سلطت عملية قتل شاب أردني 3 إسرائيليين على معبر «أللنبي»، وهو نقطة أمنية إسرائيلية بين الضفة الغربية والأردن، الضوء على تصعيد محتمل في الضفة الغربية، على الرغم من أن المنفذ وصل من المملكة الأردنية ويحمل جنسية أردنية.
وفي أول رد من مسؤولين إسرائيليين على العملية، أكدوا على زيادة الضغط في الضفة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تعليقاً على عملية معبر «أللنبي»، إن إسرائيل «ستزيد إجراءاتها بالضفة الغربية في مواجهة محاولات إيران نشر الإرهاب نحو حدودها».
أما وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، فصرح بعد العملية بأن «الحرب التي نخوضها ليست فقط ضد غزة و(حزب الله)؛ بل هي أيضاً ضد الضفة»، مضيفاً: «الأسبوع الماضي طلبت من رئيس الوزراء أن يدرج ضمن أهداف الحرب، تحقيق النصر في الضفة أيضاً، وسأواصل القتال حتى يحدث ذلك بالفعل».
تأكيد غالانت أن قواته ستزيد الضغط في الضفة، جاء في وقت يبدو فيه الوضع متفجراً في الأساس، وتحذر معه جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من انتفاضة ثالثة على الأبواب.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الجيش و«الشاباك» يتعاملان مع احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة. ووفقاً للصحيفة، فإن «عدد الإنذارات التي يتعامل معها النظام الأمني في الضفة الغربية أصبح هائلاً، وتتوسع الهجمات؛ بما في ذلك محاولات تفجير السيارات المفخخة».
«يديعوت أحرونوت» حذرت من انتفاضة ثالثة على الأبواب في الضفة، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» يعملان بجد وبقوة من أجل تجنب ذلك، «لكن غزة لا تزال تجذب الاهتمام والموارد، وهو ما يمثل خطراً كبيراً».
وأضافت: «لقد أدركت إيران أنها خسرت الأصل، الذي هو (حماسستان)، وتحاول بناء رصيد آخر في إسرائيل (الضفة)».
ووفق الصحيفة، فإن «الهدف الأسمى للجيش الإسرائيلي و(الشاباك)، هو منع قيام الفلسطينيين بانتفاضة عنيفة واسعة النطاق؛ وهو أمر من شأنه أن يعرقل إمكانية تحقيق النصر في الشمال مع لبنان، وربما أيضاً في الجنوب مع غزة، وسوف يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني (المزعزع أصلاً) في إسرائيل بشكل كبير».
واتهمت «يديعوت أحرونوت» حركة «حماس» وإيران بأنهما «تفعلان كل ما في وسعهما من أجل حدوث الانتفاضة»، مضيفة: «في الوقت نفسه، يصب اليمين المتطرف وأتباعه في الحكومة الزيت على النار، من خلال: تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، ومحاولات ارتكاب مذابح في القرى الفلسطينية، وإضعاف السلطة الفلسطينية... وكل ذلك مخالف للآراء المهنية للمؤسسة الأمنية».
وهذا ليس أول تحذير من نوعه حول الوضع في الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية، فقد حذر مسؤولون إسرائيليون بأن إسرائيل تستعد فعلاً لمعركة مكثفة وطويلة على جبهات عدة، في ضوء المعلومات والتقديرات المتصاعدة حول فشل التوصل إلى هدنة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويشمل المخطط الإسرائيلي تغيير خطط القتال في قطاع غزة، ومواصلة العمليات في الضفة الغربية، وحرباً محتملة على جبهة لبنان قد تتحول إلى إقليمية.
وتخشى إسرائيل اليوم أن ما كانت تعمل على تجنبه لمدة طويلة منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدأ يتحقق، وهو تصعيد شامل على جبهة الضفة.
وحذرت الاستخبارات الإسرائيلية قبل مدة وجيزة فقط من تصعيد متوقع في الضفة الغربية، لدرجة أن الأمر قد يتطور إلى انتفاضة. ونقلت دائرة الاستخبارات تقديراً ينذر الأجهزة الأمنية بأن التصعيد في الضفة متوقع وأنه قد يكون حتى بحجم انتفاضة، ويشمل هجمات بالمتفجرات وعمليات انتحارية في إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، قتلت إسرائيل في الضفة نحو 700 فلسطيني، مقابل مقتل 23 إسرائيلياً على الأقل؛ بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المدة نفسها.