الصراع معها في وقت سابق من هذا العام.

ويصف المسؤولون الذين عملوا معه من كثب غوفمان بأنه مفكر عدواني وغير تقليدي «ويقاتل بسكين بين أسنانه ويتفوق في الخداع، ويُحاط بالمعلومات الحساسة، وهي سمات يعتبرونها أساسية للموساد»، وقال أحدهم: «إنه المساعد الأمني ​​الأكثر ثقة لرئيس الوزراء. ليس رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع - بل كان غوفمان».

وفي حين يشير البعض إلى قلة لغته الإنجليزية كمصدر قلق، يجادل مؤيدوه بأن ساحات الموساد الرئيسية - إيران وسوريا ولبنان - لا تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بينما تعتبر لغته الروسية ميزة نظراً لعلاقات موسكو مع إيران وغيرها من الجهات المعادية.

وكان رئيس الأركان إيال زامير التقى بغوفمان هذا الأسبوع وهنأه، قائلاً إن الجيش سيدعمه في انتقاله إلى المنصب، وأكد «الموساد» أن برنياع تحدث مع غوفمان وتمنى له النجاح، فيما ذكر نتنياهو أنه اختار غوفمان بعد مقابلات مع عدد من المرشحين، وأشاد بـ«قدراته المهنية الاستثنائية»، مشيراً إلى دوره في مواجهة هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما غادر منزله لقتال مسلحي «حماس» وأصيب بجروح بالغة.


إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».


لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
TT

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

اختتمت لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع الخاصة بالعملية.

وقال رئيس البرلمان التركي رئيس اللجنة، نعمان كورتولموش: «من الآن فصاعداً، سنُنجز أخيراً بعض واجباتنا الأساسية، وسنعرض النتائج التي حققناها على البرلمان»، مُعرباً عن أمله أن تثمر جهود اللجنة عن نتائج إيجابية. وأضاف كورتولموش، في مستهل أعمال الجلسة 19 للجنة التي عقدت بالبرلمان التركي، الخميس، أن عملية «تركيا خالية من الإرهاب» (الاسم الذي تستخدمه الحكومة التركية للإشارة إلى «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» كما يسميها الأكراد)، لا تقتصر على عمل اللجنة، لكنه جزء منها فقط.

رئيس البرلمان التركي نعمان كوتولموش (حساب البرلمان في إكس)

وأشار كورتولموش إلى أنه «بعد إعلان المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) قرارها بحلّ نفسها - في 12 مايو (أيار) الماضي - وبدء عملية تسليم أسلحتها بمراسم رمزية، تسارعت وتيرة هذه العملية»، وأن «اللجنة البرلمانية، المؤلفة من 11 حزباً بالبرلمان، أوفت بمسؤولياتها، حتى وصلت العملية إلى المرحلة الحالية».

مرحلة حساسة

وذكر كورتولموش أن اللجنة استمعت، منذ تأسيسها في 5 أغسطس (آب) حتى الآن، إلى 134 فرداً ومنظمة من المجتمع المدني.

وتابع كورتولموش: «من الواضح أننا دخلنا مرحلة تتطلب من الجميع توخي المزيد من الحذر والتصرف بحساسية أكبر من الآن فصاعداً، واختيار الكلمات والأسلوب بعناية، لأن أي كلمة ممكن أن تؤثر على هذه العملية سلباً أو إيجاباً».

وخلال الاجتماع، استمع أعضاء اللجنة، في الجلسة التي عقدت بشكل مغلق أمام الصحافة، إلى إحاطة من وفدها الذي زار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

امرأة كردية ترفع صورة لأوجلان وهو يقرأ نداءه لحزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي خلال احتفالات عيد النوروز في تركيا في 21 مارس (رويترز)

وقال كورتولموش، خلال كلمته الافتتاحية، إنه «بهذه الزيارة، اختتمت لجنة التحقيق مرحلة الاستماع، وانتقلت إلى مرحلة إعداد التقارير»، مُعرباً عن أمله في إعداد تقرير نهائي يعكس رؤية اللجنة لتحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب»، من خلال مراعاة الحساسيات والآراء المشتركة.

وأضاف أنه بإعداد هذا التقرير تكون هذه العملية «التاريخية» تجاوزت مرحلة حاسمة أخرى، وتكون اللجنة أوفت بمسؤولياتها، لافتاً إلى أنها «ليست عملية تفاوض، بل سياسة دولة».

موقف أوجلان

وفي تصريحات سبقت اجتماع اللجنة، قال كورتولموش إن اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان كان قراراً اتخذ بالأغلبية المطلقة داخل اللجنة، ولن يبقى مضمونه سراً.

وأكّد كورتولموش ضرورة اختتام العملية بنجاح، نظراً للظروف الإيجابية في تركيا وسوريا والعراق. ولفت إلى أن أوجلان لم يتخل عن الإطار العام المتمثل في «تلبية مطالب مواطنينا الأكراد بمعايير ديمقراطية أكثر تقدماً»، لكنه لم يقدّم أيّ مطالباتٍ بفيدرالية أو كونفدرالية أو دولة مستقلة، أو مناقشة المواد الأربع الأولى من الدستور التركي، التي تحدد شكل الجمهورية وهويتها وعلمها ولغتها.

بروين بولدان ومدحدت سانجار عضوا وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

وعشية اجتماع اللجنة، أكّد أوجلان إرادته القوية وموقفه الحازم تجاه عملية السلام، رغم كل محاولات «الانقلاب» عليها، فيما يُعدّ رداً على إعلان قياديين في الحزب تجميد أي خطوات جديدة بإقرار قانون للمرحلة الانتقالية لـ«عملية السلام» التي بدأت في تركيا عقب دعوته لحل الحزب ونزع أسلحته.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان حول زيارة وفده لأوجلان، الثلاثاء، إن الأخير أكد ضرورة وضع قانون انتقالي لعملية السلام. وطالب الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، ضرورة الكشف عن محاضر اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان.

وزير العدل التركي يلماظ تونتش (من حسابه في إكس)

في السياق، حذر وزير العدل، يلماظ تونتش، من أنه «في هذه المرحلة، قد يكون هناك من يسعى لتخريب العملية، ومن لا يريدها أن تستمر، ومن يريد عودة الإرهاب كما حدث في الماضي، ومن يريد نصب الفخاخ لتركيا وشعبها»، مؤكداً أن الدولة ستواصل توخي اليقظة.