خامنئي يظهر بعد 23 يوماً من الغياب... وإسرائيل تكشف تفاصيل محاولة اغتياله

مسؤول إيراني: استهداف المرشد سيشعل الرد في أميركا وخمس قارات

خامنئي يشارك في مراسم عاشوراء بمقر حسينية مكتبه بمنطقة باستور وسط طهران (موقع المرشد)
خامنئي يشارك في مراسم عاشوراء بمقر حسينية مكتبه بمنطقة باستور وسط طهران (موقع المرشد)
TT

خامنئي يظهر بعد 23 يوماً من الغياب... وإسرائيل تكشف تفاصيل محاولة اغتياله

خامنئي يشارك في مراسم عاشوراء بمقر حسينية مكتبه بمنطقة باستور وسط طهران (موقع المرشد)
خامنئي يشارك في مراسم عاشوراء بمقر حسينية مكتبه بمنطقة باستور وسط طهران (موقع المرشد)

أثار أول ظهور علني للمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، السبت، للمرة الأولى بعد غيبة دامت 23 يوماً، ردوداً متباينة بين التيارات السياسية الداخلية، بما في ذلك خصومه وأنصاره، فيما لا يزال يسود الترقب بشأن تماسك وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل نحو أسبوعين.

ولم يظهر خامنئي علناً منذ أن شنت إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع أولى ضرباتها العسكرية على المواقع النووية الإيرانية. وقُتل في الساعات الأولى عدد من كبار القادة العسكريين، خصوصاً في جهاز «الحرس الثوري» والعلماء النوويين.

ودخل وقف إطلاق النار بين البلدين حيّز التنفيذ في 24 يونيو (حزيران). ولم يشارك خامنئي، الأسبوع الماضي، في مراسم تشييع القادة العسكريين في إيران، كما لم يؤمّ صلاة الجنازة.

وذكرت قنوات «تلغرام» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن مقاتلات من طراز «ميغ-29» التابعة لسلاح الجو الإيراني قامت بتأمين أجواء طهران ليلة ظهور خامنئي علناً.

«الظهور وما قبله»

وأظهر مقطع مصور نشرته وسائل إعلام رسمية عشرات الأشخاص وهم يشاركون في مراسم إحياء يوم عاشوراء، وظلوا يهتفون، بينما دخل خامنئي قاعة حسينية مجاورة لمكتبه، حيث يظهر في مناسبات وفعاليات ويستقبل فيها أنصاره ومسؤولين حكوميين.

وهتف أنصار خامنئي رافعين قبضاتهم: «دماء عروقنا فداء قائدنا»، وفق لقطات أعاد بثها التلفزيون الرسمي نقلاً عن موقع المرشد الإيراني.

خامنئي يتحدث إلى منشده الخاص بالمناسبات الدينية محمود كريمي خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في حسينية مكتبه وسط طهران (موقع المرشد)

ويظهر في أحد الفيديوهات المتداولة، خامنئي وهو يطلب من المنشد الديني محمود كريمي، المحسوب على مكتبه، أن يردد أنشودة «يا إيران» التي أخذت طابعاً دينياً مؤخراً، بعدما كانت تُردّد في المناسبات الوطنية.

وجاء ظهور خامنئي بعد حملة أطلقتها وسائل إعلام إيرانية على مدى أيام، تتمحور حول إشرافه على العمليات العسكرية وإدارة البلاد في ذروة الأزمة، بينما شاعت تكهنات حول مصيره.

ولأسباب أمنية على ما يبدو، كان خامنئي يكتفي بتوجيه رسائل مسجلة مسبقاً خلال الحرب التي اندلعت في 13 يونيو، وتجنب الظهور العلني.

وفي 26 يونيو، قال خامنئي في تصريحات مسجلة بثها التلفزيون الرسمي، إن إيران لن تستسلم رغم دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ولم يظهر خلال الحرب سوى في رسالتين مصورتين مسجّلتين مسبقاً، وقال إن بلاده ستردّ على أي هجوم أميركي مستقبلاً بضرب قواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.

«محاولة اغتيال»

في اليوم نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن «إسرائيل سعت إلى تنفيذ عملية اغتيال للمرشد الإيراني في إطار عملية (الأسد الصاعد)، لكنها لم تجد فرصة سانحة». وأضاف في مقابلة مع قناة 13 الإسرائيلية: «لو كان في مرمى بصرنا، وتوفرت فرصة عملياتية لاغتياله، لكنا استهدفناه... وفي الوقت نفسه، فإننا لم نكن نضع إسقاط النظام الإيراني هدفاً لنا خلال الحرب».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 27 يونيو إنه سيدرس قصف إيران مجدداً. وأضاف: «كنت أعلم تماماً مكان وجود خامنئي، ولم أسمح لإسرائيل أو القوات المسلحة الأميركية بالقضاء عليه».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى أوتشوبي بفلوريدا الأسبوع الماضي (رويترز)

وكان آخر ظهور علني للمرشد، الذي يتولى المنصب منذ عام 1989، يعود إلى 11 يونيو عندما استقبل أعضاء في البرلمان.

حماية أمنية مشددة

وذكرت وكالة «مهر» الحكومية أن غياب خامنئي لأكثر من ثلاثة أسابيع مرده أن «وسائل الإعلام الغربية بالتعاون مع إسرائيل ووسائل الإعلام الفارسية المعارضة سعت إلى استغلال الشائعات وتتبع مكان وجود المرشد لتنفيذ مخططاتها الخبيثة».

وقالت إن «في ظروف الحرب، الحفاظ على حياة المرشد يمثل أولوية قصوى، ويجب أن تبنى جميع الخطط والبرامج على هذا الأساس. للأسف، في مراحل زمنية مختلفة، أدى تجاهل المبادئ المهنية إلى إلحاق أضرار بالثورة والبلاد».

وقال رحيم بور أزغدي، عضو في «المجلس الأعلى للثورة الثقافية» الخاضعة للمرشد الإيراني: «في حال اغتيال المرشد، سننفذ عمليات اغتيال في خمس قارات من العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها، ضد مصالح أميركا وحلفائها»، وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «الكلام هنا عن مئات الآلاف من القوات (الاستشهادية) المنتشرة في جميع أنحاء العالم».

وأضاف: «معارك مثل هذه، بحسب تعبير بريجنسكي، ستكون بداية لحرب عالمية ثالثة تمتد من 20 إلى 30 عاماً».

«دعم واسع داخلي»

وسارع كبار المسؤولين السياسيين الحاليين والسابقين في إيران للتعبير عن موقفهم الداعم للمرشد. وقال علي أكبر ولايتي عبر منصة «إكس» المحجوبة في إيران: «جاء مرشدنا مرة أخرى، فعادت البلاد إلى الحياة».

أما القيادي في «الحرس الثوري»، محسن رضائي، فقد قال: «الليلة الماضية، عندما وقعت الأنظار على المرشد، أدرك الجميع أن عمود هذا البيت قوي وثابت، ولا عاصفة يمكنها أن تقتلع هذه الخيمة من مكانها»، وأضاف: «أميركا لا تقوى على زحفة».

الدخان يتصاعد من مصفاة نفط إثر غارة إسرائيلية على طهران في 17 يونيو (أ.ف.ب)

وكتب وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، على منصة «إكس»: «الحضور الشجاع لقائد الثورة في مراسم العزاء العامة وضع حداً لأوهام بثّها الدجالون المرتزقة». وخاطب من وصفهم بـ«أعداء إيران»، قائلاً: «لقد حان وقت الاستيقاظ والاعتراف بأن الإيرانيين لا يستسلمون أبداً، قفوا في الجانب الصحيح من التاريخ»، واستخدم عبارته الشهيرة: «لا تهددوا الإيرانيين أبداً».

«تفاعل شعبي ورسمي»

وفي تعليق على ظهور خامنئي، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: «حسينية (إيران) خالدة وثابتة إلى الأبد. في روحي ووجداني ستبقى يا وطني».

وبدوره، قال نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، عبر منصة «إكس»: «بقلب وصوت واحد، وبالتماسك الاجتماعي، لن نسمح بتحقيق أحلام أعداء إيران».

خامنئي يشارك في مراسم عاشوراء بمقر حسينية مكتبه بمنطقة باستور وسط طهران (موقع المرشد)

وقال وزير الخارجية عباس عراقجي: «أجمل صورة رأيتها بعد وصولي إلى البرازيل (للمشاركة في قمة دول البريكس). معك يمكن للمرء أن يغامر ويخوض البحر».

أما الناطق الإعلامي باسم مكتب خامنئي، مهدي فضائي، فقد قال: «حسينية الخميني انفجرت مع قدوم المرشد، وأمواج هذا الانفجار ستجتاح تل أبيب والبيت الأبيض».

وكتب محمد علي أبطحي، الناشط السياسي الإصلاحي والمقرّب من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، على «إكس»: «جاء المرشد، وجاءت معه إيران. في ذروة الألعاب النفسية للعدو، كان وجوده ورؤيته أكثر ما يبعث على الطمأنينة».

«انتقادات من المعارضة»

على نقيض المسؤولين الإيرانيين، واصل المعارضون انتقاداتهم لإدارة خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في المؤسسة الحاكمة.

وفي هذا الصدد، وجّهت المحامية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، انتقادات لاذعة للمرشد الإيراني. وانتقدت أداءه خلال الحرب.

ضربة إسرائيلية على طهران مطلع الأسبوع الماضي (رويترز)

ورأت عبادي أن الحرب الأخيرة «كانت نتيجة لأكثر من أربعة عقود من السياسات الخارجية للنظام الإيراني، التي بنيت على (آيديولوجيا تدمير إسرائيل)، وهي ما وفرت الذريعة للهجوم الإسرائيلي». ولفتت عبادي إلى أن باكستان، الدولة المجاورة لإيران، رغم امتلاكها للسلاح النووي وعدم اعترافها بإسرائيل، لم تتعرض أبداً لهجوم.

«وراثة القيادة المقبلة»

والشهر الماضي، نقلت «رويترز» عن خمسة مصادر مطّلعة على مناقشات مكثفة لاختيار خليفة خامنئي، أن أبرز مرشحيْن هما نجله مجتبى (56 عاماً) وحسن خميني (53 عاماً)، حفيد المرشد المؤسس (الخميني).

ولا يُعد طرح اسمي مجتبى خامنئي وحسن خميني مفاجئاً، إذ ارتبطا باحتمال خلافة خامنئي منذ عشر سنوات على الأقل.

وينظر إلى حسن خميني بأنه المرشح المفضل لدى التيار الإصلاحي، بينما يحظى مجتبى خامنئي بتأييد قيادة «الحرس الثوري».

تحول محتمل مقبل

في إسرائيل، قالت صحيفة «إسرائيل هيوم» إن خامنئي «كان في عزلة بسبب مخاوف من احتمال استهدافه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وجاء ظهوره بعد أسبوع كامل من الصمت، ما أطلق شائعات في الداخل والخارج حول وضعه الصحي».

وأضافت أن اختيار خامنئي الظهور في يوم عاشوراء «يحمل رمزية قوية، حيث يقدم إيران في صورة (المظلوم) في مواجهتها مع إسرائيل والولايات المتحدة».

وذكر تحليل نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» أن حملة إسرائيل ضد إيران «لا تزال غير مكتملة بسبب بقاء خامنئي حياً والخلل الذي رافق ضرب منشأة فوردو».

وعدّ التحليل أن أحد أخطاء الحملة الأخيرة «فشل القوات الإسرائيلية في تصفية خامنئي وابنه مجتبى، الذي يُعتقد أنه الخليفة المحتمل له»، وأضاف: «تحييد القيادة العليا لم يؤدِ إلى سقوط النظام فوراً، لكنه كان سيسهم بشدة في إضعافه».

أما الخطأ الآخر، فقد أشار تحليل «جيروزاليم بوست» إلى مشاركة القوات الأميركية في توجيه الضربة لمنشأة فوردو، وأضاف: «التحرك الأميركي أسفر عن تحييد أقل فاعلية لمنشأة فوردو النووية المحصنة».

قنّاص متمركز على سطح مبنى يشرف على شارع تمر فيه جنازة القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية بطهران (رويترز)

وتطرّق إلى التقارير الاستخباراتية التي «أظهرت أن الاتصالات المعترضة بين مسؤولين إيرانيين بعد الضربة كشفت عن ارتياح مفاجئ بسبب ضعف فاعلية الهجوم الأميركي».

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش والحكومة الإسرائيلية القول بأن إسرائيل «كانت لديها خطة جاهزة لاستهداف فوردو، بل إن بعض العناصر التي كانت ستشارك في تنفيذها استخدمت بدلاً من ذلك لتقييم نتائج ضربة سلاح الجو الأميركي على الموقع».

وأضافت أن «الرئيس ترمب، في تصريح عفوي، أشار إلى وجود قوات إسرائيلية على الأرض فحصت الموقع في جزء من تقييم الأضرار».

بدورها، ذكرت مجلة «نيوزويك» أن عودة خامنئي إلى الظهور العلني تُشير إلى «تحوّل محتمل في موقف إيران في أعقاب صراع مدمّر شهد قصف القوات الأميركية لثلاثة مواقع نووية رئيسية».

وتابعت أن «قرار خامنئي الخروج مما تصفه المصادر بـ(الاختباء في المخبأ)، يعكس إما تنامي ثقته في الإجراءات الأمنية المحيطة به، وإما الشعور بالحاجة السياسية لإظهار القوة أمام شعبه في مناسبة دينية ذات أهمية بالغة».


مقالات ذات صلة

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

شؤون إقليمية بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

دافع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، عن مشروع موازنة العام الجديد، معتبراً إياه أداة لضبط الاقتصاد في ظل العقوبات وتراجع الإيرادات.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية انطلاق صاروخ «سويوز» روسي من قاعدة فوستوشني الفضائية يحمل قمراً اصطناعياً إيرانياً - 29 فبراير 2024 (رويترز - روسكوزموس)

تقارير: إطلاق 3 أقمار اصطناعية إيرانية من روسيا

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن 3 أقمار اصطناعية ​إيرانية انطلقت إلى الفضاء على متن صواريخ «سويوز» الروسية في إطار توسيع البلدين الخاضعين لعقوبات أميركية.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية من شعار مجموعة «حنظلة»

اختراق إيراني مزعوم لهاتف رئيس طاقم نتنياهو يربك تل أبيب

أثار إعلان مجموعة القراصنة الإيرانية، المعروفة باسم «حنظلة»، اختراق الهاتف الجوال لرئيس طاقم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، حالة من القلق في محيط نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز) play-circle

الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة من الخلف لقادة في «الحرس الثوري» خلال لقاء مع المرشد الإيراني (موقع خامنئي)

تقرير: كوري شمالي يغسل أموالاً لـ«الحرس الثوري»

كشف تقرير صحافي كوري جنوبي عن رصد معاملات مالية رقمية بين إيران وكوريا الشمالية، في مؤشر على تعاون غير معلن بين دولتين تخضعان لعقوبات دولية مشددة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قتلى ومصابون من الشرطة و«داعش» باشتباكات دامية غرب تركيا

دخان كثيف يتصاعد من منزل كان يوجد به عناصر من «داعش» أثناء اشتباكات مع الشرطة في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)
دخان كثيف يتصاعد من منزل كان يوجد به عناصر من «داعش» أثناء اشتباكات مع الشرطة في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)
TT

قتلى ومصابون من الشرطة و«داعش» باشتباكات دامية غرب تركيا

دخان كثيف يتصاعد من منزل كان يوجد به عناصر من «داعش» أثناء اشتباكات مع الشرطة في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)
دخان كثيف يتصاعد من منزل كان يوجد به عناصر من «داعش» أثناء اشتباكات مع الشرطة في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)

قُتل 3 شرطيين و6 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في اشتباكات وقعت في مدينة يالوفا شمال غربي تركيا أسفرت أيضا عن إصابة 8 من رجال الشرطة وحارس أمن.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا إنه خلال عملية نفذتها قوات الأمن التركية على منزل لعناصر «داعش» في يالوفا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، تعرض رجال الشرطة لإطلاق نار؛ ما تسبب في مقتل 3 منهم، هم: إيلكر بهلوان، وتورغوت كولونك، وياسين كوتشيغيت.

وأضاف يرلي كايا، الذي نشر صوراً عبر حسابه في «إكس» لرجال الشرطة الثلاثة، أن 8 من رجال الشرطة وحارس أمن أصيبوا خلال العملية، التي قتل فيها 6 إرهابيين من عناصر«داعش»، جميعهم أتراك.

وذكر الوزير التركي، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الوزارة في أنقرة عقب انتهاء العملية، التي انطلقت في تمام الساعة 2:00 صباح الاثنين (تغ +3) واستمرت حتى الساعة 9:40، أنه تم استهداف أحد المنازل في شارع «سحر» بحي «عصمت باشا» في يالوفا، وأطلق الإرهابيون النار على رجال الشرطة.

قتلى ومصابون

وأضاف أنه نتيجة لهذا الهجوم الغادر، لقي 3 من ضباط الشرطة حتفهم، للأسف، وأصيب 8 آخرون وحارس أمن، مؤكداً أن العملية نُفذت بحساسية بالغة؛ نظراً لوجود نساء وأطفال في المنزل الذي كان يتمركز فيه الإرهابيون، وتم إجلاء 5 نساء و6 أطفال كانوا موجودين في المنزل بسلام.

وزير الداخلية التركي على يرلي كايا متحدثاً خلال مؤتمر صحافي الاثنين حول العملية ضد «داعش» في يالوفا (الداخلية التركية)

وتابع يرلي كايا: «تستمر حربنا اليوم ضد المنظمات الإرهابية التي تستغل ديننا لتبرير العنف واستهداف الأمن والنظام العام في بلادنا بعزمٍ راسخ، كما كان الحال بالأمس، وفي هذا السياق، تم خلال الشهر الماضي إلقاء القبض على 138 مشتبهاً به، وتطبيق إجراءات الرقابة القضائية على 97 مشتبهاً به في عمليات نُفذت ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، واستمراراً لهذا العزم، نُفذت عمليات متزامنة صباح الاثنين في 108 مواقع مختلفة في 15 ولاية بأنحاء البلاد».

مدرعات وعناصر من القوات الخاصة تم الدفع بها إلى موقع الاشتباكات مع عناصر «داعش» في يالوفا (رويترز)

وخلال العملية، قامت السلطات التركية بقطع خدمات الغاز الطبيعي والكهرباء عن منطقة الاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر «داعش»، ومُنع دخول المدنيين والمركبات، وأعلنت ولاية يالوفا تعليق الدراسة في 5 مدارس بالمنطقة.

وسبق أن أعلنت الولاية عن نشر قوات من العمليات الخاصة التابعة لشرطة ولاية بورصة المجاورة في منطقة الاشتباكات.

وتوجهت فرق من مديرية أمن يالوفا، وفرع العمليات الخاصة التابع لمديرية أمن بورصة، وفريق كوماندوز، ومركبتان مدرعتان من طراز «كوبرا»، ومركبة مدرعة من طراز «شورلاند» تابعة لقيادة قوات الدرك في يالوفا، إلى موقع الاشتباكات.

إردوغان تعهد بالاستمرار في المواجهة الحاسمة للإرهاب داخل تركيا وخارجها (الرئاسة التركية)

وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان، في رسالة تعزية لعائلات ضحايا العملية الأمنية ضد «داعش» عزم تركيا على مواصلة مكافحة الإرهاب، قائلاً: «سنواصل نضالنا ضد هؤلاء المجرمين المتعطشين للدماء، داخل حدودنا وخارجها، بحزم وفاعلية ودون هوادة».

أعلن وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، عبر حسابه في «إكس»، القبض على 5 مشتبهين، وتكليف 5 من مدعي العموم التحقيق، وأن التحقيق يجري بدقة وشمولية.

وقدمت الأحزاب التركية تعازيها لعائلات رجال الأمن الثلاثة، وطالبت بمواجهة الإرهاب بكل حزم، مؤكدة دعمها لأجهزة الأمن في هذه المواجهة.

تحذيرات سابقة للمعارضة

والاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن وعناصر «داعش» في يالوفا، الاثنين، تُعدّ الأولى من نوعها بهذا الحجم بالنظر إلى عدد العمليات التي تنفذها قوات الأمن التركية ضد التنظيم الإرهابي منذ الهجوم الذي نفذه على نادي «رينا» الليلي في إسطنبول في رأس السنة عام 2017، وقٌتل فيه 39 شخصاً وأصيب 79 آخرون، غالبيتهم من الأجانب.

أعادت هذه الاشتباكات إلى الأذهان اقتراحاً قدمه نائب حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوغوز كان ساليجي، إلى البرلمان قبل عامين دعا فيه إلى التحقيق في هيكلٍ لتنظيم «داعش» في يالوفا.

عناصر من شرطة المرور في يالوفا أغلقت الطرق وحوَّلت مسارات المرور أثناء الاشتباكات بين الشرطة التركية وعناصر «داعش» بينما يبدو الدخان يتصاعد في الخلف من المنزل الذي كانت توجد به هذه العناصر (رويترز)

وجاء في الاقتراح، الذي تم رفضه ولم يُعرض على البرلمان لمناقشته، أن جماعةً في يالوفا كانت على اتصال بـ«داعش» للحصول على الدعم وتلقي التدريب المسلح، وأن التنظيم حذَّر مقاتليه من استخدام تطبيقات تواصل اجتماعي مُخصصة لنشر فكره، وتم التواصل عبر إحالات إلى جماعات مُحددة.

وكشف الاقتراح أيضاً عن قيام أطباء مقربين من التنظيم بوصف عقاقير تسبب الإدمان، عُرفت باسم «حبوب داعش»، وهي عقاقير لا يُمكن وصفها في تركيا إلا من قِبل أطباء نفسيين وجراحي أعصاب بـ«روشتة خضراء».

وطالب ساليجي في اقتراحه بتشكيل لجنة بحثية لمنع إعادة هيكلة تنظيم «داعش» الإرهابي في تركيا تحت مسمى «مكتب الفرقان»، وطلب من البرلمان التحقيق في هذا الأمر، استناداً إلى لائحة اتهام أعدتها النيابة العامة في ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) بشأن الهيكل الجديد لتنظيم «داعش»، المسمى «مكتب الفرقان».

ولفت إلى أن «داعش» قام بأنشطة دعائية في تركيا، وجورجيا، وأذربيجان، وروسيا، وأوكرانيا، والشيشان، ومالي، وأوغندا والسودان لتجنيد أعضاء جدد، وبذل جهوداً لتوفير موارد مالية، وتنفيذ أنشطة مسلحة وعسكرية، وأن مقاتلين من التنظيم تلقوا تدريبات عسكرية في جورجيا، وقدِموا إلى تركيا.

المنزل الذي كان يقيم فيه عناصر «داعش» في يالوفا وقد احترق تماماً خلال المواجهات مع الشرطة التركية (رويترز)

وجاء في الاقتراح أن هناك معلومات تفيد بأن يالوفا أصبحت مركزاً لأنشطة التنظيم، وأنه حتى لو لم يكن بالإمكان ربط المجموعة التي تجمعت حول مجلة «الأخلاق والسنة»، التي يقع مقرها في يالوفا ولها تمثيل في جورجيا، بشكل مباشر بعملية إعادة هيكلة «داعش»، فإنها على اتصال وثيق به للحصول على قاعدة وتلقي تدريبات مسلحة، كما أنها تدعم أنشطة التنظيم من خلال تمثيلها في جورجيا.

وأكد ساليجي أن على الحكومة التركية شن حرب لا هوادة فيها ضد «داعش»، وأن تتبنى خطاباً واضحاً تجاه التنظيم الذي أدرجته على لائحة الإرهاب عام 2013.

في السياق ذاته، قدَّم نائب حزب «الشعب الجمهوري»، مراد باكان سؤالاً برلمانياً عن سبب عدم اتخاذ وزارة الداخلية إجراءات وقائية، واستفسر عن هيكله في تركيا، وهيكل تنظيم «ولاية خراسان»، والعمليات التي نُفذت خلال السنوات الثلاث الماضية، واحتمالية استخدام «داعش» طرق الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين غطاءً أو قناةَ دعم لوجستي.

عمليات مكثفة

ورداً على السؤال، أكدت وزارة الداخلية أنها نفذت عمليات متكررة في جميع أنحاء تركيا عام 2025، وأنه تم القبض على أكثر من 160 عضواً من التنظيم في سبتمبر (أيلول)، وأكثر من 150 في يونيو (حزيران) الماضيين.

قوات مكافحة الإرهاب في تركيا أثناء مداهمة أحد مواقع «داعش» (الداخلية التركية)

وأصدرت قيادة قوات الدرك في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي تعميماً لمختلف فروعها في الولايات حذّرت فيه من احتمال شن «داعش» هجمات إرهابية بسيارات مفخخة وطرق أخرى، عبر خلاياه النائمة، في المناطق المزدحمة قبل وأثناء احتفالات رأس السنة، بتعليمات من قيادة التنظيم؛ بهدف منع الانشقاقات في صفوفه ورفع معنويات المتعاطفين معه، وبثّ الخوف والضغط في نفوس العامة.

والأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً ينتمون لـ«داعش» تبين أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول أنهم كانوا يخططون لهجمات تستهدف «غير المسلمين» على وجه الخصوص.


تركيا: مقتل 3 شرطيين و6 مسلحين في عملية أمنية ضد «داعش»

فريق من القوات الخاصة التابعة للدرك التركي غادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)
فريق من القوات الخاصة التابعة للدرك التركي غادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)
TT

تركيا: مقتل 3 شرطيين و6 مسلحين في عملية أمنية ضد «داعش»

فريق من القوات الخاصة التابعة للدرك التركي غادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)
فريق من القوات الخاصة التابعة للدرك التركي غادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)

قال وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، إن 3 من عناصر الشرطة وستة مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» قتلوا في مداهمة أمنية استهدفت منزلاً في بلدة يالوفا بشمال غرب البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.

وأوضح الوزير أن ثمانية من أفراد الشرطة وأحد المارة أصيبوا أيضا في الاشتباكات. وقال يرلي قايا إن المداهمة كانت ضمن عملية أمنية واسعة شملت 15 إقليماً، مضيفا أن المسلحين القتلى الستة مواطنون أتراك.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت في وقت سابق اليوم بإصابة سبعة من أفراد الشرطة التركية في العملية في يالوفا، على ساحل بحر مرمرة، جنوبي إسطنبول.

مركبة مدرعة تابعة لقوات الدرك التركي تغادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)

وقالت قناة «إن تي في» التلفزيونية إن المشتبه بهم أطلقوا النار على ⁠الشرطة أثناء شنها العملية. وجرى إرسال ‌قوات خاصة من الشرطة من إقليم بورصة إلى المنطقة لتقديم الدعم، بحسب ما أفادت به السلطات.

وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً يُشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» وذلك بدعوى أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في ⁠البلاد، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

فريق من القوات الخاصة التابعة للدرك التركي غادر الموقع الذي شنت فيه قوات الأمن التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم (داعش) (رويترز)

وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول آنذاك أن المسلحين كانوا يخططون لهجمات تستهدف غير المسلمين على وجه الخصوص. وقبل نحو عقد من الزمان، نُسبت إلى التنظيم المتشدد سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، من بينها هجوم مسلح على ملهى ليلي في إسطنبول ‌وعلى مطار المدينة الرئيسي مما أدى إلى مقتل العشرات.


الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT

الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مشروع موازنة العام الجديد بأولويات تتمحور حول الأمن القومي، معتبراً أن الانضباط المالي بات شرطاً أساسياً للصمود في مواجهة الضغوط الخارجية بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وتشديد العقوبات.

وبعد خمسة أيام من تقديم مسودة الموازنة للبرلمان، دافع بزشكيان أمام المشرعين عن إعداد موازنة بنمو لا يتجاوز 2 في المائة، واصفاً إياها بأنها الخيار «الأصعب» لكنه الأكثر واقعية لتفادي العجز وكبح التضخم في ظل تراجع عائدات النفط وشح الموارد.

وتتخطى الموازنة 100 مليار دولار بحسب صرف السعر المتقلب جداً هذه الأيام.

وشدد بزشكيان على أنها أُعدت في «ظروف استثنائية وضاغطة» فرضتها العقوبات، والحرب مع إسرائيل، قائلاً إن الحكومة اختارت نهجاً منضبطاً لتفادي العجز وكبح التضخم، حتى وإن جاء ذلك على حساب قرارات صعبة تمس بنية الإنفاق والدعم.