هدنة غزة: «انفراجة» تقرّب الاتفاق

خبراء توقعوا الإعلان عن الصفقة قبل نهاية الأسبوع

أشخاص يحملون جثة ضحية من تحت أنقاض مبنى دمر في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
أشخاص يحملون جثة ضحية من تحت أنقاض مبنى دمر في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

هدنة غزة: «انفراجة» تقرّب الاتفاق

أشخاص يحملون جثة ضحية من تحت أنقاض مبنى دمر في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
أشخاص يحملون جثة ضحية من تحت أنقاض مبنى دمر في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

انفراجة تشهدها المفاوضات التي تستضيفها الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، وسط توقعات بصفقة وشيكة، مع تسريبات إعلامية إسرائيلية عن الاتفاق تتحدث عن ساعات «حاسمة»، وحديث أميركي حول أن الوسطاء «قريبون منه للغاية».

ذلك الاختراق الذي شهدته المفاوضات، بعد حديث لأيام عن شروط إسرائيلية تعرقل الاتفاق، يشي وفق حديث خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بأن هناك «ضغوطاً تمت لإنجاز الصفقة، وخلال ساعات أو قبل نهاية الأسبوع بحد أقصى الأربعاء أو الخميس، سنرى إعلاناً عن الاتفاق المحتمل، على أن يبدأ تنفيذه قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي».

وأفادت مصادر لـ«رويترز» الاثنين، بحدوث «اختراق في المفاوضات تم التوصل إليه في الدوحة عقب اجتماع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع ممثلي (حماس) ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف (الموجود منذ أيام بالمنطقة) مع الوفد الإسرائيلي، لدفع الطرفين نحو التوصل إلى اتفاق، وتم إرسال المسودة النهائية للاتفاق إلى إسرائيل و(حماس) للموافقة عليها».

طفل يقف بجوار مركبة محملة بجثث الضحايا الذين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وناقش نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن هاتفياً الأحد، «التقدم بالصفقة»، وفق ما كشفه البيت الأبيض في بيان صحافي الأحد، بينما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة «CNN» يوم الأحد، إن الأطراف المتفاوضة «قريبة للغاية».

وإزاء تلك التطورات، يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، اللواء سمير فرج، أنه «بكل تأكيد هناك اتفاق تبلور وينتظر تحديد موعد الإعلان وإنهاء المشاورات الأخيرة».

ويرجح المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، نجاح الوسطاء في ظل حضور مبعوث ترمب في التوصل إلى انفراجة ستعجل من إعلان الاتفاق قبل نهاية الأسبوع بحد أقصى، مشيراً إلى أن الاتصال الأول من نوعه من شهور بين نتنياهو وبايدن يؤكد ذلك أيضاً، خصوصاً أنه جاء بعد شروط إسرائيلية متعلقة بالأسرى والانسحابات كانت سبباً في تأخير الصفقة.

وهو ما يراه أيضاً المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، قائلاً: «نحن أقرب من أي وقت مضى، والضغط الأميركي من جانب ترمب أثمر».

وبينما لم تعلق إسرائيل أو «حماس» رسمياً، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش الاثنين، إن «صفقة التبادل التي تتبلور كارثة وإذعان»، بينما أكد مسؤول من «حماس» لشبكة «CNN»، الاثنين، أن الحركة «تقترب جداً من التوصل إلى اتفاق».

ونقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن «الساعات المقبلة في الدوحة ستكون حاسمة في فهم ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق»، أم لا، وبالمثل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الأحد، بأن المفاوضين الإسرائيليين يعتقدون أنه ستكون هناك انفراجة في الأيام المقبلة.

وبحسب الرقب، فإن التسريبات الإسرائيلية وكذلك الصادرة عن قادة من «حماس»، «تؤكد أننا أقرب من أي وقت مضى، وأننا أمام أمتار أخيرة لإعلان الصفقة»، مرجحاً أن أي خلافات بشأن الانسحابات الإسرائيلية من القطاع ستؤجل للمرحلة التالية للصفقة التي تشمل مرحلتها الأولى التي تمتد إلى نحو 42 أو 84 يوماً، إطلاق ما بين 33 و34 من فئة النساء والأطفال وكبار السن.

كما يتوقع المدهون احتمال إعلان الاتفاق بين الثلاثاء وما قبل الجمعة، لحين حسم باقي التفاصيل بالمفاوضات وإنهاء المشاورات بإسرائيل، لافتاً إلى أن سموتريتش «لن يعطل الاتفاق في ظل ضغوط إدارة ترمب».

ويذهب الرقب إلى ذلك أيضاً قائلاً: «قد نرى بين الأربعاء والخميس، إن لم يكن في الساعات المقبلة، إعلاناً عن الصفقة، على أن يتم بدء التنفيذ الذي يستغرق نحو 48 ساعة أو 72 ساعة، مما يجعل ترمب ينفذ وعده» الذي أطلقه مؤخراً بدخوله للبيت الأبيض في 20 يناير، وقد أطلق سراح رهائن.


مقالات ذات صلة

إسرائيل و«حماس» تستقبلان ترمب بصفقة التبادل

المشرق العربي فلسطينيون يحتلفون باتفاق وقف النار في دير البلح بقطاع غزة أمس (أ.ب) وفي الإأطار أقارب لذوي محتجزين إسرائيليين يحتفلون أيضاً في تل أبيب (رويترز)

إسرائيل و«حماس» تستقبلان ترمب بصفقة التبادل

قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، وبعد ضغوط مارستها الإدارتان الأميركيتان، الراحلة والقادمة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء

«الشرق الأوسط» (عواصم)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأربعاء-الخميس أنّ العمل لا يزال جاريا على معالجة «آخر تفاصيل» الاتفاق في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)

دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة في غزة بعد وقف إطلاق النار

عبرت غادة، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من منزلها في مدينة غزة أثناء الصراع المستمر منذ 15 شهرا، عن سعادتها الشديدة وقالت إنها تبكي «من الفرح».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي فلسطينيون سعداء بأنباء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة (رويترز)

28 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة عقب إعلان اتفاق وقف النار

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة، مساء الأربعاء، بمقتل 28 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.


الجيش الإيراني يدشن مدمرة للرصد المخابراتي

صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)
صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)
TT

الجيش الإيراني يدشن مدمرة للرصد المخابراتي

صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)
صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)

أعلنت البحرية الإيرانية عن تدشين أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات، وذلك بعد أيام قليلة من تسلم الجيش ألف طائرة مسيرة جديدة.

وأفادت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن المدمرة «زاغروس» فئة جديدة من السفن العسكرية المزودة بأجهزة استشعار إلكترونية، ولديها القدرة على اعتراض العمليات السيبرانية وإجراء رصد مخابراتي، حسبما نقلت وكالة «رويترز». وقال قائد البحرية الإيرانية شهرام إيراني إن السفينة ستكون «العين الساهرة للبحرية الإيرانية في البحار والمحيطات».

وبدأت إيران هذا الشهر تدريبات عسكرية سنوية، شملت بالفعل مناورات حربية تدافع فيها قوات «الحرس الثوري» عن منشآت نووية رئيسية وسط البلاد، في نطنز وفوردو ومفاعل أراك للمياه الثقيلة، خلال محاكاة لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة. وتستمر التدريبات لمدة شهرين.

صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)

وتأتي التدريبات والمشتريات العسكرية في وقت تشهد فيه إيران توتراً شديداً مع عدوّيها اللدودين إسرائيل والولايات المتحدة، مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الأسبوع المقبل.

كان ترمب، خلال ولايته الأولى (2017 - 2021)، مهندس ما يسمى سياسة «الضغوط القصوى» على إيران، وأعاد فرض عقوبات شديدة عليها، أبقت عليها إدارة جو بايدن.

وأفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأن مستشار الأمن القومي جيك ساليفان عرض مؤخراً على الرئيس جو بايدن خيارات لشنّ ضربة أميركية محتملة ضد منشآت نووية إيرانية، في حال تحرّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل تولي ترمب منصبه.

وتقول القوى الغربية إنه ليس هناك مبرر مدني موثوق لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة اللازمة لصنع سلاح نووي. وتنفي طهران السعي لحيازة قنبلة ذرية. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في أكتوبر (تشرين الأول) إن البلاد تخطط لزيادة ميزانيتها العسكرية بنحو 200 في المائة لمواجهة التهديدات المتزايدة.