نائب الرئيس الإيراني ينتقد هشاشة محطات الوقود ضد الهجمات السيبرانية

نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف خلال تقديم وزير النفط الجديد محسن باكنجاد في طهران اليوم (جماران)
نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف خلال تقديم وزير النفط الجديد محسن باكنجاد في طهران اليوم (جماران)
TT

نائب الرئيس الإيراني ينتقد هشاشة محطات الوقود ضد الهجمات السيبرانية

نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف خلال تقديم وزير النفط الجديد محسن باكنجاد في طهران اليوم (جماران)
نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف خلال تقديم وزير النفط الجديد محسن باكنجاد في طهران اليوم (جماران)

انتقد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، هشاشة المنظومة الإلكترونية لتوزيع البنزين في إيران ضد الهجمات السيبرانية، وذلك في وقت تسعى فيه الحكومة الجديدة، برئاسة مسعود بزشكيان، إلى رفع أسعار الوقود في إيران.

وأشار عارف، خلال مراسم تقديم وزير النفط، إلى هجمات إلكترونية تعرّضت لها المنشآت النفطية الإيرانية، بما في ذلك الشبكة الإلكترونية التي تربط محطات الوقود في إيران؛ ما تسبب في شل الإمدادات في أنحاء البلاد.

وقال عارف: «تعرّض نظام توزيع البنزين في البلاد لهجوم وتضرر، وكان الهجوم في السنة الثانية مشابهاً لما حدث في السنة الأولى؛ فمَن يجب أن يكون مسؤولاً عن ذلك؟».

وأضاف عارف: «لقد كان هناك إهمال في هذا المجال، ويجب مواجهة الهجمات الإلكترونية بجدية في جميع قطاعات صناعة النفط، وأطلب من وزير النفط متابعة هذا الموضوع بجدية». وأشار إلى أن «التجربة أظهرت أنه تم شنّ هجومين خلال عام واحد، وكان الهجومان متشابهَين، ولم يكن هناك أي تغيير فيهما».

وتعرّضت شبكة محطات الوقود في إيران لهجوم سيبراني في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واتهمت الحكومة السابقة، قراصنة على صلة بإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، وذلك بعد هجوم إلكتروني استهدفت مستشفى في شمال إسرائيل.

وفي أعقاب الهجوم، كشفت «منظمة الدفاع السلبي الإيراني»، عن تعطل 3800 من أصل 4396 محطة وقود في أنحاء البلاد. وقال مسؤولون حينها إن العدد يعادل 60 في المائة من محطات الوقود الإيرانية. ولم تعترف السلطات على الفور بالهجوم إلا بعدما أعلنت مجموعة قرصنة تُسمى «بريداتوري سبارو» أو «العصفور المفترس» مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت المجموعة المرتبطة بإسرائيل: «هذا الهجوم الإلكتروني نُفّذ بطريقة محكمة لتجنب إلحاق أي ضرر محتمل بخدمات الطوارئ». وأضافت أن الضربة الرقمية تلك تأتي «رداً على اعتداءات من الجمهورية الإسلامية ووكلائها في المنطقة».

وتسبب الهجوم في إرباك عملية توزيع النفط، خصوصاً الحصص التي توزعها الحكومة على السائقين في إطار بطاقة رقمية تصدرها السلطات، وتسمح لهم بحصة شهرية من الوقود بسعر مدعوم.

ورغم إعلان السلطات عودة المحطات إلى العمل بعد 48 ساعة، فإن تقارير نشرتها صحف ومواقع إيرانية، أشارت إلى مشكلات استمرّت أياماً في عملية توزيع الوقود.

وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، عطّل هجوم سيبراني شنّته مجموعة «العصفور المفترس»، 4300 محطة وقود إيرانية. وفي الوقت نفسه، اخترق القراصنة إعلانات إلكترونية عملاقة في أنحاء طهران، وكتبوا «أين البنزين يا خامنئي؟». وجاء الهجوم قبل أيام من حلول الذكرى الثانية لاحتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، في أعقاب قرار مفاجئ برفع أسعار البنزين.

وشكّلت الهجمات السيبرانية المتبادلة أحد فصول «حرب الظل» بين إيران وعدوتها إسرائيل خلال السنوات الأخيرة. وكانت أبرز الهجمات قد استهدفت المنشآت الصناعية الإيرانية.


مقالات ذات صلة

بزشكيان إلى بغداد الأربعاء في أول محطة خارجية

شؤون إقليمية بزشكيان يلتقي قادة الجيش الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)

بزشكيان إلى بغداد الأربعاء في أول محطة خارجية

يتوجه بزشكيان إلى بغداد، الأربعاء، في أول محطة خارجية له، فيما أبدى «الحرس الثوري» ارتياحاً من إبعاد مقرات أحزاب كردية معارضة عن الحدود العراقية-الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)

«عودة ماركو بولو»... باريس تكشف مؤامرة اغتيالات إيرانية في أوروبا

فيما باتت تعرف بـ«عودة ماركو بولو»، كشفت السلطات الفرنسية، عن عودة أجهزة الاستخبارات الإيرانية، إلى استخدام الاغتيالات في أوروبا خصوصاً ضد المعارضة واليهود.

«الشرق الأوسط» (لندن-باريس)
المشرق العربي قوات من البيشمركة الكردية خلال احتفال في أربيل عاصمة إقليم كردستان 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

كردستان العراق يسلّم طهران ناشطاً كردياً إيرانياً

سلّمت قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في السليمانية ثاني أكبر مدن كردستان العراق، السلطات الإيرانية ناشطاً كردياً إيرانياً ينتمي إلى حزب معارض بارز.

«الشرق الأوسط» (السليمانية)
شؤون إقليمية عناصر من القوات البيشمركة في حزب «كوملة» الكردستاني الإيراني المعارض في معسكر تدريبي بموقع شمال العراق (إكس)

تحركات في كردستان ضد المعارضة الإيرانية تستبق زيارة بزشكيان

أثار اعتقال معارض إيراني في مدينة السليمانية وتسليمه إلى السلطات الإيرانية أسئلة سياسية في إقليم كردستان.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا رجال إنقاذ يعملون على إخماد حريق تسبب فيه القصف الروسي بمنطقة أوديسا يوم 26 أغسطس (أ.ف.ب)

كييف «قلقة» من احتمال نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا

واشنطن تعدُّه تصعيداً للحرب وترجح أن تقابَل الخطوة بمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بزشكيان إلى بغداد الأربعاء في أول محطة خارجية

بزشكيان يلتقي قادة الجيش الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلتقي قادة الجيش الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

بزشكيان إلى بغداد الأربعاء في أول محطة خارجية

بزشكيان يلتقي قادة الجيش الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلتقي قادة الجيش الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)

يتوجه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى بغداد الأربعاء، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في يوليو (تموز)، في وقت أبدى «الحرس الثوري» ارتياحه من الاتفاق الأمني بين إيران والعراق، في أعقاب تقارير عن نقل مقرات جماعات كردية معارضة بعيداً عن حدود البلدين.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) بأنَّ بزشكيان «سيعقد اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين»، مضيفة أنَّ البلدين سيوقّعان خلال الزيارة «وثائق التعاون والمذكرات الأمنية».

وهذه أول زيارة رسمية إلى الخارج يجريها الرئيس الإصلاحي الذي كان قد أكد أنّه يريد إعطاء «الأولوية» لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة.

وكان السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، أعلن في نهاية أغسطس (آب)، أنّ بزشكيان سيزور العراق بدعوة من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني.

وقال: «المذكرات التي كان من المقرّر أن يوقّعها البلدان خلال زيارة كان من المفترض أن يقوم بها الرئيس الراحل آية الله إبراهيم رئيسي، ستُوقّع خلال زيارة بزشكيان».

وتعزّزت العلاقات بين الدولتين خلال العقدين الماضيين. ووسعت إيران نفوذها السياسي والاقتصادي في العراق، بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق، برئاسة صدام حسين. ويهيمن حلفاء طهران العراقيون على البرلمان، وكان لهم دور أساسي في اختيار رئيس الحكومة الحالي.

ووقّع البلدان اتفاقاً أمنياً في مارس (آذار) 2023، بعد أشهر قليلة من تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات الكردية المناوئة لطهران، وإبعادها عن الحدود المشتركة.

وتتّهم طهران هذه المجموعات بالحصول على أسلحة من جهة العراق، وبتأجيج الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) 2022، بعد أيام على توقيفها بدعوى «سوء الحجاب».

وذكرت تقارير، السبت، أن أحزاب كردية معارضة لطهران، باشرت نقل مقراتها من الحدود الإيرانية، إلى مناطق أخرى في عمق أراضي إقليم كردستان العراق.

وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، الجمعة الماضي، اعتقال أحد أعضائه وتسليمه إلى طهران، لكن قوات الأمن في السليمانية (الآسايش)، قالت: «إنها أعادت طوعاً مواطناً كردياً إلى إيران لا يملك تأشيرة دخول صالحة لإقليم كردستان».

ووصف قائد القوات البرية في «الحرس الثوري»، الجنرال محمد باكبور، الأحد، توقيع الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران بـ«الانتصار العظيم».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن باكبور، قوله، إن «إسرائيل تدعم فرق التخريب على الحدود والعمليات الإرهابية التي تستهدف مقرات حرس الحدود، وذلك وفقاً للتحقيقات التي أجريت».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن باكبور قوله: «في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا هجمات إرهابية على مراكز الشرطة ومقر حرس الحدود في جنوب البلاد، ومن المؤكد أن هذه الهجمات لم تنفذ من مجموعة واحدة فقط، بل هناك جهاز قوي خلف هذه العمليات يستخدم مجموعات معادية في المنطقة لصالحه».

وأشار باكبور إلى عمليات شنها «الحرس الثوري» في تسعينات القرن الماضي، ضد جماعات معارضة، تتمركز في محافظة بلوشستان المحاذية لأفغانستان وباكستان.

وقال في هذا الصدد: «كانت أجزاء من الحدود تحت سيطرة العناصر المناهضة للثورة، لكن مع وجود (الحرس الثوري) الفعّال في تلك المناطق، تم تطهير الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية من هذه العناصر».

وأضاف: «بعد ذلك، وقعت الحكومة العراقية أيضاً اتفاقية أمنية مع إيران لطرد وتطهير العناصر المناهضة للثورة من حدود البلدين، وهذا كان أعظم انتصار للجمهورية الإسلامية».

و شنّ «الحرس الثوري» الإيراني عدة هجمات على إقليم كردستان العراق، كان آخرها في يناير (كانون الثاني) الماضي، مبرراً ذلك بـاستهداف «مقر لجهاز الموساد»، الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، الأمر الذي نفته كل من بغداد وأربيل.