جهاز استخبارات «الحرس الثوري» يحذر الإيرانيين من التعاون مع الموساد

اعتقالات في عدة محافظات

لافتة مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالفارسية: «ابحثوا عن الملاجئ بين الأنقاض» معلقة على جانب أحد المباني في ساحة «انقلاب» وسط طهران (أ.ف.ب)
لافتة مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالفارسية: «ابحثوا عن الملاجئ بين الأنقاض» معلقة على جانب أحد المباني في ساحة «انقلاب» وسط طهران (أ.ف.ب)
TT

جهاز استخبارات «الحرس الثوري» يحذر الإيرانيين من التعاون مع الموساد

لافتة مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالفارسية: «ابحثوا عن الملاجئ بين الأنقاض» معلقة على جانب أحد المباني في ساحة «انقلاب» وسط طهران (أ.ف.ب)
لافتة مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالفارسية: «ابحثوا عن الملاجئ بين الأنقاض» معلقة على جانب أحد المباني في ساحة «انقلاب» وسط طهران (أ.ف.ب)

حذّر جهاز استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني من أن أي تعاون استخباراتي مع الموساد، أو تواصل مع أفراد مرتبطين بالكيان الصهيوني، يُعد جريمة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات.

وأفاد التلفزيون الرسمي، نقلاً عن بيان لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني، قوله إن أي تعاون استخباراتي مع جهاز «الموساد» سيُعد «جريمة خطيرة».

وحذر «الحرس الثوري» من «تبادل معلومات مع الموساد أو تواصل مع أفراد رسميين وغير رسميين تابعين للكيان الصهيوني» أو «تنفيذ أعمال ثقافية أو إعلامية أو دعائية تدعم إسرائيل».

وجاء في البيان أن هذه الأفعال تُعد جرائم، وفقاً للمواد 6 و7 و8 و10 من قانون «مكافحة الأعمال العدائية للكيان الصهيوني».

وخلصت الاستخبارات إلى أن مرتكبي هذه الجرائم سيُعاقبون بأقصى ما ينص عليه القانون الإيراني.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، السبت، بأن السلطات اعتقلت خمسة أشخاص في مدينة يزد بوسط إيران؛ بتهمة التقاط صور و«التعاون مع إسرائيل».

تأتي هذه الاعتقالات مع استمرار القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، بعد أن شنت إسرائيل، أمس الجمعة، أكبر هجوم جوي لها على الإطلاق ضد عدوها اللدود، في محاولة لمنعه من تطوير سلاح نووي.

في سياق متصل، أعلنت قيادة الشرطة في محافظة هرمزغان عن توقيف 14 شخصاً بتهمة «تشويش أذهان الرأي العام والتعاطف مع إسرائيل» عبر الفضاء الإلكتروني.

وبحسب بيان القيادة، فإن المعتقلين قاموا، عقب الهجوم الإسرائيلي، بنشر شائعات ومحتويات داعمة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى «إثارة البلبلة والإساءة للمشاعر العامة».

الشرطة الإيرانية تعتقل شخصين في كرمان بتهمة دعم إعلامي لإسرائيل

وفي وقت لاحق، أعلنت شرطة محافظة كرمان، السبت، اعتقال شخصين بتهم تتعلق بـ«دعم إعلامي للكيان الإسرائيلي»، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لدائرة الإعلام والدعاية في «الحرس الثوري».

وذكرت السلطات أن المعتقلَين يواجهان اتهامات تتضمن «دعماً وترويجاً لأعمال الكيان الصهيوني، ونشر الشائعات، والتشويش على الرأي العام عبر الفضاء الإلكتروني، وممارسة أنشطة دعائية ضد النظام».

وبحسب البيان الرسمي، فإن العملية نفذت من قبل وحدة الاستخبارات العامة، في إطار الإجراءات المتعلقة بقانون «مواجهة الأعمال العدائية المنسوبة لإسرائيل».


مقالات ذات صلة

نواب إيرانيون يحذرون بزشكيان من «تشجيع التصعيد الأميركي»

شؤون إقليمية مشرّعون إيرانيون يردّدون هتافات منددة بإسرائيل في جلسة عامة الأسبوع الماضي (موقع البرلمان)

نواب إيرانيون يحذرون بزشكيان من «تشجيع التصعيد الأميركي»

وجه 26 مشرعاً إيرانياً رسالة حادة إلى رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، على خلفية حواره الأخير مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

عراقجي: متسابق الدراجات الفرنسي الألماني المفقود منذ يونيو معتقَل في إيران

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لصحيفة «لوموند» الفرنسية، اليوم الخميس، إن متسابق الدراجات الفرنسي الألماني البالغ 18 عاماً المفقود، معتقَل في إيران.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها الجيش الإسرائيلي من خطاب زامير في حفل تخرج الطيارين الخميس

كاتس: سنضرب إيران مجدداً إذا هددتنا

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستضرب إيران مجدداً إذا تعرضت لتهديد منها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري رئيس الحكومة محمد السوداني يتوسط رئيس «الحشد» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)

تحليل إخباري «نبيه بري العراق» تذكرة السوداني إلى ولاية ثانية

يحاول رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الحصول على غطاء من المرجع الديني علي السيستاني، إذ يواجه فصائل مسلحة تمانع حصر السلاح بيد الدولة.

علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا يعرض نتائج قمة الكتلة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأربعاء (إ.ب.أ)

أوروبا تحض طهران على استئناف التعاون مع «الوكالة الذرية»

دعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى الالتزام الكامل بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استئناف عمليات التفتيش المتوقفة،

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

حضور متزايد في المشهد السياسي... هل سارة نتنياهو هي رئيسة وزراء إسرائيل الفعلية؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

حضور متزايد في المشهد السياسي... هل سارة نتنياهو هي رئيسة وزراء إسرائيل الفعلية؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في البيت الأبيض (د.ب.أ)

أثار الحضور البارز لسارة نتنياهو في واشنطن، هذا الأسبوع، تساؤلات جديدة حول موقعها في السياسة الإسرائيلية، سواء عند تناولها العشاء قبالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أو مرافقة زوجها في زيارة رسمية للبنتاغون.

سارة نتنياهو، الزوجة الثالثة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأم اثنين من أبنائه، لطالما كانت محط أنظار وسائل الإعلام، خصوصاً بسبب مزاعم حول مشاركتها في القرارات السياسية التي يتخذها زوجها.

عبارة «زوجتي وأنا...» يستخدمها كثيراً رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحاته الرسمية، مما يعزز موقع سارة على الساحة العامة.

هذا الأسبوع، خلال زيارة رئيس الوزراء لواشنطن لإجراء سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوى التي ناقش خلالها مع الرئيس الأميركي احتمال اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، كانت زوجته حاضرة بشكل ملحوظ.

ظهرت، الثلاثاء، وهي تجلس قبالة ترمب في عشاء رسمي عقب اجتماع بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

وبعد يومين، ظهرت إلى جانب زوجها مع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث وزوجته، لدى وصولهم لحضور اجتماعات في البنتاغون.

الرئيس دونالد ترمب يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور زوجة الأخير في البيت الأبيض (أ.ب)

لكن الشائعات كانت قد بدأت حتى قبل مغادرة نتنياهو إلى واشنطن، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

فعشية الرحلة، أعلن مكتب رئيس الوزراء استقالة المتحدث باسمه عومر دوستري.

وبعد ساعات قليلة، وفي أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن تورط زوجته في القرار، صدر بيان آخر ينفي أي ضلوع لها في الأمر.

«حملة اضطهاد سياسي»

واجهت سارة نتنياهو عدة تحقيقات، منها قضايا فساد واحتيال وخيانة أمانة، كما تم استجوابها في إطار محاكمة الفساد المستمرة التي يواجهها زوجها.

تزوجت بنيامين نتنياهو عام 1991، وتبلغ 66 عاماً، وغالباً ما تكون هدفاً لهجمات إعلامية يواجهها زوجها بالدفاع عنها.

وتم تصويرها بشكل كاريكاتوري في برامج ساخرة بسبب اختياراتها في عالم الموضة أو عملها اختصاصية نفسية للأطفال.

لكن الأهم أنها مستهدفة بسبب مزاعم تدخّلها في شؤون الدولة.

في فيديو نُشر في ديسمبر (كانون الأول) 2024، نفى نتنياهو أن تكون زوجته شاركت في تعيينات حكومته أو اطلعت على أسرار الدولة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة برفقة وزير الدفاع الأميركي بيث هيغسيث في البنتاغون (د.ب.أ)

جاء ذلك بعد تحقيق أجرته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية حول سارة نتنياهو، وصفه رئيس الوزراء بأنه «حملة اضطهاد سياسي».

عام 2021، قال مسؤول سابق رفيع إنه شاهد عقداً وقعه نتنياهو ينص على أن لسارة دوراً في تعيين رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وردّ مكتب رئيس الوزراء على ذلك ببيان مقتضب وصفه بـ«محض كذب». وخسر المسؤول السابق دعوى التشهير التي أقامها عليه محامي نتنياهو.

«رئيسة الوزراء الفعلية»

وعندما عيّن رئيس الوزراء ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الأمن العام (الشاباك) في مايو (أيّار)، أشار الصحافيون الإسرائيليون مرة أخرى إلى التأثير المحتمل لسارة نتنياهو، التي يُعتقد أنها قريبة من أوساط زيني.

بعد زُهاء عامين على بدء حرب إسرائيل ضد حركة «حماس» في غزة، يبدو أن سارة نتنياهو رسخت مكانتها لتصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ إذ ينسب لها البعض تأثيراً متزايداً في القضايا الاستراتيجية.

في مايو، عندما صحّحت سارة نتنياهو لزوجها عدد الرهائن الأحياء في غزة خلال لقاء مصور مع عائلات الرهائن، سرت شائعات أنها كانت على اطلاع على معلومات سرية.

ووصف الصحافي وكاتب السيرة الذاتية لبنيامين نتنياهو، بن كَسبيت، سارة بأنها «رئيسة الوزراء الفعلية».

وكتب كَسبيت في مقال رأي نشر على موقع صحيفة «معاريف»: «أصبح الأمر علنياً. إنه جزء لا يتجزأ من حياتنا... نحن نُعوِّد أنفسنا على حقيقة أن أحدهم قد فكك قيادة الدولة لصالح إدارة عائلية فوضوية».

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، الأربعاء، وصف نتنياهو زوجته بأنها «شريكة رائعة».