إسرائيل: مخصصات الأمن خُمس الموازنة العامة

الجيش غاضب لأنه طلب 16 مليار دولار إضافية والحكومة منحته 6 مليارات فقط

السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)
السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)
TT

إسرائيل: مخصصات الأمن خُمس الموازنة العامة

السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)
السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)

صادقت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، على الموازنة العامة للدولة لعام 2025، بمبلغ 607.4 مليار شيقل (الدولار يساوي 3.7 شيقل). وأقرت الحكومة في إطارها إجراء تقليصات كبيرة في ميزانيات التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الاجتماعية، الأمر الذي يوجه ضربات اقتصادية قوية لكل مواطن. لكنها في الوقت ذاته قررت إضافة 20 مليار شيقل إلى ميزانية الأمن، بما يعادل 6 مليارات دولار، لتصبح بقيمة 120 مليار شيقل، وهذا لا يشمل ميزانية المخابرات التي تعد سرية.

وتعد هذه أكبر ميزانية عسكرية في تاريخ إسرائيل. وتشكل ما يعادل خمس الموازنة العامة، و7.5 في المائة من الناتج القومي، علماً أن الموازنة العسكرية كانت تعادل حتى الآن 5 في المائة من الناتج القومي. لكن الجيش الإسرائيلي عدَّها زيادة مجحفة ستمس بقدراته الدفاعية. وطلب أن تكون الزيادة بقيمة 16 مليار دولار، حتى يستطيع تعويض خسائره في الحرب، وبناء قدراته المستقبلية على مواجهة التحديات الأمنية.

ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول كبير في الجيش تذمره من أن الحكومة لم تستوعب مدى النقص في الموارد؛ فالميزانيات المقلصة، على حد تعبيره، تمس بشكل حقيقي الجيش، وتتسبب في تقنين اقتصادي حتى في تسليح قوات الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد الحرب على لبنان كذلك، بتغيير أساليب الحرب التي يتّبعها هذا الجيش في قطاع غزة، وبمقتل مزيد من الجنود الإسرائيليين، بعبوات ناسفة.

وبحسب ما أفاد تقرير أوردته صحيفة «هآرتس»، الجمعة، فإن «سلاح الجو الإسرائيلي كان حتى وقت قريب، يهاجم محيط المباني في قطاع غزة قبل دخول القوات، وذلك لتفعيل العبوات المزروعة فيها، لكن بسبب الاقتصاد المحدود في التسليح، الذي يتعامل معه الجيش، فإنهم يضطرّون إلى إيجاد حلول بديلة أقلّ فاعلية».

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في قاعدة عسكرية بصحراء النقب يوم الخميس (رويترز)

وقد تسبب هذا بارتفاع في عدد القتلى الجنود، جرّاء انفجار عبوات ناسفة في قطاع غزة في الشهر الماضي، مقارنة بعدد القتلى بسبب الصواريخ المضادة للدروع، أو في المواجهات والاشتباكات المباشرة. وعلى سبيل المثال، قُتل 17 جندياً إسرائيلياً، في قطاع غزة، خلال آخر شهر، 11 منهم قُتلوا إثر انفجار عبوات ناسفة داخل مبانٍ، وقُتل 5 منهم في جباليا، و3 عند ممرّ نتساريم، بالإضافة إلى 3 آخرين، قُتلوا في منطقة رفح. ووفق التقرير، فإن قادة وعناصر في الجيش الإسرائيليّ، من الذين يوجدون في قطاع غزة، يرون أن عدد القتلى بسبب العبوات الناسفة «يرتبط - من بين أمور أخرى - بسياسة الاقتصاد التسليحيّ للقوات الجويّة، والدعم المدفعيّ للقوات».

وأشار التقرير إلى أنه «حتى الأشهر القليلة الماضية، قبل دخول الجنود إلى المباني في قطاع غزة، اعتاد سلاح الجوّ، الهجوم في محيطها لضرب عناصر (حماس)، ولتفعيل العبوات المزروعة في المنطقة عن طريق هز المباني (عبوات ناسفة يتمّ تفعيلها إثر الاهتزاز)».

وأضاف أنه تمّ في الآونة الأخيرة، تقليص استخدام هذه الوسائل الحربية، قبل دخول قوات الاحتلال إلى القطاع، بينما يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه يتعامل مع هامش اقتصاد تسليح ضيّق، «بسبب العقوبات المفروضة على إسرائيل من قبل دول تزوُّده بالسلاح، وبسبب النشاط البري في لبنان الذي أصبح الآن يحظى بالأولوية»، غير أنه يؤكد أن قضية التسلّح «لا تؤثر في الغطاء الجوي والمدفعيّ الذي يوفَّر للمقاتلين، قبل مهاجمة بنية تحتية للعدو»، وفق التقرير.

الدخان يتصاعد من بيت لاهيا وسط استمرار الضربات الإسرائيلية على شمال غزة الجمعة (أ.ف.ب)

ويقول قادة رفيعو المستوى إن «الجيش اضْطُرَّ إلى إيجاد حلول بديلة، لتقليل المخاطر على حياة الجنود، فبات يعتمد على استخدام ناقلات الجنود المدرعة، المتفجرة التي تم إخراجها من الخدمة، ويضع بها متفجرات، ويتم وضعها في ساحات القتال، وتبدأ انفجارات قوية لإحداث هزات، من شأنها تفجير العبوات المزروعة هناك». ولفت التقرير إلى أن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي أكّدوا أن القيادة الجنوبية بالجيش بدأت استخدام هذا الإجراء، لكنها تؤكد أن هذا التفجير لا يصل إلى فاعلية قصف سلاح الجو.

وعارض 6 وزراء الميزانية الجديدة، بينهم وزراء حزب «عوتسما يهوديت» الثلاثة بسبب رفض وزارة المالية زيادة ميزانية وزارة الأمن القومي. كما عارض الميزانية وزيران من حزب «الليكود» وآخر من حزب «شاس».

أما وزير الدفاع، يوآف غالانت، فقد تهرب من التصويت على الميزانية، ولم يترك قصاصة ورق حول ما إذا كان يؤيدها أو يعارضها، وهو ما عُدَّ احتجاجاً على الزيادة «الشحيحة» في ميزانية الدفاع.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تقر أكبر موازنة عسكرية في تاريخها

شؤون إقليمية السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)

إسرائيل تقر أكبر موازنة عسكرية في تاريخها

أقرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، موازنتها لعام 2025، وتضمنت تقليصات كبيرة في قطاعات التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الاجتماعية مقابل زيادة مخصصات الأمن

نظير مجلي ( تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)

«البنتاغون» يعلن نشر قدرات عسكرية جديدة بالشرق الأوسط

أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط ستصل خلال الأشهر المقبلة في خطوة تأتي «دفاعا عن إسرائيل» ولتحذير إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على بيت لاهيا في شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل 84 بينهم أكثر من 50 طفلاً جراء قصف إسرائيلي على شمال غزة

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم (الجمعة)، بمقتل 84 شخصاً، بينهم أكثر من 50 طفلاً، جراء قصف إسرائيلي استهدف مباني سكنية شمال غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
حصاد الأسبوع من لقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس الإيراني بزشكيان (التلفزيون الأردني)

أمن الأردن يواجه خطر تصعيد المواجهة الإسرائيلية ــ الإيرانية

يحاول الأردن تحييد أجوائه وأراضيه بعيداً عن التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، الممتد عبر جبهتي جنوب لبنان وشمال غزة، ليضاعف مستويات القلق الأمني مراقبة خطر الضربات

محمد خير الرواشدة (عمّان)
تحليل إخباري نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)

تحليل إخباري «الصفقة المصغرة» لا تلبي احتياجات «حماس»... رغم «انفتاحها على التفاوض»

شهد حراك جهود الوساطة بشأن الهدنة في قطاع غزة، إعلان حركة «حماس» أن «الصفقة المصغرة» المطروحة من الوسطاء «لا تُلبي الاحتياجات»، دون أن تغادر الحركة المفاوضات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إيران تصعّد ضد إسرائيل والغرب

المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
TT

إيران تصعّد ضد إسرائيل والغرب

المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)

صعّدت إيران، أمس، ضد إسرائيل والغرب، ولوّحت بزيادة مديات صواريخها الباليستية، وتغيير عقيدة السلاح النووي.

وقال كمال خرازي، مستشار المرشد علي خامنئي، إنه «من المرجح أن تزيد طهران مدى صواريخها الباليستية إلى ما يتجاوز الحد الذي فرضته على نفسها وهو 2000 كيلومتر». وأوضح خرازي أن الغرب «لا يعير اهتماماً لهواجسنا فيما يتعلق بسيادة إيران، فلا يوجد أي سبب لدينا لكي نأخذ بالاعتبار هواجسهم من مديات الصواريخ».

وقال خرازي إن إيران قد تغير عقيدتها النووية «إذا واجهت الأمة تهديداً وجودياً». وتابع: «لدينا الآن القدرات الفنية لإنتاج أسلحة نووية... وفتوى خامنئي هي ما يحظر ذلك». إلى ذلك، زعمت تقارير غربية أن خامنئي «أمر بالتحضير لرد انتقامي ضد إسرائيل». وقال علي فدوي، نائب قائد «الحرس الثوري»، إن «رد إيران مؤكد. لم نترك عدواناً دون رد منذ 40 عاماً».