«جروح» تهدد «نجاحاته»... لماذا يمر المرشد الإيراني بـ«أصعب أيامه»؟

خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
TT

«جروح» تهدد «نجاحاته»... لماذا يمر المرشد الإيراني بـ«أصعب أيامه»؟

خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)

قالت مصادر مطلعة في بيروت إن الأيام المقبلة ستكون «أصعب أيام المرشد» الإيراني علي خامنئي الذي سيظهر في خطبة الجمعة لنعي الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مشيرة إلى أنه «قد يضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة وخطرة نجح في تفاديها» منذ توليه مهامه في 1989 خلفاً للخميني.

وأضافت أن إعلان إسرائيل رسمياً عزمها الرد على الهجوم الصاروخ الإيراني الأخير على أراضيها «وضع خامنئي في موقف بالغ الدقة».

وأوجزت المصادر ما تعتبره إيران «نجاحات» حققتها في عهد خامنئي على الشكل الآتي:

  • إطلاق حرب مخفوضة التوتر ضد إسرائيل لا تظهر فيها أي بصمات إيرانية مباشرة.
  • التعامل ببراعة مع مناخات ما بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وإبقاء إيران بعيدة عن دائرة الاتهام.
  • التعامل بنوع من «الحياد الإيجابي» مع قيام القوات الأميركية بإسقاط نظام «طالبان» ووصول الجيش الأميركي عملياً إلى الحدود الأفغانية-الإيرانية.
  • اعتماد صيغة المراقب والمسهّل في التعامل مع الغزو الأميركي للعراق والذي اعتبرته فرصة للتخلص من عائق إقليمي شكله نظام صدام حسين.
  • إطلاق عملية لزعزعة الوجود العسكري الأميركي في العراق بالتعاون مع سوريا والتي وصلت إلى حد تسهيل انتقال عناصر من «القاعدة» إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية.
  • رعى المرشد شخصياً قيام علاقة شراكة كاملة بين قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وحسن نصر الله ووفر لها دعماً غير محدود.

سليماني ونصرالله وقياديون في «حزب الله» في صورة أرشيفية (إعلام «حزب الله»)

  • أسفرت الشراكة بين سليماني ونصر الله عن قيام وضع في الشرق الأوسط جعل طهران صاحبة القرار الفعلي في أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.
  • نجح النظام الإيراني في إبرام اتفاق نووي مع أميركا ومن دون أن تشترط الأخيرة مناقشة الدور الإقليمي لإيران وقيامها بإنشاء جيوش رديفة في البلدان الأربعة التي دخلت المحور الإيراني تحت تسمية «محور الممانعة».
  • على رغم قيام إسرائيل بعمليات اغتيال في الداخل الإيراني، إلا أن إيران خامنئي تفادت نقل المواجهة إلى مرحلة الصدام المباشر والعلني وشن أي عمليات تحمل توقيعاً إيرانياً مباشراً.

وتحدثت المصادر عما سمته «مرحلة الجروح المؤلمة» التي أصابت المرشد على النحو الآتي:

  • شكّل اغتيال قاسم سليماني على يد الجيش الأميركي قرب مطار بغداد في 2020 وبأمر من الرئيس السابق دونالد ترمب حدثاً مروعاً بالنسبة إلى إيران والمرشد نظراً لموقع الرجل وشعبيته ورمزيته.

صورة أرشيفية لسليماني مع المرشد الإيراني (موقع المرشد)

  • عملياً، لم تنفذ إيران تهديداتها المتكررة بالثأر لسليماني، ذلك أنه من ثوابت سياسة إيران في عهد خامنئي تفادي الانزلاق إلى أي مواجهة مباشرة مع أميركا «القادرة على إعادة إيران عقوداً إلى الوراء».
  • بعد اندلاع «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كرر المسؤولون الإسرائيليون حديث الصبر والامتناع عن التصعيد على رغم كون يحيى السنوار جزءاً من المحور الإيراني وعلى رغم «جبهة المساندة» التي أطلقها نصر الله غداة الطوفان.
  • أدرك بنيامين نتنياهو أن إيران تتحاشى المواجهة المباشرة التي قد تحمل في طياتها مشروع مواجهة مع أميركا، فقرر استدراج طهران إلى هذه المواجهة بضربات مدوية للوجود العسكري الإيراني في سوريا.
  • واجهت إيران حرجاً شديداً بعد الضربات الإسرائيلية التي «تخطت الخطوط الحمر» فاضطرت إلى الخروج من مرحلة تحريك الأذرع إلى توجيه رسالة مباشرة عبر الهجمات الصاروخية المباشرة على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، بعد استهداف قنصليتها في دمشق.
  • رفعت حكومة نتنياهو مستوى التحدي لسيادة إيران وصورتها واغتالت زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران. حاولت إيران التعايش مع الحدث تحت لافتة تجنيب المنطقة أثمان حرب إقليمية.

موكب تشييع إسماعيل هنية في طهران يوم 1 أغسطس الماضي (أ.ب)

  • تضاعف التحدي لإيران حين أطلقت إسرائيل حربها الحالية في لبنان ووصلت إلى حد اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وهو كان الجرح الثالث بعد جرحي سليماني وهنية.

ولاحظت المصادر أن إيران لا تستطيع احتمال رؤية «حزب الله» يتكبد مع بيئته خسائر غير مسبوقة. وأضافت أن خامنئي يدرك أن نتنياهو «يقوم بانقلاب على المحور بكامله»، ويهدد «إنجازات» عهده الطويل.

ولفتت إلى أن القرارات التي سيتخذها المرشد بعد الرد الإسرائيلي المتوقع قد تدخل المنطقة في مرحلة أشد خطورة يصعب على الولايات المتحدة البقاء خارجها. وكررت أن الأيام المقبلة «ستكون أصعب أيام المرشد والمنطقة».


مقالات ذات صلة

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

شؤون إقليمية لافتات دعائية تشير إلى يد المرشد علي خامنئي وبيده أسلحة روسية الصنع في طهران الخميس (إ.ب.أ)

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

من المقرر أن يؤم المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة في طهران، بعد أكثر من أربع سنوات على آخر مشاركة له في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية لوحة دعائية في شارع وسط طهران مكتوب عليها بالفارسية «صلاة النصر» وتظهر يد المرشد علي خامنئي ماسكاً بندقية الخميس (إ.ب.أ)

مسؤولان إسرائيليان كبيران يهدّدان باغتيال خامنئي

انشغل الإسرائيليون في تسريب «معلومات» و«بالونات اختبار»، فتحدثوا عن أن الرد سيكون بضربة ذات بعد استراتيجي، وأن هناك بنك أهداف ضخماً في إيران لمواقع يمكن قصفها.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره اليوم (موقع المرشد)

خامنئي حذّر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله

كشفت مصادر إيرانية عن أن المرشد، علي خامنئي، حذر الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، طالباً منه الخروج من لبنان قبل أيام من قتله بغارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية لوحة دعائية تحمل صورة نصر الله كُتب عليها بالفارسية: «(حزب الله) على قيد الحياة» في ساحة انقلاب «الثورة» وسط طهران (أ.ب)

إيران تدرس «الرد المناسب» على اغتيال نصر الله

أكد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل نائب قائد غرفة عملياته، الجنرال عباس نيلفروشان في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية إيرانيون يحملون أعلام «حزب الله» في تجمّع بساحة فلسطين وسط طهران مساء الجمعة (أ.ف.ب)

إيران تتوعّد إسرائيل بـ«ضربات أكثر إيلاماً» بعد مقتل نصر الله

توعّد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ«ضربات أكثر إيلاماً على إسرائيل» من جماعات مسلّحة موالية لطهران، مشدّداً على أن «تحديد مصير المنطقة» سيكون على يد «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

المرشد الإيراني يلقي خطبة الجمعة في 16 يناير 2020 بعد أسبوع من رد انتقامي إيراني على مقتل سليماني (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني يلقي خطبة الجمعة في 16 يناير 2020 بعد أسبوع من رد انتقامي إيراني على مقتل سليماني (موقع خامنئي)
TT

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

المرشد الإيراني يلقي خطبة الجمعة في 16 يناير 2020 بعد أسبوع من رد انتقامي إيراني على مقتل سليماني (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني يلقي خطبة الجمعة في 16 يناير 2020 بعد أسبوع من رد انتقامي إيراني على مقتل سليماني (موقع خامنئي)

من المقرر أن يؤم المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة في طهران، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على آخر مشاركة له في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية مطلع 2020.

ويأتي ظهور خامنئي بعد نحو أسبوع من مقتل أمين عام جماعة «حزب الله» حسن نصر الله، وبعد ثلاثة أيام من إطلاق وابل من الصواريخ الباليستية على الأراضي الإسرائيلية.

وهاجم خامنئي الوجود الأميركي والأوروبي في الشرق الأوسط، باعتباره مصدر «النزاعات والحروب والقلق والعداوات»، دون الإشارة إلى الهجوم الصاروخي على إسرائيل، الذي سبقه خطابه بساعات.

وانتشرت لافتات في العاصمة طهران، الخميس، على نطاق واسع تظهر يده في حين يمسك بيده بندقية قناصة روسية، من طراز «دراغونوف»، وهي الأسلحة التي يمسك بيده عادة في صلاة العيد أو الجمعة، في تقليد لأئمة الجمعة في إيران.

وتحمل إمامة صلاة الجمعة، دلالات سياسية كبيرة في إيران، إلى جانب الشعائر الدينية. ويسمي خامنئي أئمة الجمعة، ويحملون لقب «ممثل المرشد»، وهو منصب سياسي يشمل المحافظات، والمدن الإيرانية، ومن المعروف أن مكتب خامنئي يحدد الخطوط العريضة لخطب الجمعة.

ويتوقع أن يشكل مقتل نصر الله، ومستقبل «حزب الله»، وطمأنة الحلفاء الإقليميين، بالإضافة إلى الموقف من القوات الأميركية، إلى جانب العداء مع إسرائيل، ثلاثة محاور في خطاب خامنئي، ومن ذلك التكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران.

وقد يشكل الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، محوراً خامساً في خطاب خامنئي. وقد أرسلت حساباته الرسمية إشارات واضحة بشأن اهتمامه بنتائج الضربة الأخيرة، على خلاف هجوم منتصف أبريل (نيسان).

وكان خامنئي قد حاول التقليل من عدم إصابة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية أهدافها، عندما وصفه بـ«الموضوع الثانوي».

وقد يكشف خطاب خامنئي الخطوط العريضة لسياسة إيران في المرحلة المقبلة، وخصوصاً على الصعيد الإعلامي، في ظل إصرار المسؤولين الإيرانيين على خوض «الحرب الناعمة»، أو «النفسية».

ويحظى خطاب خامنئي بأهمية بالغة؛ نظراً لزيادة التكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل.

وتعود آخر مشاركة لخامنئي في صلاة الجمعة إلى 16 يناير (كانون الثاني) 2020، بعد أسبوع من هجوم إيراني على قاعدة «عين الأسد» رداً على استهداف قاسم سليماني، وقائد «الحشد الشعبي» في العراق أبو مهدي المهندس.

وستكون هذه المرة الثانية التي سيؤم فيها المرشد الإيراني (85 عاماً) منذ 3 فبراير (شباط) 2012، التي توقف فيها عن المشاركة.

وعادة يظهر خامنئي في الأوقات الحساسة في صلوات الجمعة أو الأعياد لتوجيه رسائل سياسية، و«استعراض القوة».

حينها كانت البلاد على وشك الحرب مع الولايات المتحدة تحت وقع صدمة إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية، وغضب شعبي من تأخر «الحرس الثوري» في إعلان مسؤوليته، ودخول البلاد في الأجواء الانتخابية، قبل أسابيع قليلة من اجتياح فيروس «كورونا» أنحاء العالم.

ولا تزال إيران لم تعلن موعد تشييع نيلفروشان، وهو ثاني أرفع قيادي من «الحرس الثوري» يُقتل هذا العام، بعد مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، القائد السابق لقوات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان.