تقرير إسرائيلي يروّج لوجود «اختلاف» في مواقف البابا الجديد عن سابقه

مصادر: حتى تصريحاته حول غزة جاءت مختلفة عن خطب البابا فرنسيس

البابا ليو الرابع عشر يلقي كلمة في احتفالية بمدينة الفاتيكان اليوم الأربعاء (الفاتيكان)
البابا ليو الرابع عشر يلقي كلمة في احتفالية بمدينة الفاتيكان اليوم الأربعاء (الفاتيكان)
TT

تقرير إسرائيلي يروّج لوجود «اختلاف» في مواقف البابا الجديد عن سابقه

البابا ليو الرابع عشر يلقي كلمة في احتفالية بمدينة الفاتيكان اليوم الأربعاء (الفاتيكان)
البابا ليو الرابع عشر يلقي كلمة في احتفالية بمدينة الفاتيكان اليوم الأربعاء (الفاتيكان)

بعدما كانت إسرائيل تقف على مبعدة من بابا الفاتيكان الراحل، فرنسيس، معتبرة أنه كان بتعاطفه مع مأساة غزة يتخذ منها «موقفاً عدائياً»، باتت تروج لفكرة أن البابا الجديد ينتهج معها سلوكاً «مغايراً».

فوفقاً لمصادر في دائرة البحوث بوزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن خطاب البابا ليو الرابع عشر يبدو «مختلفاً»، وهو ما اعتبرته فرصة سانحة لتصحيح العلاقات مع الفاتيكان، لذا أوصت في تقرير رفعته إلى الحكومة بأن يُمثّل إسرائيل في حفل تنصيبه شخصية رفيعة، مثل رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ، أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وجاء في التوصية، التي اطَّلعت صحيفة «الشرق الأوسط» على مقتطفات منها، أن البابا الراحل «اتخذ مواقف معادية»، وهاجم إسرائيل بسبب الحرب في غزة، واعتبر عملياتها إبادة شعب، «ولذا أحسنت هي صنعاً عندما امتنعت عن إيفاد مندوب رفيع عنها واكتفت بتمثيلها على مستوى السفير في الفاتيكان».

ويواصل التقرير: «إلا أن خطبة الأحد الأخيرة بيَّنت أن البابا الجديد يتبّع خطاً مختلفاً عن سَلَفه وينبغي احتضانه». ويزعم وجود رسائل «من قلب الفاتيكان» تؤكد أن هناك أيضاً نية «لتصحيح وتحسين العلاقات مع إسرائيل».

ويحلل التقرير الإسرائيلي أول عظة للبابا الجديد فيقول إنه «تطرق إلى حديث السيد المسيح لتلاميذه في مدينة قيسارية والتي ذكر فيها أموراً صحيحة عن كبار الأنبياء في تاريخ بنى إسرائيل»، معتبراً هذا تأكيداً على أن البابا «يرى أن المسيح ينتمي لأرض إسرائيل وشعب إسرائيل، على عكس البابا الراحل الذي نشر صورة له وهو بجانب دمية المسيح الطفل معتمراً الكوفية الفلسطينية، مما يرمز إلى أنه كان يعدّ السيد المسيح فلسطينياً».

ويضيف التقرير أن البابا ليو الرابع عشر تطرق بأسلوب جديد إلى غزة، ويستطرد: «صحيح أنه ذكر الضحايا ودعا إلى وقف معاناة الفلسطينيين ووقف الحرب، لكنه طالب أيضاً بإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين».

وتقول المصادر إنها لمست «لهجة جديدة ومشجّعة»، وأوصت بأن على إسرائيل «أن تبادر فوراً إلى التواصل مع الفاتيكان واستباق الفلسطينيين الذين سيحاولون التأثير عليه».

ويشير التقرير إلى أن البابا الجديد ترأس في الماضي منتدى استخدم تعبير «الحرب العادلة»، وهي تلك التي تجيء رداً على حرب أخرى، «بما يتيح لمن تعرض للاعتداء أن يسترد كرامته وما خسره».

ويقول: «على إسرائيل أن توضح أنها تسعى في حربها على غزة لإبادة المعتدين عليها، وفقاً لمبدأ الحرب العادلة».


مقالات ذات صلة

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

أوروبا البابا ليو الرابع عشر خلال جولة بسيارة مكشوفة بساحة القديس بطرس في الفاتيكان (إ.ب.أ)

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

قام البابا ليو الرابع عشر -وهو أول بابا أميركي في التاريخ- بأول جولة بالسيارة الباباوية عبر ساحة القديس بطرس قبل تنصيبه.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا حشود تستمع خلال أول قداس للبابا الجديد في ساحة القديس بطرس (أ.ف.ب)

عشرات الرؤساء وممثلو 200 دولة يحتفلون بقداس تنصيب البابا ليو الرابع عشر

عشرات الرؤساء وممثلو 200 دولة يحتفلون بجلوس البابا ليو الرابع عشر، والفاتيكان يعرض استضافة مفاوضات سلام روسية أوكرانية.

شوقي الريّس (روما)
أوروبا البابا ليو الرابع عشر (أ.ب)

البابا ليو: سأبذل «كل جهد» من أجل السلام العالمي

تعهّد البابا ليو الرابع عشر، أول أميركي يتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الأربعاء، ببذل «كل جهد» من أجل السلام.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو يلتقي الصحافيين وعدداً من ممثلي وسائل الإعلام في قاعة بولس السادس بالفاتيكان (أ.ف.ب) play-circle

بابا الفاتيكان يحثّ وسائل الإعلام على وضع نهاية لـ«حرب الكلمات»

دعا بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو، في أول خطاب لوسائل الإعلام، الاثنين، إلى وضع نهاية للهجمات الحزبية والآيديولوجية التي تثير «حرب كلمات».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا البابا ليو الرابع عشر يحتفل بقداس مع الكرادلة الناخبين في كنيسة سيستينا بالفاتيكان (إ.ب.أ) play-circle

شقيق البابا: ليو غير راضٍ عن سياسة الهجرة الأميركية ولن يظل صامتاً

يبدو أن قلة قليلة من الناس يعرفون بالضبط موقف الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست - المعروف الآن بالبابا ليو الرابع عشر - من القضايا الكبرى الراهنة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«الوكالة الذرية» تدين إيران بـ«عدم الامتثال» لمعاهدة حظر الانتشار

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
TT

«الوكالة الذرية» تدين إيران بـ«عدم الامتثال» لمعاهدة حظر الانتشار

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين

اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً يدين إيران بـ«عدم الامتثال» لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، في تحذير جديد قبل إحالة الملف إلى الأمم المتحدة.

وأيّدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن 19 دولة من أصل 35، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة.

وصوّتت الصين وروسيا وبوركينا فاسو برفض النص، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت، حسبما صرح دبلوماسيون.

ولم تتمكن باراغواي وفنزويلا من المشاركة لعدم سدادهما الإسهامات المالية الكافية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه أحدث الخطوات الدبلوماسية في مساعٍ بدأت قبل سنوات لتقييد أنشطة إيران النووية، وسط مخاوف غربية من مساعٍ لطهران لتطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وتُخصّب إيران اليورانيوم بالفعل إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، ويُمكن رفع هذه النسبة بسهولة إلى نحو 90 في المائة، وهي الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. ويُظهر معيار «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن إيران لديها كمية من المواد عند هذا المستوى تكفي لصنع 10 أسلحة نووية إذا واصلت تخصيبها.

وتقول «الوكالة الذرية» إنها لا تستطيع حالياً «تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تماماً»، مؤكدة أنه لا يوجد بلد آخر خصَّب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي دون إنتاج أسلحة نووية.

وعبّرت الدول الغربية عن قلق متزايد من تطور البرنامج النووي الإيراني، في اجتماع مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» المنعقد في فيينا، على ضوء تقرير المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، الذي سلّط الضوء على استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

وشهدت جلسات مجلس المحافظين التابع لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مداولات حثيثة بشأن اعتماد مشروع قرار يوبخ طهران ويعيد طرح ملفها على مجلس الأمن.

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلق بالغ» من «التوسع المقلق» للأنشطة النووية الإيرانية، معتبراً أن إيران اكتسبت قدرات لا يمكن التراجع عنها في مجال التخصيب. وشدد الاتحاد على أن ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي «أولوية أمنية أساسية»، داعياً إلى استئناف الشفافية وتنفيذ البروتوكول الإضافي، محذراً من تداعيات استمرار التصعيد الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي.

أمّا دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة)، فقد دافعت عن تقرير غروسي، واصفة إياه بـ«المهني والحيادي»، وأعادت تأكيد دعمها لحل دبلوماسي شامل.

لكنها حذّرت في الوقت ذاته من أن «غياب التقدّم» قد يفتح الباب أمام تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات الأممية. وأكدت الترويكا أن إيران ابتعدت عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وتواصل تقويض مهام التفتيش، وهو ما «يمنع (الوكالة) من تقديم ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج».

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة عبر مبعوثها بالإنابة أن إيران «تواصل تسريع برنامجها النووي دون مبرّر مدني»، معتبراً أن تراكم اليورانيوم عالي التخصيب يثير «قلقاً بالغاً» بشأن نيات طهران.

وجددت واشنطن التزامها بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، داعية طهران إلى وقف التصعيد، والعودة الفورية للامتثال الكامل، وقبول مفتشي «الوكالة». وشددت على أن استمرار السلوك الإيراني الحالي «لن يقربها من أهدافها، ويقلّص فرص التوصل إلى اتفاق».

وقبيل التصويت هددت طهران بـ«الرد بقوة» عن طريق تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تبني القرار.

وقال دبلوماسيون إن القرار يهدف إلى زيادة الضغط على إيران. ويأتي القرار في خضم مباحثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان.

وأجرى البلدان 5 جولات تفاوض منذ أبريل (نيسان)، سعياً إلى إيجاد بديل لاتفاق 2015 الذي هدف إلى كبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أصبح «أقل ثقة» بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي.

وهددت إيران، الأربعاء، باستهداف قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال اندلاع نزاع.

ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن الملف النووي في مسقط الأحد.