مصادر تكشف لـ«الشرق الأوسط» مضمون رسالة إيرانية إلى إسرائيل

قنوات من دول أوروبية وضعت واشنطن في الأجواء

0 seconds of 1 minute, 24 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:24
01:24
 
TT
20

مصادر تكشف لـ«الشرق الأوسط» مضمون رسالة إيرانية إلى إسرائيل

دفاعات جوية إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق عسقلان مطلع أكتوبر الحالي (رويترز)
دفاعات جوية إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق عسقلان مطلع أكتوبر الحالي (رويترز)

كشفت مصادر دبلوماسية، الجمعة، أن إيران أوصلت أخيراً رسالة، عبر قنوات من دول أوروبية، بشأن طبيعة ردها على هجوم قد تتعرض له من إسرائيل.

وتحاول إيران كسب الوقت الضيّق أمامها قبل أن تشن تل أبيب ما تقول إنه «هجوم قاسٍ ضد أهداف وازنة» في إيران.

وقالت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرسالة الإيرانية الموجهة أساساً إلى إسرائيل بشكل غير مباشر، تفيد بأنها ستتغاضى عن ضربة إسرائيلية محدودة، ولن تردَّ عليها كما تهدد».

وأوضحت المصادر أن الخطر يكمن في الشق الثاني من الرسالة، إذ إن «إيران لن يكون لديها أي خيار سوى الرد بكسر الخطوط الحمراء، لو تعرضت إلى ضربة مؤثرة تستهدف عصب النفط، أو منشآت الطاقة النووية في البلاد».

وكانت أوساط إسرائيلية قد روَّجت إلى أن «الجيش الإسرئيلي حدَّد أهدافاً سرية لا تتخيلها إيران».

وتزداد المؤشرات على اقتراب الضربة الإسرائيلية بعد حديث تل أبيب أنها «تمكنت من تقليص الفجوات والخلافات مع الإدارة الأميركية». وتفيد تقارير إسرائيلية بأن الضربة قد تتزامن مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى الولايات المتحدة، الثلاثاء المقبل.

وليس من المعروف، حتى الآن، طبيعة التعاطي الذي أظهرته القنوات الأوروبية، لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية وُضعت في أجواء الرسالة، كما أفادت المصادر.

ونُقلت الرسالة الإيرانية، خلال الساعات الماضية، بينما كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يرافق الرئيس مسعود بزشكيان إلى منتدى دولي في تركمانستان.

وهناك، قال بزشكيان إن «إيران لا تريد حرباً، لكنها مستعدة للرد إذا ما تعرضت إلى هجوم»، ودعا إسرائيل إلى وقف النار في لبنان وغزة. وكرر عراقجي الكلام نفسه، أمام صحافيين في مدينة عشق آباد.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تفكر في شن هجوم «محدود» على منشآت إيران النووية

شؤون إقليمية منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بُعد نحو 322 كيلومتراً جنوب طهران (رويترز) play-circle 02:10

إسرائيل تفكر في شن هجوم «محدود» على منشآت إيران النووية

قد تلجأ إسرائيل إلى الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، رغم إبلاغ ترمب لنتنياهو بعدم استعداد الولايات المتحدة لدعم هذه الخطوة في الوقت الراهن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي (رويترز)

إسرائيل تتابع بقلق نهج ترمب للمفاوضات مع إيران

عبّر وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، رون ديرمر، عن قلق حكومته إزاء المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
شؤون إقليمية ترمب يتحدث للصحافيين على متن «إير فورس وان» أثناء توجهه إلى مطار بالم بيتش الدولي فلوريدا أمس (أ.ب)

مخاوف إسرائيلية وأميركية: هل ستستغل إيران محادثات النووي لصالحها؟

أعرب مسؤولون إسرائيليون وأعضاء في الكونغرس عن مخاوفهم من أن تستغل إيران عملية التفاوض لصالحها، رغم عدم انتقادهم العلني لدبلوماسية الإدارة الحالية مع طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية 
إيرانيون يسيرون إلى جانب لوحة إعلانية في أحد شوارع طهران تُحذر الولايات المتحدة من شن هجوم على بلادهم (رويترز)

واشنطن وطهران تختبران «الفرصة الأخيرة» في مسقط

تتجه الولايات المتحدة وإيران لمفاوضات حساسة في العاصمة العمانية مسقط، السبت، في محاولة للتوصل إلى صفقة دبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي، تحول دون ضربة عسكرية.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن - طهران)
شؤون إقليمية قائد الوحدة الصاروخیة لـ«الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يشرح لخامنئي مكونات صاروخ «فتاح 2» الفرط صوتي العام الماضي (أرشيفية - موقع المرشد)

«الحرس الثوري» ينفي اغتيال قائد وحدته الصاروخية

نفى «الحرس الثوري» الإيراني، الثلاثاء، تقارير عن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية، أمير علي حاجي زاده، واصفاً الأنباء المتداولة بـ«الشائعات».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

تجمُّع حاشد لدعم إمام أوغلو يضغط على إردوغان في أحد معاقله

الآلاف تجمعوا في ميدان الجمهورية في يوزغات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو (أ.ف.ب)
الآلاف تجمعوا في ميدان الجمهورية في يوزغات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو (أ.ف.ب)
TT
20

تجمُّع حاشد لدعم إمام أوغلو يضغط على إردوغان في أحد معاقله

الآلاف تجمعوا في ميدان الجمهورية في يوزغات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو (أ.ف.ب)
الآلاف تجمعوا في ميدان الجمهورية في يوزغات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو (أ.ف.ب)

شارك الآلاف في تجمع حاشد نظمه حزب «الشعب الجمهوري» في ولاية يوزغات وسط الأناضول، دعماً لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالتزامن مع مرور شهر على اعتقاله.

ووجَّه رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، كلمة خلال التجمع الذي عقد بالميدان الرئيسي في يوزغات، التي كانت أحد معاقل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وحمل خطاب أوزيل انتقادات حادة للرئيس رجب طيب إردوغان، إذ خاطبه قائلاً: «أنت ضحية الماضي، وأنت الظالم اليوم (...) ما تفعله ليس شجاعة ولا إقداماً، ما تفعله هو جبن».

وأضاف أوزيل: «قبل شهر واحد بالضبط، في 19 مارس (آذار)، شهدنا محاولة انقلاب مدنية. حصلوا على إذن من وراء المحيط، من الولايات المتحدة ومن (الرئيس الأميركي) دونالد ترمب، لتنفيذ هذا الانقلاب (اعتقال إمام أوغلو)». وطالب بإطلاق سراحه وباقي المعتقلين وبث محاكمتهم على الهواء عبر تلفزيون (تي آر تي).

تجمع في معقل إردوغان

ولفت أوزيل إلى أن إردوغان كان يُسمي يوزغات؛ حيث فاز بـ75 في المائة من الأصوات في انتخابات الرئاسة الأخيرة مايو (أيار) 2023، بـ«القلعة». وقال: «يعترض (سكان يوزغات) اليوم على ما يجري، ويرفعون أصواتهم، ويقولون إن ما يفعله إردوغان ليس صحيحاً، من خلال حشد ضعف عدد الحشد الذي جمعه إردوغان في 2023».

وتطرَّق إردوغان إلى المزارعين الذين فرضت عليهم الحكومة غرامات لدعمهم إمام أوغلو بمسيرة شاركت فيها 10 جرارات زراعية، قائلاً: «رأيت بعض الناس ينظرون من أعلى، ينظرون بغطرسة، وينظرون إلى قرويي يوزغات كأنهم نمل، ​​ويحاولون سحقهم. أحذر الحكومة من هنا: لن ندعكم تسحقون هؤلاء المزارعين الكادحين مثل النمل».

والأسبوع الماضي، أعلن أوزيل تحمله الغرامات التي فرضت على 10 مزارعين، لكن إمام أوغلو أصرَّ خلال زيارته له في سجنه على تحمل هذه الغرامات من جيبه، وأخيراً اتفقا على دفعها مناصفة.

أوزيل وصل إلى تجمع يوزغات وهو يقود جراراً زراعياً تعبيراً عن دعمه للمزارعين (أ.ف.ب)
أوزيل وصل إلى تجمع يوزغات وهو يقود جراراً زراعياً تعبيراً عن دعمه للمزارعين (أ.ف.ب)

ودخل أوزيل إلى التجمع وهو يقود أحد الجرارات الزراعية، وتبعه موكب مؤلف من ألف جرار زراعي حضر أصحابها من مختلف قرى يوزغات، تعبيراً عن دعمهم لإمام أوغلو، والمطالبة بإطلاق سراحه وإجراء انتخابات مبكرة.

وكان تجمع يوزغات هو الثاني في سلسلة تجمعات بدأ حزب «الشعب الجمهوري» تنظيمها الأسبوع الماضي من ولاية ساسمون شمال البلاد، تحت عنوان: «الأمة تدافع عن إرادتها»، للضغط من أجل إطلاق سراح إمام أوغلو، وإجراء انتخابات مبكرة.

خسائر اعتقال إمام أوغلو

قال أوزيل إن الحكومة أهدرت 50 مليار دولار من الاحتياطي النقدي بسبب اعتقال إمام أوغلو، والتطورات التي شهدتها الأسواق نتيجة ذلك، عادّاً أن جزءاً من هذه الخسائر كفيل بسداد ديون المزارعين.

وأضاف: «لقد تسببوا في خسارة سوق الأسهم 31.5 مليار دولار، وارتفع مؤشر علاوة المخاطر في بورصة تركيا إلى 371 نقطة، واضطروا إلى زيادة الفائدة بمقدار 3.5 في المائة». وكان لاعتقال إمام أوغلو في إطار تحقيق حول فساد في بلدية إسطنبول، في عملية وصفتها المعارضة بـ«الانقلاب»، تداعيات سلبية على الاقتصاد التركي. فبالإضافة إلى الدعوات لمقاطعة الشركات المقربة من الحكومة، تراجعت بورصة إسطنبول بنحو 14 في المائة خلال شهر، وفقدت الليرة التركية نحو 4 في المائة من قيمتها في مقابل الدولار و8 في المائة مقابل اليورو، ما دفع البنك المركزي التركي إلى ضخ 50 مليار دولار لدعم الليرة، كما اضطر إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي من 42.5 إلى 46 في المائة، بعد دورة تيسير استمرت لـ3 أشهر.

قاد أوزيل مسيرة شارك فيها مزارعون دعماً لإمام أغلو في يوزغات 19 أبريل (أ.ف.ب)
قاد أوزيل مسيرة شارك فيها مزارعون دعماً لإمام أغلو في يوزغات 19 أبريل (أ.ف.ب)

وقال أوزيل إن حزب «الشعب الجمهوري» تعرَّض لمضايقات من والي إسطنبول لعرقلة مسيرة حاشدة في إسطنبول مساء السبت، دعماً لفلسطين، «لكن على الرغم من كل شيء صممنا على خروجها، لنؤكد أن قضية فلسطين وغزة هي قضية حزب (الشعب الجمهوري)». وقررت ولاية إسطنبول إغلاق بعض محطات مترو الأنفاق وخطوط الحافلات المؤدية إلى ميدان تقسيم، قبل 4 ساعات من انطلاق مسيرة حزب «الشعب الجمهوري» من نفق بي أوغلو إلى ميدان تقسيم.

كما منعت الشرطة، السبت، مئات الطلبة من السير من مقر جامعة إسطنبول في منطقة «بيازيد» إلى مقر بلدية إسطنبول في «ساراتشهانه» للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو.

احتجاجات وعقوبات

وتتواصل الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو في الجامعات التركية منذ 19 مارس، وامتدت إلى عشرات المدارس الثانوية في أنحاء البلاد، إثر قرار حكومة حزب «العدالة والتنمية» استبدال بعض المعلمين، وهو ما فُسِّر على أنه محاولة من الحكومة للسيطرة على هذه المؤسسات التربوية.

حزب «الشعب الجمهوري» عقد أول تجمعات «الأمة تدافع عن إرادتها» في سامسون الأحد الماضي (حساب الحزب في «إكس»)
حزب «الشعب الجمهوري» عقد أول تجمعات «الأمة تدافع عن إرادتها» في سامسون الأحد الماضي (حساب الحزب في «إكس»)

واتهمت الحكومة حزب «الشعب الجمهوري» بتعذية هذه الاحتجاجات بعد اعتقال إمام أوغلو، الذي ينظر إليه على أنه عملية قضائية ذات دوافع سياسية للإطاحة بأقوى خصوم إردوغان.

واعتقلت السلطات نحو 2000 مشارك في الاحتجاجات. وانطلقت في إسطنبول، الجمعة، محاكمة 189 شخصاً، غالبيتهم من الشباب، وبينهم 90 طالباً جامعياً و8 صحافيين، اتهموا بمخالفة قانون «الاجتماعات والتظاهر».

وقررت محكمتان تنظران القضية تأجيل محاكمة 45 طالباً إلى 4 يوليو (تموز)، وتأجيل محاكمة عشرات المتهمين الآخرين إلى 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين.

وفي الوقت ذاته، كشفت تقارير صحافية ألمانية عن أن برلين قررت منع توريد نحو 30 مقاتلة «يوروفايتر- تايفون» إلى تركيا، على خلفية اعتقال إمام أوغلو. وكانت ألمانيا قد وافقت في وقت سابق على بدء مفاوضات فنية مع تركيا بشأن توريد المقاتلات، التي طلبت أنقرة الحصول على 40 مقاتلة منها، وحصلت على موافقة بريطانيا وإسبانيا.