نرجس محمدي تدعو الأوروبيين لدعم حقوق الإنسان بإيران

طالبت بجعله شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات

صورة نشرها حساب محمدي على تطبيق «إنستغرام» من حديثها عبر الفيديو للمشرّعين الفرنسيين
صورة نشرها حساب محمدي على تطبيق «إنستغرام» من حديثها عبر الفيديو للمشرّعين الفرنسيين
TT

نرجس محمدي تدعو الأوروبيين لدعم حقوق الإنسان بإيران

صورة نشرها حساب محمدي على تطبيق «إنستغرام» من حديثها عبر الفيديو للمشرّعين الفرنسيين
صورة نشرها حساب محمدي على تطبيق «إنستغرام» من حديثها عبر الفيديو للمشرّعين الفرنسيين

دعت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي الحائزة «نوبل للسلام» إلى «إنهاء الجمهورية الإسلامية»، وحضت المسؤولين الأوروبيين على أن يكون «جعل حقوق الإنسان شرطاً مسبقاً لأيّ مفاوضات مع إيران»، وذلك خلال اتصال عبر الفيديو من طهران مع المشرّعين الفرنسيين.

وأُطلق سراح محمدي مؤقتاً لدواعٍ صحية بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد ثلاث سنوات من السجن. وقد حذر فريقها القانوني من إمكانية إعادة اعتقالها وإعادتها إلى السجن في أي وقت.

وقالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، الخميس، إن «أيّ مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية لا تأخذ في الحسبان الحقوق الأساسية للشعب الإيراني لن تؤدّي سوى إلى تقوية استبداد نظام الحكم».

وأضافت: «أنا أومن بضرورة إنهاء الجمهورية الإسلامية»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية الصادرة بالإنجليزية.

وفي 4 ديسمبر أُفرج لدواعٍ طبية عن نرجس محمدي (52 عاماً) التي دينت مرّات عدّة والمسجونة منذ 25 عاماً على خلفية نشاطها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك معارضتها قمع النساء والتنديد بعقوبة الإعدام، بموجب إذن أوّلي صالح لثلاثة أسابيع.

ولم تستجب السلطات بعدُ لطلب تمديد الإذن، وتبقى الناشطة خارج القضبان حتّى الساعة، لكنها «قد تتعرّض للتوقيف في أيّ لحظة»، بحسب محاميتها شيرين أردكاني.

وبدت نرجس محمدي بصحة بدنية ونفسية جيّدة خلال الحوار الذي استمرّ ساعتين مع أعضاء عدّة لجان برلمانية في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ في فرنسا.

وتكلّمت بصوت قويّ ووتيرة سريعة من دون أن تضع الحجاب على عادتها من مكان غير محدّد في طهران. وقد أحاطت بها صور مهسا أميني وطفليها التوأمين المقيمين في باريس، واللذين تسلما جائزة «نوبل» في أوسلو نيابة عنها، لكنها لم ترهما منذ عقد من الزمن.

وانقطع الاتصال بالفيديو مرّتين لبضع دقائق. وتولّت عندها محاميتها الإيرانية - الفرنسية شيرين أردكاني الإجابة باسمها، لافتة إلى أن حضورها إلى جانب برلمانيين فرنسيين في إحدى قاعات مجلس الشيوخ يأتي تحسّباً لقيام السلطات الإيرانية بقطع الاتصال بالإنترنت.

وكشفت محمدي التي أمضت الجزء الأكبر من العقد الماضي خلف القضبان، أنها لم ترَ ولدَيها «منذ عشر سنوات»، ولم تكن تتمتّع سوى بوصول متقطّع إلى الخدمات، كما هي حال كلّ معتقلي الرأي في إيران، بحسب قولها.

وكان إطلاق سراحها في ديسمبر من سجن «إيفين» هو المرة الأولى التي تتمتع فيها محمدي التي أمضت معظم العقد الماضي خلف القضبان، بالحرية منذ اعتقالها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

وردّاً على سؤال عن مخاطر المشاركة في هذا الاتصال عبر الفيديو، قالت محمدي إنه «لا فرق لديّ بين الوجود من جهة أو من أخرى من جدار السجن»، مصرّحة: «أومن بضرورة وضع حدّ للجمهورية الإسلامية».

وخلال أقلّ من شهرين، عقدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا جولتين من المحادثات في جنيف مع إيران على مستوى كبار المسؤولين حول البرنامج النووي الإيراني الذي يثير تطويره مخاوف متزايدة لدى الغرب.


مقالات ذات صلة

إيران ردّاً على ترمب: التحقق من برنامجنا «مهمة سهلة»

شؤون إقليمية بزشكيان يلقي خطاباً أمام سفراء أجانب بمناسبة ذكرى الثورة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

إيران ردّاً على ترمب: التحقق من برنامجنا «مهمة سهلة»

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، إنه سيكون من السهل التحقق من أن إيران لا تُطور أسلحة نووية، وذلك بعد يوم من تصريح ترمب بأنه يريد اتفاقاً مع طهران.

شؤون إقليمية قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي يتحدث خلال تدشين سفينة حاملة للطائرات المسيَّرة في جنوب البلاد (فارس)

«الحرس الثوري» يتوعد برد قاسٍ على أي هجوم يستهدف «النووي»

حذَّر قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي من أن أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، سيواجه «برد قاسٍ وغير متوقع».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية «الحرس الثوري» يدشن حاملة مسيَّرات play-circle 00:38

«الحرس الثوري» يدشن حاملة مسيَّرات

أعلن «الحرس الثوري» تدشين سفينة جديدة حاملة للطائرات المسيّرة وطائرات هليكوبتر من البحر، ومزودة بصواريخ كروز.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية منظومة «باور» الدفاعية المحلية الصنع تطلق صاروخاً خلال مناورات (إرنا)

إيران تختبر «إس-300» بعد الضربات الإسرائيلية

استخدمت إيران أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى روسية الصنع خلال تدريب عسكري، اليوم (الأربعاء)، بعد أن قالت إسرائيل إنها أضعفت القدرات الدفاعية لطهران في ضربة أكتوبر.

تحليل إخباري نتنياهو يسير خلف ترمب لدى وصوله إلى البيت الأبيض أمس (أ.ب)

تحليل إخباري عودة الضغط الأقصى: هل تنجح سياسة ترمب في إخضاع إيران؟

رغم الآمال التي عقدتها إيران على إمكانية تفادي سياسة «الضغوط القصوى» التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب فإن رهاناتها أخفقت في تحقيق ذلك.

إيلي يوسف (واشنطن)

إيران ردّاً على ترمب: التحقق من برنامجنا «مهمة سهلة»

بزشكيان يلقي خطاباً أمام سفراء أجانب بمناسبة ذكرى الثورة اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً أمام سفراء أجانب بمناسبة ذكرى الثورة اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران ردّاً على ترمب: التحقق من برنامجنا «مهمة سهلة»

بزشكيان يلقي خطاباً أمام سفراء أجانب بمناسبة ذكرى الثورة اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً أمام سفراء أجانب بمناسبة ذكرى الثورة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الخميس، إنه سيكون من السهل التحقق من أن إيران لا تُطور أسلحة نووية، وذلك بعد يوم من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يودُّ التوصل إلى اتفاق سلام نووي يُمكن التحقق منه مع طهران.

وقال بزشكيان، خلال لقاء مع السفراء والدبلوماسيين الأجانب في طهران: «نحن لا نسعى للحصول على سلاح نووي، فقد أصدر المرشد (علي خامنئي) فتوى دينية بتحريمه». وأضاف: «التحقق (من برنامجنا النووي) مهمة سهلة، جاءوا وتحققوا في كل مرة أرادوا فيها فعل ذلك، ويُمكنهم أن يأتوا للتحقق 100 مرة أخرى».

وأشار بزشكيان إلى مطالب داخلية في إيران لإنتاج السلاح النووي، قائلاً: «حتى أولئك الذين يظنون أن بإمكانهم دفع البلاد نحو امتلاك هذا السلاح لن يتمكنوا من ذلك».

وهدّد عدد من المسؤولين الإيرانيين بتغيير مسار بلادهم النووي إذا ما تعرّضوا لضغوط غربية في مجلس الأمن، أو هجمات إسرائيلية على منشآتها النووية.

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن بزشكيان، قوله: «الحرب ليست في مصلحتنا»، مضيفاً: «نحن لا نسعى لامتلاك سلاح نووي... لأن عقيدة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل ارتكاب أعمال قتل بحق الأبرياء».

ودعا ترمب، الأربعاء، إلى «اتفاق نووي سلمي خاضع للتدقيق» مع إيران، مشدّداً على أن الجمهورية الإسلامية «لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً».

وتأتي تصريحات بزشكيان بعد يوم من تصريح مسؤول إيراني كبير لـ«رويترز» بأن إيران مستعدة لمنح الولايات المتحدة فرصة لحل النزاعات.

وكان ترمب قد أعاد، الثلاثاء، فرض سياسة «الضغوط القصوى» على إيران بسبب مزاعم بأن طهران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وأمر ترمب وزارتي الخارجية والخزانة، بفرض «أقصى الضغوط الاقتصادية» على إيران، بما في ذلك عقوبات وآليات تنفيذ تستهدف أولئك الذين ينتهكون العقوبات القائمة.

وانتقدت إيران إعادة العمل بهذه السياسة، قائلة: إنها «ستفشل» مجدداً.

وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، الخميس، إن «إيران لن تستسلم مطلقاً للضغوط والهيمنة، ولن تتنازل عن حقوقها المشروعة في مسار التنمية والتقدم».

وبموجب هذه السياسة التي بدأها ترمب خلال ولايته الأولى، انسحبت واشنطن عام 2018 من الاتفاق النووي الذي فرض قيوداً على البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف العقوبات.

وردّاً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، أوقفت طهران عدداً من التزاماتها بموجب الاتفاق، لكنها لم تنسحب منه.

وفشلت جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي. وباشرت طهران في الأسابيع الأولى من ولايته تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ثم رفعت التخصيب إلى 60 في المائة، في الشهر الرابع من عهد بايدن، بموازاة انطلاق محادثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، إن إيران تُسرّع عمليات تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، وهو ما يقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة، والبالغ 90 في المائة تقريباً.

وتمتلك إيران حالياً ما يكفي لتطوير 4 إلى 5 قنابل نووية إذا قرّرت رفع التخصيب إلى مستوى الأسلحة.

وتقول الدول الغربية إنه لا يوجد مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي، في إطار أي برنامج مدني موثوق به، وإنه لا توجد دولة وصلت إلى هذا المستوى من التخصيب، دون أن تنتج قنابل نووية.