تركيا: باباجان وداود أوغلو لاتفاق على اندماج حزبيهما

زعيم المعارضة يستبعد الحكم بحظر نشاط إمام أوغلو السياسي

رئيسا حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان و«المستقبل» أحمد داود أوغلو (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)
رئيسا حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان و«المستقبل» أحمد داود أوغلو (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)
TT

تركيا: باباجان وداود أوغلو لاتفاق على اندماج حزبيهما

رئيسا حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان و«المستقبل» أحمد داود أوغلو (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)
رئيسا حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان و«المستقبل» أحمد داود أوغلو (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

أوشك حزبا «الديمقراطية والتقدم» و«المستقبل» المعارضان في تركيا على الانتهاء من صيغة اندماجهما في الوقت الذي تتصاعد فيه قضية حبس رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحظر نشاطه السياسي.

والتقى رئيسا حزبي «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان، و«المستقبل» أحمد داود أوغلو، الثلاثاء، مجدداً، عقب لقائهما يوم الخميس الماضي، وسط معلومات عن حل نقاط الخلاف بشأن إدارة الحزب الجديد ومن يتولى رئاسته، ومن سيكون المرشح الرئاسي عن الحزب في الانتخابات المقبلة.

باباجان وداود أوغلو (إكس)

ووفق معلومات بشأن لقاء باباجان وداود أوغلو فقد تم الانتهاء من الاتفاق على تشكيل مجموعة برلمانية واحدة من الحزبين ودمجهما معاً تحت اسم واحد، وأن يكون باباجان هو رئيس الحزب، وداود أوغلو هو رئيسه الفخري.

اندماج ومرشح رئاسي

وكشفت تقارير تداولتها وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، عن أن باباجان وأوغلو اتفقا على حل مسألة المرشح لرئاسة الجمهورية عن الحزب، التي سبق أن تحدثت مصادر عن أنها كانت سبباً لعرقلة المفاوضات بسبب إصرار داود أوغلو على الترشح.

وقالت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية بين الحزبين اللذين خرجا من عباءة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، إنه تم الاتفاق على أن تكون المجموعة البرلمانية للحزب الجديد مفتوحة لانضمام أحزاب أخرى إليها مثل «الديمقراطية» و«الرفاه من جديد»، مع إمكانية أن يواصل الحزب عمله تحت مظلة حزب «السعادة» الذي يُشكل حالياً مجموعة برلمانية مشتركة مع حزب «المستقبل».

رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش (حسابه في إكس)

ولحزب «الديمقراطية والتقدم» 15 مقعداً بالبرلمان، ولحزب «المستقبل» 10 مقاعد، وهو عدد كاف لتشكيل مجموعة برلمانية.

ووفق الاتفاق الجديد، سيرشح الحزب رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، المنتمي لحزب «الشعب الجمهوري»، للرئاسة، أو دعمه في الانتخابات إذا رشحه حزبه.

أزمة إمام أوغلو

وجاء ذلك وسط حديث متصاعد عن أزمة بين ياواش، ورئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ظهرت خلال المؤتمر العام الأخير للحزب الذي عقد في وقت سابق من الشهر الحالي.

ونفى رئيس الحزب، أوزغور أوزال، في تصريحات قبل توجهه الثلاثاء إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع الاشتراكية الدولية، وجود أزمة، مؤكداً أن ياواش وإمام أوغلو سيلتقيان قريباً.

ومن شأن ترشح حزب باباجان - ياواش، للرئاسة، إثارة أزمة مع حزب «الشعب الجمهوري»، حال تم اختيار إمام أوغلو مرشحاً عنه للرئاسة إذا لم تقرر محكمة الاستئناف حظر نشاطه السياسي بسبب إدانته بإهانة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات بسبب وصفه إياهم بـ«الحمقى».

أكرم إمام أوغلو (من حسابه على إكس)

وعقد «الشعب الجمهوري»، الثلاثاء، اجتماعاً استثنائياً لبحث مخرج لقضية إمام أوغلو التي تعرف إعلامياً بـ«قضية الأحمق»، بسبب توقعات بأن تؤكد محكمة الاستئناف الحكم الصادر ضده بالحبس وحظر نشاطه السياسي.

وعد أوزال أن الحديث عن حكم محكمة الاستئناف الذي لم يصدر ولم تحدد له جلسة حتى الآن يهدف إلى تهيئة الشارع التركي لتقبل القرار قبل صدوره، مضيفاً: «لا يوجد مثل هذا الهراء، لا أعتقد أنها (الحكومة) ستلحق مثل هذا العار بتركيا مرة أخرى، ألم يعاقبها الناخبون في إسطنبول بالفعل؟».

وأضاف: «لقد نصبوا فخاً لمحاولة منع إمام أوغلو من الترشح للرئاسة، وكان البيدق هو وزير الداخلية السابق سليمان صويلو، الجميع يعلم أن الأمر برمته يتحدث عن الحمقى، إذا لم يتعلموا الدرس من صفعة الديمقراطية في المرة الماضية (الانتخابات المحلية في مارس (آذار) الماضي)، فإن الأمة ستفعل شيئاً أسوأ بكثير من هذا، وهو ما سيكون سيئاً لهما، (الحكومة) وتركيا».

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال (حسابه في إكس)

وقضت محكمة تركية في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2022 بحبس إمام أوغلو لمدة سنتين و7 أشهر و15 يوماً، ومنعه من ممارسة العمل السياسي لمدة 5 سنوات بتهمة «إهانة أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات».

وبدأت القضية، التي باتت تُعرف إعلامياً باسم «قضية الأحمق»، عندما انتقد وزير الداخلية السابق، سليمان صويلو، إمام أوغلو، الذي تحدث في «المؤتمر الأوروبي للسلطات المحلية والإقليمية» عام 2019 قائلاً: «أقول للأحمق الذي يذهب إلى البرلمان الأوروبي ويشكو تركيا، إن هذه الأمة ستجعلك تدفع ثمن ذلك».

وردّ إمام أوغلو على صويلو قائلاً: «عندما ننظر إلى ما حدث وما يحدث في العالم وفي أوروبا، من حيث صورتنا في أعينهم، فسنجد أن من ألغى الانتخابات في إسطنبول هو الأحمق».

وعلى أثر ذلك، قدّم أعضاء «المجلس الأعلى للانتخابات» شكوى جنائية ضد إمام أوغلو بدعوى أنهم تعرّضوا للإهانة، وأقام مكتب المدعي العام في إسطنبول دعوى قضائية ضده بتهمة «الإهانة العلنية للموظفين العموميين الذين يعملون بصفتهم لجنة؛ بسبب واجباتهم». وظلت القضية قيد الاستئناف أمام المستوى الأدنى من المحكمة العليا، التي تعدّ أيضاً «محكمة استئناف»، حتى الآن، لكن تأييدها القرار سيعني فرض الحظر السياسي على إمام أوغلو.


مقالات ذات صلة

تركيا: تعثر جديد لمفاوضات الاندماج بين حزبي باباجان وداود أوغلو

شؤون إقليمية داود أوغلو خلال استقباله باباجان بمقر حزب «المستقبل» في أنقرة قبل أيام (وسائل إعلام تركية)

تركيا: تعثر جديد لمفاوضات الاندماج بين حزبي باباجان وداود أوغلو

فشلت مفاوضات الاندماج بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو في التوصل إلى اتفاق على اندماج الحزبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (موقع حزب الشعب الجمهوري)

المعارضة التركية لاستحضار انتخابات مبكرة حال حظر إمام أوغلو سياسياً

لوّح حزب «الشعب الجمهوري» بالضغط للتوجه إلى انتخابات مبكرة في تركيا حال تأييد حكم حبس رئيس بلدية إسطنبول، المنتمي إليه، أكرم إمام أوغلو، وحظره سياسياً

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية إردوغان متحدثاً أمام أعضاء «اللجنة التوجيهية التركية - الأميركية» في نيويورك ليل الأحد - الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان: العقوبات الدفاعية الأميركية ضد تركيا تقوض الثقة بين بلدينا

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، العقوبات والقيود الأميركية على الصناعات الدفاعية في بلاده لاقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس400».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)

باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

فشلت مفاوضات الاندماج بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، بسبب تمسك الأخير بإعلانه مرشحا للرئاسة التركية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية بلال إردوغان متحدثاً خلال مخيم شبابي الأحد عن أوضاع اللاجئين السوريين  (وسائل إعلام تركية)

تراشق بين زعيم المعارضة التركية ونجل إردوغان حول اللاجئين السوريين

تسببت تصريحات من بلال إردوغان، نجل الرئيس التركي، حول انخفاض معدل الجريمة بين اللاجئين السوريين مقارنة بالأتراك، في صدام مع زعيم المعارضة أوزغور أوزيل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

TT

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، عن تفاهم خاص مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ونأى بنفسه عن الاقتراح الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان، الذي قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال مسؤولون أميركيون إن نتنياهو ومقربين منه شاركوا بشكل مباشر في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت، وفقاً لما ذكره موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي.

وقد يؤدي تغيير موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يأتي عقب تهديدات علنية من جانب وزراء من اليمين المتطرف في حكومته وانتقادات من جانب زعماء في المعارضة الإسرائيلية، إلى زيادة التوترات مع إدارة بايدن.

وصباح الخميس، وبينما كان نتنياهو يغادر إسرائيل متوجهاً إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا و10 دول غربية وعربية أخرى بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان. وكان نتنياهو على علم بأن البيان سيصدر.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تتوقع من جميع الأطراف - وبينهم حكومتا لبنان وإسرائيل - أن تعرب عن قبولها للاقتراح.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مسألة اقتراح وقف إطلاق النار لم يتم بحثها خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء أمس (الأربعاء)، وإن الوزراء اطلعوا بشكل رئيسي على خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال ضد «حزب الله».

وعندما غادر الوزراء الاجتماع تابعوا التقارير الصحافية حول اقتراح وقف إطلاق النار، ونشر بعضهم تصريحات شديدة اللهجة ضد هذه الخطوة.

وأوضح الوزيران القوميان المتطرفان؛ بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، أنهما يعارضان وقفاً لإطلاق النار، وهدّدا بالتصويت ضد الائتلاف الحاكم إذا وافق على الاقتراح.

وعلم نتنياهو بهذه التصريحات، وهو على متن طائرة متجهة إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي البداية، نشر مكتبه بياناً ينفي فيه أن يكون وقف إطلاق النار وشيكاً، مؤكداً أن رئيس الوزراء لم يقدم ردّه على الاقتراح بعد.

وبعد ساعات قليلة، قال أحد مساعدي نتنياهو للصحافيين، على متن الطائرة، إن «اتجاه إسرائيل حالياً ليس وقف إطلاق النار، بل مزيد من العمل العسكري ضد (حزب الله)». وشدّد نتنياهو من موقفه عندما وصل إلى نيويورك.

وحسب مسؤول إسرائيلي، فقد «تم إبلاغ إسرائيل بالاقتراح الأميركي، لكنها لم توافق عليه قط»، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال مسؤولون أميركيون إن التفاهم كان يدور حول تصريح رئيس الوزراء نتنياهو علناً بأنه «يرحب» بالاقتراح.

وبدلاً من ذلك، قال نتنياهو إن «سياسة إسرائيل واضحة، فنحن نواصل ضرب (حزب الله) بكل قوتنا. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وأولها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وهذه هي السياسة، ويجب ألا يخطئ أحد في ذلك».