باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

حزب إردوغان يرفض أي نقاش حول مواد الدستور الأساسية

باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)
باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)
TT

باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)
باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)

فشلت مفاوضات الاندماج أو تشكيل مجموعة برلمانية واحدة بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، بسبب تمسك الأخير بالترشح لرئاسة تركيا.

وكشفت مصادر الحزبين المعارضين اللذين خرجا من رحم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن حزب «الديمقراطية والتقدم» أنهى مفاوضات الاندماج مع حزب «المستقبل»، بعدما أعلن داود أوغلو تمسكه بالترشح للرئاسة ومنافسة إردوغان، حال إجراء انتخابات مبكرة أو تغيير الدستور بما يمنحه حق الترشح للرئاسة مجدداً.

باباجان مستقبلاً داود أوغلو بمقر حزب «الديمقراطية والتقدم» (موقع الحزب)

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، فإن داود أوغلو قال خلال المحادثات: «أعلنوني مرشحاً للرئاسة، أريد دخول الانتخابات أمام الرئيس إردوغان مرشحاً»، لكن مجلس رئاسة حزب «الديمقراطية والتقدم»، رأى أنه لن يكون من الصواب الإعلان عن مرشح رئاسي الآن، بينما يتبقى 4 سنوات على موعد الانتخابات.

وأشارت المصادر إلى أن داود أوغلو رفض أيضاً أن يكون باباجان رئيساً للحزب الجديد، الذي سيتشكل من الحزبين، على أن يكون هو رئيساً فخرياً للحزب.

أحمد داود أوغلو متحدقاً خلال اجتماع لحزبه (من حسابه في «إكس»)

ويملك حزب «الديمقراطية والتقدم» 15 مقعداً بالبرلمان، مقابل 10 مقاعد لحزب «المستقبل»، الذي كون مجموعة برلمانية مشتركة مع حزب «السعادة» عقب الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) 2023.

ولم يحقق كلا الحزبين نتائج جيدة بالانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) الماضي، لا سيما حزب داود أوغلو، الذي حصل على 0.07 في المائة من أصوات الناخبين.

في الوقت ذاته، يواصل الحزب «الديمقراطي»، الممثل في البرلمان بـ3 مقاعد، اتصالاته مع حزب «الديمقراطية والتقدم» لتشكيل مجموعة برلمانية جديدة.

وقال نائب رئيس الحزب الديمقراطي، جمال إنجينيورت، إنهم سيشكلون مجموعة مشتركة مع «الديمقراطية والتقدم»، مع عودة البرلمان من عطلته الصيفية في 1 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

إردوغان يتوسط باباجان وداود أوغلو عندما كانا وزيرين في حكومته (أرشيفية)

جدل دستوري

من ناحية أخرى، دخل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على خط الجدل الذي أحدثه حليفه، حزب هدى بار، حول المادة الرابعة من الدستور، التي تمنع المساس بالمواد الثلاث الأولى المتعلقة بهوية الجمهورية التركية، ونظامها، وعلمها ولغتها ونشيدها الوطني، مؤكداً أنه يرى إثارة هذه المسألة أمراً «غير إيجابي».

وعلق المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، على تصريحات رئيس حزب «هدى بار»، زكريا يايجي أوغلو، التي طالب فيها بإلغاء المادة الرابعة من الدستور، في مشروع الدستور الجديد الذي سيناقشه البرلمان التركي قريباً، قائلاً: «ليس لدينا أي مناقشات بشأن المواد الأربع الأولى من الدستور، ولا نرى مقترحات التعديل بشأن هذه المسألة إيجابية».

وأضاف تشيليك، في تصريحات ليل الاثنين - الثلاثاء عقب اجتماع مجلس القرار المركزي للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان: «نعم، نريد دستوراً مدنياً، نريد دستوراً ينقل تركيا إلى المستقبل وإلى القرن التركي الجديد، ونريد التخلص من الدستور الانقلابي واستبدال دستوراً يجعل من الإرادة الوطنية البنية التي تحدد جوهر الدستور، به، لكن لا يوجد أي نقاش على الإطلاق فيما يتعلق بالمبادئ الأساسية في المواد الأربع الأولى من الدستور».

وفجر إعلان رئيس حزب «هدى بار»، الذي انضوى تحت مظلة «تحالف الشعب» مع أحزاب «العدالة والتنمية» و«الحركية القومية» و«الوحدة الكبرى» بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو العام الماضي، زكريا يايجي أوغلو، أن حزبه ضد بقاء المادة الرابعة من الدستور، وأنه يجب إلغاؤها في الدستور الجديد، جدلاً حاداً على الساحة السياسية.

وعدّت تصريحات يايجي أوغلو بمثابة بالون اختبار من جانب إردوغان وحزبه، لأن إلغاء المادة الرابعة، يعني أنه بالإمكان بعد ذلك تعديل أو إلغاء المواد الثلاث الأولى من الدستور، غير القابلة للتعديل بموجب المادة الرابعة.


مقالات ذات صلة

تركيا تحدث وثيقة «الأمن القومي» للمرة السادسة في عهد إردوغان

شؤون إقليمية جانب من اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة إردوغان في 5 ديسمبر (الرئاسة التركية على «إكس»)

تركيا تحدث وثيقة «الأمن القومي» للمرة السادسة في عهد إردوغان

انتهت تركيا من تحديث وثيقة الأمن القومي التي توصف بأنها «الدستور السري» للدولة، والمعروفة علناً بـ«الكتاب الأحمر».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال متحدثاً خلال فعالية في أنقرة الاثنين وإلى جانبه رئيس بلديتها منصور ياواش (موقع الحزب)

تراشق حاد بين إردوغان والمعارضة حول سوريا

تشهد الساحة السياسية جدلا متصاعدا حول التطورات الأخيرة في سوريا بالتزامن مع إرسال فريق من 80 شخصا، سيبدأ على الفور أعمال بحث في سجن صيدنايا عبر أجهزة متطورة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رفع علم تركيا على مبنى سفارتها في دمشق بعد إغلاقها 12 عاماً (من البث الحي للقنوات التركية)

تركيا افتتحت سفارتها في دمشق بعد إغلاقها 12 عاماً

رفعت تركيا علمها على مقر سفارتها في دمشق، السبت، إيذاناً بعودتها لممارسة عملها في سوريا بعد 12 عاماً من إغلاقها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إسرائيل تدرس خيارات الرد على الحوثيين

خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)
TT

إسرائيل تدرس خيارات الرد على الحوثيين

خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)

تجاوز صاروخ أطلقه الحوثيون الدفاعات الإسرائيلية التي فشلت في اعتراضه وسقط في تل أبيب أمس. وقال مسعفون إنَّ 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة شظايا الزجاج، بينما أصيب 14 شخصاً بكدمات أثناء هرعهم إلى الملاجئ.

وتدرس إسرائيل خياراتها للرد على الهجمات الحوثية المتكررة ضدها في الأيام القليلة الماضية، ووفقاً لما ورد في الإعلام الإسرائيلي، فإنَّ البداية ستكون «رسم الصورة الاستخباراتية».

وباتت صواريخ الحوثيين أكثر خطورة على إسرائيل، وهو ما يثير المخاوف من توسيع تل أبيب هجماتها الانتقامية، على نحو يتجاوز الضربات المحدودة التي استهدف أحدثها 3 موانٍ في الحديدة، ومحطتي كهرباء بصنعاء، الخميس الماضي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، «أفيخاي أدرعي»، إنَّه عقب إطلاق صاروخ من اليمن وتفعيل إنذارات وسط إسرائيل، جرت محاولات اعتراض غير ناجحة.