تركيا: اختتام لقاءات حزبية حول دعوة أوجلان لحل «العمال الكردستاني»

إردوغان يلتقي «وفد إيمرالي» بعد العيد... ودعوات للإفراج عن دميرطاش

دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني أعطت زخماً لاحتفالات عيد النيروز (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)
دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني أعطت زخماً لاحتفالات عيد النيروز (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)
TT
20

تركيا: اختتام لقاءات حزبية حول دعوة أوجلان لحل «العمال الكردستاني»

دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني أعطت زخماً لاحتفالات عيد النيروز (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)
دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني أعطت زخماً لاحتفالات عيد النيروز (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

اختتم حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد في تركيا، لقاءاته مع الأحزاب السياسية لمناقشة الخطوات القادمة بعد دعوة زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان الحزب إلى حل نفسه وإلقاء جميع المجموعات المرتبطة به أسلحتها.

وعقد وفد من الحزب ضم رئيسيه المشاركين تولاي حاتم أوغلوللاري وتونجر باكيرهان، ونائب رئيس البرلمان نائب الحزب عن إسطنبول عضو «وفد إيرمالي» سري ثريا أوندر ونائبة رئيس المجموعة البرلمانية المشاركة غولستان كيليتش كوتشيغيت، الاثنين، لقاءين مع مسؤولين بحزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية، اللذين يشكلان معاً «تحالف الشعب»، وذلك بعد جولة على أحزاب المعارضة وبعض المنظمات المدنية الأسبوع الماضي.

وعشية اللقاء، أصدر بهشلي بياناً جدد فيه تأكيد ضرورة استجابة «حزب العمال الكردستاني»، الذي وصفه بالـ«منظمة الإرهابية» لدعوة زعيمه المؤسس (عبد الله أوجلان) التي أطلقها في 27 فبراير (شباط) الماضي من سجنه في جزيرة إيمرالي في جنوب بحر مرمرة غرب تركيا، وحل نفسه وإلقاء أسلحته، وذلك جميع امتداداته في أي مكان، بلا شروط.

وقال إن حدوث ذلك هو بند على جدول الأعمال لا يمكن تأجيله أو تأخيره. ولفت إلى الاتفاق الموقّع بين الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، في 10 مارس (آذار) الحالي، لشأن الاندماج في مؤسسات الدولة السورية.

جانب من لقاء وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» مع مسؤولي حزب الحركة القومية (موقع الحزب)
جانب من لقاء وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» مع مسؤولي حزب الحركة القومية (موقع الحزب)

وذكر بهشلي أنه بتوقيع الاتفاق، المكوّن من 8 مواد، تم تجاوز عتبة مهمة وتم تسجيل الوحدة السياسية والإقليمية للجارة سوريا، وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب»، الكردية، حل نفسها وإلقاء أسلحتها، وهذا يؤكد أن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني – وحدات حماية الشعب - قسد) باتت تدرك تماماً أنه لا يوجد مكان أو مدى يمكن الوصول إليه عن طريق الإرهاب.

وأشاد بهشلي باللقاءات بين قيادات حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، مع الأحزاب السياسية ودعمهم للنضال من أجل تركيا خالية من الإرهاب، قائلاً إنه «أمر يستحق الثناء»، وإنه كان يود لو تمكن من حضور الزيارة الثانية لوفد الحزب إلى حزب الحركة القومية، لكنه على ثقة بأن زملاءه في الحزب سيعكسون أفكار الحزب ومواقفه بدقة ووضوح. وكان بهشلي حضر اللقاء الأول مع «وفد إيمرالي»، عقب الزيارة الأولى لأوجلان في محبسه في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

لقاء مع إردوغان

في السياق ذاته، وبشأن لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان، بوصفه رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفد إيمرالي، بعدما أبدى استعداده لذلك الأسبوع الماضي حال طلب الوفد لقاءه، قالت نائبة حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، عن مدينة وان (شرق تركيا) عضو وفد إيمرالي، بروين بولدان، إن الوفد سيلتقي إردوغان عقب عطلة عيد الفطر. وأضافت، في مقالة تلفزيونية ليل الأحد - الاثنين، أن إردوغان أبلغ النائب سري ثريا أوندر، خلال مصافحته بالبرلمان عقب اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الأربعاء الماضي، أنه من الأفضل عقد الاجتماع بعد العطلة.

رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم خلال استقباله الرئيسة المشاركة لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب تولاي حاتم أوغوللاري (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)
رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم خلال استقباله الرئيسة المشاركة لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب تولاي حاتم أوغوللاري (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

ولفتت بولدان إلى أنهم يتوقعون خطوات ملموسة من الحكومة، وأنه سيكون من المفيد أن تتغير ظروف أوجلان وأن يتمكن من التواصل حتى يتمكن حزب العمال الكردستاني من عقد مؤتمره لإعلان حل نفسه وإلقاء أسلحته. وقالت بولدان: «يجب على الحكومة توفير الظروف المناسبة... نعلم أن الحكومة تقوم ببعض الاستعدادات فيما يتعلق بالقضاء وظروف السيد أوجلان، لكن لم نتلق بعد معلومات واضحة بشأن هذه القضية».

الإفراج عن دميرطاش

وأضافت أنه ينبغي عدم تجاهل وضع المعتقلين في السجون من أجل تقدم العملية بشكل صحي والوصول إلى نتيجة، وعلى سبيل المثال، سيكون لإطلاق سراح الرئيسين المشاركين السابقين لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسيكداغ، تأثير إيجابي على العملية الجارية حالياً.

متظاهرون أكراد في تركيا يطالبون بالإفراج عن الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية - رويترز)
متظاهرون أكراد في تركيا يطالبون بالإفراج عن الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية - رويترز)

بدوره، دعا زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، الحكومة إلى إطلاق سراح دميرطاش، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يساهم أيضاً في عملية حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته. وقال أوزال، في مقابلة تلفزيونية: «يجب أن تنتهي أيضًا المأساة التي يعيشها دميرطاش، ويجب على وزارة العدل أن تبدأ على وجه السرعة إجراءات إعادة المحاكمة بناءً على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ويجب إطلاق سراحه، وأعتقد أن هذا لن يكون النهاية، بل بداية جديدة لمساهماته في الاستقرار في المنطقة والديمقراطية في بلدنا».

أوجلان خلال قراءة دعوته لحل حزب العمال الكردستاني بحضور وفد إيمرالي في 27 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
أوجلان خلال قراءة دعوته لحل حزب العمال الكردستاني بحضور وفد إيمرالي في 27 فبراير الماضي (إ.ب.أ)

وسيطرت دعوة أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني» على الاحتفالات التي ينظمها حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، بمناسبة عيد النيروز، الذي يوافق 21 مارس.

وطالب المشاركون في الاحتفالات الحكومة باتخاذ الخطوات اللازمة رداً على الدعوة التاريخية لأوجلان. وأكد مسؤولو الحزب في ولايات ديار بكر وشانلي أورفا وماردين وشرناق ضرورة البناء على دعوة أوجلان، مؤكدين أنهم يريدون سياسة ديمقراطية وسلاماً مشرّفاً وحياة متساوية للأتراك والأكراد.

وأكدوا أنه من أجل أن يتمكن أوجلان من العيش بحرية، يجب تغيير ظروفه.


مقالات ذات صلة

بعد دعوة أوجلان لحلّ «الكردستاني»... إردوغان يقترح جعل «النوروز» عطلة رسمية

شؤون إقليمية إردوغان متحدثاً خلال احتفال بعيد النوروز في إسطنبول (الرئاسة التركية)

بعد دعوة أوجلان لحلّ «الكردستاني»... إردوغان يقترح جعل «النوروز» عطلة رسمية

اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إعلان يوم 21 مارس، الذي يوافق عيد النوروز عند الأكراد في تركيا، عطلة رسمية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون مؤيدون للأكراد يحملون أعلاماً عليها صور لزعيم «حزب العمال الكردستاني» المسجون عبد الله أوجلان خلال مشاركتهم بمظاهرة دعماً له في ستراسبورغ بفرنسا يوم 16 فبراير 2019 (رويترز)

حليف لإردوغان: على «حزب العمال الكردستاني» عقد مؤتمر لحل نفسه

قال حليف لإردوغان إن «حزب العمال الكردستاني» المحظور يجب أن يعقد مؤتمراً خلال المدة حتى 4 مايو (أيار) المقبل لحل نفسه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية مسيرة في ديار بكر كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بعد توجيه دعوته لحل الحزب (رويترز)

تركيا: رسالة جديدة متوقعة من أوجلان والحكومة تغلق الباب أمام إطلاق سراحه

أغلقت الحكومة التركية الباب أمام العفو عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بعد دعوته لحل الحزب بينما يتوقع أن يطلق رسالة جديدة للسلام.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تركيا تواصل قصفها على محور سد تشرين شرق حلب رغم الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد» (أ.ف.ب)

هجوم تركيا على عين العرب يفجر غضباً ويلقي بظلال على «مبادرة أوجلان»

أثار الهجوم التركي على إحدى قرى عين العرب (كوباني) في شرق حلب رد فعل غاضباً من جانب حزب موالٍ للأكراد ينخرط في جهود لإنجاح مبادرة لحل حزب العمال الكردستاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع التركي يشار غولر مع عائلات شهداء معركة نشاناق قلعة البحرية (الدفاع التركية)

تركيا تكرّر مطالبة «العمال الكردستاني» بحل نفسه «بلا شروط»

طالبت تركيا حزب العمال الكردستاني وجميع امتداداته في مختلف المناطق بحل نفسه وتسليم أسلحته فوراً دون قيد أو شرط.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

خامنئي يتبرأ من «الوكلاء» ويهدد واشنطن بـ«صفعة رنانة»

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال حضوره تجمعاً في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال حضوره تجمعاً في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)
TT
20

خامنئي يتبرأ من «الوكلاء» ويهدد واشنطن بـ«صفعة رنانة»

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال حضوره تجمعاً في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال حضوره تجمعاً في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)

في كلمته السنوية بمناسبة أعياد «نوروز»، تبرَّأ المرشد الإيراني علي خامنئي من «وكلاء» طهران في المنطقة، ووصفهم بـ«قوى مستقلة تدافع عن نفسها»، فيما توعَّد الولايات المتحدة بـ«صفعة رنانة لو شرعت في عمل ما» ضد بلاده.

وقال خامنئي، الجمعة، إن «على الأميركيين أن يعلموا أنهم لن يحققوا شيئاً من خلال إطلاق التهديدات ضد إيران»؛ و«عليهم وعلى غيرهم أن يعلموا أنهم إن مارسوا الخبث، فإنهم سيواجهون رداً قوياً».

وتابع المرشد الإيراني: «لم نكن مطلقاً البادئين في الصراع، لكن إن مارس أحدهم الخبث، وشرع في عمل ما، فليعلم أنه سيتلقى صفعات رنانة».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد هدد بزيادة الضغط على إيران، بوصفها الداعم الرئيسي للجماعة الحوثية، التي تشن هجمات على السفن الأميركية رداً على هجمات شنتها واشنطن على أهداف للجماعة.

خامنئي قال إن إيران ليس لديها وكلاء في منطقة الشرق الأوسط (إ.ب.أ)
خامنئي قال إن إيران ليس لديها وكلاء في منطقة الشرق الأوسط (إ.ب.أ)

وحذَّر ترمب إيران من تسليح الحوثيين، مضيفاً: «يجب على إيران وقف إرسال هذه الإمدادات على الفور».

ومنذ أيام، تتبادل كل من واشنطن وطهران جس نبض وتهديداً، في محاولة لإحياء مفاوضات على اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تضمنت «مهلة شهرين من أجل التوصل لاتفاق».

وقال باحثان أميركيان لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الأميركية تجر طهران إلى المفاوضات، وتضع الفعل العسكري خياراً وارداً».

ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مضمون رسالة ترمب، بأنه «تهديد ينطوي على فرصة»، مؤكداً أن بلاده ستقيم الرد عبر «قنوات مناسبة» قريباً.

«ليس لدينا وكلاء»

إلى ذلك، قال خامنئي إن «الخطأ الفادح للسياسيين الأميركيين والأوروبيين أنهم يسمون قوى المقاومة في المنطقة بوكلاء إيران ويظلمونهم، إن الشعب اليمني يمتلك الدافع، كما أن قوى المقاومة في المنطقة تمتلك الدافع».

وشدد خامنئي على أن «إيران ليست بحاجة إلى وكلاء»، وفقاً لوكالة أنباء «إرنا» الحكومية. وأكد قائلاً: «ما معنى الوكلاء؟ نظام إيران ليس بحاجة إلى وكلاء. هؤلاء لديهم دوافعهم الخاصة».

وفي 22 ديسمبر (كانون الأول) 2024، نفى خامنئي ارتباط إيران بالجماعات المسلحة في المنطقة، قائلاً: «يكررون القول بأن نظام إيران فقد قواته الوكيلة في المنطقة، وهذا خطأ آخر. إيران لا تمتلك قوات بالوكالة».

كما صرح حسين سلامي، قائد «الحرس الثوري»، في 16 مارس (آذار) 2025، بأن جماعة «الحوثي» في اليمن «مستقلة»، وتتخذ قراراتها الاستراتيجية والعملياتية بنفسها.

خامنئي يلوح لحشد من الإيرانيين خلال تجمع بمناسبة «نوروز» في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)
خامنئي يلوح لحشد من الإيرانيين خلال تجمع بمناسبة «نوروز» في طهران يوم 21 مارس 2025 (رويترز)

خامنئي «لا يتدخل في الاقتصاد»

في جزء آخر من خطابه، قال خامنئي: «في الصراع بين الحق والباطل، النصر يكون للحق، لكنه يدفع الثمن، وما جرى في العام الماضي كان من هذا القبيل (...) فقدنا شخصيات إيرانية ولبنانية بارزة. كان ذلك مصيبة كبيرة بالنسبة لنا».

وأضاف المرشد الإيراني: «الإيرانيون دافعوا عن النظام رغم كل المشكلات الاقتصادية، ورأى الأعداء أن الشعب الإيراني متمسك بالجمهورية الإسلامية».

وتابع، مشيراً إلى تسمية العام الماضي بـ«الاستثمار من أجل الإنتاج»، أن الإنتاج يحتاج إلى استثمارات، لكنه شدد على أن «مجرد ذكر الاستثمار يجعل البعض يفكر فوراً في الاستثمار الأجنبي».

وأكد خامنئي أن الاستثمار يجب أن يكون محلياً، داعياً إلى توجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الإنتاجية بدلاً من «الإنفاق على أمور ضارة مثل شراء الذهب والعملات الأجنبية».

ورغم ذلك، قال خامنئي إنه لا يتدخل في التخطيط الاقتصادي، مشدداً على أن «هذه المهمة تقع على عاتق الحكومة».