أنهى «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني الصمت حيال مصير قائده إسماعيل قاآني، معلناً أنه «بصحة جيدة»، وذلك بعد أيام من التكهنات بشأن مقتله في ضربات على بيروت أواخر الأسبوع الماضي.
وتباينت المعلومات حول إصابة محتملة لقاآني في بيروت، فيما يترقب الإيرانيون طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل، بعدما أطلق «الحرس الثوري» 200 صاروخ باليستي على الأراضي الإسرائيلية، مستهدفاً ثلاث قواعد جوية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن إيرج مسجدي نائب قائد «فيلق القدس» القول، في إشارة إلى قاآني «إنه بصحة جيدة ويمارس أنشطته. البعض يطلبون منا إصدار بيان... لا يوجد ما يدعو لذلك».
ومساء الأحد، نسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤولين أمنيين إيرانيين أن الاتصال فقد بقاآني منذ ضربات على بيروت أواخر الأسبوع الماضي. وفي الأثناء، ذكرت «وكالة إيسنا» أنه تم نقل رسالة من قاآني إلى مؤتمر للتضامن مع الأطفال الفلسطينيين عُقد اليوم الاثنين في طهران، مضيفة أن القائد لم يتمكن من الحضور «بسبب وجوده في اجتماع مهم آخر». وقال أحد المسؤولين الأمنيين الذين تحدثوا إلى «رويترز» إن قاآني كان في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ضربة وقعت الأسبوع الماضي وأشارت تقارير إلى أنها استهدفت القيادي الكبير في «حزب الله» هاشم صفي الدين. وذكر المسؤول أن قاآني لم يكن في لقاء مع صفي الدين.
وهذه المرة الثانية التي ينفي فيها «الحرس الثوري» الأنباء عن مقتل قاآني، بعدما انتشرت معلومات عن مقتله في الغارة الإسرائيلية نفسها التي استهدفت حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله» الموالي لإيران.
والتزم «الحرس الثوري» الصمت على مدى ثلاثة أيام بشأن مصير قاآني، بعدما ذكرت تقارير أنه توجه إلى بيروت، منتصف الأسبوع الماضي، للإشراف على أوضاع جماعة «حزب الله» من كثب في أعقاب مقتل حسن نصر الله.
ونقل موقع «إيران أوبزرفر» الإخباري الإيراني عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان النائب عباس غلرو قوله (الأحد) إن «قاآني الحمد لله بصحة جيدة، ونأمل أن يصدر (الحرس الثوري) وأصدقاؤنا بياناً لتبديد المخاوف».
وفي وقت سابق، نفى «مصدر مطلع» مقرب من قاآني «الشائعات المنتشرة حول إصابته». وقال لموقع «نامه نيوز» الإخباري إنه «بصحة جيدة تماماً، وإن هذه الشائعات تأتي في إطار خلق أجواء متوترة وزيادة التوترات القائمة في المنطقة».
وزادت الشكوك بشأن صمت «الحرس الثوري»، بعدما غاب قاآني عن خطبة الجمعة، بحضور المرشد علي خامنئي، ولاحقاً عن مراسم خاصة، قلد فيها خامنئي قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» وساماً رفيعاً، بحضور قادة القوات المسلحة.
وكان موقع «تابناك» التابع لمكتب القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي قد طالب بإصدار بيان حول الوضع الصحي لقاآني، وهو ما عكس ذعراً في أوساط «الحرس الثوري». وعينت طهران قاآني رئيساً لفيلق القدس الذي يشرف على أنشطة الحرس الثوري في الخارج بعد مقتل قاسم سليماني في ضربة نفذتها طائرة مسيرة في بغداد عام 2020، بأوامر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ويشرف «فيلق القدس»؛ ذراع «الحرس الثوري» الإيراني في الخارج، على التعاملات مع الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في الشرق الأوسط، مثل «حزب الله».
وكانت الأنباء المتضاربة عن مصير قائد «فيلق القدس» السابق، قاسم سليماني، خلال الحرب السورية، جزءاً من استراتيجية «الكرّ والفرّ» التي اتبعها «الحرس الثوري» على الصعيد الإعلامي، حيث تشهد المنطقة في الوقت الحالي حرباً واسعة النطاق.
وقُتل القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني عباس نيلفروشان مع نصر الله عندما تعرّض مقره تحت الأرض لقصف بقذائف إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.