سموتريتش رافضاً «صفقة غزة»: نتنياهو يعرف خطوطنا الحمر 

مساعدو بايدن وترمب في قطر ومصر لمحاولة إغلاق الصفقة نهائياً 

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

سموتريتش رافضاً «صفقة غزة»: نتنياهو يعرف خطوطنا الحمر 

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)

رفض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الاتفاق المزمع لوقف النار في قطاع غزة، قائلاً إنه بشكله الحالي «ليس جيداً ولا يخدم أهداف إسرائيل في الحرب ويشكل طوق نجاة لحركة (حماس)».

وقال سموتريتش، في حديث مع إحدى الإذاعات اليمينية الإسرائيلية الأربعاء: «(حماس) في أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب. هذا ليس الوقت المناسب لمنحها طوق النجاة. هذا هو الوقت المناسب للاستمرار في سحقها والضغط عليها». وأضاف: «يجب أن تعيد (حماس) المخطوفين، ولكن في صفقة استسلامها وليس في صفقة استسلامنا».

خطوط حمر

وهاجم سموتريتش الصفقة المتبلورة، قائلاً: «صفقة يتم فيها إطلاق سراح مئات القتلة الذين سيعودون إلى قتل اليهود، ونتخلى فيها عن شمال القطاع ونسمح لمليون من سكان غزة بالعودة إلى هناك، ستقضي على الإنجازات التي تم تحقيقها بدماء كثيرة، وهذا خطأ فادح». وأردف: «الصفقة ليست جيدة ولا تخدم أهداف دولة إسرائيل ومصالحها، ولا النصر ولا عودة المختطفين لأنها في النهاية صفقة جزئية».

وقال سموتريتش، فيما بدا تحذيراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المضي قدماً: «إنه (نتنياهو) يعرف خطوطنا الحمر، ولدينا تأثير كبير على خطوات الحكومة». وتابع: «ثمة أمر واحد فقط يهمنا، وهو مصلحة إسرائيل».

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أ.ب)

وجاءت تصريحات سموتريتش المعارضة بعد أنباء عن تقدم كبير في مفاوضات إطلاق النار. وأكدت تقارير مختلفة الأربعاء ما نشرته «الشرق الأوسط» مساء الثلاثاء حول تقدم كبير في المفاوضات قد يجعل التوقيع وشيكاً، مع إغلاق معظم القضايا.

ويفترض أن يشمل الاتفاق، في المرحلة الأولى، وقف النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن وليس من قطاع غزة مع بقائه في محوري نتساريم وفيلادلفيا، على أن يتم السماح بعودة جميع النساء والأطفال إلى شمال القطاع. وفي مرحلة لاحقة وتدريجية، تتم عودة الرجال وفق آلية متفق عليها.

وستسلم الحركة في المرحلة الأولى، التي تمتد من 45 إلى 60 يوماً، نحو 30 أسيراً إسرائيلياً نصفهم أحياء فقط، مقابل عدد لم يحسم من الأسرى الفلسطينيين بينهم عشرات المحكومين بالمؤبد. وبحسب الاتفاق، سيتم تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية، لكن ليس بشكل فوري وضمن ترتيبات تشرف عليها مصر كذلك.

شقيق أور ليفي (34 عاماً) الذي تحتجزه حماس في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 يحمل ملصقاً له أثناء مقابلة مع «رويترز»

وتعتبر «حماس»، بحسب مصدر تحدث إلى «الشرق الأوسط»، أنها قدمت تنازلات كبيرة بتخليها عن شرطي وقف الحرب وانسحاب الجيش بشكل كامل من قطاع غزة. لكنه أكد أن الحركة تلقت ضمانات بالوصول إلى هذه المرحلة في المراحل اللاحقة من الاتفاق. ويفترض أن يتم نقاش تسليم باقي الأسرى لدى «حماس» ووقف الحرب خلال فترة المرحلة الأولى.

وأكدت إسرائيل و«حماس» الثلاثاء أن ثمة تقدماً كبيراً في المفاوضات. لكن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن الأمر «لا يزال بحاجة لوقت» بسبب خلافات حول ضمانات وقف الحرب ومصير الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.

وثمة نقاش حول إبعاد بعض الأسرى إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وهي مسألة لم تحسم نهائياً لأنها تحتاج إلى موافقة «حماس» والأسرى وذويهم والدول المضيفة.

وقال موقع «واينت» إن «حماس» قد تكون مرنة فيما يتعلق بإطلاق سراح أسرى إلى الخارج، ويتم النظر في إمكانية ترحيلهم إلى دولة ثالثة مثل تركيا أو قطر أو دولة إسلامية أخرى.

وتجرى مباحثات حثيثة في الدوحة انضم إليها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، وفي القاهرة انضم إليها المبعوث الخاص بالرهائن الذي عينه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مؤخراً، آدم بوهلر.

وكان بوهلر التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاثنين ثم انطلق إلى مصر. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر أن يسافر أيضاً إلى الدوحة لإجراء محادثات مماثلة.

فلسطيني يجهز الطعام في مركز توزيع جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبذلت الإدارة الأميركية، التي انضم إليها وسطاء من مصر وقطر، جهوداً مكثفة في الأيام الأخيرة لدفع المحادثات إلى الأمام، حيث أفاد موقع «تايمز أوف إسرائيل» الاثنين بأن الرئيس جو بايدن يعمل مع فريق ترمب لمحاولة إبرام الصفقة قبل تنصيب الأخير في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مبعوثي بايدن وترمب جاءوا لإغلاق الصفقة نهائياً. وتعثرت عدة جولات من المفاوضات وفشلت في التوصل إلى تكملة لاتفاق تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تم خلاله إطلاق سراح 105 من الرهائن في هدنة استمرت أسبوعاً. وتم إطلاق سراح 4 رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات الإسرائيلية ثمانية من المختطفين أحياء، وتمت استعادة جثث 38 منهم.

وتعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 من الرهائن الذين اختطفهم مسلحو «حماس» في 7 أكتوبر 2023 ما زالوا في القطاع، وهو رقم يشمل جثث ما لا يقل عن 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز «حماس» مواطنيْن إسرائيلييْن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جندييْن إسرائيلييْن قُتلا في عام 2014.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أضرار كبيرة لحقت ببرج المراقبة في مطار صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

الحوثيون يستهدفون إسرائيل بباليستي ومسيّرة

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، اعتراض صاروخ باليستي أُطْلِق من اليمن قبل دخوله إلى وسط البلاد. وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 18 شخصاً خلال التدافع وهم في

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

غزة: غارة إسرائيلية تُخرج «مستشفى كمال عدوان» عن الخدمة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل قرب مستشفى كمال عدوان أدّت إلى خروج آخر مرفق صحي رئيس شمالي القطاع عن الخدمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في غزة يتفقد الأضرار (رويترز)

السعودية تدين حرق إسرائيل مستشفى في غزة

دانت السعودية حرق قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى في قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

اتهامات متبادلة لطرفي الحرب في قطاع غزة بـ«وضع شروط جديدة» جعلت المفاوضات تراوح مكانها وسط مساعٍ لا تتوقف من الوسطاء لوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روما تندد بتوقيف صحافية إيطالية في إيران

مدخل سجن «إيفين» في وسط طهران (أرشيفية-رويترز)
مدخل سجن «إيفين» في وسط طهران (أرشيفية-رويترز)
TT

روما تندد بتوقيف صحافية إيطالية في إيران

مدخل سجن «إيفين» في وسط طهران (أرشيفية-رويترز)
مدخل سجن «إيفين» في وسط طهران (أرشيفية-رويترز)

نددت إيطاليا، الجمعة، بالتوقيف «غير المقبول» لصحافية إيطالية في إيران، وأكد صاحب عملها أنها وُضعت في الحبس الانفرادي في سجن إيفين بطهران.

وأوقفت إيران، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا، وفق ما أفادت وزارة الخارجية، في بيان، مضيفة أن السفيرة الإيطالية باولا أمادايي زارتها، الجمعة.

وقال وزير الدفاع غويدو كروسيتو، على منصة «إكس»، إن توقيفها «غير مقبول»، مضيفاً أن إيطاليا تستخدم «القنوات الدبلوماسية والسياسية الرفيعة المستوى» للإفراج عنها.

وقال موقع «كورا ميديا» ناشر بودكاست تعمل سالا لصالحه، إنها غادرت روما متجهة إلى إيران في 12 ديسمبر بتأشيرة دخول صحافية، على أن تعود إلى إيطاليا في 20 من الشهر الحالي.

وفي 19 ديسمبر، انقطعت أخبارها، ولم تستقلَّ رحلتها. وبعدها اتصلت بوالدتها لتخبرها بأنه جرى توقيفها.

وقال موقع «كورا»، في بيان: «نُقلت إلى سجن إيفين؛ حيث يُحتجَز المعارضون، ولم يُعلن حتى الآن سبب توقيفها رسمياً».

وعملت سالا أيضاً لصحيفة «إيل فوليو» الإيطالية التي قالت إنها كانت في إيران «لتغطية الأحداث في بلد تعرفه وتحبه». وأضافت: «الصحافة ليست جريمة، حتى في البلدان التي تقمع الحريات؛ ومنها حرية الصحافة. أعيدوها إلى وطنها».

وتابع موقع «كورا» أنه لم يكشف قضيتها حتى الآن لإعادتها سريعاً إلى بلادها، داعياً إلى إطلاق سراحها فوراً.

وأوضحت وزارة الخارجية الإيطالية أن بعثتها الدبلوماسية في طهران تُتابع المسألة من كثب، وهي على اتصال بالسلطات الإيرانية؛ لتوضيح وضع سالا والتأكد من ظروف احتجازها.

وسُمح لسالا، البالغة 29 عاماً، بإجراء مكالمتين هاتفيتين مع أقارب، دون مزيد من التفاصيل.

ولم يؤكد المسؤولون الإيرانيون اعتقالها.

ودعت وزارة الخارجية وسائل الإعلام إلى ممارسة «أقصى درجات التعتيم» بشأن القضية، بينما أطلقت الشركة وسماً باسم #الحرية لتشيشيليا.

وقال «كورا ميديا»: «أسكتوا صوتها الحر، ولا يمكن أن تتسامح إيطاليا أو أوروبا مع هذا الاعتقال التعسفي. يجب إطلاق سراح تشيشيليا سالا على الفور».

ولم يتضح ما إذا كان ذلك مرتبطاً بتوتر العلاقات بين روما وطهران، بعد أن استدعت إيران، الأسبوع الماضي، دبلوماسياً إيطالياً كبيراً والسفير السويسري الذي يرعى المصالح الأميركية في إيران؛ بسبب اعتقال إيرانييْن اثنين. وأُلقي القبض على أحد الإيرانيين في إيطاليا، بناء على طلب الولايات المتحدة.