«العمال الكردستاني» تبنّى هجوم «توساش» نافياً ارتباطه بتطورات حل المشكلة الكردية

إردوغان أعلن أن منفذَيه تسللا من سوريا وتعهّد باجتثاث الإرهاب من جذوره

إردوغان ترأس قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول مساء الخميس حول هجوم «توساش» الإرهابي (الرئاسة التركية)
إردوغان ترأس قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول مساء الخميس حول هجوم «توساش» الإرهابي (الرئاسة التركية)
TT

«العمال الكردستاني» تبنّى هجوم «توساش» نافياً ارتباطه بتطورات حل المشكلة الكردية

إردوغان ترأس قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول مساء الخميس حول هجوم «توساش» الإرهابي (الرئاسة التركية)
إردوغان ترأس قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول مساء الخميس حول هجوم «توساش» الإرهابي (الرئاسة التركية)

تبنّى حزب «العمال الكردستاني» الهجوم الإرهابي على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش». في حين أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن منفذي الهجوم تسللا من سوريا، متعهداً باجتثاث الإرهاب من جذوره.

ونقلت وكالة «فرات» للأنباء، القريبة من حزب «العمال الكردستاني»، المُصنّف منظمة إرهابية من جانب تركيا وحلفائها الغربيين، عن بيان لـ«مركز الدفاع الشعبي» (الجناح المسلح للحزب)، الجمعة، أن منفذي الهجوم هما مينا سيفجين ألتشيشيك التي كانت تحمل الاسم الحركي «آسيا علي»، وروجار هالين الذي كان يحمل الاسم الحركي «علي أوريك»، وأنهما كانا ينتميان إلى مجموعة «الحكم الذاتي» في «كتيبة الخالدين».

الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش» (أ.ف.ب)

ونفى البيان الذي تداولته وسائل إعلام تركية، نقلاً عن وكالة «فرات» للأنباء، وجود علاقة للهجوم على شركة «توساش» والتطورات السياسية في تركيا التي أيّدها زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان، وأكد أن الهجوم خُطّط له منذ مدة طويلة، ولا علاقة له على الإطلاق بالأجندة السياسية التي نُوقشت مؤخراً في تركيا.

هجوم «توساش» وقضية الأكراد

وتشهد تركيا حالياً تطورات تتعلّق بالتوصل إلى حل المشكلة الكردية وحل حزب «العمال الكردستاني»، بدأت بمصافحة رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب» لنواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيّد للأكراد الذي حل محل حزب «الشعوب الديمقراطية»، ثم دعوته يوم الثلاثاء الماضي أوجلان للحديث أمام البرلمان لإعلان حل حزب «العمال الكردستاني» وترك سلاحه.

مصافحة بهشلي والنواب الأكراد في البرلمان التركي (إعلام تركي)

وسمحت السلطات للمرة الأولى لنائب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عن مدينة شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا)، عمر أوجلان، بزيارة عمه عبد الله أوجلان، في محبسه بسجن جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة، لتنهي عزلة فُرضت عليه منذ 43 شهراً.

ووجّه أوجلان، عبر ابن شقيقه، رسالة إلى الرأي العام أكد فيها أنه «مستعد لنقل العملية الحالية إلى الإطارين السياسي والقانوني»، لكن قيادات حزب «العمال الكردستاني» في جبال قنديل بشمال العراق أكدت أنه لا يستطيع القيام بذلك.

وقال البيان إنه تم تحديد مواقع مهمة واستراتيجية في تركيا بوصفها أهدافاً عسكرية، وتم استهداف شركة «توساش» التي تصنع المسيرات التي تُستخدم في الهجوم على الحزب. وأشار في الوقت ذاته إلى أن رسالة أوجلان للرأي العام هي أيضاً «وضع سيتم تقييمه».

وأسفر الهجوم الإرهابي على مقر شركة «توساش» في ضاحية كهرمان كازان على بُعد 40 كيلومتراً من العاصمة أنقرة، بالقنابل والأسلحة، عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.

صورة ملتقطة بكاميرات المراقبة لمنفذَي هجوم «توساش» الإرهابي (أ.ف.ب)

بينما أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أنه تم القضاء على الإرهابيين منفذَي الهجوم، وتم التعرف على هوية الإرهابية مينا سيفجين ألتشيشيك، وهي من عناصر حزب «العمال الكردستاني».

وفجّرت الإرهابية ألتشيشيك نفسها داخل مقر شركة «توساش»، عندما أدركت أنها ستُقتل على أيدي قوات الأمن، ولم يتبق من أشلائها سوى ذراعها، في حين قُتل الإرهابي الثاني (روجار هالين) في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.

مينا سيفجين ألتشيشيك الإرهابية الانتحارية التي شاركت في تنفيذ هجوم «توساش» كانت مسؤولة منطقة وسط هكاري (جنوب شرقي تركيا) في حزب «الشعوب الديمقراطية» عام 2014 (إعلام تركي)

وتبيّن أن ألتشيشيك اُنتخبت عام 2014 رئيسة مشاركة لمنطقة وسط هكاري، من صفوف حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيّد للأكراد، الذي كان يرأسه صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسيك داغ، السجينان حالياً، والذي يواجه حالياً دعوى لإغلاقه أمام المحكمة الدستورية لضلوعه في دعم الإرهاب.

إردوغان والحرب على الإرهاب

وأعلن الرئيس التركي أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة «توساش» تم عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية. وأكد أن تركيا تواصل أعمالها لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وإن كان ذلك في سوريا «فسنفعل ما تقتضيه الضرورة»، في إشارة إلى احتمال شنّ عملية عسكرية في شمال سوريا.

وقال إردوغان -في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته مساء الخميس من روسيا، حيث شارك في قمة مجموعة «بريكس»- إن تركيا نفّذت عمليات على 40 موقعاً في شمال سوريا طيلة الليلة التي أعقبت الهجوم، كبّدت الإرهابيين خسائر فادحة. وشدد على أن تركيا لا يمكن أن تقدم إطلاقاً أي تنازلات في مكافحة الإرهاب.

وعن احتمال أن يكون للهجوم على «توساش» ارتباطات خارجية، بسبب مشاركة تركيا في قمة «بريكس» وطلبها الانضمام إليها، ومزاعم أن إسرائيل تقف وراء الهجوم، قال إردوغان إن اختيار مؤسسة بارزة مثل «توساش» لتنفيذ الهجوم الإرهابي هو أمر ذو مغزى.

إردوغان تعهّد بالقضاء على الإرهاب في منبعه (الرئاسة التركية)

وأضاف إردوغان الذي عقد قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول لدى وصوله قادماً من روسيا ليل الخميس-الجمعة لبحث الهجوم الإرهابي، أن الإرهابيين لم يستهدفوا «توساش» فحسب، وإنما استهدفوا السلام والأمن في تركيا.

في السياق ذاته، شنّت أجهزة الأمن التركية حملة موسعة على عناصر حزب «العمال الكردستاني» في البلاد.

وقال وزير الداخلية، علي يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، الجمعة، إنه تم القبض على 176 مشتبهاً من أعضاء حزب «العمال الكردستاني» وعدد من الأذرع، ومنها: «تنظيم المجتمعات الكردستانية»، و«وحدات حماية الشعب الكردية» في عمليات جرت في 31 ولاية تركية.

وأضاف أن هؤلاء اعتقلوا لأنهم يعملون ضمن منظمة إرهابية (حزب «العمال الكردستاني»)، ويشكلون جزءاً من البنية الشبابية للمنظمة وقدموا إليها التمويل، وقاموا بالدعاية لها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبيّن أنهم شاركوا في مظاهرات غير قانونية: مثل قطع الطرق، وحرق الإطارات، وإلقاء الحجارة والمفرقعات والمولوتوف.

ولفت إلى أنه تم خلال العمليات الأمنية ضبط الكثير من المسدسات وبنادق الصيد غير المرخصة، وكميات كبيرة من المخدرات، وتمت مصادرة وثائق تنظيمية ومواد رقمية.

كما أعلن يرلي كايا أنه قُضي على أحد عناصر «العمال الكردستاني» المدرجين على النشرة الحمراء للمطلوبين، ويُدعى رمضان أكتاش، وكان يُلقب بـ«فاراشين بدران»، خلال اشتباكات بعد مداهمة منزل في بلدة أرتوكلو بولاية ماردين، جنوب شرقي تركيا.


مقالات ذات صلة

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

شؤون إقليمية إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

تعمق الجدل والانقسام حول احتمالات انطلاق عملية جديدة لحل المشكلة الكردية في تركيا... وذهبت المعارضة إلى وجود أزمة داخل «تحالف الشعب» الحاكم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)

​إردوغان يُبقي على آماله بلقاء الأسد واحتمال شنّ عملية عسكرية شمال سوريا

جدّدت تركيا رغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا من دون تحقيق شرط الانسحاب العسكري لقواتها الموجودة في مناطق الشمال السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا عناصر من «حركة الشباب» الصومالية الإرهابية (أ.ب)

مقديشو: مقتل 3 جنود صوماليين وأكثر من 20 إرهابياً من «حركة الشباب»

لقي ثلاثة جنود على الأقل مصرعهم، وأصيب ثلاثة آخرون من القوات الصومالية جراء انفجار لغم أرضي استهدف مركبة عسكرية في مديرية دينيلي بالعاصمة مقديشو.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شؤون إقليمية يسود جدل واسع في تركيا حول خلافات غير معلنة بين إردوغان وحليفه دولت بهشلي (الرئاسة التركية)

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تمسكه بدعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني السجين للحديث أمام البرلمان مشدداً على عدم وجود خلاف مع إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (أرشيفية - د.ب.أ)

توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم في فترة الأعياد

تفيد السلطات الألمانية بأنها أحبطت هجمات عدة، لكن 3 أشخاص قُتلوا، وجُرح 8 في عملية طعن أثناء مهرجان في أحد شوارع مدينة زولينغن في أغسطس (آب) الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين)

غروسي: التوصل إلى «نتائج» مع إيران ضرورة لتجنب الحرب

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
TT

غروسي: التوصل إلى «نتائج» مع إيران ضرورة لتجنب الحرب

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم (الخميس)، إن تحقيق «نتائج» من الحوار مع إيران ضرورة لخفض التصعيد وتجنب حرب.

وصرّح غروسي، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في طهران: «من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع (...) ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب».