إيران أمام مجموعة خيارات «نووية» أحلاها بالغ المرارة

«الترويكا» الأوروبية تضاعف ضغوطها على طهران وموسكو تطرح مشروع قرار تراه «إنقاذياً» في مجلس الأمن

سيارة تغادر مقر السفارة الإيرانية في جنيف حيث عقدت جولة مفاوضات بين وفد إيراني ووفد «الترويكا» الأوروبية الثلاثاء (أ.ف.ب)
سيارة تغادر مقر السفارة الإيرانية في جنيف حيث عقدت جولة مفاوضات بين وفد إيراني ووفد «الترويكا» الأوروبية الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

إيران أمام مجموعة خيارات «نووية» أحلاها بالغ المرارة

سيارة تغادر مقر السفارة الإيرانية في جنيف حيث عقدت جولة مفاوضات بين وفد إيراني ووفد «الترويكا» الأوروبية الثلاثاء (أ.ف.ب)
سيارة تغادر مقر السفارة الإيرانية في جنيف حيث عقدت جولة مفاوضات بين وفد إيراني ووفد «الترويكا» الأوروبية الثلاثاء (أ.ف.ب)

في يوم الأربعاء 13 أغسطس (آب)، وجّه وزراء خارجية «الترويكا الأوروبية» (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) وهي من الدول الموقّعة على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 (إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة التي انسحبت منه في عام 2018) كتاباً رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة النووية تُعرب فيه عن عزمها على إعادة تفعيل «آلية سناب باك» (بالعربية الضغط على الزناد) التي بموجبها سيعاد فرض ست مجموعات من العقوبات الدولية على طهران، مع نهاية الشهر الحالي، التي علقت بموجب القرار الدولي رقم «2231» الصادر في شهر يوليو (تموز) من عام 2015.

بيد أن الدول الثلاث اقترحت إعطاء إيران مهلة إضافية حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، شرط أن تعمد طهران إلى اتخاذ جملة من الخطوات التي من شأنها «طمأنة» المجتمع الدولي لجهة برنامجها النووي وسلميته.

وجاء في حرفية نص الرسالة: «لقد أوضحنا بجلاء أنه إذا لم تكن إيران مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية شهر أغسطس، أو لم تغتنم فرصة التمديد، فإن الدول الأوروبية الثلاث ستكون على استعداد لتفعيل آلية سناب باك».

والمطلوب من طهران، عملياً، استئناف المفاوضات السياسية مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق جديد، ومعالجة المخاوف الملحة التي تثير قلق المجتمع الدولي بشأن شفافية ونطاق برنامج إيران النووي، وضمان سلميته.

المطرقة الأميركية والسندان الأوروبي

بحسب الرسالة الأوروبية، فإنه سيتم تمديد المهلة لتفعيل هذه الآلية «مقابل استئناف إيران لمفاوضات عاجلة ومباشرة» مع الولايات المتحدة، و«معالجة الشواغل الأكثر إلحاحاً للمجتمع الدولي بشأن شفافية ونطاق برنامجها النووي»، من أجل ضمان طابعه السلمي.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خلال مناسبة دينية في طهران الأحد 24 أغسطس (أ.ف.ب)

ويريد الأوروبيون عودة سريعة لمفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية التي تسعى أيضاً بدفع من الولايات المتحدة والغربيين وإسرائيل إلى جلاء مصير كمية الـ400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب (بنسبة 60 في المائة) التي اختفت آثارها منذ العملية العسكرية الإسرائيلية (ثم الأميركية) ضد طهران في شهر يونيو (حزيران) الماضي. وتكرر إيران، لدى كل مناسبة، أن برنامجها سلمي الطابع، وهو الأمر الذي يثير كثيراً من الشكوك.

اجتماع جنيف

بالنظر لما سبق، يعد اجتماع جنيف الذي التأم، الثلاثاء، بين طهران وممثلي الدول الأوروبية الثلاث، الأول من نوعه منذ أن أصبح التهديد بتفعيل آلية سناب باك رسمياً.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، بعد الاجتماع، إن «طهران ما زالت ملتزمة بالدبلوماسية والتوصل إلى حل يعود بالمنفعة على الطرفين». وأضاف في منشور على «إكس»: «حان الوقت للترويكا الأوروبية ومجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار الصحيح وإعطاء الدبلوماسية وقتا ومساحة».

ويرتدي الاجتماع أهمية خاصة لثلاثة أسباب: الأول أن المهلة «الأصلية» المعطاة لطهران (نهاية أغسطس) شارفت على الانتهاء، ولم يتحقق أي مطلب من المطالب الأوروبية.

والثاني أن طهران ترفض مبدأ التمديد الذي يطرحه الأوروبيون حتى 18 أكتوبر، وهو التاريخ الأصلي لانتهاء العمل باتفاقية عام 2015، وبالقرار الدولي رقم «2231». وإذا مرت هذه المهلة دون تفعيل «سناب باك»، فإن الآلية نفسها تسقط. من هنا، ثمة من يتهم إيران بأنها تسعى إلى كسب الوقت والدخول في لعبة الاجتماعات والمفاوضات مع الأوروبيين الذين تعدهم، من جهة، «عديمي الشرعية» لجهة طلب إعادة فرض عقوبات سابقة تم تعليقها، ومن جهة ثانية، تُلوح طهران باتخاذ تدابير وإجراءات متعددة الأشكال للرد على أمر مثل هذا.

أما السبب الثالث، فعنوانه رفض التفاوض مع واشنطن إلا ضمن شروط، ومنها التزامها بألا تتعرض منشآتها النووية والمدنية مجدداً لضربات عسكرية أثناء المفاوضات. وفي أي حال، فإن الإشارة بالعودة مجدداً إلى لغة السلاح سترتفع حدتها في الأيام والأسابيع المقبلة في حال لم ينجح الجانبان الأوروبي والإيراني في تحقيق اختراق ما.

الرهان على روسيا

إزاء هذا الوضع، تعمل الدبلوماسية الإيرانية في كل اتجاه، خصوصاً باتجاه روسيا. ورهان طهران أن الرئيس فلاديمير بوتين قادر على تليين المواقف الأميركية المتحكمة بالمواقف الأوروبية.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أمرين: الأول، الاتصال الذي جرى بين الرئيس بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، الذي خُصص، بحسب الطرفين الروسي والإيراني، في جانب رئيسي منه لملف طهران النووي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً خلال استقباله محافظ منطقة خيرسون فلاديمير سالدو في الكرملين بموسكو الثلاثاء (إ.ب.أ)

وأفادت الرئاسة الإيرانية بأنّ بزشكيان شكر بوتين على دعم «حق طهران في التخصيب»، مضيفة أنّه أكد أنّ إيران «لا تسعى، ولن تسعى أبداً إلى صنع أسلحة نووية».

كذلك، تسعى طهران إلى الحصول على دعم صيني في مواجهتها مع الغربيين. ونقلت صحيفة «كومرسنت» الروسية، الاثنين، عن وزارة الخارجية قولها في بيان إنّ «تهديدات بريطانيا وألمانيا وفرنسا بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية المعلّقة على إيران، تُشكّل عامل زعزعة خَطِراً». وفي السياق عينه، يندرج الاتصال بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران عباس عراقجي، وما أكده الأول من أن بلاده على استعداد للمساهمة في تطبيع الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.

الترجمة الفعلية لما نُقل عن لافروف جاءت على شاكلة مقترح قرار قدّم الجانب الروسي مسودته إلى مجلس الأمن الدولي، والقاضي بتمديد العمل بالقرار الدولي رقم «2231» لستة أشهر. وتفيد المعلومات المتوافرة عنه بأنه قُدم لمجلس الأمن يوم الاثنين.

مسيرات إيرانية الصنع تابعة لقسم الفضاء الجوي لـ«الحرس الثوري» تظهر على شاحنة خلال استعراض عسكري سنوي أمام ضريح الإمام الخميني خارج طهران (أ.ب)

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن طهران «على اطلاع بذلك، وإن النص قيد الدراسة». ووفق المعلومات المتوافرة التي تحتاج إلى تأكيد رسمي، فإن المقترح الروسي يدعو لمد العمل بالقرار «2231» حتى 16 أبريل (نيسان) المقبل مع احتمال تمديده لفترات إضافية.

وعلم أن مشروع القرار الذي وُزع على أعضاء مجلس الأمن يدعو إلى الإبقاء على نص القرار «2231» على حاله دون تغيير، ما سيتيح الوقت الإضافي للحراك الدبلوماسي للبحث عن حلول سياسية للملف النووي الإيراني والملفات المرتبطة به.

ويدعو مشروع القرار الأطراف الستة المعنية باتفاق عام 2015، إلى العودة إلى المفاوضات وفق الصيغة القديمة (5 زائد 1). وبذلك يبقى الملف المذكور على أجندة مجلس الأمن، وليس حكراً على دولة أو مجموعة من الدول.

ولم تصدر بعدُ ردود رسمية على مشروع القرار الذي يستدعي التصديق عليه تصويت أعضاء المجلس، من غير أن تلجأ أي من الدول الخمس دائمة العضوية إلى استخدام حق النقض (الفيتو).

بات واضحاً اليوم أن الوقت المتاح للعمل الدبلوماسي يكاد ينقضي. وإيران تسعى إلى تجنب إخضاعها، مجدداً، للعقوبات الدولية، علماً بأن نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن يعني أن فرض العقوبات سيكون «تلقائياً»؛ نظرا للآلية الداخلية المتبعة.

ولذا، سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً، أن تفيدها المساندة الروسية أو الصينية في الإفلات من العقوبات الدولية.

وحتى اليوم، تؤكد الخارجية الإيرانية أنها «تفاوض بكامل قواها» لمنع تفعيل «سناب باك»، ما يعني الحاجة إلى إرضاء «الترويكا الأوروبية » على طاولة المفاوضات أو «تخويفها من خلال ردود الفعل التي قد تُقدم عليها طهران، ومن بينها الانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ما سيفتح الباب في المنطقة أمام المجهول، ويوفر الذريعة لمعاودة الأعمال العسكرية».


مقالات ذات صلة

ترمب: سأدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ترمب: سأدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي

أكد الرئيس الأميركي ترمب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الاثنين، أنه سيدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)

احتجاجات في بازار طهران... واستبدال محافظ «المركزي»

شهدت طهران احتجاجات، لليوم الثاني، للتجار وأصحاب المحال بعد هبوط الريال الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة أمام الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية إيرانيتان تمران بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون... هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تحذر من «رد أشد» على أي مغامرة إسرائيلية

حذرت طهران من أن أي مغامرة إسرائيلية جديدة «ستواجه برد أشد»، وقالت إنها تسعى إلى تفاوض معقول يحقق رفعاً فعلياً للعقوبات، مع بقاء قنوات الاتصال مع واشنطن قائمة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

دافع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، عن مشروع موازنة العام الجديد، معتبراً إياه أداة لضبط الاقتصاد في ظل العقوبات وتراجع الإيرادات.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها حساب عراقجي من وصوله إلى مقر المؤتمرات الدولية بمدينة أصفهان الخميس

عراقجي يحذر من «مؤامرة جديدة» تستهدف الداخل الإيراني

حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من «مؤامرة جديدة» قال إن خصوم إيران يعملون على تنفيذها عبر تعقيد الأوضاع الاقتصادية وإذكاء السخط الاجتماعي

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

ترمب يهدد بضرب إيران مجدداً إذا أعادت بناء قدراتها النووية والصاروخية

جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (رويترز)
جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (رويترز)
TT

ترمب يهدد بضرب إيران مجدداً إذا أعادت بناء قدراتها النووية والصاروخية

جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (رويترز)
جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (رويترز)

في لقاء غير رسمي أمام الصحافيين أثناء استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا، أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصريحات عفوية ومباشرة، كشفت عن أولوياته في الشرق الأوسط وأوكرانيا. التصريحات، التي امتزجت بين المديح لنتنياهو، والتهديدات لإيران، والغضب من هجوم مزعوم على بوتين، تعكس أسلوب ترمب الشخصي في الدبلوماسية الذي يعتمد على مزيج من الدعم المطلق للحلفاء والضغط للصفقات السريعة.

جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (أ.ف.ب)

إعادة إعمار غزة قريباً

رغم التحديات ركز ترمب بشكل أساسي على غزة، مؤكداً أنها من «الخمس قضايا الرئيسية» التي يناقشها مع نتنياهو، وقال: «في الأسابيع المقبلة، سنتعامل مع غزة... غزة مكان صعب، حي صعب حقاً، لقد كان فوضى لقرون، لكنه مخصص لذلك، لكننا سنصلحه»، وأضاف: «إعادة الإعمار ستبدأ قريباً جداً... نعم، نتنياهو يتطلع إليها، وأنا كذلك».

وأشار إلى أن إعادة الإعمار قد تبدأ حتى قبل نزع سلاح «حماس» الكامل، مشدداً على جهود فريقه في إطلاق سراح الرهائن: «كل رهينة تقريباً أُطلق سراحه بسببي... وفريقي المكون من ستيف ويتكوف، جاريد كوشنر، ماركو روبيو، بيت هيغسيث. هناك 254 رهينة من 255 خرجوا، ونحن نبذل كل جهد لإعادة الجثة الأخيرة».

وامتدح ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي مراراً خلال هذه التصريحات قائلاً إنه رئيس وزراء حربي وقام بأعمال مذهلة. وقاد إسرائيل خلال فترة صعبة للغاية.. لولا دوره لما كانت إسرائيل موجودة اليوم». وأبدى ترمب توقعاته بإصدار عفو عنه، وقال «كيف لا تعفو عنه؟ هو بطل حربي»، وأكد نتنياهو بدوره: «لم يكن لإسرائيل صديق مثل ترمب في البيت الأبيض، ليس حتى قريباً».

جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (رويترز)

وفي إجابته عن سؤال حول فكرة نشر قوات تركية في غزة، أثنى ترمب على إردوغان: «لدي علاقة رائعة مع الرئيس إردوغان... تركيا كانت رائعة». هذه التصريحات تعكس تفاؤلاً براغماتياً، مع الاعتراف بصعوبة الوضع، وتشير إلى ضغط أميركي للتقدم في المرحلة الثانية من خطة السلام، رغم رفض إسرائيل الانسحاب الكامل أو فتح معبر رفح دون شروط.

إيران: تهديدات بضربات جديدة

تفاخر ترمب بانتصار مشترك على إيران، وقال: «لو لم نهزم إيران، لما كان سلام في الشرق الأوسط... استخدمنا قاذفات (بي-2) الجميلة وصواريخ (توماهوك) من غواصة». وحذر الرئيس الأميركي الجمهورية الإيرانية من محاولة إعادة بناء برنامجها النووي، وقال رداً على سؤال حول موقف إدارته من دعم هجوم إسرائيلي ضد إيران، وقال: «إذا فعلوا، سنسقطهم... سنسقط الجحيم عليهم»، وشدد على أنه إذا لم تتوصل إيران إلى اتفاق وإذا استمرت في تطوير صواريخها البالستية وأسلحتها النووية، فإن أحد الخيارات سيكون ذلك بالتأكيد»، وفي الوقت نفسه دعا لصفقة وقال: «إيران تريد صفقة، لكنها تمنت لو فعلتها سابقاً».

ورفض ترمب الحديث عن إسقاط النظام الإيراني، مشيراً إلى «معدلات تضخم هائل واقتصاد منهار وسخط شعبي» مكبوت بالعنف.

غضب من الهجوم الأوكراني

وانتقل ترمب في إجابته عن أسئلة الصحافيين إلى مكالمته مع بوتين، صباح الاثنين، التي وصفها بـ«الإيجابية والمنتجة» رغم وجود الكثير من القضايا الشائكة. وأعرب ترمب عن غضبه من هجوم مسيرات أوكراني مزعوم على مقر بوتين، وقال: «سمعت عنه هذا الصباح... بوتين أخبرني مبكراً، قال إنه تعرض لهجوم... هذا الأمر ليس جيداً، أنا غاضب جداً من ذلك»، وأضاف: «لقد أوقفت صواريخ (توماهوك) سابقاً لأننا في فترة حساسة، هذا ليس وقتاً لمهاجمة منزله»، وأشار إلى خسائر أوكرانيا: «أوكرانيا تخسر 26 ألف جندي شهرياً... 26 ألف جندي شاب جميل».

جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار-أ-لاغو بفلوريدا (أ.ف.ب)

وعكست هذه التصريحات حذراً أميركياً من التصعيد، مع محاولة ترمب التوفيق بين موسكو وكييف، لكن الغضب الشخصي لدى الرئيس ترمب قد يعزز موقف روسيا في المفاوضات، خصوصاً بعد إعلان الكرملين «مراجعة» موقفه.


نتنياهو يجتمع مع وزيري الحرب والخارجية الأميركيين قبل لقاء ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

نتنياهو يجتمع مع وزيري الحرب والخارجية الأميركيين قبل لقاء ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)

اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هيغسيث في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

وقال نتنياهو على منصة «إكس» إنه عقد اجتماعاً «رائعاً» مع روبيو، لكن لم تصدر بعد أي تعليقات على لقائه مع هيغسيث.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت لاحق اليوم بالمنتجع نفسه.

كان موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي قد نقل عن مصدر عسكري قوله يوم الخميس إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ووصف المصدر التهديد الذي تمثله الصواريخ الإيرانية بأنه خطير للغاية، مؤكداً أن إطلاق عدد كبير منها على إسرائيل سيلحق أضراراً تعادل «قنبلة نووية صغيرة».

كما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إنهم يخشون من أن نتنياهو يعمل على إبطاء عملية السلام، ويريد استئناف الحرب مع «حماس» في قطاع غزة.


تركيا وأرمينيا تخففان إجراءات التأشيرات مع مطلع العام الجديد

طائرات في مطار أتاتورك في إسطنبول في 3 أبريل 2019 (رويترز - أرشيفية)
طائرات في مطار أتاتورك في إسطنبول في 3 أبريل 2019 (رويترز - أرشيفية)
TT

تركيا وأرمينيا تخففان إجراءات التأشيرات مع مطلع العام الجديد

طائرات في مطار أتاتورك في إسطنبول في 3 أبريل 2019 (رويترز - أرشيفية)
طائرات في مطار أتاتورك في إسطنبول في 3 أبريل 2019 (رويترز - أرشيفية)

أعلنت تركيا وأرمينيا، الاثنين، تخفيفاً متبادلاً لإجراءات منح التأشيرات، بداية من الأول من يناير (كانون الثاني) 2026، في خطوة تندرج في إطار مسار تطبيع العلاقات بين البلدين، وفق ما أفادت وزارتا الخارجية في أنقرة ويريفان.

ولم تُقم الدولتان يوماً علاقات دبلوماسية رسمية، غير أنهما تسعيان في السنوات الأخيرة إلى تحسين العلاقات بينهما.

وقالت وزارتا الخارجية في بيانين متطابقين ومنفصلين، إن التخفيف المتبادل لإجراءات التأشيرات «يؤكد التزام الطرفين مواصلة عملية التطبيع بين البلدين، بهدف التوصل إلى تطبيع كامل من دون أي شروط مسبقة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح البيانان أن حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة وجوازات الخدمة من البلدين «سيتمكنون من الحصول على تأشيرة إلكترونية مجانية، بداية من الأول من يناير 2026».

من جهته، أعرب المبعوث الخاص لتركيا للحوار مع أرمينيا سردار كيليتش في منشور على منصة «إكس»، عن أمله بأن تكون هذه الخطوة «مفيدة» لمسار تطبيع العلاقات.

وكانت تركيا أغلقت حدودها مع أرمينيا عام 1993 على خلفية حرب كاراباخ الأولى بين أرمينيا وأذربيجان، ما أدى إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ويريفان منذ ذلك الحين.

وفي عام 2021، عيّن البلدان مبعوثين خاصين في إطار عملية التطبيع، قبل أن يستأنفا الرحلات الجوية التجارية بعد توقف عامين.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، زار رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تركيا، في خطوة وصفتها يريفان بأنها «تاريخية».