واشنطن لحلفائها: إيران أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا

استعراض للصواريخ الباليستية الإيرانية خلال حفل للقوات المسلحة في طهران في أغسطس 2023 (رويترز)
استعراض للصواريخ الباليستية الإيرانية خلال حفل للقوات المسلحة في طهران في أغسطس 2023 (رويترز)
TT

واشنطن لحلفائها: إيران أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا

استعراض للصواريخ الباليستية الإيرانية خلال حفل للقوات المسلحة في طهران في أغسطس 2023 (رويترز)
استعراض للصواريخ الباليستية الإيرانية خلال حفل للقوات المسلحة في طهران في أغسطس 2023 (رويترز)

أبلغت الولايات المتحدة حلفاءها أن إيران أرسلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، في خطوة من شأنها أن تمنح موسكو «أداة عسكرية قوية» أخرى لاستخدامها في الحرب ضد كييف، بحسب مسؤولين أميركيين وأوروبيين.

وحذّرت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) طهران من مثل هذه الخطوة، وفق ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي كثّفت فيه روسيا هجماتها الصاروخية على أوكرانيا مستهدفة المدن والبنية التحتية، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة.

ووفق مسؤولين أوروبيين، حذّرت الولايات المتحدة حلفاءها من هذا التحرك الإيراني خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أكد مسؤول أميركي أن الصواريخ «تم تسليمها أخيراً».

ولم يستجب مجلس الأمن القومي الأميركي لطلب فوري للتعليق من «وول ستريت جورنال». ولم يصدر تعليق فوري من البعثة الإيرانية لدى «الأمم المتحدة» في نيويورك، أو من السفارة الروسية في واشنطن.

وقد تلقت روسيا بالفعل في وقت سابق طائرات مسيرة إيرانية، استخدمتها في مهاجمة أوكرانيا. كما أنها تستخدم ذخائر وصواريخ قادمة من كوريا الشمالية لضرب أهداف في أوكرانيا.

عقوبات منسقة

ويمكن أن تكون لتسليم الصواريخ آثار سلبية على آمال الحكومة الإيرانية الجديدة في تهدئة التوترات مع الغرب. وقال الرئيس الجديد للبلاد مسعود بزشكيان إنه يأمل في «تحسين الاقتصاد المحلي» من خلال «تخفيف العقوبات الغربية» على بلاده.

ويُشرف المرشد الإيراني علي خامنئي و«الحرس الثوري» الإيراني إلى حد كبير على العلاقات العسكرية مع روسيا.

وفي مارس (آذار)، حذّر زعماء مجموعة السبع من أنهم «سيفرضون عقوبات مُنسقة» على إيران إذا نفذت عملية نقل الصواريخ إلى روسيا.

ووفق «وول ستريت جورنال»، تتضمن الشحنة بضع مئات من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى نحو 500 ميل. وقال مسؤول أوروبي كبير: «هذه ليست النهاية»، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تواصل إيران إرسال الأسلحة إلى روسيا.

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، «بمزيد من الأسلحة» من الدول الحليفة المجتمعة في ألمانيا «من أجل صدّ القوات الروسية»، والسماح له باستخدام هذه الأسلحة لضرب الأراضي الروسية، في وقت تكثّف موسكو عمليات القصف المدمّر وتحرز تقدّماً في الجبهة الشرقية.

وقال زيلينسكي، خلال مشاركته في «مجموعة اتصال» لحلفاء أوكرانيا في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين، غرب ألمانيا: «نحن بحاجة إلى مزيد من الأسلحة لمواجهة القوات الروسية، خصوصاً في منطقة دونيتسك» في الشرق. وأضاف: «العالم يملك ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي لضمان عدم تحقيق الإرهاب الروسي أي نتائج».

بدورهم، قال مسؤولون أوروبيون، الجمعة، إنهم يعملون مع نظرائهم الأميركيين للرد على التصرف الإيراني، مشيرين إلى أن ذلك سيتطلب فرض عقوبات إضافية.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يحض الصين على التوقف عن دعم حرب روسيا في أوكرانيا

العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور خلال مؤتمر صحافي مشترك في مقر إقامة رئيس الوزراء في أوسلو - النرويج 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

«الناتو» يحض الصين على التوقف عن دعم حرب روسيا في أوكرانيا

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الجمعة، الصين إلى التوقف عن دعم حرب روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في زابوريجيا بأوكرانيا في 2 سبتمبر 2024 (رويترز)

الرئيس الأوكراني في ألمانيا للحصول على مزيد من الدعم العسكري

من المقرّر أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألمانيا، اليوم (الجمعة)، حيث يجتمع حلفاء أوكرانيا؛ لمناقشة المساعدات العسكرية لكييف.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا صورة عامة من اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بألمانيا 21 أبريل 2023 (رويترز)

مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا تجتمع اليوم في ألمانيا

يجتمع الكثير من وزراء الدفاع والمسؤولين العسكريين رفيعي المستوى صباح اليوم (الجمعة)؛ لمناقشة المزيد من الدعم لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا علم حلف الناتو (إ.ب.أ)

أمين عام «الناتو» لا يرى تهديداً عسكرياً حالياً للدول الأعضاء

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الخميس، إنه لا يرى أي تهديد عسكري حالياً للدول الأعضاء في التحالف العسكري.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يدلي ببيان خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بواشنطن في 10 يوليو 2024 (د.ب.أ)

أمين عام «الناتو» يؤيد الهجوم الأوكراني في روسيا

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن تأييده الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، معتبراً أن هذا ضمن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

«الشرق الأوسط» (برلين)

أوساط يمينية تتهم نتنياهو والقيادة العسكرية بعدم قول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي

إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
TT

أوساط يمينية تتهم نتنياهو والقيادة العسكرية بعدم قول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي

إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأميركية على بث روح التفاؤل حول إمكانية نجاح المفاوضات بنسبة 90 في المائة، وتشكك فيه بقية الأطراف بهذه التقديرات، ويعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن تمكنه من تصفية القدرات العسكرية لحركة «حماس»؛ خرجت أصوات من اليمين واليسار في تل أبيب تتهم القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بالغش وبأنهم لا يقولون الحقيقة للجمهور.

وقال وزير الداخلية الأسبق، حايم رامون، إن جميع القادة الإسرائيليين يكذبون على المواطنين، مضيفاً: «رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) الذي ادعى أننا قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، يكذب فنحن نبتعد عن الانتصار ونقترب من الهزيمة. ولكنه ليس الوحيد. كل القيادات السياسية والعسكرية، ومنذ سنين طويلة، يكذبون. نتنياهو يقول إنه يسعى لصفقة تنهي حكم (حماس) والجيش يقول إنه يدير حرباً تفضي إلى الهدف نفسه، وبيني غانتس يقول إننا نستطيع أن ننسحب من (فيلادلفيا)، وأن نعود لاحتلاله متى نشاء وكلهم يكذبون». ويؤكد أن الجميع لا يعملون لأجل صفقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (أرشيفية - رويترز)

ونشرت صحيفة اليمين الإسرائيلي، «يسرائيل هيوم»، تقريراً نقلت فيه تصريحات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، كشفت فيه تفاصيل جديدة عن الصفقة بينت فيها أن ما يقال مجافٍ للحقيقة. وقالت: «كُشِفَ أمس في إحاطة لمراسلي البيت الأبيض النقاب عن تفاصيل الصفقة المتبلورة بين إسرائيل و(حماس)، التي يؤتى بها هنا لأول مرة. فموظف كبير في إدارة الرئيس جو بايدن يقول إن 90 في المائة من الاتفاق بات جاهزاً، وأن 14 من أصل 18 بنداً مشابهة لمقترح (حماس) في 2 يوليو (تموز)، يتضمن الاتفاق ثلاثة عناصر أساسية: زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، تحرير سجناء فلسطينيين مقابل مخطوفين إسرائيليين، ووقف نار في ثلاث مراحل. في القسم الإنساني من الصفقة يرتفع عدد شاحنات المساعدات اليومية من 200 إلى 600، إضافة إلى 50 شاحنة وقود. معنى الأمر هو أنه في أثناء 42 يوماً الأولى من الصفقة يدخل نحو 25 ألف شاحنة مساعدات إلى غزة. كما تشمل الصفقة إدخال المعدات لإخلاء الأنقاض، ومساعدات للعيادات، وترميم مخابز وبنى تحتية وإقامة 60 ألف منزل مؤقت، و200 ألف خيمة في أرجاء القطاع».

وقالت القناة «14» التلفزيونية، التابعة أيضاً لليمين، إن «نتنياهو يدير معركة يحاول فيها إقناعنا بأن وجود إسرائيل مرهون بمحور فيلادلفيا، لكنه في الحقيقة أبلغ واشنطن بأنه مستعد للانسحاب منه، شرط أن تتولى مراقبته جهة أجنبية موثوقة. ولم يسم هذه الجهة».

نتنياهو في قاعدة «رامات» بحيفا يوم 21 أغسطس 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

وقال الكاتب الصحافي، ران أدليست، إن الطريقة التي تدير فيها الحكومة هذه المعركة وتمارس فيها القيادة العسكرية عمليات تنهك قطاع غزة، تتدهور من مستوى العالم الأول والثاني لتصبح دولة عالم ثالث بكل معنى الكلمة.

وقالت الكاتبة الصحافية، عديت رزطال، إن «هذه الأساليب تدل على أن الفاشية الجديدة في إسرائيل تطل برأسها وتجد في الحكومة ورئيسها الدعم والتأييد. المخطوفون وعائلاتهم هم ضحاياها الأوائل»، وأضافت: «في نهاية الشهر الـ11 للحرب الطويلة في غزة، الدموية وعديمة الهدف، لم يعد ممكناً تبرير ضحاياها والتدمير الذي تسببه بأي شكل من الأشكال، أخلاقياً أو عقلانياً. خلافاً لإرادة الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين (70 في المائة حسب جميع الاستطلاعات خلال أشهر)، الذين يؤيدون إعادة المخطوفين على الفور وبأي ثمن، تقف السلطة واليمين المتطرف المسيحاني في إحباطهما الدائم لجهود المستوى الأمني من أجل إنقاذ المخطوفين. هذا هو سلوك ديكتاتوري غير دستوري يتسم بالأكاذيب الخطيرة على الناس وينذر بالتدهور ليس نحو الدكتاتورية بل الفاشية. فما نراه هنا هو تدمير جزئي لسلطة القانون والديمقراطية، أو يمكن تسميته نصف فاشية أو ثلثي فاشية. أجل، فالحرب الحالية في غزة ليست فقط الحرب الأطول والأكثر تدميراً التي عرفتها إسرائيل، بل هي أيضاً الحرب الأكثر فاشية. حملة التدمير التي تنفذها إسرائيل ضد الغزيين وضد نفسها تستهدف ليس فقط تصفية (حماس) بضربة واحدة وإلى الأبد، بل بالأساس إعادة لإسرائيل ما يعد كرامتها الوطنية، ومحو كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول). ويفعلون ذلك بواسطة مفاهيم متخلفة نابعة من عبادة البطولة والرضوخ لحاكم فرد، مجرم ومصاب بجنون العظمة وفاقد للإنسانية، يحاول السيطرة على رواية الحرب».