عقوبات غربية على إيران بسبب تقديمها صواريخ باليستية لروسيا

موسكو تقول إنها ستوقع معاهدة ثنائية جديدة مع طهران

صواريخ باليستية إيرانية معروضة خلال حفل الانضمام للقوات المسلحة في طهران 22 أغسطس 2023 (رويترز)
صواريخ باليستية إيرانية معروضة خلال حفل الانضمام للقوات المسلحة في طهران 22 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

عقوبات غربية على إيران بسبب تقديمها صواريخ باليستية لروسيا

صواريخ باليستية إيرانية معروضة خلال حفل الانضمام للقوات المسلحة في طهران 22 أغسطس 2023 (رويترز)
صواريخ باليستية إيرانية معروضة خلال حفل الانضمام للقوات المسلحة في طهران 22 أغسطس 2023 (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان، الثلاثاء، إن حكومات فرنسا وألمانيا وبريطانيا تندد بشدة بعمليات نقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، وستعمل نتيجة لذلك على فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية «إيران إير».

وجاء في البيان المشترك الصادر عن الدول الثلاث الذي نشرته الوزارة، أن «هذا العمل تصعيد من إيران وروسيا، ويشكل تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي».

وأعلنت الدول الثلاث في البيان أنها ستتخذ خطوات على الفور لإلغاء اتفاقات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران، داعيةً طهران إلى وقف الدعم الذي تقدمه لروسيا في حربها مع أوكرانيا فوراً.

وجاء هذا الإعلان بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن روسيا تلقت صواريخ باليستية من إيران سوف تستخدمها على الأرجح في أوكرانيا خلال أسابيع. كما قال بلينكن خلال زيارته الحالية إلى بريطانيا إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة بعضها على شركة «إيران إير».

من جهته، أكد البيت الأبيض أن العقوبات الجديدة ستقيد الرحلات الجوية لشركة «إيران إير» بين المدن البريطانية والأوروبية وإيران. كما أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستصدر في وقت لاحق اليوم عقوبات على روسيا لتلقيها صواريخ باليستية من إيران.

وقالت بريطانيا إنها بدأت في إنهاء «جميع الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران» كجزء من العقوبات الجديدة على طهران؛ لتزويدها روسيا بصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا.

وصرحت وزيرة النقل البريطانية لويز هاي، بعد وقت قصير من الإعلان عن العقوبات: «سنستمر في استخدام كل وسيلة تحت تصرفنا للضغط على إيران لإنهاء دعمها للغزو غير القانوني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولهذا السبب بدأنا في إنهاء جميع الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران».

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها فرضت مع دول حليفة، عقوبات على ست شركات إيرانية مرتبطة بتوريد مسيّرات وصواريخ باليستية لروسيا، بالإضافة إلى 10 من مديريها وموظفيها. وشرحت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن شركة الطيران الوطنية الإيرانية «إيران إير» هي من بين الكيانات المستهدفة بهذه العقوبات، مضيفة أنه «سيعلن الشركاء الدوليون إجراءات ستمنع بموجبها (إيران إير) من العمل على أراضيهم في المستقبل».

«دعاية قبيحة»

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن إيران تعدّ التقارير عن نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا «دعاية قبيحة» لإخفاء الدعم العسكري الغربي لإسرائيل.

كما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن أمين عام مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو قوله، الثلاثاء، إن روسيا أكملت تقريباً جميع الإجراءات المطلوبة لتوقيع معاهدة ثنائية جديدة مع إيران قريباً. وأضاف شويغو: «نتطلع إلى إبرام معاهدة أساسية جديدة بين الدولتين قريباً. نعمل على إنهاء الإجراءات الداخلية اللازمة لإعداد الوثائق من أجل توقيع الرئيسين عليها».


مقالات ذات صلة

محمد بن سلمان وروبيو يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

الخليج ولي العهد السعودي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي الاثنين في جدة (واس) play-circle 00:17

محمد بن سلمان وروبيو يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة مساء الاثنين، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (رويترز) play-circle 02:52

روسيا تقول إنها تنسق مع أميركا بشأن سوريا

نقلت وكالة «تاس» للأنباء، اليوم الاثنين، عن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله إن روسيا تنسق مع الولايات المتحدة بشأن أعمال عنف في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
خاص مقاتلون تابعون للقيادة السورية الجديدة في نقطة تفتيش عند مدخل قاعدة حميميم العسكرية بمحافظة اللاذقية 29 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

خاص مصدر روسي لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة لموسكو بأحداث الساحل والتنسيق مع دمشق متواصل

أكد مصدر دبلوماسي روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، أن موسكو لا علاقة لها بتطورات الأحداث في الساحل السوري.

رائد جبر (دمشق)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة يونيو 2024 (واس)

السعودية ترسِّخ مكانتها وسيطاً موثوقاً في الدبلوماسية العالمية

تعيد المملكة العربية السعودية رسم ملامح دورها في الدبلوماسية العالمية، وسيطاً موثوقاً ومنصةً رئيسيةً للمفاوضات الحساسة بين القوى الإقليمية والدولية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)

الكرملين: الطريق أمام استعادة العلاقات الروسية الأميركية صعب

قال الكرملين اليوم (الاثنين) إن روسيا ترى أن استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة مهمة طويلة وشاقة لكنها تعتقد أن هناك إرادة سياسية لدى الجانبين للمضي قدما.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل ستحتوي إسرائيل المفاوضات الأميركية - الحمساوية؟

دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

هل ستحتوي إسرائيل المفاوضات الأميركية - الحمساوية؟

دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)

على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تجنبت مواجهة علنية مع الولايات المتحدة بشأن المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، مع مسؤولين في حركة «حماس»، وحاولت القول إنها «كانت منسقة»؛ فإن ردود الفعل العلنية القليلة والمُغلقة، ولجوء بوهلر إلى إصدار توضيحات، فضحت كلها حقيقة وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في هذا الشأن.

وسعى مسؤولون إسرائيليون إلى الإيحاء بأنه «تمت تسوية المسألة مع الإدارة الأميركية»، لكن ليس على قاعدة أن «كل ما حصل كان منسقاً»، بل انطلاقاً من أن «أي تحرك أميركي مستقبلاً سيكون منسقاً بالكامل مع إسرائيل».

وكان ترسيخ النهج السابق هدفاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اجتماع المجلس الأمني والسياسي المصغر (الكابنيت)، بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية «كان»، الاثنين، بأن الاتصالات التي أجراها مبعوث الرئيس الأميركي مع «حماس» قد «خضعت للتوضيح»، وأضاف: «ستكون بالتنسيق الكامل مع إسرائيل».

وبحسب نتنياهو وآخرين حضروا الاجتماع، فقد جرت مناقشات مع الولايات المتحدة، بحيث يكون أي حوار مستقبلي مع «حماس» منسقاً بشكل كامل مع إسرائيل، وتم إبلاغ الوزراء بأن «هذه المسألة قد تم حلها».

لكن لماذا دبّ الخلاف أصلاً؟

يمكن فهم أن إسرائيل كانت مطلعة على نية أو أفكار في واشنطن للتواصل مع «حماس»، لكنها فوجئت بحجم وطبيعة المفاوضات التي أُجريت.

وركزت وسائل إعلام إسرائيلية على أن بوهلر أجرى مفاوضات مع القيادي الكبير في «حماس» خليل الحية، أحد من تتهمهم إسرائيل بـ«التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)».

يحيى السنوار مع خليل الحية في صورة تعود لعام 2017 (أ.ف.ب)

وقالت مصادر أمنية رفيعة لـ«القناة 12» إن «القناة السرية للاجتماع نشأت دون إبلاغ إسرائيل»، وهو ما أغضب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي يقود المفاوضات، بعد شعوره بالحرج الشديد.

وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» و«القناة 12» أن ديرمر «انفجر غضباً» خلال مكالمة مع بوهلر بعد أن علمت إسرائيل بالاجتماع غير المسبوق.

ومرد غضب ديرمر ليس فقط أن المحادثات أُجريت، بل إنها جاءت على الرغم من معارضة إسرائيل السابقة لها، وتناولت مسائل تخص إسرائيل مثل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، إلى جانب القلق من أن ترمب وإدارته قد يضرون بقدرة إسرائيل على التأثير على الخطوط العريضة، وإجبارها على الخضوع لإملاءات لا تتوافق بالضرورة مع مصالحها.

ولم تجد إسرائيل سوى تسريب المسألة من أجل فضحها، ثم استعادة زمام المبادرة، وهو ما ساعد في انخفاض الثقة قليلاً، خصوصاً أن الأميركيين مقتنعون بأن تسريب أمر المباحثات جاء من إسرائيل. لكن المواجهة لم تنتهِ عند هذا الحد، واتضح أن مناقشة بوهلر مسألة «اليوم التالي» مع «حماس»، أثارت غضباً إسرائيلياً أكبر، وجرّت عليه سلسلة من الانتقادات خلف الأبواب المغلقة اضطرته للخروج من أجل التوضيح، وهو توضيح أجّج الجدل.

اتفاق أوسع

وأجرى بوهلر سلسلة مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية بعد الأميركية، «رداً على انتقادات شديدة وُجهت وراء أبواب مغلقة من تل أبيب».

وقال بوهلر لـ«القناة 12» إن المحادثات تهدف إلى التوصل لـ«اتفاق أوسع» يشمل جميع الرهائن، وليس فقط الرهينة الأميركي الوحيد الحي عيدان ألكسندر، ورفات الرهائن الأميركيين الأربعة القتلى. وأضاف: «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق بعض التحرك ورؤية الرهائن في الأسابيع القليلة المقبلة».

المبعوث الأميركي للرهائن آدم بوهلر يتحدث في واشنطن يوم 6 مارس الحالي (أ.ف.ب)

ورداً على سؤال لـ«القناة 12» عما إذا كان يعتقد أن «موافقة (حماس) في نهاية المطاف على إلقاء سلاحها، وألا تكون جزءاً من المستقبل السياسي لغزة، أمر واقعي»، أجاب: «أعتقد ذلك».

وقال مخاطباً الجمهور الإسرائيلي: «لا داعي للخوف من أن ينساكم رئيس الولايات المتحدة، أو أنا، أو أي شخص في إدارتنا».

وفي حديثه لهيئة البث الإسرائيلية «كان»، وصف بوهلر ما أسماه اقتراح «حماس» الذي يقضي بهدنة مع إسرائيل لمدة خمس إلى عشر سنوات، تقوم خلالها الحركة بنزع سلاحها والتخلي عن السلطة السياسية في غزة، بأنه «ليس عرضاً أولياً سيئاً».

وزعم أن «حماس» قد «اقترحت تبادل جميع الأسرى... وهدنة من خمس إلى عشر سنوات تلقي فيها (حماس) جميع الأسلحة، بحيث تضمن الولايات المتحدة، وكذلك دول أخرى، عدم وجود أنفاق، وعدم اتخاذ أي شيء في الجانب العسكري، وعدم مشاركة (حماس) في السياسة في المستقبل».

ما موقف ترمب؟

وفي مقابلة أخرى مع شبكة «CNN» الأميركية، أكد بوهلر أن «هدنة طويلة الأمد» قد تكون في الأفق. ورداً على سؤال لـ«القناة 12» حول ما تردد عن اقتراح الوسطاء وقف إطلاق النار الموسع لمدة شهرين والإفراج عن 10 رهائن أحياء، رفض تأكيد أي شيء، لكنه قال: «إنه حل ممكن».

وقال بوهلر لشبكة «CNN» إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وافق على محادثاته مع «حماس» مسبقاً، لكنه بدا بعد ذلك وكأنه يتراجع عن هذا الادعاء، موضحاً لـ«القناة 12» أن الموافقة المسبقة جاءت من «مجموعة من الأشخاص» في البيت الأبيض.

وقال مصدر مطلع على المحادثات لوسائل إعلام عبرية إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وافق على المحادثات.

ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط (أ.ب)

وقال بوهلر إنه يتفهم سبب انزعاج إسرائيل من المحادثات، مشيراً إلى أنه تحدث مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو يتفهم «الذعر والقلق».

وتابع: «لم أكن منزعجاً. وفي الوقت نفسه، نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا وكلاء لإسرائيل. لدينا مصالح محددة على الساحة. لقد تواصلنا ذهاباً وإياباً. كانت لدينا معايير محددة للغاية اتبعناها».

وقال إن ما أراد أن يفعله «هو تحريك المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية». وأضاف أنه «أراد أن يقول لـ(حماس): ما الذي تريدونه في النهاية هنا؟ ليس النهاية التي تحلمون بها، ولكن ما الذي تعتقدون أنه واقعي في هذه المرحلة؟».

«رجال لطفاء»

وقال بوهلر إنه يعتقد أن قادة «حماس» مجموعة من «الرجال اللطفاء». وفي مقابلة أخرى مع أخبار «القناة 13» الإسرائيلية، كان بوهلر أكثر حدة تجاه رفض إسرائيل؛ إذ قال إنه «لا يهتم حقاً» باعتراضات ديرمر على محادثاته المباشرة مع «حماس».

ولم تلقَ تصريحات بوهلر مثل فعله أي تفهم في إسرائيل. وقال مسؤولون كبار لـ«تايمز أوف إسرائيل» إنهم فوجئوا بسماع تعليق المبعوث بأن الولايات المتحدة «ليست وكيلة لإسرائيل»، في حين انتقد آخرون بشدة قوله إن «قادة (حماس) لطفاء».

ووصف وزراء في الحكومة الإسرائيلية تصريحات بوهلر بأنها «غير ضرورية»، حتى إن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، انتقد بوهلر وكتب: «آدم، أعلم أنك تقصد الخير، لكن استمع إلى رئيسك».

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن انتقادات تل أبيب دفعت بوهلر للتوضيح مجدداً عندما علق على منصة «إكس» قائلاً: «(حماس) منظمة إرهابية قتلت آلاف الأبرياء. إنهم بحكم التعريف أشخاص سيئون».

وعقّب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على التطورات يوم الاثنين قائلاً: «من السذاجة أن يبدأ شخص الرحلة ولا يعرف النهاية». وأضاف: «قلنا لبوهلر إنه يستطيع التفاوض على أشياء ستعطيها الولايات المتحدة، وليس أشياء سنعطيها نحن».

ولم يتضح فوراً ما إذا كانت المباحثات الأميركية - الحمساوية قد تستمر أم أن إسرائيل كبحتها.

وعندما سألت «القناة 12» بوهلر: هل يمكن أن يكون هناك المزيد من الاجتماعات؟ رد: «كما تعلمون، أنا دائماً أقوم بزيارة أماكن مختلفة. لا أحد يعرف ماذا سيحدث».