خطة إسرائيلية بمليار دولار لإجهاض تمرد جنود الاحتياط

نتنياهو يخشى من تفشي ظاهرة رفض الخدمة بالجيش

جنود إسرائيليون بشوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون بشوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
TT

خطة إسرائيلية بمليار دولار لإجهاض تمرد جنود الاحتياط

جنود إسرائيليون بشوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون بشوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)

أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة دعم مالي كبير لضباط وجنود جيش الاحتياط، بقيمة 3 مليارات شيقل (حوالي مليار دولار).

وقالت وسائل الإعلام العبرية إن هذه الخطة صحيحة وحيوية وعادلة، لكنها لم تُقر بنيات طيبة، بل هي محاولة من نتنياهو لإجهاض ظاهرة عدم الامتثال للخدمة.

وأكد الجيش أن نسبة الامتثال 75%، ولكن المتابعين يعتبرون هذا الرقم مغشوشا؛ إذ إن الجيش يتعمد ألا يدعو للخدمة أولئك الذين يعرف بأنهم لن يمتثلوا، ويزعمون أن نسبة الامتثال الحقيقية لا تتعدى 50%.

وأكدوا أن نتنياهو يخشى من هذه الظاهرة، وفي البداية كان يمارس الضغط على رئيس أركان الجيش لمعاقبة من لا يمتثل لأوامر التجنيد. لكنه أدرك أن مثل هذا التصرف سيؤدي إلى تصادم وجها لوجه، مع عشرات ألوف الجنود والضباط، وسيرى هؤلاء كمتظاهرين في الشوارع ضد سياسته.

جنود إسرائيليون بالمقبرة العسكرية في القدس شهر يناير الماضي خلال دفن زميل لهم قُتل في غزة (إ.ب.أ)

لذلك لجأ نتنياهو إلى أسلوب «الجزرة»، الذي اعتبره كثيرون «رشوة سياسية».

وأقرت الخطة بشكل أولي في اجتماع ترأسه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية، بتسلئيل سموترتش، ووزير القضاء يريف لفين، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ويفترض أن يتم إقرار الخطة في اللجنة الوزارية للقوانين، في غضون 3 أشهر.

منحة سنوية

وتتضمن الخطة تقديم منحة بقيمة 22 ألف شيقل (الدولار يساوي 3.5 شيقل تقريباً)، منحة مرة في السنة، لكل قائد فيلق يخدم أكثر من 60 يوما (40 يوما للطلبة الجامعيين) و10 آلاف شيقل لقادة السرايا و6 آلاف لقادة الفرق و5 آلاف لكل من يخدم في أيام الأعياد، وألف شيقل أخرى لكل من يتم استدعاؤه أكثر من مرة.

ويتم منح إعفاءات من ضريبة الدخل لكل من يخدم في الاحتياط أكثر من 10 أيام بقيمة نصف نقطة، ترتفع إلى 0.75 نقطة لمن يخدم أكثر من 30 يوما ونقطة كاملة لمن يخدم أكثر من 40 يوما في السنة، وربع نقطة عن كل خمسة أيام إضافية، بحيث لا تتعدى 4 نقاط.

ويمنح جندي الاحتياط مساعدة في السكن، ويمنح أصحاب العمل الذين يحررون عمالهم ويعيدونهم إلى العمل بعد الخدمة تسهيلات ضريبية.

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع غزة يوم الخميس (رويترز)

وقال كاتس إن هذا المبلغ يضاف عمليا إلى ميزانية بقيمة 20 مليار شيقل تصرف الآن على المخصصات الممنوحة لجنود وضباط جيش الاحتياط.

وقد خرجت مجموعة من الضباط بحملة إعلامية ترفض تلقي الرشى وتطالب بوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن الحملة ستتم تحت شعار: «حياة المخطوفين لا تباع بالمال».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يطالب سكان 3 أحياء بشمال غزة بضرورة الإخلاء الفوري

المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يطالب سكان 3 أحياء بشمال غزة بضرورة الإخلاء الفوري

طلب الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس من سكان أحياء الروضة والتفاح والبلدة القديمة بشمال القطاع الإخلاء الفوري إلى غرب مدينة غزة

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون أكياساً تحتوي على مساعدات غذائية قدمتها مؤسسة «غزة الإنسانية» (أ.ب) play-circle

السويد: التجويع الإسرائيلي لغزة جريمة حرب

أعلنت وزيرة خارجية السويد، ماريا مالمر ستينرغارد، أن رفض إسرائيل السماح بدخول مساعدات إنسانية لغزة واستهدافها مواقع لتوزيع المساعدات يتسببان في تجويع المدنيين.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
المشرق العربي العلم السوري يرفرف فوق العاصمة دمشق (أ.ف.ب)

إسرائيل تعلن اعتقال عناصر من «حماس» خلال عملية بجنوب سوريا

قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية في جنوب سوريا لاعتقال عدد من أعضاء «حركة حماس» بحسب ما أعلنه الجيش اليوم الخميس

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي فلسطيني يحمل حقيبة تحتوي على طعام ومساعدات إنسانية سلمتها «مؤسسة غزة الإنسانية» (أ.ب) play-circle

عشرات القتلى ومئات الجرحى برصاص القوات الإسرائيلية قرب مركز المساعدات بغزة

قُتل 13 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 200، اليوم (الخميس)، برصاص القوات الإسرائيلية قرب مركز المساعدات في محيط حاجز «نتساريم» وسط قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية علما إيران وإسرائيل (رويترز)

تقرير: إسرائيل تستعد لشن هجوم على إيران قريباً

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن إسرائيل تستعدُّ، فيما يبدو، لشنِّ هجوم قريباً على إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الوكالة الذرية» تدين إيران بـ«عدم الامتثال» لمعاهدة حظر الانتشار

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
TT

«الوكالة الذرية» تدين إيران بـ«عدم الامتثال» لمعاهدة حظر الانتشار

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جلسة افتتاح مجلس المحافظين في فيينا الاثنين

اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً يدين إيران بـ«عدم الامتثال» لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، في تحذير جديد قبل إحالة الملف إلى الأمم المتحدة.

وأيّدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن 19 دولة من أصل 35، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة.

وصوّتت الصين وروسيا وبوركينا فاسو برفض النص، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت، حسبما صرح دبلوماسيون.

ولم تتمكن باراغواي وفنزويلا من المشاركة لعدم سدادهما الإسهامات المالية الكافية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه أحدث الخطوات الدبلوماسية في مساعٍ بدأت قبل سنوات لتقييد أنشطة إيران النووية، وسط مخاوف غربية من مساعٍ لطهران لتطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وتُخصّب إيران اليورانيوم بالفعل إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، ويُمكن رفع هذه النسبة بسهولة إلى نحو 90 في المائة، وهي الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. ويُظهر معيار «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن إيران لديها كمية من المواد عند هذا المستوى تكفي لصنع 10 أسلحة نووية إذا واصلت تخصيبها.

وتقول «الوكالة الذرية» إنها لا تستطيع حالياً «تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تماماً»، مؤكدة أنه لا يوجد بلد آخر خصَّب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي دون إنتاج أسلحة نووية.

وعبّرت الدول الغربية عن قلق متزايد من تطور البرنامج النووي الإيراني، في اجتماع مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» المنعقد في فيينا، على ضوء تقرير المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، الذي سلّط الضوء على استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

وشهدت جلسات مجلس المحافظين التابع لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مداولات حثيثة بشأن اعتماد مشروع قرار يوبخ طهران ويعيد طرح ملفها على مجلس الأمن.

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلق بالغ» من «التوسع المقلق» للأنشطة النووية الإيرانية، معتبراً أن إيران اكتسبت قدرات لا يمكن التراجع عنها في مجال التخصيب. وشدد الاتحاد على أن ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي «أولوية أمنية أساسية»، داعياً إلى استئناف الشفافية وتنفيذ البروتوكول الإضافي، محذراً من تداعيات استمرار التصعيد الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي.

أمّا دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة)، فقد دافعت عن تقرير غروسي، واصفة إياه بـ«المهني والحيادي»، وأعادت تأكيد دعمها لحل دبلوماسي شامل.

لكنها حذّرت في الوقت ذاته من أن «غياب التقدّم» قد يفتح الباب أمام تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات الأممية. وأكدت الترويكا أن إيران ابتعدت عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وتواصل تقويض مهام التفتيش، وهو ما «يمنع (الوكالة) من تقديم ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج».

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة عبر مبعوثها بالإنابة أن إيران «تواصل تسريع برنامجها النووي دون مبرّر مدني»، معتبراً أن تراكم اليورانيوم عالي التخصيب يثير «قلقاً بالغاً» بشأن نيات طهران.

وجددت واشنطن التزامها بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، داعية طهران إلى وقف التصعيد، والعودة الفورية للامتثال الكامل، وقبول مفتشي «الوكالة». وشددت على أن استمرار السلوك الإيراني الحالي «لن يقربها من أهدافها، ويقلّص فرص التوصل إلى اتفاق».

وقبيل التصويت هددت طهران بـ«الرد بقوة» عن طريق تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تبني القرار.

وقال دبلوماسيون إن القرار يهدف إلى زيادة الضغط على إيران. ويأتي القرار في خضم مباحثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان.

وأجرى البلدان 5 جولات تفاوض منذ أبريل (نيسان)، سعياً إلى إيجاد بديل لاتفاق 2015 الذي هدف إلى كبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أصبح «أقل ثقة» بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي.

وهددت إيران، الأربعاء، باستهداف قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال اندلاع نزاع.

ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن الملف النووي في مسقط الأحد.