السويد تتهم «الحرس الثوري» الإيراني باختراق خدمة الرسائل النصية

عبر رسائل نصية قصيرة حضّت على «الانتقام» ممن أحرقوا المصحف

شاب سويدي من أصول عراقية يحرق نسخة من القرآن أمام مسجد في استوكهولم (أ.ف.ب)
شاب سويدي من أصول عراقية يحرق نسخة من القرآن أمام مسجد في استوكهولم (أ.ف.ب)
TT

السويد تتهم «الحرس الثوري» الإيراني باختراق خدمة الرسائل النصية

شاب سويدي من أصول عراقية يحرق نسخة من القرآن أمام مسجد في استوكهولم (أ.ف.ب)
شاب سويدي من أصول عراقية يحرق نسخة من القرآن أمام مسجد في استوكهولم (أ.ف.ب)

قالت السلطات السويدية، اليوم (الثلاثاء)، إن مجموعة تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني اخترقت خدمة الرسائل النصية خلال العام الماضي، وأرسلت آلاف الرسائل التي تحض على «الانتقام» ممن حرقوا نسخاً من المصحف.

وأحرق لاجئ عراقي في السويد نسخة من المصحف خارج مسجد في العاصمة استوكهولم أول أيام عيد الأضحى المبارك في يوليو (تموز) 2023، وأثار ذلك موجة من الغضب في العالم الإسلامي وأجّج مخاوف من هجمات المتطرفين.

وقال جهاز الأمن السويدي (سابو): «بوسع الشرطة السويدية إثبات أن مجموعة إلكترونية نفّذت حملة تأثير بالنيابة عن (الحرس الثوري) الإيراني». وأضاف الجهاز: «كان من ضمن أهداف ذلك الهجوم رسم صورة للسويد على أنها دولة معادية للإسلام وإحداث حالة انقسام في المجتمع».

وكانت السويد قد رفعت مستوى التحذيرات من الإرهاب خلال العام الماضي بعد وقائع حرق لمصاحف.

وفي بيان منفصل، قالت هيئة الادعاء السويدية إن التحقيق أظهر أن الدولة الإيرانية عبر «الحرس الثوري» الإيراني هي التي نفّذت عملية اختراق البيانات.

وأفادت الهيئة بأن نحو 15 ألف رسالة نصية قصيرة (إس إم إس) «تدعو إلى الانتقام ممن دنّسوا القرآن» أُرسلت في صيف عام 2023؛ بهدف «إثارة انقسامات داخل المجتمع السويدي».

وقالت الهيئة إنها حدّدت هوية المهاجمين الذين نفّذوا الاختراق؛ لكنها لن توجه اتهامات.

وحسب المدعين، أظهرت التحقيقات أن مجموعة تُعرف باسم «فريق آنزو» كانت خلف العملية، مشيرين إلى أن التحقيق أُنهي؛ لأنه من المستبعد أن يُقدّم المشتبه بهم إلى العدالة.

وقال المدعي ماتس ليونغفيست: «بما أن الجناة يعملون لصالح جهة أجنبية، وفي هذه الحالة هي إيران، فإننا نعتقد أن الظروف لمحاكمتهم في الخارج أو تسليمهم إلى السويد غير متوفرة».

وكانت وسائل إعلام سويدية أفادت في الأول من أغسطس (آب) 2023 بأن عدداً من الأشخاص تلقوا رسائل نصية قصيرة عبر هواتفهم الجوالة، تدعو إلى الانتقام من الأشخاص الذين حرقوا المصحف.

وكانت الاستخبارات السويدية رفعت في أغسطس (آب) 2023 مستوى التهديد الذي يواجه البلاد إلى أربع درجات على مقياس من خمسٍ، بعد سلسلة تحركات احتجاجية تخلّلها حرق المصحف، لافتة إلى أنها جعلت البلاد «هدفاً ذا أولوية».

وتسبّبت هذه التحركات بأزمات دبلوماسية بين السويد وعدد من دول الشرق الأوسط والدول المسلمة. واقتحم متظاهرون عراقيون سفارة استوكهولم في بغداد مرتين في يوليو (تموز) من العام المذكور، وأضرموا النار خلال إحداهما.

وندّدت السلطات السويدية بعمليات تدنيس المصحف؛ لكنها أكدت أن دستور المملكة يكفل حرية التعبير والتجمع.


مقالات ذات صلة

السويد والدنمارك لا تستبعدان تعرض كابلين بحريين لعمل تخريبي

أوروبا السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفن دورية بحرية دنماركية ببحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند الدنماركية يوم 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

السويد والدنمارك لا تستبعدان تعرض كابلين بحريين لعمل تخريبي

قال رئيسا وزراء السويد والدنمارك، اليوم (الأربعاء)، إنهما لا يستبعدان أن يكون انقطاع كابلين في بحر البلطيق نتيجة عمل تخريبي.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا الناشط اليميني المتطرف راسموس بالودان (رويترز)

محكمة تأمر بسجن متطرف بالسويد بتهمة التحريض ضد المسلمين

أدانت محكمة سويدية، اليوم (الثلاثاء)، ناشطاً ينتمي لتيار اليمين المتطرف بتهمتين تتعلقان بجريمة الكراهية بعدما أدلى بتصريحات بذيئة ضد المسلمين.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
ثقافة وفنون الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ (أ.ف.ب)

الكورية الجنوبية هان كانغ تحصد جائزة «نوبل» في الأدب

مُنحت جائزة «نوبل» في الأدب لسنة 2024، الخميس، للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ البالغة 53 عاماً، التي أصبحت الأولى من بلدها تنال هذه المكافأة المرموقة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا مسافرون ينتظرون في طوابير بينما يبدأ طيارو شركة «الخطوط الجوية الاسكندنافية (SAS)» إضراباً بمطار «أرلاندا» بالقرب من استوكهولم بالسويد يوم 4 يوليو 2022 (رويترز)

طائرات مسيّرة تعطّل حركة مطار استوكهولم

توقفت حركة الطيران بمطار «أرلاندا» الدولي في استوكهولم لمدة ساعتين خلال ليل الأحد - الاثنين، بعدما دخلت 4 مسيّرات مجاله الجوي، وفق ما أعلنت الشرطة الاثنين.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم يتحدث لوسائل الإعلام خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي (أرشيفية – أ.ب)

وزير الخارجية السويدي يستقيل من منصبه ويعتزل السياسة

أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الأربعاء، أنّه قرّر الاستقالة من منصبه واعتزال العمل السياسي.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية ضد عسكريين بالجيش الإسرائيلي.

وأضاف الجيش، في بيان، أنه تم تفريق الحشد واعتقال 5 من المشتبه بهم، وعبّر عن إدانته لأشكال العنف كافة ضد أفراده.

وفي واقعة منفصلة، أدان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هجوماً لنحو 30 من الشبان الإسرائيليين على قائد القيادة المركزية للجيش آفي بلوث وضباط آخرين في مدينة الخليل بالضفة الغربية، أمس الجمعة، وفقاً لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن الشبان وجّهوا الشتائم إلى بلوث ووصفوه بأنه «خائن» و«عدو لدولة إسرائيل».

وقال كاتس على منصة «إكس»: «أتوقع أن تقوم سلطات إنفاذ القانون بسرعة بتقديم المتورطين في أعمال الشغب في الخليل للمحاكمة».

وأفادت صحيفة «هآرتس»، السبت، نقلاً عن مصدر أمني بأن مئات الإسرائيليين يحاولون اقتحام حاجز عسكري في مدينة الخليل والدخول لمنطقة محظورة.

وأضافت الصحيفة أن الحاجز العسكري الذي حاول الإسرائيليون اختراقه يفصل بين منطقة تتركز فيها المستوطنات اليهودية وأجزاء من البلدة القديمة للخليل.

وأعلن كاتس، أمس الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات».

من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بتشجيع «المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين».

وقالت وزارة الخارجية، في بيان: «ترى الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».