أعلنت طهران عن إطلاق سراح مواطن إيراني كان موقوفاً في هولندا وإعادته إلى إيران، وذلك بعد أن رفضت السلطات الهولندية طلباً من الولايات المتحدة بتسليمه بسبب الاشتباه في تورطه في الالتفاف على العقوبات.
وكتب كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، على منصة «إكس»، إن «بفضل المتابعات الدبلوماسية والقضائية والمعلوماتية، المواطن الإيراني مهدي كياستي، الذي طلبت الحكومة الأميركية تسليمه من هولندا بدعوى الالتفاف على العقوبات، لقد رفض طلب التسليم، وسيعود إلى البلاد خلال الساعات القليلة المقبلة».
با پیگیری های وزارت امور خارجه، قوه قضائیه و سازمان اطلاعات سپاه، مهدی کیاستی، شهروند ایرانی، که دولت آمریکا تقاضای استرداد او را به ادعای دور زدن تحریم ها از هلند کرده بود، با رد درخواست استرداد، تا ساعتی دیگر به کشور باز می گردد.
— Gharibabadi (@Gharibabadi) February 22, 2025
ومن غير الواضح إذا كان إطلاق سراح الإيراني جاء في سياق تبادل للسجناء بين إيران وهولندا.
والشهر الماضي، أطلقت إيطاليا سراح رجل أعمال إيراني أُوقِف بميلانو، بطلب أميركي، للاشتباه في تورطه بتصدير قطع غيار مُستخدَمة في برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية، وذلك بعد أيام من إطلاق طهران سراح صحافية إيطالية احتُجِزت في طهران.
والثلاثاء الماضي، أعلنت السلطة القضائية في إيران عن توجيه تهمة التجسس إلى زوجين بريطانيين أوقفهما «الحرس الثوري» في ديسمبر (كانون الأول)، خلال رحلة سياحية إلى إيران.
واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهماً تتعلق بالتجسس والأمن. وتنفي إيران اللجوء لمثل هذه الاعتقالات لتحقيق مكاسب دبلوماسية، بينما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب، بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات، فيما بات يُعرف بـ«دبلوماسية الرهائن».
قبل ساعات من إعلان غريب آبادي، أعلن وزير الخارجية الهولندي، كاسبار فيلدكامب، عن إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، مشيراً إلى أنه ناقش فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وذلك بعد أيام من دعوة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، للتوصل إلى صيغة دبلوماسية مع طهران تتلاءم مع تقدم برنامجها النووي.
Spoke with Iranian Foreign Minister Araghchi about developments in the Middle East. Also highlighted Iran’s nuclear programme and the window of opportunity for a new nuclear deal.
— Caspar Veldkamp (@ministerBZ) February 22, 2025
وأفاد فيلدكامب على منصة «إكس» بأنه أجرى اتصالاً مع عراقجي، وتناول أحد التطورات في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه تطرق إلى البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً «الفرص المتاحة» لإبرام اتفاق نووي جديد.
كما أشار فيلدكامب إلى أن الاتصال الهاتفي تناول الجزر الإماراتية المحتلة «أبو موسي وطنب الكبرى وطنب الصغرى»، مؤكداً أن «هولندا تدعم دائماً حلاً ودياً وسلمياً لأي خلافات حول هذه الجزر بين إيران والإمارات من خلال التفاعل الثنائي على أساس القانون الدولي».
والأسبوع الماضي، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن الاتفاق النووي لعام 2015 «قشرة خاوية»، داعياً إلى تبني صيغة جديدة للاتفاق مع إيران، «لأن الاتفاق القديم غير قادر على تحقيق الأهداف المرجوة». وأضاف أنه اتفق مع عراقجي على أن الفلسفة الأساسية للاتفاق، القائمة على تقييد أنشطة إيران مقابل الحوافز، لا تزال قابلة للاستمرار.
وقال غروسي إن «إيران لا تتعاون مع الوكالة بالطريقة التي نرغب فيها، رغم أن زيارتي إلى إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) كانت بناءة ونحن نقدم بعض البدائل التقنية لإزالة احتمال تطوير إيران لأسلحة نووية ومنع ذلك».
وتابع غروسي: «على إيران أيضاً أن تثبت أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية. حكومة إيران تقول إنها لا تمتلك مثل هذا البرنامج، لكن يجب أن نتحقق من ذلك».
واحتجت طهران على تحذيرات غروسي بشأن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة. وقالت إن تعاونها مع الوكالة «يستند على التزاماتها القانونية وليس إلى رغبات الوكالة».
وكتب غريب آبادي في منصة «إكس» أن «مستوى التخصيب لا يخضع لقيود بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)»، وأضاف: «الالتزام الوحيد على الدول غير الحائزة للأسلحة النووية هو عدم الانحراف نحو إنتاج أسلحة نووية».
ورغم انتقادات الخارجية الإيرانية، هاجمت صحيفة «كيهان» الرسمية، غروسي، بشدة. ووصف تصريحاته الأخيرة بـ«السخيفة... خارج نطاق العقل والمنطق».
وأعربت ارتياحها من بيان الخارجية الإيرانية، الخميس الماضي، لكنها قالت إن «غروسي غير مؤهل للوجود في منصبه الحالي، ويجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تمتنع عن قبوله مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقالت: «يجب على غروسي تقديم دليل ووثيقة لإثبات ادعائه بأن إيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية». وأضاف: «الآن حان الوقت لأن نطلب من رافائيل غروسي أن يثبت أنه ليس (جاسوساً للموساد)».
وأضافت الصحيفة: «لدينا أدلة تشير إلى أن غروسي، مرتبط بالموساد. مراجعة هذه الأدلة والقرائن لا تترك أي شك في أنه غير مؤهل للوجود في منصبه الحالي، ومن حق الجمهورية الإسلامية الشرعي والقانوني ألا تسمح له بدخول إيران والتعليق على برنامجنا النووي».