عراقجي: قد نذهب إلى إنتاج أسلحة نووية

طهران لا تعول كثيراً على محادثات جنيف

غروسي أجرى محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي أجرى محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

عراقجي: قد نذهب إلى إنتاج أسلحة نووية

غروسي أجرى محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي أجرى محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

قبل يوم واحد من اجتماع إيراني مع «الترويكا الأوروبية» في جنيف، قالت طهران إنها قد تندفع إلى إنتاج أسلحة نووية رداً على الضغوط الغربية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات صحافية، إن لقاء المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين في جنيف هو «جلسة عصف ذهني». لكنه شدد على أن «استمرار الغرب في التهديد بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة قد يدفع النقاش داخل إيران نحو امتلاك أسلحة نووية».

وسيكون الاجتماع هو الأول منذ تولي بزشكيان منصبه رئيساً للجمهورية، ورغم أن الآمال المعقودة على نتائجه ليست كبيرة، فإن وسائل إعلام إيرانية تركز على أهمية المرونة الدبلوماسية خلال الشهرين اللذين يسبقان وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

كان مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية قد صوّت بأغلبية 19 صوتاً لصالح قرار قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أفاد بأن طهران لم تتعاون بشكل كافٍ مع الوكالة، وطلب تقريراً شاملاً عن أنشطتها النووية في موعد أقصاه ربيع عام 2025.

إيران ترغب في التعاون

وقال مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، على هامش اجتماع حكومي في طهران، إن «إيران أبدت دائماً رغبتها في التعاون، لكنها لم ولن تتراجع أمام الضغوط والتصرفات غير القانونية وغير المشروعة».

وأضاف إسلامي، وفقاً لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن «الدول الأوروبية إذا أصرت على ممارسة الضغوط عبر ادعاءات واهية، فستواجه ردود فعل معاكسة».

وقال إسلامي: «مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران، وفق البرنامج النووي، لا يتجاوز 60 في المائة». وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني «شفاف وسلمي»، وأن «جميع الأنشطة تخضع لإشراف الوكالة».

وصرّحت وزارة الخارجية الأميركية بأنه «لا يوجد أي مبرر منطقي سلمي لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في إيران».

وشدد الاتحاد الأوروبي على أن منع إيران من حيازة سلاح نووي يمثل أولوية أمنية رئيسة، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.

وقال إسلامي إن إيران «أظهرت دائماً أنها مستعدة للتفاعل، لكنها لا تفعل ذلك في مواجهة القوة والضغط والسلوك غير القانوني».

وتابع إسلامي: «إذا أراد الطرف المقابل (الغرب) الضغط على بلدنا من خلال عدم أداء مهامه في خطة العمل الشاملة المشتركة ونشر الاتهامات، فإن هذه الجهود لن تُسفر عن نتائج».

غروسي وإسلامي في مؤتمر صحافي بطهران (د.ب.أ)

ماذا تريد طهران من جنيف؟

تريد إيران من الاجتماع الذي سيُعقد في جنيف يوم الجمعة، 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن «يأخذ في الاعتبار تنصل الجانب الأوروبي من وعوده بشأن تنفيذ الجانب الاقتصادي من الاتفاق النووي الموقَّع عام 2015؛ كما سيناقش الهواجس الإيرانية التي أعقبت فوز الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة»، وفقاً لموقع «فارس» ووكالة «تسنيم».

ولن تشارك الولايات المتحدة في الاجتماع، فيما سيمثل طهران فيه مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، كما سيحضر من الجانب الآخر مساعدو وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

كان علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي، قد صرَّح بأن بلاده تأمل التوصل مع الدول الغربية وتحديداً مع الإدارة الأميركية الجديدة إلى صيغة من شأنها إزالة القلق من البرنامج النووي الإيراني مقابل إزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتعويض الخسائر التي تكبّدتها إيران طوال فترة الحظر.


مقالات ذات صلة

تيار إيراني متشدد يدفع ظريف إلى حافة الاستقالة

شؤون إقليمية ظريف مشاركاً في أول اجتماع للحكومة بعد تعيينه نائباً للرئيس للشؤون الاستراتيجية يوم 4 أغسطس الماضي (الرئاسة الإيرانية)

تيار إيراني متشدد يدفع ظريف إلى حافة الاستقالة

تدرس الحكومة الإيرانية طلباً من البرلمان لمتابعة «الوضع القانوني» لمحمد جواد ظريف، نائب الرئيس، الذي يبدو أنه في مواجهة جديدة مع التيار المحافظ بالبرلمان.

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 27 نوفمبر 2024 في ريف حلب تظهر تصاعد الدخان جراء المعارك الدائرة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري (د.ب.أ)

مقتل ضابط كبير بالحرس الثوري الإيراني في سوريا

أورت شبكة «أخبار الطلبة» الإيرانية، الخميس، أن البريغادير جنرال كيومارس بورهاشمي بالحرس الثوري الإيراني، قُتل في سوريا على أيدي «إرهابيين» مرتبطين بإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُقدّم إحاطة على هامش فعالية للأمم المتحدة في لشبونة 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

إيران تحتفظ بحق الرد على ضربات إسرائيل وترحّب بوقف النار في لبنان

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، إن طهران تحتفظ بحق الرد على الضربات الجوية التي شنّتها إسرائيل الشهر الماضي على أراضيها.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
شؤون إقليمية قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

الجيش الأميركي يعلن استهداف مخزن أسلحة لفصائل موالية لإيران في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أنها شنت الثلاثاء ضربة على مخزن أسلحة في سوريا، رداً على هجوم نفذته فصائل مدعومة من إيران استهدف قوات أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اليمين الإسرائيلي يخطط لتقليص تمثيل العرب في الكنيست

وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)
وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)
TT

اليمين الإسرائيلي يخطط لتقليص تمثيل العرب في الكنيست

وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)
وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)

حذّر قانونيون وحقوقيون من خطورة خطط يعدها اليمين الإسرائيلي لسن قوانين في الكنيست (البرلمان)، وترمي إلى تقليص أعضائه من النواب العرب وإضعاف تأثيرهم على الحياة السياسية. وقال بعضهم إن هذه القوانين «تجعل إسرائيل بشكل رسمي وفعلي دولة أبرتهايد (فصل عنصري)».

وقالت المصادر، إن نسبة العرب في الكنيست حالياً منخفضة، حيث إنهم «يشكلون نحو 20 في المائة من السكان لكنهم ممثلون بعشرة نواب فقط، أي أقل من 10 في المائة، والحكومة تعمل على تقليص عددهم أكثر لأنها تعتبرهم عقبة أمام بقاء اليمين في الحكم».

وكانت الحكومة، ومع بداية الدورة الشتوية للكنيست، قد بدأت الدفع قدماً، وبشكل حثيث بتعديل قانون يُصعب على العرب التنافس في الانتخابات.

وطرح مشروع القانون رئيس الائتلاف الحاكم، أوفير كاتس، ويقضي بشطب مرشح أو حزب من التنافس للكنيست بمختلف الذرائع، مثل عدم الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، كما ينص على تقليص قوة المحكمة العليا في التأثير على قرارات لجنة الانتخابات المركزية. وهناك مشاريع قوانين أخرى تصب في هذا الاتجاه من نواب آخرين.

منع من الترشح

ويقضي مشروع القانون الأحدث بمنع الترشح لمن يدعم بشكل واضح ومنهجي «الكفاح المسلح» من قبل أي دولة أو منظمة «إرهابية» ضد دولة إسرائيل أو مواطنين إسرائيليين، في حين أن مشاريع القوانين الجديدة توسع دائرة منع الترشح ليصبح التماهي مع «حدث واحد» أو «عملية واحدة» ضد دولة إسرائيل كافياً لمنع الترشح.

وبحسب مشروع القانون فإنه «لا حاجة إلى وجود تصريحات متتالية»، وإنما يكفي تصريح واحد يعبر فيه المرشح عن دعم «الإرهاب» كي يُشطب ترشيحه. وينص بند آخر في مشروع القانون على أن حزباً داخل قائمة لن يكون محمياً، وأشير في هذا الصدد إلى (حزب التجمع الوطني) بقيادة النائب السابق سامي أبو شحادة، الذي يرمي مشروع القانون إلى شطبه.

نواب عرب في «الكنيست» يشاركون في اعتصام احتجاجي على العنف في المجتمع العربي (أرشيفية - غيتي)

ويتبين أن مشروع القانون لا يمنع ترشح يهود يمينيين متطرفين، مثل بنتسيون غوبشتاين وباروخ مارزل، رغم أنهما منعا من الترشح للكنيست في الماضي بسبب التحريض على العنصرية. فمشروع القانون يقضي بشطب مرشح أيد الكفاح المسلح ضد مواطنين إسرائيليين، بينما يسمح بترشح نشطاء اليمين المتطرف الذين نفذوا عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين، باعتبارها ليست ذريعة للشطب.

وجاء في وثيقة تمهيدية للمداولات قدمها المستشار القانوني للجنة القانون والدستور، أن «سريان البند المذكور على ذريعة بشأن (تأييد الكفاح المسلح) فقط وليس على ذرائع أخرى، مثل التحريض على العنصرية، لا ينطوي على منطق داخلي ويزيد الصعوبات».

الحفاظ على اليمين

وقالت حركة «حقوق المواطن»، إن الهدف الوحيد الحقيقي من هذا القانون هو الحفاظ على حكم اليمين. وأضافت: «منذ بدأت الحكومة في الدفع قدماً بالانقلاب على المنظومة القضائية في السنة الماضية، تشير الاستطلاعات إلى أن ائتلاف نتنياهو سيخسر الحكم، إذ سيهبط من 68 مقعداً اليوم إلى 44 - 51 مقعداً».

ويأمل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن يؤدي شطب حزب عربي أو أكثر إلى وضع العراقيل أمام الأحزاب العربية، فمن جهة يخيف الناخبين فلا يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، ويؤدي من جهة ثانية إلى سقوط هذه الأحزاب العربية، وبالتالي يرفع رصيد أحزاب الائتلاف.

صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)

وقال المستشار القانوني في لجنة الانتخابات، الدكتور غور غاليه، في جلسة اللجنة التي أعدت القانون، إن «موضوع البند الموجود في قانون عدم المشاركة في الانتخابات حساس من ناحية دستورية، وربما هو الأكثر حساسية؛ إذ إن حظر ترشح حزب أو شخص للانتخابات مسألة استثنائية جداً، ويجب التعامل معها بحذر، وهناك أهمية في أن تمر هذه الأمور بالإجماع».

وقال دوبي غيلد حايو، من جمعية «حقوق الفرد»، في الجلسة نفسها، إنه «عملياً، فهذا البند سيصبح أداة لقمع التصويت، والتعديلات التي تريدون إجراءها ستوصل هذا القانون إلى وضع غير معقول».

وفي وثيقة الإعداد للجلسة، التي كتبها المستشار القانوني في لجنة الدستور، جاء: «تطبيق التعليمات المذكورة فقط على الذريعة التي موضوعها (تأييد الكفاح المسلح)، وليس على ذرائع أخرى مثل التحريض على العنصرية، تفتقر للمنطق الداخلي وتزيد الصعوبة. وكتب أيضاً أن التطبيق الانتقائي لهذه التعليمات يضر بالمساواة، لأنه فعلياً يعكس (التوسيع الكبير لإمكانية الشطب)».