أكد وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر البوسعيدي، يوم الخميس، أن إيران والولايات المتحدة ستعقدان الجولة السادسة من المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي المتسارع الأحد المقبل في مسقط، وسط أجواء توتر متصاعدة في المنطقة. وقال الوزير على حسابه الرسمي على «إكس»: «يسعدني أن أؤكد عقد الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية في مسقط يوم الأحد 15 يونيو (حزيران)».
I am pleased to confirm the 6th round of Iran US talks will be held in Muscat this Sunday the 15th.
— Badr Albusaidi - بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) June 12, 2025
ونقلت «رويترز» عن مصدر مطلع قوله إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يعتزم التوجه إلى العاصمة العمانية الأحد لحضور الجولة السادسة.
وتعهد وزير الخارجية عباس عراقجي الخميس «الدفاع عن حقوق» الإيرانيين في الجولة المقبلة من المباحثات النووية مع الولايات المتحدة المقررة في مسقط الأحد.وقال عراقجي: «سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني»، معتبرا أن قرار مجلس محافظي الوكالة الذرية بإدانة طهران على خلفية «عدم الامتثال» لالتزاماتها «يزيد من تعقيد النقاشات».
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولَين في إدارة دونالد ترمب، وتحدثا بشرط عدم كشف هويتهما، أن انعقاد هذه الجولة السادسة أصبح «أمراً غير مرجح» بشكل متزايد.
جاء ذلك بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً على أنه لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي. وقال أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة ستجلي أميركيين من الشرق الأوسط لأنه «قد يكون مكاناً خطيراً».
ويأتي قرار الولايات المتحدة بإجلاء مواطنيها في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات، إذ يبدو أن جهود ترمب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران وصلت إلى طريق مسدود، كما تشير معلومات المخابرات الأميركية إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية. وقال ترمب للصحافيين: «يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطيراً، وسنرى ما سيحدث... أرسلنا إخطاراً بالمغادرة».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بالإمكان فعل أي شيء لخفض التوتر في المنطقة، قال ترمب: «لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. ببساطة شديدة، لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي».
وهدد ترمب مراراً بقصف إيران إذا فشلت المحادثات بشأن برنامجها النووي. وقال في مقابلة نشرت في وقت سابق أمس الأربعاء إن ثقته بموافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم تتضاءل. وتطالب الولايات المتحدة بوقف إيران لأنشطة تخصيب اليورانيوم.
ضربة إسرائيلية وشيكة
وقالت مصادر أميركية وعراقية إن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء جزئي لسفارتها في العراق، وستسمح لأسر الجنود الأميركيين بمغادرة مواقع في أنحاء الشرق الأوسط بسبب مخاطر أمنية متزايدة في المنطقة، وفقاً لوكالة «رويترز». ولم تذكر المصادر طبيعة المخاطر الأمنية التي دفعت لاتخاذ هذا القرار. وأدت تلك الأنباء إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من أربعة في المائة أمس الأربعاء قبل تراجعها اليوم الخميس.
وأفاد مسؤول أميركي بأن وزارة الخارجية سمحت بالمغادرة الطوعية للأميركيين من البحرين والكويت. ونشرت وزارة الخارجية الأميركية تحديثاً لإرشادات السفر حول العالم مساء أمس الأربعاء لتتضمن الموقف الأميركي الأحدث. وجاء في الإرشادات «في 11 يونيو، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الضروريين بسبب تزايد التوتر في المنطقة».
وفي حين أثار إجلاء الأفراد غير الأساسيين مخاوف إزاء تصعيد محتمل في المنطقة، قال مسؤول أمني إيراني كبير لقناة «برس تي في» الإيرانية، اليوم الخميس، إن مغادرة أسر العسكريين الأميركيين لا تشكل تهديداً.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أن إسرائيل تستعد لشن هجوم قريباً على إيران، وهي خطوة قد تؤدي إلى تصعيد إضافي في الشرق الأوسط، وتعرقل أو تؤجل جهود إدارة ترمب لعقد اتفاق يهدف إلى قطع الطريق على إيران نحو تصنيع قنبلة نووية.
وكان ترمب قد رفض خطة سابقة قبل عدة أشهر قدمتها إسرائيل لشن هجوم على إيران، مُصرّاً على رغبته في محاولة التفاوض على اتفاق مع طهران يوقف قدرتها على إنتاج وقود نووي لصنع قنبلة. قبل أسبوعين، صرّح ترمب بأنه حذّر نتنياهو من تنفيذ أي ضربة أثناء استمرار المفاوضات الأميركية مع إيران.
وتبادلت إسرائيل وإيران إطلاق النار مرتين العام الماضي، وهي أول هجمات مباشرة من نوعها بين ألد عدوين في المنطقة، ومرت الصواريخ والطائرات المسيَّرة عبر المجال الجوي العراقي. وضربت إسرائيل، الحليف الإقليمي الرئيسي للولايات المتحدة، أهدافاً مرتبطة بإيران في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك جماعات مسلحة عراقية تعمل من داخل العراق وفي سوريا.
وفي الأشهر الماضية، نشرت الولايات المتحدة المزيد من القطع العسكرية في الشرق الأوسط بما في ذلك «قاذفات بي-2» التي جرى استبدالها لاحقاً، ووسعت كذلك نشر حاملة طائرات ثانية التي غادرت لاحقاً أيضاً. وكان من المقرر أن يدلي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الخميس، إلا أن موقع اللجنة أشار إلى تأجيل الجلسة. ولم يصدر البنتاغون تعليقاً فورياً يوضح سبب التأجيل.
وقال كوريلا، الثلاثاء، لمجلس النواب إنه قدم للرئيس «مجموعة واسعة من الخيارات» لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقال مسؤول إيراني كبير لـ«رويترز» إن التهديد العسكري كان دوماً جزءاً من تكتيكات التفاوض التي تنتهجها الولايات المتحدة مع إيران. وحذر بالقول: «أي عمل عسكري ضد إيران، سواء من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل، ستكون له عواقبه الوخيمة». وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، على موقع «إكس»: «التهديدات باستخدام (القوة الساحقة) لن تغير الحقائق. إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والنزعة العسكرية الأميركية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار».
عمليات الملاحة والشحن
حذر اللواء عزيز نصير زاده واشنطن، أمس الأربعاء، من أن طهران ستقصف قواعد أميركية في المنطقة إذا جرتها إلى الحرب بسبب فشل المحادثات النووية. وقال في تصريحات للصحافيين، إن بلاده مستعدة للرد: «إذا فُرض علينا الصراع، فسيكون عدد خسائر الخصم بالتأكيد أكثر من خسائرنا، وفي هذه الحالة يجب على أميركا أن تغادر المنطقة، لأن جميع قواعدها تحت مرمانا، وسنستهدفها كلها في الدول المستضيفة دون تردد».
ونقل مسؤول أميركي عن وزير الدفاع بيت هيغسيث قوله إنه أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط. وقال مسؤول أميركي آخر إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد أسر العسكريين الموجودين في البحرين التي يقيم فيها أغلبيتهم.
وحذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أمس الأربعاء، من أن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط قد يؤدي لتصعيد في الأنشطة العسكرية بما يؤثر على حركة الملاحة والشحن في ممرات مائية حيوية. ونصحت الهيئة السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر خليج عمان ومضيق هرمز، وجميعها على الحدود مع إيران.
وتصاعد التوتر في العراق منذ اندلاع الحرب بغزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ تشن جماعات مسلحة موالية لإيران في البلاد هجمات متكررة على قوات أميركية، لكن حدة هذه الهجمات تراجعت منذ العام الماضي.