أعلن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) اليوم (الثلاثاء)، أن إسرائيل ستسمح جزئياً بدخول السلع التجارية إلى غزة، لتخفيف اعتماد القطاع على المساعدات الإنسانية، وفق ما نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال كوغات: «في إطار صياغة الآلية، وافقت المؤسسة الدفاعية على عدد محدود من التجار المحليين، شرط الخضوع إلى عدة معايير، ومراقبة أمنية صارمة».
وذكر بيان كوغات أن الدفع للبضائع التي ستُسلم سيتم بواسطة تحويلات مصرفية مراقبة فيما ستخضع الشحنات إلى عمليات تفتيش من الجيش الإسرائيلي قبل دخولها إلى غزة «منعاً لتدخل منظمة (حماس) الإرهابية» في العملية.
وأوضح أن السلع المسموح بها بموجب الآلية الجديدة ستشمل المواد الغذائية الأساسية والفاكهة والخضار وحليب الأطفال والمنتجات الصحية.

يشار إلى أنه خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، سجلت وزارة الصحة 6 وفيات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، مشيرةً إلى ارتفاع إجمالي ضحايا الجوع منذ بداية الحرب إلى 180، منهم 93 طفلاً.
وتخوض إسرائيل حرباً ضد حركة «حماس» منذ 22 شهراً، وفرضت حصاراً كاملاً على القطاع في الثاني من مارس (آذار)، تم رفعه جزئياً في مايو (أيار) للسماح لمؤسسة خاصة هي «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة، بفتح مراكز لتوزيع المواد الغذائية.
واستؤنفت الشهر الماضي قوافل المساعدات وعمليات إلقاء المساعدات من الجو من قبل بلدان عربية وأوروبية، في وقت حذّرت فيه تقارير خبراء مفوضين من الأمم المتحدة من المجاعة في القطاع.
ومنذ فجر الاثنين قُتل أكثر من 80 فلسطينياً، من بينهم 39 من منتظري المساعدات عند نقاط توزيعها التابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية، وفي أماكن دخول الشاحنات بمناطق متفرقة من قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد حذرت من «تصاعد خطير قد يخرج عن السيطرة» في الإصابة بالأمراض المعدية، بعد أن سجلت أولى حالات الوفاة بمتلازمة «غيلان باريه»، وقالت: «هذه ليست مجرد حالات وفاة؛ بل هي إنذار بكارثة حقيقية مُعْدِية مُحتملة».
وكشف مدير دائرة الطب الوقائي بصحة غزة، أيمن أبو رحمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن حالات الإصابة بالمتلازمة لم تكن لتتجاوز 4 أو 5 حالات سنوياً على أقصى تقدير قبل الحرب؛ لكن خلال الشهرين الماضيين سجلت الوزارة 64 حالة، توفي منها 3 حالات؛ هم طفلان وسيدة عمرها 60 عاماً.






