أوساط يمينية تتهم نتنياهو والقيادة العسكرية بعدم قول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي

إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
TT

أوساط يمينية تتهم نتنياهو والقيادة العسكرية بعدم قول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي

إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاق الأسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأميركية على بث روح التفاؤل حول إمكانية نجاح المفاوضات بنسبة 90 في المائة، وتشكك فيه بقية الأطراف بهذه التقديرات، ويعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن تمكنه من تصفية القدرات العسكرية لحركة «حماس»؛ خرجت أصوات من اليمين واليسار في تل أبيب تتهم القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بالغش وبأنهم لا يقولون الحقيقة للجمهور.

وقال وزير الداخلية الأسبق، حايم رامون، إن جميع القادة الإسرائيليين يكذبون على المواطنين، مضيفاً: «رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) الذي ادعى أننا قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، يكذب فنحن نبتعد عن الانتصار ونقترب من الهزيمة. ولكنه ليس الوحيد. كل القيادات السياسية والعسكرية، ومنذ سنين طويلة، يكذبون. نتنياهو يقول إنه يسعى لصفقة تنهي حكم (حماس) والجيش يقول إنه يدير حرباً تفضي إلى الهدف نفسه، وبيني غانتس يقول إننا نستطيع أن ننسحب من (فيلادلفيا)، وأن نعود لاحتلاله متى نشاء وكلهم يكذبون». ويؤكد أن الجميع لا يعملون لأجل صفقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (أرشيفية - رويترز)

ونشرت صحيفة اليمين الإسرائيلي، «يسرائيل هيوم»، تقريراً نقلت فيه تصريحات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، كشفت فيه تفاصيل جديدة عن الصفقة بينت فيها أن ما يقال مجافٍ للحقيقة. وقالت: «كُشِفَ أمس في إحاطة لمراسلي البيت الأبيض النقاب عن تفاصيل الصفقة المتبلورة بين إسرائيل و(حماس)، التي يؤتى بها هنا لأول مرة. فموظف كبير في إدارة الرئيس جو بايدن يقول إن 90 في المائة من الاتفاق بات جاهزاً، وأن 14 من أصل 18 بنداً مشابهة لمقترح (حماس) في 2 يوليو (تموز)، يتضمن الاتفاق ثلاثة عناصر أساسية: زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، تحرير سجناء فلسطينيين مقابل مخطوفين إسرائيليين، ووقف نار في ثلاث مراحل. في القسم الإنساني من الصفقة يرتفع عدد شاحنات المساعدات اليومية من 200 إلى 600، إضافة إلى 50 شاحنة وقود. معنى الأمر هو أنه في أثناء 42 يوماً الأولى من الصفقة يدخل نحو 25 ألف شاحنة مساعدات إلى غزة. كما تشمل الصفقة إدخال المعدات لإخلاء الأنقاض، ومساعدات للعيادات، وترميم مخابز وبنى تحتية وإقامة 60 ألف منزل مؤقت، و200 ألف خيمة في أرجاء القطاع».

وقالت القناة «14» التلفزيونية، التابعة أيضاً لليمين، إن «نتنياهو يدير معركة يحاول فيها إقناعنا بأن وجود إسرائيل مرهون بمحور فيلادلفيا، لكنه في الحقيقة أبلغ واشنطن بأنه مستعد للانسحاب منه، شرط أن تتولى مراقبته جهة أجنبية موثوقة. ولم يسم هذه الجهة».

نتنياهو في قاعدة «رامات» بحيفا يوم 21 أغسطس 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

وقال الكاتب الصحافي، ران أدليست، إن الطريقة التي تدير فيها الحكومة هذه المعركة وتمارس فيها القيادة العسكرية عمليات تنهك قطاع غزة، تتدهور من مستوى العالم الأول والثاني لتصبح دولة عالم ثالث بكل معنى الكلمة.

وقالت الكاتبة الصحافية، عديت رزطال، إن «هذه الأساليب تدل على أن الفاشية الجديدة في إسرائيل تطل برأسها وتجد في الحكومة ورئيسها الدعم والتأييد. المخطوفون وعائلاتهم هم ضحاياها الأوائل»، وأضافت: «في نهاية الشهر الـ11 للحرب الطويلة في غزة، الدموية وعديمة الهدف، لم يعد ممكناً تبرير ضحاياها والتدمير الذي تسببه بأي شكل من الأشكال، أخلاقياً أو عقلانياً. خلافاً لإرادة الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين (70 في المائة حسب جميع الاستطلاعات خلال أشهر)، الذين يؤيدون إعادة المخطوفين على الفور وبأي ثمن، تقف السلطة واليمين المتطرف المسيحاني في إحباطهما الدائم لجهود المستوى الأمني من أجل إنقاذ المخطوفين. هذا هو سلوك ديكتاتوري غير دستوري يتسم بالأكاذيب الخطيرة على الناس وينذر بالتدهور ليس نحو الدكتاتورية بل الفاشية. فما نراه هنا هو تدمير جزئي لسلطة القانون والديمقراطية، أو يمكن تسميته نصف فاشية أو ثلثي فاشية. أجل، فالحرب الحالية في غزة ليست فقط الحرب الأطول والأكثر تدميراً التي عرفتها إسرائيل، بل هي أيضاً الحرب الأكثر فاشية. حملة التدمير التي تنفذها إسرائيل ضد الغزيين وضد نفسها تستهدف ليس فقط تصفية (حماس) بضربة واحدة وإلى الأبد، بل بالأساس إعادة لإسرائيل ما يعد كرامتها الوطنية، ومحو كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول). ويفعلون ذلك بواسطة مفاهيم متخلفة نابعة من عبادة البطولة والرضوخ لحاكم فرد، مجرم ومصاب بجنون العظمة وفاقد للإنسانية، يحاول السيطرة على رواية الحرب».


مقالات ذات صلة

هجوم نتنياهو على الوسطاء يهدد مفاوضات هدنة غزة

شؤون إقليمية فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)

هجوم نتنياهو على الوسطاء يهدد مفاوضات هدنة غزة

تصعيد جديد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضد حليفته واشنطن أحد أطراف وساطة الهدنة في قطاع غزة، باتهامها بـ«ترويج روايات كاذبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي غارة إسرائيلية تستهدف أحراج بلدة زبقين في جنوب لبنان (رويترز)

تراجع لهجة وعمليات «حزب الله» يقابله مواصلة إسرائيل قصفها المكثف

دخلت المواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل منذ فترة في مرحلة من الاستقرار النسبي، بعدما بات واضحاً أنه لا مصلحة للطرفين بتوسعة القتال.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي أعضاء من «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

جبهة «إسناد غزة» تكشف الدور الهجومي لسلاح «حزب الله»

فرضت جبهة جنوب لبنان واقعاً جديداً على «حزب الله» الذي بدّل وظيفة سلاحه من الدفاع عن لبنان إلى سلاح هجوم، الأمر الذي يفتح النقاش واسعاً للبحث في مصير هذا السلاح

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي مقاتلون فلسطينيون خلال تشييع أحد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين الجمعة (إ.ب.أ)

جهات إسرائيلية تحذر من تحويل الضفة إلى غزة ثانية

مع تزايد الإشارات إلى وجود مخطط جدي لتحويل الضفة الغربية إلى نسخة ثانية من قطاع غزة، من حيث الدمار والقتل والاعتقال، ترتفع أصوات تحذر من خطورة هذا التوجه.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي صورة ملتقطة من موقع في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان تظهر تصاعد الدخان أثناء القصف الإسرائيلي لمنطقة لبنانية في 4 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

غارة إسرائيلية على بلدة عيترون في جنوب لبنان

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الجمعة، غارة استهدفت بلدة عيترون في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

بلينكن يؤكد إنجاز 90% من اتفاق الهدنة بغزة ويدعو لحل القضايا المتبقية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يؤكد إنجاز 90% من اتفاق الهدنة بغزة ويدعو لحل القضايا المتبقية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه يتعين على إسرائيل وحركة «حماس» حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال بلينكن في بيان: «بناء على ما رأيته، جرى التوافق على نحو 90 في المئة لكن هناك قضايا قليلة بالغة الأهمية لا تزال عالقة بما في ذلك ما يسمى بمحور فيلادلفيا على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر».

وذكر أن هناك أيضاً بعض الخلافات حول كيفية مبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

وأضاف بلينكن: «أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل وأن ينقلا (قطر ومصر) لحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، بشأن كيفية حل المسائل العالقة المتبقية».

وتقوم الولايات المتحدة وقطر ومصر بدور الوساطة بين الطرفين.

وطرح الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو (أيار) مقترحاً لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، لكن لا تزال هناك خلافات تعرقل إبرام اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.

وترفض حماس أي وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لن تنسحب منه.

واندلعت هذه الجولة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما قادت حماس هجوماً على إسرائيل أسفر وفقاً لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة المحلية، كما أجبر كل سكان قطاع غزة تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح.