مخابرات تركيا تقبض على إرهابي من «القاعدة» بعملية في أفريقيا

نفذ هجمات ضد القوات المسلحة داخل البلاد وفي شمال سوريا

جانب من الدمار الذي خلفته هجمات «القاعدة» في إسطنبول في 2003 (أرشيفية - وسائل إعلام تركية)
جانب من الدمار الذي خلفته هجمات «القاعدة» في إسطنبول في 2003 (أرشيفية - وسائل إعلام تركية)
TT

مخابرات تركيا تقبض على إرهابي من «القاعدة» بعملية في أفريقيا

جانب من الدمار الذي خلفته هجمات «القاعدة» في إسطنبول في 2003 (أرشيفية - وسائل إعلام تركية)
جانب من الدمار الذي خلفته هجمات «القاعدة» في إسطنبول في 2003 (أرشيفية - وسائل إعلام تركية)

كشفت المخابرات التركية عن نجاحها في القبض على أحد العناصر من تنظيم «القاعدة» الإرهابي في عملية نفذتها في إحدى الدول الأفريقية.

وقالت مصادر أمنية تركية، الثلاثاء، إن جهاز المخابرات تمكن من القبض على الإرهابي أحمد باي كارا المنتمي إلى تنظيم «القاعدة» بعملية في أفريقيا، دون تحديد دولة معينة، وذلك بعد تنفيذه عملية إرهابية ضد القواعد التركية في شمال سوريا.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن المصادر الأمنية أن تحريات المخابرات أثبتت تورط الإرهابي باي كارا في عمليات ضد القواعد العسكرية التركية في محافظة إدلب السورية، وأنه فر إلى أفريقيا، لكن المخابرات تتبعته وتمكنت من إلقاء القبض عليه.

وقالت المصادر إن الإرهابي باي كارا اعترف، خلال التحقيق معه، بتنفيذه عمليات إرهابية عدة ضد القوات المسلحة داخل تركيا وفي شمال سوريا، وكشف عن أسماء الأشخاص الذين كانوا يتعاونون معه لتنفيذ عمليات إرهابية ضد نقاط حساسة داخل تركيا.

الإرهابي المنتمي إلى «القاعدة» أحمد باي كايا الذي اعتقلته المخابرات التركية في أفريقيا (وسائل إعلام تركية)

ونفذ تنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات في إسطنبول، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003، استهدفت بنك «إتش إس بي سي» والقنصلية البريطانية ومعبدين يهوديين؛ ما أسفر عن مقتل 57 شخصاً وإصابة نحو 700 آخرين عبر هجومين بأربع شاحنات مفخخة.

وفي الهجوم الأول، في 15 نوفمبر 2003، انفجرت شاحنتان مفخختان أمام معبدين يهوديين في إسطنبول؛ ما أدى إلى تدميرهما ومقتل 27 شخصاً، أغلبهم من الأتراك، وإصابة ما لا يقل عن 300 آخرين.

وأعلنت جماعة تركية متطرفة سمَّت نفسها «فرسان الشرق الإسلامي الأكبر» مسؤوليتها عن التفجير، لكن السلطات التركية شككت في هذا الأمر.

وبعد 5 أيام من التفجير الأول، انفجرت في 20 نوفمبر شاحنتان مفخختان أخريان أمام مقر بنك «إتش إس بي سي» والقنصلية البريطانية، في منطقة تقسيم، بحي باي أوغلو في إسطنبول؛ ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة 400 آخرين.

وقتل عدد من البريطانيين، منهم القنصل العام البريطاني روجر شورت، لكن أغلب الضحايا كانوا من الأتراك أيضاً.

تنظيم «القاعدة» نفذ هجمات في إسطنبول في 2003 أوقعت مئات القتلى والجرحى (أرشيفية - إعلام تركي)

وأكدت التحقيقات مسؤولية تنظيم «القاعدة» عن التفجيرين. وشنَّت السلطات التركية بعدهما حملات على عناصره، ولا تزال تطاردهم عبر الاعتقالات وتجميد الأصول والأموال.

وفي يوليو (تموز) عام 2008، قتل 3 مسلحين مجهولين و3 من رجال الشرطة، جميعهم أتراك، في إطلاق نار على موقع حراسة أمام القنصلية الأميركية في إسطنبول أشير إلى تنظيم «القاعدة» بأصابع الاتهام فيه، لكنه لم يعلن مسؤوليته عنه.

واستهدف المسلحون مباشرة موقعاً للشرطة أمام القنصلية الأميركية التي يحيط بها جدار مرتفع في منطقة إستينيا الراقية في إسطنبول.

ونقلت القنصلية إلى موقعها الحالي المحاط بحراسة أمنية مشددة في 2003 مع تعزيز البعثات الأجنبية حول العالم إجراءاتها الأمنية عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.

ومنذ مطلع العام الحالي، أوقفت قوات الأمن التركية العديد من عناصر «القاعدة» ضمن حملات مكثفة على عناصر التنظيمات الإرهابية، في مقدمتها «داعش» و«القاعدة».

 

 


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
TT

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)

حذرت تركيا من عمليات «تخل بالتركيبة الديموغرافية» لمحافظة كركوك العراقية، داعية بغداد إلى حماية حقوق المواطنين التركمان بسبب «تطورات مقلقة» في نطاق التعداد السكاني.

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيتشالي، إن أنقرة تتابع من كثب أنباء عن عمليات نقل جماعي للكرد من إقليم كردستان شمال العراق إلى كركوك قبيل إجراء التعداد السكاني، وتحذر من العبث بالتركيبة الديموغرافية في المحافظة.

وتابع كيتشالي أنه «رغم البيانات المتعلقة بالانتماء العرقي لم يتم جمعها في التعداد السكاني، فإن التنقل السكاني المكثف قد تسبب بحق في إثارة قلق التركمان والعرب».

وعد ما جرى يمثل «مخالفة ستؤدي إلى فرض أمر واقع يتمثل في ضم جماعات ليست من كركوك إلى سكان المحافظة، وسيؤثر ذلك على الانتخابات المزمع إجراؤها في المستقبل».

المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كيتشالي (الخارجية التركية)

وشهد العراق تعداداً سكانياً، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لأول مرة منذ 37 عاماً، وشمل جميع محافظات البلاد، بطريقة إلكترونية، وبمشاركة 120 ألف موظف، وسط فرض حظر للتجوال ودون تضمين أسئلة تتعلق بالانتماء العرقي والطائفي، لتجنب حدوث أي انقسام داخل المجتمع المكوّن من مكونات مختلفة، وفقاً للحكومة العراقية.

وشدد كيتشالي على أن تركيا بجميع مؤسساتها تقف إلى جانب التركمان العراقيين، وتحمي حقوقهم ومصالحهم، مضيفاً أنه «في هذا السياق، فإن سلام وأمن مواطني التركمان، الذين يشكلون جسر الصداقة بين العراق وتركيا ولديهم كثافة سكانية كبيرة في العراق، يشكلان أولوية بالنسبة لتركيا، كما أن كركوك تعد من بين الأولويات الرئيسية في العلاقات مع هذا البلد».

وقال: «نتوقع من السلطات العراقية ألا تسمح للمواطنين التركمان، الذين تعرضوا لمذابح واضطهاد لا حصر لها في القرن الماضي، بأن يقعوا ضحايا مرة أخرى بسبب هذه التطورات الأخيرة في نطاق التعداد السكاني».

وأضاف: «حساسيتنا الأساسية هي أنه لا يجوز العبث بالتركيبة الديموغرافية التي تشكلت في كركوك عبر التاريخ، وأن يستمر الشعب في العيش كما اتفقت عليه مكونات المحافظة».

السلطات العراقية قالت إن التعداد السكاني يهدف إلى أغراض اقتصادية (إ.ب.أ)

كان رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن توران، قد صرح الأربعاء الماضي، بأن 260 ألف شخص وفدوا من خارج كركوك وتم إدراجهم في سجلات المحافظة، بهدف تغيير التركيبة السكانية قبيل إجراء التعداد السكاني العام.

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن توران أنهم رصدوا استقدام أعداد كبيرة من العائلات الكردية من محافظتي أربيل والسليمانية إلى مدينة كركوك قبيل إجراء التعداد السكاني، وطالب بتأجيل إعلان نتائج تعداد كركوك لحين فحص سجلات تعداد 1957 الخاص بمدينة كركوك.

بدوره، أكد محافظ كركوك، ريبوار طه، أن «مخاوف أشخاص وجهات (لم يسمها) حول التعداد لا مبرر لها»، وقال في مؤتمر صحافي، إن التعداد يهدف «لأغراض اقتصادية وسيحدد السكان الحقيقيين، مما يساهم في تحسين الموازنة»، على حد قوله.