إردوغان وبهشلي ناقشا الدستور الجديد لتركيا وأوزال يصر على الانتخابات المبكرة

إمام أوغلو طلب جلسة استماع للترافع بنفسه في قضية حظره سياسياً

بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان وبهشلي ناقشا الدستور الجديد لتركيا وأوزال يصر على الانتخابات المبكرة

بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

ناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس حزب «الحركة القومية» شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، الاستعدادات الجارية لطرح مشروع الدستور الجديد على البرلمان.

في الوقت ذاته، رد زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، على تصريحات لإردوغان أكد فيها أن البلاد لن تشهد انتخابات قبل 3 سنوات ونصف سنة، مؤكداً أنه لا بد من إجراء الانتخابات في موعد أقصاه نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

جانب من لقاء إردوغان وبهشلي في منزل الأخير في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

والتقى إردوغان بهشلي في منزله بأنقرة، الخميس، حيث جرى مناقشة اللوائح القانونية والدراسات الخاصة بالدستور الجديد، الذي أعد الحزبان (العدالة والتنمية والحركة القومية) مشروعه، والذي يؤكد إردوغان أنه سيطرح على البرلمان خلال دورته الحالية، وسيكون دستوراً ليبرالياً مدنياً شاملاً يقضي على حقبة الدساتير التي وضعت في عهد الانقلابات العسكرية.

إردوغان يرفض دعوات المعارضة للانتخابات المبكرة (الرئاسة التركية)

كما تم خلال اللقاء بحث مختلف التطورات في تركيا وتقييم تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام التركية.

المعارضة والانتخابات المبكرة

في الوقت ذاته، كرر رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، مطلبه الخاص بإجراء انتخابات مبكرة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

ورد أوزال على تصريح لإردوغان عدّ فيه أن الدعوة للانتخابات المبكرة تهدف إلى التغطية على المشاكل داخل المعارضة، وأن تركيا ليست بحاجة للانتخابات، وأنها ستواصل حتى 2028 في استقرار، قائلاً: «في ظل هذه الظروف، فإن عناد إردوغان بشعاره (سأكمل 5 سنوات) لا طائل منه، فهو لا يحل مشاكل الفقر والبطالة وانعدام الأمن».

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال يتمسك بإجراء الانتخابات المبكرة العام المقبل (موقع الحزب)

وأضاف، في تصريحات في أنطاليا (جنوب تركيا)، الخميس: «إذا لم يكن هناك سبل للعيش، فستكون هناك انتخابات... الناس يطالبون بانتخابات مبكرة، أرى بوضوح أن الانتخابات يجب أن تجرى في موعد أقصاه نوفمبر 2025، في منتصف فترة إردوغان الرئاسية الحالية، شخصياً، ليس لديّ أي نية للترشح للرئاسة، وليس لدي أي طموح في ذلك، ولا مطالب لنفسي، وقد قلت هذا دائماً».

وزاد أوزال: «لو قال (إردوغان) دعونا نتوجه إلى صناديق الاقتراع في مارس (آذار) 2025 أو في منتصف ولايته في نوفمبر على أقصى تقدير، فنحن كحزب (الشعب الجمهوري) مستعدون لأن نركض إلى صناديق الاقتراع، وسنفوز بحكم البلاد، أما لو أتى قبل انتهاء رئاسته في 2028 بستة أشهر، وقال لنجر الانتخابات واسمحوا لي بأن أكون مرشحاً فلن يكون هناك شيء من هذا القبيل ولن نسمح به».

قضية إمام أوغلو

من ناحية أخرى، عبر أوزال عن اعتقاده بأن محكمة الاستئناف ستؤيد الحكم الصادر ضد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في ديسمبر (كانون الأول) 2022 بالحبس سنتين و7 أشهر و15 يوماً، وحظْر نشاطه السياسي في الدعوى التي أدين فيها بإهانة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، المعروفة إعلامياً بـ«قضية الأحمق».

وأضاف أوزال: «لن نناقش مسألة ترشيح إمام أوغلو المحتمل لرئاسة الجمهورية حتى تنتهي مرحلة المحكمة العليا بعد مرحلة الاستئناف، ولن نناقش المفاضلة بينه وبين رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، فكلاهما مؤهل لهذا الدور».

أوزال يتوسط إمام أوغلو وياواش (موقع حزب الشعب الجمهوري)

وأوضح: «كانوا يحاولون (الحكومة) وضع ترشيح إمام أوغلو للرئاسة على جدول الأعمال، السيد أكرم أكد لي أن الناس أعطوه السلطة لمدة 5 سنوات بانتخابه للمرة الثانية رئيساً لبلدية إسطنبول».

وأضاف: «عقدنا اجتماعات عدة، وتحدثنا عما يجب فعله عندما يحدث شيء مثل هذا (حظر النشاط السياسي لإمام أوغلو)، لكن لن يكون من الصواب الإعلان عما ناقشناه الآن؛ لأنه لا ينبغي لنا تطبيع هذه العقوبة المحتملة، لا سيما أن هناك مرحلة تالية في المحكمة العليا».

تطور جديد

وفي تطور جديد في القضية، قدم إمام أوغلو، الخميس، التماساً شخصياً إلى محكمة الاستئناف في إسطنبول بشأن قضيته، وطلب عقد جلسة استماع يترافع فيها بنفسه.

كما تقدم اتحاد بلديات تركيا، الذي يترأسه إمام أوغلو، بطلب إلى المحكمة للمشاركة في القضية.

أكرم إمام أوغلو وسط مواطنين في إسطنبول في أثناء افتتاح أحد مشروعات البلدية في منطقة كارتال الثلاثاء الماضي (من حسابه في إكس)

وقال إمام أوغلو في طلب الالتماس إن محاميه سبق أن طلبوا مرتين عقد جلسة استماع، لكن لم يتم قبول طلباتهم، وشعرت بأن حقي في محاكمة عادلة قد تم انتهاكه بشكل واضح، وأن هذا القرار كان غير متناسب للغاية، وكان للوهلة الأولى بمثابة «إنكار واضح للحق في العدالة»، ولذلك شعرت بالحاجة إلى تقديم هذا الطلب بنفسي.

وأضاف إمام أوغلو: «سيكون لهذه العقوبة عواقب لن تؤثر بشكل عميق على شخصي فحسب، بل ستؤثر أيضاً على المجتمع الذي أمثّله والمصلحة العامة. أعتقد أن القدرة على الدفاع عن نفسي مباشرة أمام محكمتكم ضد هذه العقوبة، التي ستبطل إرادة 11 مليون ناخب عبروا عن تفضيلاتهم في انتخابات إسطنبول المحلية في 31 مارس 2024، هو شرط احترام الإرادة الوطنية، وهو ما يقتضيه القانون أيضاً».


مقالات ذات صلة

مسؤول عسكري: تركيا مستعدة لمواجهة التهديدات عبر حدودها

شؤون إقليمية جانب من الجدار الذي أنشأته تركيا على حدودها مع سوريا (وسائل إعلام تركية)

مسؤول عسكري: تركيا مستعدة لمواجهة التهديدات عبر حدودها

قال مصدر عسكري مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة قادرة على مواجهة جميع التهديدات التي تواجهها تركيا عبر حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام البرلمان الثلاثاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يغلق الباب أمام الانتخابات المبكرة ويتمسك بالدستور الجديد

يسيطر النقاش حول الانتخابات المبكرة والدستور الجديد على الأجندة السياسية لتركيا وسط جدل متصاعد بين الحكومة والمعارضة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا كثَّفت من تعزيزاتها العسكرية في شمال غربي سوريا مع احتمال مواجهات جديدة بين القوات السورية وفصائل المعارضة والتصعيد الإسرائيلي (إعلام تركي)

التعزيزات العسكرية التركية تتوالى إلى منطقة «بوتين – إردوغان»

دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف إدلب الشرقي في إطار تعزيزاتها المكثفة في الأيام الأخيرة لنقاطها العسكرية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تركيا تواصل تعزيزاتها العسكرية المكثفة في شمال غربي سوريا (وسائل إعلام تركية)

تركيا تعزز قواتها في شمال سوريا بأنظمة دفاع جوي ورادارات

كثفت تركيا تعزيزاتها العسكرية لقواتها المنتشرة في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا المعروفة باسم «بوتين - إردوغان» التي تشهد توتراً شديداً في الأشهر الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

إردوغان: سنقف إلى جانب أشقائنا اللبنانيين وسندعمهم بكل الوسائل الممكنة

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا ستقف إلى جانب لبنان وتدعمه بكل الوسائل في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل غارات على البلاد في إطار توغل بري محدود.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة... فرض واقع جديد أم تكرار للماضي؟

TT

الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة... فرض واقع جديد أم تكرار للماضي؟

القوات الإسرائيلية اغتالت عدداً كبيراً من قادة «حزب الله» في لبنان
القوات الإسرائيلية اغتالت عدداً كبيراً من قادة «حزب الله» في لبنان

بعد مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، تفاخر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل «صفّت الحساب». لكن تاريخ الدولة العبرية في تنفيذ عمليات قتل محددة الأهداف يطرح تساؤلات بشأن مدى التغيير الذي سيحدثه مقتله على أرض الواقع.

ودفع مقتل نصر الله إيران إلى شنّ هجوم صاروخي على إسرائيل للردّ على مقتل حليفها الأبرز في لبنان، وقيادي في «قيلق القدس» الإيراني قُتل إلى جانبه، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية في طهران، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل.

وتعهّدت إسرائيل بالردّ على الهجوم الإيراني، ويقول محلّلون إن الأمر مسألة وقت فحسب، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتلقّى «حزب الله» الذي تأسّس عام 1982 بمساندة إيران بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ضربات موجعة من إسرائيل أدّت إلى مقتل عديد من كبار قادته إلى جانب نصر الله. لكن العمليات الإسرائيلية السابقة تُثبت، وفق بعض الخبراء، أن تأثير هذه الاستراتيجية قد يكون محدوداً.

وعندما قتلت إسرائيل سلف نصر الله، عباس الموسوي، عام 1992، لم يؤد ذلك إلى إضعاف «حزب الله». حلّ نصر الله الذي كان في الثانية والثلاثين من عمره حينذاك مكانه، ليصبح في رأي نتنياهو «مجرّد إرهابي آخر فحسب»، بل «الإرهابي».

عام 2008، قُتل القائد العسكري البارز في الحزب عماد مغنية بتفجير سيارته بدمشق، في عملية نُسبت أيضاً إلى إسرائيل.

لكن قتله «لم يُضعف بالضرورة عمليات (حزب الله) العسكرية»، بحسب المحلل البارز لدى «مجموعة الأزمات الدولية»، ديفيد وود.

ويضيف وود: «لم يصعّب الأمر تجنيد أشخاص للانضمام إلى (حزب الله)، بل واصل الحزب تطوير برنامجه العسكري».

إلا أنه يرى أن الضربات الإسرائيلية هذه المرة قد تحمل تداعيات أكبر نظراً إلى أنها «دمّرت» القيادة العسكرية العليا لـ«حزب الله». ووصف الأحداث الأخيرة بأنها «تحدٍّ غير مسبوق» بالنسبة للحزب.

«غضب الرب»

بدأت إسرائيل تطبّق سياسة عمليات القتل محدّدة الأهداف بعد أولمبياد ميونيخ عام 1972 عندما قتل مسلّحون فلسطينيون من منظمة «أيلول الأسود» 11 إسرائيلياً.

وأطلقت إسرائيل ردّاً على ذلك عملية «غضب الرب» التي استهدفت قادة «أيلول الأسود» و«منظمة التحرير الفلسطينية».

وتطوّرت هذه الاستراتيجية مع استهداف إسرائيل أبرز عملاء «حزب الله» و«حماس».

لكنها شهدت انتكاسات أيضاً على غرار محاولة تسميم خالد مشعل، أحد مؤسسي «حماس»، في عمّان عام 1997، التي أدت إلى توتر العلاقات بين إسرائيل والأردن بعد بضع سنوات على إبرامهما اتفاق السلام. فاضطرت إسرائيل إلى تسليم مضاد السمّ إلى السلطات الأردنية ما أنقذ مشعل.

ثم أُجبرت إسرائيل بعد ذلك على إطلاق سراح مؤسس «حماس»، الشيخ أحمد ياسين، مقابل جاسوسين إسرائيليين أوقفهما الأردن.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل، نفّذت الدولة العبرية عدداً من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات قيادية بينها نصر الله وهنية والقيادي العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر، وغيرهم.

وفي حين أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، فإنها لم تؤكد دورها في مقتل هنية بإيران.

«عملية ضخمة»

دافع نتنياهو عن عمليات القتل محددة الأهداف قبل أيام، مقتبساً نصاً من التلمود يقول: «إذا جاء شخص ليقتلك فانهض واقتله أولاً».

ووفق الباحث جون حنا، من «المعهد اليهودي لأمن أميركا القومي»، راقبت إسرائيل بقلق على مدى سنوات «حزب الله» وحركة «حماس» يجمعان ترسانات أسلحة ضخمة، إلى أن اقتحم مقاتلون فلسطينيون الحدود ونفّذوا هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أودى بحياة 1205 أشخاص، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

ويقول حنا إن الهجمات الأخيرة على «حزب الله» تظهر أن «مبادئ استباق (الهجمات) ومنعها عادت مصحوبة برغبة بالانتقام إلى استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلية».

وأضاف: «إسرائيل منخرطة الآن في عملية ضخمة لإضعاف القدرات العسكرية لكل من (حماس) و(حزب الله)».

وأعلن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع بدء عملية بريّة «محدودة» في جنوب لبنان، ضد «حزب الله» الذي بدأ إطلاق النار على شمال إسرائيل دعماً لـ«حماس» بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وجاء الإعلان بعد أسبوع من قصف دامٍ استهدف معاقل «حزب الله» في أنحاء مختلفة من لبنان.

وتقول إسرائيل إن انتقال تركيزها إلى تأمين حدودها الشمالية يهدف لضمان العودة الآمنة لأكثر من 60 ألف إسرائيلي نزحوا من المنطقة الحدودية جراء الضربات التي نفّذها «حزب الله» عبر الحدود خلال العام الأخير.

في الأثناء، يتساءل بعضهم داخل إسرائيل عمّا إذا كان قتل نصر الله سيخدم هذا الغرض.

ويقول الخبير الاستخباراتي لدى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية اليسارية، إن مقتل نصر الله لن «يغير قواعد اللعبة» إلا إذا أعقبته جهود دبلوماسية جديّة لوضع حد للقتال.

ويضيف: «سيواصل (حزب الله)، رغم الضربات الكبيرة التي تعرّض لها، استهداف شمال إسرائيل». ويتابع: «طالما أن القصف متواصل، لن يعود الأشخاص الذين تم إجلاؤهم».