رسالة تصل إلى هواتف الإسرائيليين: جهزوا أنفسكم للموت

«جيروزاليم بوست»: الاعتقاد بأن إيران تردّ على هجمات «البيجر»

إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب 5 سبتمبر الحالي للمطالبة بإطلاق الأسرى (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب 5 سبتمبر الحالي للمطالبة بإطلاق الأسرى (أ.ف.ب)
TT

رسالة تصل إلى هواتف الإسرائيليين: جهزوا أنفسكم للموت

إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب 5 سبتمبر الحالي للمطالبة بإطلاق الأسرى (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب 5 سبتمبر الحالي للمطالبة بإطلاق الأسرى (أ.ف.ب)

تلقَّى عدد كبير من الإسرائيليين في أنحاء مختلفة، رسائل نصية مجهولة الهوية على هواتفهم النقّالة، تدعوهم، تحت عنوان «تنبيه طارئ»، إلى مغادرة أماكنهم، والبحث عن «منطقة مَحمية»، وتتوعّدهم في نهايتها بـ«الموت».

وقالت مصادر أمنية في تل أبيب، لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن هذه الرسائل «كُتبت بلغة عبرية ضحلة، مع أخطاء في الطباعة والقواعد»، مما يثير اعتقاد أن مَن كتبوها ليسوا إسرائيليين. وجاء فيها: «يجب عليكم دخول منطقة محمية»، وهي الجملة التي يرسلها قادة الجبهة الداخلية بشكل تقليدي، كلما أُطلقت صواريخ أو قذائف على إسرائيل. وجاء كذلك: «جهِّز نفسك للموت؛ فإذا لم تجد الوقت لوداع عائلتك، فلا بأس ستلتقيهم في جهنم لاحقاً».

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الخميس، إن «الاعتقاد السائد هو أن إيران قررت الرد على الهجوم اللاسلكي في لبنان، الذي طال الآلاف من نشطاء (حزب االله)، بهذه الطريقة؛ حتى تزرع القلق والبلبلة في صفوف الإسرائيليين».

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجهات الأمنية المختصة تفحص مَن يقف وراء إرسال هذه الرسائل، والتي تسببت في بث حالة من الهلع في صفوف الإسرائيليين».

يُشار إلى أن بث هذه الرسائل التحذيرية للإسرائيليين يأتي في ظل أجواء من التصعيد الميداني بين «حزب الله» وإسرائيل، وبعد تفجيرات واسعة النطاق في لبنان وبيروت تحديداً لأجهزة لا سلكية من طراز «بيجر» يمتلكها عناصر من الحزب.

ونفت الجبهة الداخلية، التابعة للجيش الإسرائيلي، توجيه رسائل نصية للإسرائيليين لمطالبتهم بالدخول الفوري إلى الملاجئ والأماكن المحصَّنة. وأكدت عدم وجود أي تغيير بتعليمات الجبهة الداخلية، داعية الإسرائيليين إلى متابعة منصاتها الرسمية، وعدم التعامل مع مثل هذه الرسائل التي وصفتها بـ«المشبوهة».

أجهزة الاتصالات التابعة لـ«حزب الله» تمكَّن الإسرائيليون من اختراقها (أ.ف.ب)

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن عدد من مضامين الرسائل، فقالت: «كثيرون من الإسرائيليين تلقّوا رسائل نصية تهديدية تُحذّرهم من أنهم سيُدفنون بحلول الأسبوع المقبل»، في حين قالت الشرطة إنها تعمل مع المديرية الوطنية للأمن السيبراني لتعقُّب مصدر الرسائل وحظْرها.

وذكرت الصحيفة أن الرسائل، التي جاءت في الوقت الذي تتوقع فيه البلاد هجمات «انتقامية» من إيران، تضمنت الأسماء الكاملة لمتلقي تلك الرسائل ومدينة الإقامة، ما أثار قلق كثير منهم.

ونقلت الصحيفة عن الشرطة أن أي شخص تلقّى الرسائل النصية يجب أن يتجاهلها ويحظر رقم المرسِل إذا أمكن. وأضافت، في بيان، أن «هذه رسائل كاذبة تهدف إلى إثارة الذعر أثناء الحرب»، مشيرة إلى أن إرسال مثل هذه الرسائل يشكل جريمة جنائية يعاقَب عليها بالسجن.

ووفق «تايمز أوف إسرائيل»، في أواخر عام 2023، بعد أسابيع فقط من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي شنّته حركة «حماس»، حققت السلطات في سيل من مكالمات «واتساب»، القادمة من أرقام غير معروفة في الخارج، والتي اعتقدت أنها كانت جزءاً من محاولة لاختراق هواتف إسرائيليين.

فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

في ذلك الوقت، نصحت المديرية الوطنية للإنترنت مستخدمي تطبيق «واتساب»، بضبط إعدادات الخصوصية الخاصة بهم على منع المكالمات من أرقام غير معروفة، وحظر الأرقام التي تُجري المكالمات والإبلاغ عنها، وتجنب النقر فوق الروابط المرسَلة من مصادر غير معروفة.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، حذر رئيس المديرية الوطنية للإنترنت، جابي بورتنوي، من أن طبيعة الهجمات الإلكترونية التي شنتها إيران، منذ اندلاع الحرب في غزة، كانت أكثر عدوانية، ليس ضد إسرائيل فقط، ولكن أيضاً على حلفائها.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

شؤون إقليمية أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم العربي شخص يفحص منزلاً متضرراً في تل أبيب بالقرب من مكان سقوط صاروخ أطلق من اليمن فجر السبت (إ.ب.أ)

إسرائيل تدرس خياراتها في الرد على الحوثيين وتبدأ برسم «صورة استخباراتية»

تدرس إسرائيل خياراتها للرد على الهجمات الحوثية المتكررة ضدها، وآخرها صاروخ سقط أدى إلى أضرار وإصابات يوم السبت، لكنها تواجه عدة مشكلات، بعدّ الجبهة بعيدة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي من آثار الصاروخ الذي سقط في تل أبيب (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض مسيّرة آتية من جهة الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، اليوم (السبت)، طائرة مسيّرة آتية من جهة الشرق.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تكنولوجيا شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز»  (د.ب.أ)

محكمة أميركية تدين شركة برمجيات إسرائيلية بقضية اختراق «واتساب»

أصدرت قاضية أميركية حكماً لصالح شركة «واتساب» المملوكة لشركة «ميتا بلاتفورمز» في دعوى قضائية تتهم مجموعة «إن إس أو» الإسرائيلية باستغلال ثغرة بالتطبيق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رجال الطوارئ الإسرائيليون يتفقدون حفرة في الموقع الذي سقط فيه مقذوف أطلق من اليمن في تل أبيب في وقت مبكر من اليوم السبت (أ.ف.ب)

إصابة 16 شخصاً في سقوط صاروخ وسط تل أبيب... و«الحوثي» يتبنى الهجوم

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب بعد فشل محاولات اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

بعد تزايد الشكوك حول مشاركة الأقمار الصناعية الإيرانية في توجيه الصواريخ الحوثية التي استهدفت إسرائيل وتمكنت من اختراق منظوماتها الدفاعية المتطورة، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.

وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن الحوثيين يعملون باستقلالية نسبية، لكنهم يحظون بدعم إيراني كبير لا يقتصر على توفير المال والعتاد والخبرات، بل يشمل أيضاً توجيه الصواريخ. وكشفت التحقيقات الداخلية عن أن الصواريخ الأخيرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل كانت تتميز بتقنيات متقدمة وغير مألوفة، تضمنت منظومة تسمح بزيادة كمية الوقود، ما يمنح الصاروخ القدرة على التحليق فوق هدفه لفترة أطول ويصعّب عملية اعتراضه.

وأشارت التحقيقات إلى أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية «حيتس»، رغم تطورها الكبير، لم تتمكن من التعامل بفاعلية مع هذه الصواريخ الإيرانية. ففي المرة الأولى، صباح الأربعاء، أصابت المنظومة الصاروخ جزئياً، مما أدى إلى سقوط رأسه على مدرسة في رمات غان قرب تل أبيب. أما في المرة الثانية، فجر الجمعة، فقد أخفقت المنظومة تماماً في إصابة الصاروخ، الذي سقط في ساحة بين مبانٍ سكنية في يافا.

وقال روعي كهنوفتش، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن «إيران ترفض الاعتراف بفشل خطتها لتطويق إسرائيل بحزام ناري من أذرعها الإقليمية، رغم الضربات القاسية التي تلقتها، بما في ذلك انهيار القدرات العسكرية لـ(حماس)، وضعف (حزب الله)، وانهيار نظام بشار الأسد. وتلجأ إيران إلى استعراض قوتها عبر الحوثيين».

وأضاف كهنوفتش أن إيران «رغم أنها تبدو كمن يواصل ضرب رأسه بالحائط، فإنها تستند إلى دوافع عقائدية وترفض إيقاف الحرب». وأكد أنه «ما دام بقي نظام الحكم في إيران بقيادة الملالي، فإن الهجمات ستستمر من اليمن، ولا يُستبعد أن توجه إيران ضربات مباشرة لإسرائيل في المستقبل».

صورة وزعها الحوثيون تظهر لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)

من المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاول منذ زمن طويل إقناع الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنه لم ينجح؛ إذ إن الإدارات الأميركية المتعاقبة ما زالت تفضّل السعي لتحقيق اتفاق مع طهران عبر الطرق الدبلوماسية. وحتى الإدارة الجمهورية المقبلة برئاسة دونالد ترمب، التي تؤمن بأهمية توجيه ضربة عسكرية قوية لإيران، تفضل أولاً استخدام التهديد لتغيير سلوك إيران، وفي حال لم تستجب، يتم اللجوء إلى العمل العسكري.

مع ذلك، تؤكد الإدارة الأميركية أن أي ضربة عسكرية ضد إيران ستكون مسؤولية إسرائيل وحدها وليست أميركية. هذا الموقف دفع نتنياهو إلى التردد بشأن اتخاذ قرار نهائي بتوجيه الضربة أو التراجع عنها.

واليوم، ومع استمرار تكرار القصف الصاروخي من قبل الحوثيين، تقترح إسرائيل على الإدارة الأميركية تنفيذ ضربة مزدوجة. فقد أطلق الحوثيون باتجاه إسرائيل 200 صاروخ و171 طائرة مسيّرة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخلال الشهر الحالي وحده شنوا هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة 10 مرات.

وترى إسرائيل أن هذه الهجمات لا تمثّل مجرد ضربات عسكرية، بل هي تحدٍّ فظ لقوتها الاستراتيجية، التي تتفاخر بإنجازاتها في غزة ولبنان وسوريا، كما أنها تحدٍّ للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يحاول لجم التهديدات الحوثية للملاحة في البحر الأحمر، والذي يُلحق ضرراً استراتيجياً للتجارة الدولية برمتها.

وتقول إسرائيل لواشنطن إنه «من الضروري التركيز على التهديد اليمني بالتعاون مع الإدارة الأميركية ودول المنطقة، والعمل على دفع معركة مستمرة تُفضي في النهاية إلى إسقاط النظام الحوثي. تحقيق هذه النتيجة سيمثّل ضربة قاصمة للمحور بأكمله، وخصوصاً لإيران، كما سيضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر مستقبلاً. أي خطوة أخرى لن تُحدث تغييراً جوهرياً، بل قد تُسهم في تعزيز قوة الحوثيين».

يقول الدكتور داني سترينوفيتش، الباحث في برنامج إيران بمعهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب، الذي خدم لفترة طويلة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، إن «الاعتقاد بأن الهجمات الإسرائيلية والأميركية على مواقع البنية التحتية للحوثيين ستخلق رادعاً لمنظمة الحوثيين الإرهابية هو اعتقاد خاطئ من الأساس. فبعد مرور أكثر من 14 شهراً على الحرب، أصبح واضحاً أن الاستراتيجية الحالية لدولة إسرائيل لا تحقق التغيير المطلوب لوقف النار من اليمن باتجاه إسرائيل».

صورة وزّعها الحوثيون لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)

ويضيف سترينوفيتش: «فقط معركة طويلة الأمد ومتواصلة، بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تستهدف القيادة الحوثية وقدرات إنتاج وإطلاق الأسلحة التي تمتلكها المنظمة، يمكن أن تغير الوضع جذرياً. وفي نظرة مستقبلية، ينبغي استثمار الموارد الضرورية والعمل على إسقاط حكم الحوثيين في اليمن لتحقيق هذا الهدف».

وزاد: «ينبغي عدم الاستهانة بقدرات الحوثيين. فضعفهم في حد ذاته يجعل من الصعب تحقيق ميزان ردع فعّال ضدهم؛ إذ لا يوجد هدف محدد إذا تم استهدافه سيؤدي تلقائياً إلى تحقيق هذا الميزان. هذه الحقيقة تتطلب (تفكيراً من خارج الصندوق)، يقوم على وقف الهجمات العشوائية ضد الحوثيين والانتقال إلى تنفيذ حملة طويلة الأمد ومنسقة بمشاركة أذرع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».

وتابع: «الهدف المركزي لهذه الحملة يجب أن يكون تصفية القيادة الحوثية، إلى جانب تعطيل قدراتهم على إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. كما يجب أن تشمل الحملة قطع الدعم الإيراني الذي يعزّز قدراتهم ويطيل أمد تهديداتهم».