ملفات حرجة في مباحثات إردوغان وبارزاني بأنقرة... وحضور لـ«العمال الكردستاني»

من بينها الأمن والطاقة وانتخابات كردستان والتصعيد الإسرائيلي وأكراد تركيا

إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)
TT

ملفات حرجة في مباحثات إردوغان وبارزاني بأنقرة... وحضور لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)

أجرى رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني زيارة لتركيا، في توقيت دقيق بالنسبة لأنقرة وأربيل، إضافة إلى الوضع الإقليمي المتوتر، في ظل توسيع إسرائيل نطاق الحرب في المنطقة.

وقبل أن يلتقي بارزاني الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عقد لقاء مع وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، اللذين حضرا أيضاً لقاءه مع إردوغان، إلى جانب كبير مستشاريه للشؤون السياسية والأمنية، عاكف سردار كليتش.

وكتب بارزاني على حسابه في «إكس»: «كان لقاءً مثمراً آخر مع صديقي وزير الخارجية هاكان فيدان، والسيد إبراهيم كالين، في أنقرة. تبادلنا وجهات النظر حول مجموعة متنوعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وبحسب بيان رئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، تم خلال لقاء إردوغان وبارزاني الذي عُقِد بالقصر الرئاسي في أنقرة، الأربعاء، بحث العلاقات بين أنقرة وأربيل وقضايا الأمن الإقليمي والطاقة.

وتطرقت المباحثات إلى علاقات تركيا مع بغداد وأربيل والتطورات في المنطقة، في ظل التصعيد الإسرائيلي وتأثير الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان على العراق ودول أخرى.

إردوغان مصافحاً بارزاني في مستهل مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)

انتخابات أربيل والتصعيد الإسرائيلي

جاءت زيارة بارزاني إلى أنقرة أيضاً في وقت تتزايد فيه الإشارات حول عملية جديدة لحل المشكلة الكردية في تركيا، كما جاءت قبل أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية في كردستان العراق، الأحد المقبل، التي سبق تأجيلها لمدة عامين.

وبحسب بيان الرئاسة التركية، أعرب إردوغان عن أمله في إجراء الانتخابات بـ«سلام وتفاهم شامل»، وحذر، في معرض تعبيره عن أفكاره بشأن حرب إسرائيل و«حماس» في غزة وامتدادها إلى لبنان، من أن «هناك خطراً من أن يؤدي العدوان الإسرائيلي المتزايد إلى تحويل المنطقة إلى منطقة حرب شاملة، وأن تركيا تولي أهمية كبيرة للاستقرار وأمن المنطقة برمتها، وأنه يقدر الجهود التي تبذلها السلطات العراقية لإبعاد البلاد عن الصراع».

وأشار إردوغان إلى أن مشروع «طريق التنمية» العراقي سيساهم في دعم حكومة إقليم كردستان، وكذلك المنطقة بأكملها، كما أن التعاون من أجل القضاء الدائم على التهديد الإرهابي لحزب العمال الكردستاني يجب أن يستمر بتصميم.

وكان آخر لقاء جمع إردوغان وبارزاني خلال زيارة الرئيس التركي لأربيل، في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت مصادر تركية إن بارزاني كان يرغب في رد الزيارة منذ فترة، إلا أن رحلته إلى أنقرة تأجلت بسبب الأجندة الإقليمية، والانتخابات في كردستان.

جانب من مباحثات إردوغان وبارزاني في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)

وترى تركيا أن استقرار العراق يشكل أهمية بالغة بالنسبة لمستقبل المنطقة، وتهدف إلى تحسين علاقاتها مع بغداد في هذا السياق، وتولي أهمية كبيرة للتغلب على المشكلات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة أربيل، التي باتت تتمتع بعلاقات وثيقة معها، وتعمق تعاونها معها في مثلث الأمن والاقتصاد والطاقة.

وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه القضايا نوقشت بعمق في الاجتماع بين بارزاني ووزير الخارجية ورئيس المخابرات التركيين، وكذلك خلال اللقاء مع إردوغان، وتم التركيز على الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل.

وكان التعاون الأمني، خصوصاً في مكافحة حزب العمال الكردستاني، من البنود ذات الأولوية على جدول الأعمال خلال مباحثات بارزاني في أنقرة.

لقاء بارزاني ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس المخابرات إبراهيم كالين في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)

واتخذت أنقرة وبغداد خطوات مهمة في «الحرب ضد الإرهاب»، على مدار العام الماضي، عبر جولات من المباحثات الأمنية والاقتصادية، تُوّجت خلال زيارة إردوغان لبغداد في أبريل الماضي، إذ قررتا العمل معاً ضد عناصر حزب العمال الكردستاني التي لا تزال موجودة في شمال العراق.

وتطور التعاون إلى الاتفاق، في أغسطس (آب) الماضي، على إنشاء مركز تنسيق عسكري في بغداد، واستخدام قاعدة بعشيقة، التي كانت تحت سيطرة القوات المسلحة التركية لسنوات طويلة، كمركز تدريب تركي عراقي مشترك.

وأنشأت بغداد 20 موقعاً متقدماً في شمال العراق بمناطق قريبة من الحدود التركية في الفترة الأخيرة. وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ستستكمل عملية المخلب - القفل المستمرة في شمال العراق منذ عام 2022. وسيتم تقييم مستقبلها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بحسب وزير الدفاع التركي، يشار غولر.

وتشيد أنقرة بالمستوى الذي وصل إليه التعاون مع بغداد وأربيل في مجال الأمن، وهو ما يخدم مشروع «طريق التنمية» الهادف إلى إنشاء ممر تجاري مهم عالمياً يربط العراق ودول الخليج بتركيا، ثم أوروبا عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية.

جانب من أحد اجتماعات الآلية الأمنية التركية - العراقية في أنقرة (الخارجية التركية)

وعلى مدى عام ونصف العام، كان أحد أهم بنود جدول أعمال المحادثات على خط أنقرة - أربيل - بغداد إعادة تشغيل خط أنابيب البترول كركوك - يمورتاليك، ونوقشت آخر تطورات هذه القضية خلال لقاء إردوغان وبارزاني في أنقرة.

وسبق أن أبلغت تركيا العراق بأنها مستعدة لإعادة تشغيل خط الأنابيب، لكن المشكلات المستمرة بين بغداد وأربيل تؤخر هذه الخطوة، وتسعى أنقرة إلى تقريب المواقف وحل هذه المشكلات.

زيارة بارزاني لأنقرة جاءت أيضاً في وقت تشهد فيه السياسة الداخلية التركية تدفق إشارات مفادها أن الحكومة يمكن أن تبدأ «عملية حل» جديدة للمشكلة الكردية.

خط أنابيب كركوك يمورتاليك (إعلام تركي)

مشكلة أكراد تركيا

وبدأت هذه الإشارات تتوالى عقب مصافحة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي «التاريخية المفاجئة» لرئيس ونواب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة، في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وإعلان إردوغان تأييده لهذه الخطوة من جانب شريكه في «تحالف الشعب».

وربط مراقبون بين زيارة بارزاني والمبادرة الجديدة التي تقتصر على الرسائل حتى الآن، لحل المشكلة الكردية، اعتماداً على الرصيد السابق لعائلة بارزاني، خصوصاً رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، الذي لعب دوراً في «عملية الحل» السابقة، عندما زار ديار بكر، كبرى المدن التركية ذات الأغلبية الكردية، في نوفمبر 2013، وقدَّم دعماً قوياً لإردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت، لحل المشكلة الكردية بالوسائل الديمقراطية (جرت المفاوضات في إطار العملية في الفترة بين عامي 2012 و2015)، قبل أن تفشل العملية وتنتهي بإعلان إردوغان أنه «لا توجد مشكلة كردية في تركيا».

ومعروف أن عائلة بارزاني ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأحزاب السياسية الكردية والسياسيين الأكراد في تركيا.

رئيس كردستان السابق مسعود بارزاني وإردوغان في ديار بكر جنوب شرقي تركيا عام 2013 (أرشيفية)

ورصد الكاتب البارز المحلل السياسي، مراد يتكين، بعض المؤشرات على علاقة زيارة بارزاني بعملية الحل الجديدة للمشكلة الكردية، لافتاً إلى أن بهشلي وجَّه رسالة (في اليوم الذي أعلن فيه عن زيارة رئيس كردستان) من داخل البرلمان إلى زعيم حزب العمال الكردستاني السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، طالبه فيها بأن يدعو منظمته إلى ترك السلاح، تلتها مطالب الرئيس المشارك لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، تونجر باكيرهان، برفع «العزلة التي استمرت 43 شهراً عن أوجلان في محبسه بسجن إيمرالي (غرب تركيا)».

بارزاني وخطط إردوغان وبهشلي

ويتردد في أروقة السياسة بأنقرة أن اليد التي مدها بهشلي للنواب الأكراد بالبرلمان تهدف إلى دفعهم للمشاركة في أعمال الدستور الجديد لتركيا الذي يصر إردوغان على طرح مشروعه على البرلمان في دورته الحالية، ومن ناحية أخرى يقال إن هذه المصافحة الخطوة الأولى التي تؤكد أن عملية الحل الجديدة للمشكلة الكردية تلوح في الأفق.

ورأي يتكين، في مقال بمدونته على الإنترنت، أنه يمكن التنبؤ بأن المصالح المشتركة بين تركيا وبغداد وأربيل تشمل خطوات التعاون النشطة الأخيرة التي اتخذتها تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، والتوترات بين إيران وإسرائيل، ومشروع طريق التنمية بين أنقرة وبغداد، الذي يقلق أربيل.

وتساءل عما إذا كانت حكومة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة عائلة بارزاني، ستساهم، مجدداً، في خطط إردوغان وبهشلي لحل مشكلة حزب العمال الكردستاني؟ وهل تمت زيارة نيجيرفان بارزاني لأنقرة دون علم الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية وروسيا؟

مصافحة بهشلي للنواب الأكراد بالبرلمان التركي أعطت مؤشراً على عملية جديدة لحل المشكلة الكردية (إعلام تركي)

وعدّ أنه سيكون من الضروري النظر إلى نتائج الزيارة لمعرفة ذلك، لكن يبدو أن زيارة بارزاني لها علاقة بالعملية المسماة «البداية الجديدة» في أنقرة، التي يقع في وسطها الدستور الجديد.

وذهب إلى أنه من التطورات الأخرى التي تجعل لقاء بارزاني وإردوغان مهماً أن الانتخابات البرلمانية في كردستان العراق، التي تم تأجيلها لمدة عامين، ستجري الأحد المقبل، وهناك منافسة شرسة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ممثلاً بعائلة بارزاني، ومنافسه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تسيطر عليه عائلة طالباني.

ولفت إلى أن تركيا ترسل منذ فترة طويلة رسائل قاسية إلى طالباني، بسبب علاقاته مع حزب العمال الكردستاني، وتفضل مناقشة مستقبل المنطقة بشكل أساسي مع إدارة أربيل برئاسة نيجيرفان بارزاني.


مقالات ذات صلة

الرئاسة العراقية تنفي أحكام إعدام بالجملة وتؤكد سلامة إجراءاتها بحق عناصر «داعش»

العالم العربي الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)

الرئاسة العراقية تنفي أحكام إعدام بالجملة وتؤكد سلامة إجراءاتها بحق عناصر «داعش»

نفت رئاسة الجمهورية العراقية ما اعتبرته تقارير مضللة بشأن أحكام إعدام عشوائية، حيث أصدر القضاء أحكام إعدام ومؤبد جديدة بحق 10 من عناصر «داعش» في محافظة نينوى

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي ناخب كردي يدلي بصوته في انتخابات محلية بإقليم كردستان (أرشيفية - موقع المفوضية)

«صمت انتخابي» في كردستان العراق قبل اقتراع عاصف

وصلت الحملات الانتخابية للأحزاب في إقليم كردستان إلى مرحلتها الأخيرة، قبل أن تدخل الخميس في «الصمت الانتخابي».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي لوحات إعلانية لمرشحات ومرشحين كرد في أحد شوارع أربيل (روداو)

التنافس يشتد في كردستان مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية

تتصاعد وتيرة التنافس الانتخابي بين الأحزاب والمرشحين في برلمان إقليم كردستان المقرر إجراؤها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مسؤولون في مفوضية الانتخابات خلال إعلان انطلاق الحملات الانتخابية في كردستان (موقع المفوضية)

انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق

انطلقت، الأربعاء، الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي محمد الحلبوسي مترئساً إحدى جلسات البرلمان العراقي (رويترز)

سجال بين الحلبوسي وكردستان على مدافع أميركية لـ«البيشمركة»

أعاد رئيس البرلمان السابق وحزب «تقدم» محمد الحلبوسي، التذكير بموقفه الرافض لتسليح قوات «البيشمركة» الكردية بمدافع قصيرة المدى.

فاضل النشمي (بغداد)

لماذا يُعد محللون نشر أميركا نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» في إسرائيل «مقامرة»؟

جندي يقف أمام منصة صواريخ لمنظومة «ثاد» بعد وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر العام الماضي (الجيش الأميركي)
جندي يقف أمام منصة صواريخ لمنظومة «ثاد» بعد وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر العام الماضي (الجيش الأميركي)
TT

لماذا يُعد محللون نشر أميركا نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» في إسرائيل «مقامرة»؟

جندي يقف أمام منصة صواريخ لمنظومة «ثاد» بعد وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر العام الماضي (الجيش الأميركي)
جندي يقف أمام منصة صواريخ لمنظومة «ثاد» بعد وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر العام الماضي (الجيش الأميركي)

علّقت شبكة «إيه بي سي» الأميركية على نشر أميركا نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» مع 100 جندي في إسرائيل، لمواجهة التهديد الصاروخي من إيران وحلفائها الإقليميين، وأبرزهم «حزب الله» في لبنان.

وذكرت أنه سيجري نشر بطارية دفاع جوي صاروخي «ثاد»، الذي تبلغ قيمته مليار دولار أميركي، ويتم إرساله إلى نقاط ساخنة، منها كوريا الجنوبية، لصد التهديد الصاروخي الباليستي الذي يُشكله خصوم أميركا.

ويعد نشر نظام «ثاد» بمثابة إشارة سياسية وعسكرية قبل الهجوم الانتقامي المتوقع من جانب إسرائيل على إيران، ردّاً على إطلاق الصواريخ الباليستية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزيرة الجيش الأميركية، كريستين وورموث: «أعتقد أنه يتعين علينا أن ننظر إلى نشر نظام (ثاد) على حقيقته، وهو عبارة عن دليل آخر لالتزامنا بأمن إسرائيل في تعاملها مع كل ما يأتي إليها من (حماس) و(حزب الله) في لبنان».

لكن إرسال قوات أميركية على الأرض، ومعدات نادرة لحرب مفتوحة محتملة في الشرق الأوسط يُشكل أيضاً مخاطرة.

وأقرت وورموث بأن قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش هي «الأكثر إجهاداً» من أي قوة أخرى في الخدمة؛ نظراً للطلب المرتفع على أنظمتها.

وقال توماس كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، وهو مركز أبحاث في واشنطن: «الدفاع الصاروخي يمنحك الوقت والمرونة لإنهاء التهديد بوسائل أخرى، لكن عليك أن تستغل الوقت والمرونة التي يوفرها لك، ولا يمكنك الجلوس فقط».

وأضاف: «إذا كنا سنرتكب هذا النوع من الأشياء، فنحن بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل جيد، وأن نبلغ الإيرانيين بأنهم بحاجة إلى وقف هذا الهراء».

وتابع: «يجب أن ينتهي التهديد من الإيرانيين، وفي بعض الأحيان يكون التصعيد أمراً جيداً إذا كان يعني إنهاء شيء ما بدلاً من الدخول في صراع استنزاف طويل الأمد، إنها مقامرة».

وصول نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» إلى قاعدة «نيفاتيم» الجوية الإسرائيلية في مارس 2019 (أ.ف.ب)

يُذكر أنه تم تصميم نظام «ثاد» من شركة «لوكهيد مارتن» لوقف الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وذخائره قادرة على ضرب أهداف على مسافة تتراوح بين 93 و124 ميلاً، وعلى ارتفاع 93 ميلاً.

وتهدف الصواريخ الاعتراضية إلى ضرب الصواريخ داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض أثناء المرحلة الأخيرة من رحلتها، وتعادل قدرات نظام «ثاد» تقريباً نظام «أرو 2» الإسرائيلي، كما تستخدم إسرائيل نظام «أرو 3» الأطول مدى، إلى جانب نظام «مقلاع داود» المتوسط ​​إلى طويل المدى، ونظام «القبة الحديدية» الشهير للتهديدات الأقصر مدى.

وعلى هذا النحو، «لا يمثل نظام (ثاد) بالضرورة إضافة كبيرة للقدرات»، كما قال سيدهارث كوشال من معهد «الخدمات المتحدة الملكي» في المملكة المتحدة.

ومع مواجهة إسرائيل الآن لهجمات جماعية بالطائرات من دون طيار والصواريخ والصواريخ الباليستية، قال كاراكو: «كل رادار يمكن أن يكون هناك للمساعدة في اكتشاف التهديدات، وتوجيهه سيكون مفيداً».

لكن نظام «ثاد» محدود في المدة التي يمكنه العمل خلالها، فوفقاً لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس في عام 2024، فإن كل بطارية مزودة بـ48 صاروخاً اعتراضياً، ويتضمن النظام راداراً متقدماً يتتبع الصواريخ القادمة، ويوجه الصواريخ الاعتراضية التي يبلغ طولها 20 قدماً.

وتم نشر نظام «ثاد» لأول مرة في الولايات المتحدة عام 2012، وفقاً لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لـ«مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية».

وقالت شركة «لوكهيد مارتن» في ديسمبر (كانون الأول) إنها سلمت ما مجموعه 800 صاروخ اعتراضي لوكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع، ولا يوجد سوى 7 أنظمة منه، ومن المقرر تسليم الثامن في عام 2025.

ولقد وضعت استراتيجيات «حزب الله» وإيران، التي تركز على الصواريخ، ضغوطاً على الدفاعات الإسرائيلية والأميركية.

فعندما شنّت طهران هجومها الصاروخي في الأول من أكتوبر، أطلقت السفن الحربية الأميركية في البحر الأبيض المتوسط ​ن​​​حو 12 صاروخاً اعتراضياً، وأسلحة أخرى لإحباط الهجوم، وفق ما ذكرت البحرية.

وقال كاراكو: «عندما تستهلك الولايات المتحدة عشرات الصواريخ من طراز (SM-3) في يوم واحد، أو في ساعة واحدة، كما فعلنا قبل أسبوع أو نحو ذلك، فإن هذا يعادل إنتاج عام كامل، وهذه موارد نادرة للغاية، وينبغي عدم التفكير في إنفاقها بلا مبالاة، إنه أمر مثير للقلق، فنحن لا ننتج قذائف (ثاد) بأعداد كبيرة، إنه أمر محفوف بالمخاطر».

وستتم حماية نظام «ثاد» الأميركي في إسرائيل بواسطة شبكة دفاعية إسرائيلية متعددة الطبقات، لكن الطائرات من دون طيار والصواريخ والقذائف يمكن أن تتسلل، وقد فعلت ذلك بالفعل.

وقال كاراكو: «إن نظام (ثاد) هو رادار متطور للغاية، ولكنه أيضاً هدف كبير جداً».

وأضاف كوشال أن النظام «ليس مصمماً للعمل ضد أهداف منخفضة التحليق، مثل الطائرات من دون طيار والصواريخ المجنحة».

وذكر حادثة وقعت عام 2019، حين تم العثور على طائرة من دون طيار كورية شمالية، تحطمت بالقرب من نظام «ثاد» في كوريا الجنوبية، بعد أن حلقت تحت مجال الرادار الخاص به.

وقال كوشال إن نجاح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأخرى «سيُحدد مدى أمان بطاريات (ثاد) ضد جهود إيران و(حزب الله) لاستهدافها».