إيران تؤكد احتجاز صحافية إيطالية

الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا التي احتجزت بإيران في 19 ديسمبر (إ.ب.أ)
الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا التي احتجزت بإيران في 19 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

إيران تؤكد احتجاز صحافية إيطالية

الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا التي احتجزت بإيران في 19 ديسمبر (إ.ب.أ)
الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا التي احتجزت بإيران في 19 ديسمبر (إ.ب.أ)

أكدت السلطات الإيرانية، الاثنين، احتجاز الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا بتهمة «انتهاك القانون»، بعد أيام من تنديد روما بهذه الخطوة «غير المقبولة».

وتحتجز طهران العديد من الرعايا الغربيين أو مزدوجي الجنسية، مثل الفرنسيين سيسيل كوهلر وشريكها جاك باري الموقوفين منذ عام 2022. ووجّه القضاء الإيراني إليهما تهمة «التجسس»، وهو ما ينفيه أقاربهما بشدة.

ونددت إيطاليا بالاحتجاز «غير المقبول» للصحافية السبت. وأحجم وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن قول ما إذا كانت القضية مرتبطة باعتقال إيراني في إيطاليا هذا الشهر بناء على طلب من الولايات المتحدة.وقال تاياني إن قضية الصحفية الإيطالية المحتجزة في إيران «معقّدة»، لكن روما تأمل في إعادة سالا إلى الوطن بسرعة.

وجاء في بيان لوزارة الثقافة والإعلام الإيرانية، المشرفة على الصحافة في البلاد أن «تشيتشيليا سالا، وهي مواطنة إيطالية، دخلت إلى إيران في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024 بتأشيرة صحافية وتم توقيفها في 19 ديسمبر 2024 لانتهاكها قانون الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مضيفاً: «الملف أحيل الآن إلى التحقيق»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الإيراني.

ومنذ توقيفها، تقبع الصحافية، وهي في أواخر العشرينات من العمر، في زنزانة منفردة في سجن إيفين سيئ الصيت في طهران، بحسب موقع «كورا ميديا» الذي ينتج برنامج بودكاست وتعمل سالا لصالحه.

وقالت «كورا ميديا» ​​إن سالا غادرت روما إلى إيران في 12 ديسمبر بتأشيرة صحفية سارية وأجرت عدة مقابلات وأنتجت ثلاث حلقات من برنامجها الصوتي.

وقفة احتجاجية لمطالبة إيران بالإفراج الفوري عن الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا في تورينو الأحد (إ.ب.أ)

وكانت سالا نشرت عبر حسابها على منصة «إكس» ابتداءً من 13 ديسمبر لقطات من العاصمة الإيرانية. ويعود منشورها الأخير إلى 17 منه، وتضمّن رابطاً لبودكاست بعنوان «محادثة عن النظام الأبوي في طهران»، مرفقاً بصورة لثلاث شابات إحداهن لا تضع الحجاب.

وانقطعت الأنباء عن سالا في 19 ديسمبر، واتصلت بعدها بوالدتها لتخبرها أنه تم توقيفها عشية عودتها إلى البلاد، وجرى إبلاغ السفارة الإيطالية في طهران باحتجازها. وكان من المقرر أن تعود إلى روما في 20 ديسمبر.

وأكدت السلطات الإيرانية، الاثنين، أن سالا تستفيد من الزيارة القنصلية.

وربطت تقارير سابقة بين احتجاز الصحافية واعتقال مواطنين إيرانيين في إيطاليا والولايات المتحدة؛ للاشتباه بتهريبهما قطع غيار وتكنولوجيا مستخدمة في صناعة الطائرات المسيّرة.

وفي 16 ديسمبر، أوقفت السلطات الإيطالية عابديني نجف أبادي (38 عاماً)، رئيس شركة إيرانية لتصنيع أنظمة الملاحة بناءً على طلب من واشنطن، وفق وزارة العدل الأميركية.

وقال ممثلو الادعاء إن «الحرس الثوري» الإيراني كان العميل الرئيسي للشركة.

كما اعتُقل في الولايات المتحدة، مهدي صادقي، وهو مهندس متهم بشراء تكنولوجيا بشكل غير قانوني لشركة إيرانية صنعت مكوناً رئيسياً لطائرة مسيَّرة استُخدمت في هجوم في يناير (كانون الثاني) نفَّذه مسلحون مدعومون من إيران في الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

واشارت وزارة العدل الأميركية إلى أن هذه المكونات تم استخدامها خلال هجوم بمسيَّرة في يناير أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.ونفت إيران أي تورط لها ووصفت هذه الاتهامات بأن «لا أساس لها».

والجمعة، نفى صادقي أمام المحكمة الاتحادية في بوسطن، التهم الموجهة الإيرانية بانتهاك قوانين الرقابة على الصادرات والعقوبات الأميركية.

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهماً تتعلق بالتجسس والأمن.

وبالإضافة إلى كوهلر وباري، أوقف فرنسي ثالث يُدعى أوليفييه ولكن لم يتم الكشف عن اسمه الأخير، في إيران منذ 2022.

وأفرجت إيران في يونيو(حزيران) عن مواطنَين سويديين أحدهما دبلوماسي يعمل لصالح الاتحاد الأوروبي، مقابل إطلاق سراح مسؤول إيراني سابق كان محكوما بالسجن مدى الحياة.

وتنفي إيران احتجاز أفراد لتحقيق مكاسب دبلوماسية، بينما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مواطني الدول الأخرى بهدف الضغط للحصول على تنازلات فيما باتت تُعرف بـ«دبلوماسية الرهائن».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي دمار في خان يونس بجنوب قطاع غزة عقب هجوم جوي وبري إسرائيلي الثلاثاء (أ.ب)

إسرائيل تتمسك بمواصلة الحرب... و«حماس» تطلب الانسحاب الشامل

أكدت إسرائيل أنها لن تنهي الحرب حتى القضاء على «حماس» وإطلاق سراح جميع الرهائن.

كفاح زبون (رام الله)
تحليل إخباري الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس حكومته فرنسوا بايرو في أثناء حضورهما تجمعاً بمناسبة مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة وسوبر ماركت يهودي في باريس (رويترز)

تحليل إخباري فرنسا لمواجهة «التحدي الاستراتيجي» الإيراني

استكمل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «مضبطة الاتهامات» ضد إيران التي طرحها ماكرون، مبرزاً الإحباط بسبب فشل باريس في الإفراج عن الرهائن الذين تحتزهم طهران.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران 28 يناير 2024 (أ.ب)

فرنسا تدعو رعاياها لعدم التوجه إلى إيران حتى إطلاق سراح «رهائنها»

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم (الثلاثاء)، الرعايا الفرنسيين إلى عدم التوجه إلى إيران، إلى حين «الإفراج الكامل» عن الفرنسيين المعتقلين هناك.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي فلسطيني يجلس أمام متعلقاته التي تم انتشالها من أنقاض مبنى مدمر في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

تململ في إسرائيل حول «صفقة غزة» بعد «قائمة الـ34» المثيرة للجدل

يبدو أن الزخم الذي أخذته «مفاوضات الدوحة» الرامية إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى، تراجع قليلاً.

كفاح زبون (رام الله) كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)

فرض الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة على التغطية الإعلامية التي تشمل عسكريين أثناء مشاركتهم في مهام قتالية فعلية وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرض أفراد من قوات الاحتياط لإجراءات قانونية خلال سفرهم إلى الخارج بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في جرائم حرب في غزة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن اضطر جندي احتياط إسرائيلي كان يقضي عطلة في البرازيل إلى مغادرة البلاد بشكل مفاجئ عندما أمر قاض برازيلي الشرطة الاتحادية بفتح تحقيق في أعقاب اتهامات من مجموعة مناصرة للفلسطينيين بأنه ارتكب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وبحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفتنانت كولونيل ناداف شوشاني للصحفيين فإنه بموجب القواعد الجديدة، لن يتمكن الإعلاميون الذين يجرون مقابلات مع عسكريين برتبة كولونيل فما أقل من إظهار وجوههم أو نشر أسمائهم بشكل كامل، على غرار القواعد القائمة بالفعل بالنسبة للطيارين وعناصر وحدات القوات الخاصة. كما يتعين عدم الربط بين العسكريين الذين تجري مقابلات معهم وبين نشاط قتالي محدد شاركوا فيه.

وقال شوشاني «هذه هي القواعد التوجيهية الجديدة لحماية جنودنا وضمان عدم تعرضهم لمثل هذه الأمور التي يقوم بها ناشطون مناهضون لإسرائيل حول العالم». وأوضح أنه بموجب القواعد العسكرية المعمول بها حاليا، ليس من المفترض أن ينشر العسكريون مقاطع فيديو وصورا من مناطق الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي «رغم أن هذا ليس الحال دائما، فلدينا جيش كبير». وأضاف أن هناك أيضا قواعد وإرشادات راسخة للعسكريين المسافرين إلى الخارج.

وذكر أن جماعات، مثل مؤسسة هند رجب التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي دفعت لاتخاذ الإجراء الذي شهدته البرازيل، «تربط النقاط ببعضها» فيما يتعلق بالعسكريين الذين ينشرون مواد من غزة ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بالإضافة إلى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ما أثار غضبا في إسرائيل.

وقال شوشاني إن هناك «بضعة» حالات جرى فيها استهداف جنود احتياط خلال السفر للخارج، بالإضافة إلى قضية البرازيل، كلها بدأت بمطالبات من جماعات للسلطات بإجراء تحقيق.