نتنياهو يلوّح بـ«مواجهة» مع تركيا في سوريا

على ضوء تقارير عن سعي أنقرة إلى وجود عسكري

مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً تؤدي إلى مدينة القنيطرة جنوب سوريا 5 يناير (أ.ب)
مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً تؤدي إلى مدينة القنيطرة جنوب سوريا 5 يناير (أ.ب)
TT
20

نتنياهو يلوّح بـ«مواجهة» مع تركيا في سوريا

مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً تؤدي إلى مدينة القنيطرة جنوب سوريا 5 يناير (أ.ب)
مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً تؤدي إلى مدينة القنيطرة جنوب سوريا 5 يناير (أ.ب)

لوَّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«مواجهة» مع تركيا في سوريا، ويجري مشاورات أمنية لمناقشة المخاوف بشأن النفوذ التركي هناك، وفق مصادر إعلامية إسرائيلية.

ولفتت المصادر إلى اتصالات تركية - سورية بشأن تسليم مناطق قرب تدمر (وسط سوريا) للجيش التركي، مقابل دعم اقتصادي وعسكري لدمشق، وأن التحركات التركية المحتملة في تدمر تُثير قلقاً إسرائيلياً كبيراً. ووفقاً لموقع «والا»، فإن النظام السوري الجديد يحاول ترميم قواعد عسكرية وقدرات صاروخية ودفاعية في الجنوب قريباً من إسرائيل. وأفادت «القناة 12» العبرية بأن نتنياهو، من خلال مستشاريه، يحثّ وسائل الإعلام على تأكيد أن «المواجهة مع تركيا على الأراضي السورية حتمية».

ويُشار إلى أن تقريراً حديثاً للجنة حكومية إسرائيلية أوصى نتنياهو بالاستعداد لحرب محتملة مع تركيا، في ظل مخاوف تل أبيب المتزايدة من تحالف أنقرة مع دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد.


مقالات ذات صلة

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

المشرق العربي سكان بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة  يتظاهرون أمس مطالبين بإنهاء الحرب (أ.ف.ب)

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

عرض «حماس» المُلّح بعد 7 أكتوبر هدنة 10 سنوات... وترك حكم غزة في تطورٍ لافتٍ، شارك المئات من سكان بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، أمس، في مسيرات احتجاجية هاجمت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

«محادثات الرياض» تحقق اختراقاً على طريق السلام الأوكراني

حققت المحادثات التي رعتها الرياض خلال اليومين الماضيين بين الوفدين الأميركي والروسي من جهة، والوفدين الأميركي والأوكراني من جهة أخرى، اختراقاً على طريق السلام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) رائد جبر (موسكو)
المشرق العربي 
تمرين عسكري لفصائل من «الحشد الشعبي» في العراق (أ.ب)

العراق لإقرار «الحشد» بصلاحيات للجيش

رغم أن مسودة قانون جديد، يعمل عليها البرلمان العراقي، تهدف إلى هيكلة «الحشد الشعبي» إدارياً، فإنها تمنح «الهيئة» صلاحيات موازية للجيش.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي 
أورتاغوس نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في القصر الرئاسي اللبناني خلال زيارتها الأخيرة (أ.ب)

واشنطن تضغط على بيروت لإبرام اتفاق مع تل أبيب

قال مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تدفع لبنان لاتفاق مع إسرائيل، يكون «أقل من التطبيع» و«أكبر من اتفاقية الهدنة»، موضحاً أن المقصود به يكمن.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي 
الوفد الأميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف بعد لقاء الرئيس الشرع بدمشق ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)

مطالب أميركية من سوريا لتخفيف العقوبات

سلمت الولايات المتحدة سوريا قائمة شروط تريد من دمشق الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، بما في ذلك ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - دمشق)

هل فريق ترمب منقسم بشأن إيران؟

ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)
ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

هل فريق ترمب منقسم بشأن إيران؟

ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)
ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)

في غضون أيام قليلة، مدَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يده لإيران، لكنه في الوقت نفسه حذَّر طهران من أنها تتحمل مسؤولية أية هجمات يشنها الحوثيون في اليمن. وبينما شددت إدارته على ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني، أبدت أيضاً بعض المرونة.

لطالما اعتمد ترمب على التهديد بالقوة بوصفه أداة تفاوضية، لكن بالنسبة لإيران، يرى بعض المراقبين أن نهجه يعكس رسائل متضاربة أكثر من كونه استراتيجية واضحة، ما يعكس حالة من الجدل داخل إدارته حول كيفية التعامل مع خصم تاريخي للولايات المتحدة منذ ما يقرب من نصف قرن.

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: «هناك تناقضات كبيرة داخل إدارة ترمب بشأن إيران، وفي النهاية، لا بد أن تصل هذه التناقضات إلى ذروتها»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

والتز وويتكوف يتحدثان للصحافيين خارج البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
والتز وويتكوف يتحدثان للصحافيين خارج البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

في 7 مارس (آذار)، أعلن ترمب أنه بعث برسالة إلى المرشد علي خامنئي، يقترح فيها محادثات بشأن البرنامج النووي المثير للجدل، لكنه في الوقت ذاته حذَّر من إمكانية اللجوء إلى العمل العسكري في حال رفضت إيران، وهو تهديد كررته إسرائيل أيضاً.

كان ترمب قد انسحب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي أبرمه سلفه باراك أوباما، وعاد إلى البيت الأبيض متعهّداً بإعادة استراتيجية «الضغوط القصوى» من خلال العقوبات. لكنه أشار علناً إلى أن هذا النهج جاء تحت ضغط من مستشاريه المتشددين.

من جهته، أشار ستيف ويتكوف، صديق ترمب الذي أصبح مبعوثه العالمي، إلى احتمال التوصل إلى حل وسط مع إيران. ففي مقابلة حديثة مع المعلق المحافظ تاكر كارلسون، تحدَّث ويتكوف عن إمكانية تبنّي «آلية للتحقق»، يضمن عدم سعي إيران لامتلاك سلاح نووي؛ وهو نهج يتوافق مع اتفاق أوباما الذي حظي بدعم الحلفاء الأوروبيين.

لكن مستشار الأمن القومي لترمب، مايك والتز، سارع إلى تأكيد أن الهدف الأساسي لا يزال يتمثل في «التفكيك الكامل» للبرنامج النووي الإيراني.

ورغم أن ترمب هو صاحب القرار النهائي، فإنه لم يظهر تركيزاً واضحاً على الملف الإيراني، في حين أن ويتكوف منشغل أيضاً بالمفاوضات المتعلقة بغزة وأوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، إنه «لم نردّ بعد على رسالة رئيس الولايات المتحدة، والردّ قيد الإعداد، وسيتم تقديمه قريباً بالطريقة المناسبة».

وأشار عراقجي مرة أخرى إلى موقف طهران الرافض للتفاوض المباشر، في ظل استراتيجية «الضغوط القصوى والظروف الحالية التي تشهد تهديدات عسكرية وزيادة العقوبات الاقتصادية من واشنطن».

وحذَّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، الولايات المتحدة من التفكير في السيناريو العسكري، قائلاً: «إذا كانت تهديدات ترمب جدية، فهو يُغامر بحياة الجنود الأميركيين». ونقلت مواقع إيرانية عن لاريجاني قوله في مقابلة صحافية: «إذا التزم ترمب بالسلام بدلاً من لغته الحالية، وأحدث تغييراً في سلوك الولايات المتحدة، فبإمكانه فتح مسار جديد مع إيران»، لكنه أضاف أن «سلوك ترمب متناقض».

ويواجه خامنئي تحدياً كبيراً في قبول التفاوض مع ترمب، خاصة في ظل تاريخه الحافل بالإجراءات العدائية تجاه طهران، بما في ذلك إصداره أمراً بتوجيه ضربة قضت على مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني عام 2020.

لكن ألكس فاتانكا، الباحث في معهد الشرق الأوسط، عبَّر عن نظرة أكثر تفاؤلاً، مشيراً إلى أن إيران قد تسعى إلى إبرام صفقة تتماشى مع أسلوب ترمب التفاوضي، مثل تقديم تنازلات اقتصادية، كشراء منتجات أميركية بعد سنوات من العقوبات.

وأضاف: «إذا تصرَّفت إيران بذكاء فقد تستغل هذه الفرصة لتُبرم صفقة جديدة، إذ لدينا رئيس أميركي لا يبدو منخرطاً بعمق في التفاصيل، بل يسعى فقط لتحقيق إنجاز سياسي يفوق ما أنجزه أوباما في 2015».

ترمب يرد على أسئلة الصحافيين خلال اجتماع في البيت الأبيض أمس الثلاثاء (إ.ب.أ)
ترمب يرد على أسئلة الصحافيين خلال اجتماع في البيت الأبيض أمس الثلاثاء (إ.ب.أ)

يأتي عرض ترمب في وقت صعب بالنسبة للجمهورية الإسلامية، إذ تعرضت انتكاسات لنفوذها الإقليمي وسخط داخلي كبير بسبب الاقتصاد.

ويؤكد المحللون أن طهران مضطرة للتفاوض مع ترمب، خصوصاً بعد تراجع «محور المقاومة»؛ نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الإقليمي الرئيسي لإيران، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني.

ويرى ترمب أن تراجع القوة العسكرية الإيرانية جعلها في موقع دفاعي ضعيف؛ ما يزيد من احتمال لجوئها إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من التصعيد العسكري.

في الأيام الأخيرة، كثّف ترمب ضرباته العسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين استهدفوا سفناً في البحر الأسود بحجة التضامن مع الفلسطينيين.

وقال ترمب إنه سيُحمل إيران مسؤولية أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي.

وفي الأفق، يظل خيار العمل العسكري الإسرائيلي قائماً، خصوصاً بعد أن استهدفت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية بضربات مكثفة العام الماضي.

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّة حالة الضعف التي تمر بها إيران.

وقال بهنام بن طالبلو، الباحث في مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، إن «التهديد العسكري الأميركي والإسرائيلي الجاد ضروري» لإجبار طهران على تقديم تنازلات حقيقية.

وأضاف: «هناك إدراك متزايد داخل الإدارة بأن طهران تُحاول كسب الوقت بالمناورات الدبلوماسية؛ لذا يجب فرض معايير صارمة إذا كان من المقرر أن يكون الحل الدبلوماسي مطروحاً بجدية».