سيزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الصين، الثلاثاء، قبل الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن المقرر عقدها يوم السبت في عُمان.
وخلال زيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي، صرّح عراقجي للتلفزيون الرسمي بأن طهران تجري دوماً مشاورات من كثب مع روسيا والصين بشأن القضية النووية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي: «من الطبيعي أن نتشاور ونطلع الصين على أحدث تطورات المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة»، مضيفاً أن بكين يمكن أن تضطلع بدور بنّاء في هذه العملية.
وبدأت إيران والولايات المتحدة مفاوضات في وقت سابق من هذا الشهر بهدف وضع قيود على برنامج طهران النووي، الذي تقول القوى الغربية إنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية.
وتنفي طهران هذه الاتهامات، لكن تحذيرات مسؤولين إيرانيين من احتمال تغيير مسار برنامجهم النووي، في ظل الضغوط الإسرائيلية والأميركية، أثارت مخاوف دولية.
وتكافح طهران من أجل تقليل أثر العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس دونالد ترمب فرضها خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021 بعدما انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.
وصعد ترمب الضغط على إيران منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني).
وفرض لأول مرة عقوبات على مصاف صينية صغيرة خاصة تعالج النفط الخام الإيراني، ووفرت شريان حياة لاقتصاد طهران المتعثر.
وقال بقائي: «سياسة أقصى الضغوط لا تستهدف إيران فحسب، بل تستهدف دولاً أخرى كذلك، وتتعارض مع حرية التجارة. وفي حالة الصين، تسعى العقوبات أيضاً إلى تعطيل التعاون بين بلدان الجنوب».
وحول زيارة عراقجي المرتقبة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، الاثنين: «حافظت الصين وإيران على تبادلات واتصالات على جميع المستويات وفي مختلف المجالات. وفيما يتعلق بالزيارة المذكورة تحديداً، ليس لدي معلومات لأقدمها في الوقت الحالي».
والصين هي طرف في الاتفاق النووي إلى جانب أربع دول أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي فرنسا وبريطانيا والمملكة المتحدة وروسيا، إضافة إلى ألمانيا.
وتشكل الصين أكبر شريك تجاري لإيران وأحد كبار مستوردي نفطها في ظل العقوبات. ويوجه نحو 92 في من النفط الإيراني إلى الصين مع حسومات كبيرة في غالب الأحيان، على ما تفيد «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الحكومي الإيراني.
في 2021 وقّعت الصين اتفاقاً استراتيجياً واسعاً مع إيران يمتد 25 عاماً، وتشمل هذه الشراكة مجالات متنوعة، مثل الطاقة، والأمن، والبنى التحتية، والاتصالات.