روسيا تبلغ تركيا أنه لا إمكانية للحديث عن مفاوضات مع كييف

بسبب الهجوم الأوكراني على كورسك

تركيا جمعت وفدَي المفاوضات الروسي والأوكراني بإسطنبول في مارس 2022 دون تحقيق تقدم (أرشيفية- الرئاسة التركية)
تركيا جمعت وفدَي المفاوضات الروسي والأوكراني بإسطنبول في مارس 2022 دون تحقيق تقدم (أرشيفية- الرئاسة التركية)
TT

روسيا تبلغ تركيا أنه لا إمكانية للحديث عن مفاوضات مع كييف

تركيا جمعت وفدَي المفاوضات الروسي والأوكراني بإسطنبول في مارس 2022 دون تحقيق تقدم (أرشيفية- الرئاسة التركية)
تركيا جمعت وفدَي المفاوضات الروسي والأوكراني بإسطنبول في مارس 2022 دون تحقيق تقدم (أرشيفية- الرئاسة التركية)

أبلغت روسيا تركيا أنه لا يمكن الحديث عن مفاوضات مع أوكرانيا، بعد هجومها على مقاطعة كورسك الروسية.

وذكرت وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين، أكد للسفير التركي في موسكو، تانجو بيلغيتش، أنه بعد «الهجوم الإرهابي الأوكراني في كورسك» لا يمكن الحديث عن مفاوضات مع كييف.

والتقى بيلغيتش غالوزين، الاثنين، بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أنها حققت أهدافها من توغلها في كورسك الروسية المستمر منذ أسبوعين، وناقش الجانبان الوضع في أوكرانيا. وأدان غالوزين بشدة، خلال اللقاء، الهجوم الذي نفذته أوكرانيا.

لا إمكانية للمفاوضات

وحسبما ذكرت الخارجية الروسية، تم التأكيد على أنه في مثل هذه الحالة لا يمكن التحدث عن أي شيء في مفاوضات مع كييف بشأن آفاق التسوية السياسية والدبلوماسية، ومن المستحيل مناقشة قضايا الطاقة والأمن الغذائي، فضلاً عن الجوانب الإنسانية للوضع الحالي في أوكرانيا، والتي يحاول الغربيون فرضها، متابعةً لنتائج «قمة السلام» بشأن أوكرانيا التي عقدت في بورغنستوك بسويسرا في يونيو (حزيران) الماضي.

وفدا المفاوضات الروسي والأوكراني خلال لقاء بإسطنبول في مارس 2022 (أرشيفية- الرئاسة التركية)

وتواصل تركيا مساعي ترمي إلى استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بـ«صيغة إسطنبول»، في إشارة إلى جولة المفاوضات التي عُقدت بين الجانبين المتحاربين في إسطنبول، في مارس (آذار) عام 2022، بعد أشهر من الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

كما تسعى تركيا إلى استئناف تصدير الحبوب عبر ممر آمن في البحر الأسود، بعد توقف العمل باتفاقية إسطنبول التي تم التوصل إليها في يوليو (تموز) 2022، وتوقفت بعد عام واحد، بسبب تمسك روسيا بتنفيذ الشق الخاص بها من الاتفاقية التي سمحت بخروج 33 مليون طن من الحبوب من 3 موانٍ أوكرانية على البحر الأسود.

وخلال اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، أكد السفير التركي دعم بلاده لروسيا في عدم القبول المطلق بما تم الاتفاق عليه في بورغنستوك.

وقالت الخارجية الروسية: «لوحظ أن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 14 يونيو الماضي، فتحت آفاقاً حقيقية أمام كييف، للتوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للصراع، إلا أن نظام كييف يتجاهل هذه الفرصة بشكل غير مسؤول».

توغل كورسك

وأعلنت أوكرانيا، الاثنين، أنها تحقق أهدافها من توغل مستمر منذ أسبوعين في منطقة كورسك الروسية، بينما أكدت روسيا أن القوات الأوكرانية ألحقت ضرراً بجسر ثالث، بعد ضرب جسرين يستخدمان لإمداد القوات.

وذكرت كييف أنها سيطرت على أكثر من 80 تجمعاً سكنياً، ضمن مساحة تزيد على 1150 كيلومتراً مربعاً، منذ بدء توغل مباغت في 6 أغسطس (آب) الحالي، في أكبر غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم على كورسك المتاخمة لشرق أوكرانيا، يهدف إلى استقطاع منطقة عازلة واستنزاف آلة الحرب الروسية، وذلك بعد أكثر من عامين من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وكتب على تطبيق «تلغرام»: «نحقق أهدافنا».

إردوغان والأمين العام للأمم المتحدة شهدا توقيع اتفاقية الممر الآمن للحبوب بالبحر الأسود في إسطنبول يوم 22 يوليو 2022 (الرئاسة التركية)

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين، إن الرئيس فلاديمير بوتين أكد أنه لن تكون هناك مفاوضات مع كييف، بعد الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك.

وسبق ذلك نفي لافروف تقارير حول اتصالات سرية بين روسيا وأوكرانيا بوساطة قطر وتركيا، قائلاً إنها مجرد إشاعات، وتهدف للإعداد لعقد مؤتمر في سويسرا، وإنه أمر غير مقبول لبلاده.

وقال لافروف، في مقابلة صحافية، الاثنين: «هناك شائعات حول أن جيراننا الأتراك يخططون لمحاولة التوسط بطريقة ما في مجال الأمن الغذائي، وهذا في سياق ضمان حرية الملاحة في البحر الأسود. أنتم تعرفون الغرض من مثل هذه الأفكار».


مقالات ذات صلة

قائد الجيش الأوكراني: تقدّمنا ما بين 28 و35 كيلومتراً في كورسك الروسية

أوروبا امرأة تقف وسط حطام منزلها الذي تعرّض للقصف في منطقة دونيتسك، أوكرانيا، 20 أغسطس 2024 (رويترز)

قائد الجيش الأوكراني: تقدّمنا ما بين 28 و35 كيلومتراً في كورسك الروسية

قال قائد الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية تقدمت لمسافة تتراوح من 28 إلى 35 كيلومتراً في منطقة كورسك الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا تظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية جسراً مدمراً عبر نهر سيم في بلدة غلوشكوفو بمنطقة كورسك الروسية، 17 أغسطس 2024 (أ.ب)

روسيا تشكّل 3 مجموعات عسكرية للدفاع عن مناطقها الحدودية

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الثلاثاء، إن روسيا شكلت 3 مجموعات عسكرية جديدة لتعزيز الأمن في المناطق المتاخمة لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي: الوضع «صعب» بالقرب من توريتسك وبوكروفسك في شرق أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الثلاثاء)، إن الوضع «صعب» على الجبهة الأوكرانية الشرقية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عناصر من الشرطة الروسية يدققون بسيارة عند نقطة تفتيش في بيلغورود (رويترز)

روسيا تعتقل عالماً بشبهة خيانة لصالح أوكرانيا

ذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء، الثلاثاء، أن جهاز الأمن الروسي اعتقل عالماً في موسكو بشبهة خيانة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا العلم الروسي يرفرف بالقرب من كنيسة تضرّرت بسبب الحرب في بلدة أفدييفكا بمنطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية (رويترز)

أوكرانيا تقرّ حظر الكنيسة الأرثوذكسية المرتبطة بروسيا

اعتمد البرلمان الأوكراني، الثلاثاء، مشروع قانون يحظر الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو، والتي تُعدّ نقاط نفوذ للكرملين.

«الشرق الأوسط» (كييف)

تقرير: حرب الاستخبارات في قلب المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»

عامل في الدفاع المدني اللبناني يحاول إخماد النيران في مبنى أصابته غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية في قرية شبعا الحدودية جنوب لبنان في 18 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
عامل في الدفاع المدني اللبناني يحاول إخماد النيران في مبنى أصابته غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية في قرية شبعا الحدودية جنوب لبنان في 18 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
TT

تقرير: حرب الاستخبارات في قلب المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»

عامل في الدفاع المدني اللبناني يحاول إخماد النيران في مبنى أصابته غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية في قرية شبعا الحدودية جنوب لبنان في 18 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
عامل في الدفاع المدني اللبناني يحاول إخماد النيران في مبنى أصابته غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية في قرية شبعا الحدودية جنوب لبنان في 18 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

تخوض إسرائيل و«حزب الله»، في مواجهتهما المستمرة بشكل شبه يومي منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حرباً استخباراتية في الشرق الأوسط، تميزت باغتيالات مستهدفة، نظمتها الدولة العبرية. وفي 30 يوليو (تموز)، قتلت إسرائيل فؤاد شكر، وهو قيادي كبير في «حزب الله»، ما أثار تساؤلات حول كيفية حصول الإسرائيليين على موقعه السري في بيروت. ورداً على ذلك، قامت الطائفة الشيعية بسرعة بتعزيز أمن اتصالاتها، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أمس (الاثنين).

منذ 8 أكتوبر، قُتل نحو 400 من مقاتلي «حزب الله»، من بينهم نحو 20 من القادة رفيعي المستوى، قُتلوا بهجمات دقيقة نفّذتها إسرائيل باستخدام طائرات من دون طيار أو صواريخ أو متفجرات. ومن بين القتلى، وسام الطويل، قائد وحدة الرضوان الخاصة الذي قضى في يناير (كانون الثاني) في جنوب لبنان، وتبعه مسؤولان عسكريان آخران من الحزب.

هذه الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ليست جديدة بالنسبة لها، فقد استخدمت هذه الاستراتيجية لعقود من الزمن. وما يميز هذه الحملة هو التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، وفق «لوفيغارو».

وتتفوق «وحدة الاستخبارات 8200» التابعة للجيش الإسرائيلي في اعتراض الاتصالات واختراق الشبكات، مستغلة ضعف البنية التحتية اللبنانية. بل إن بعض التقارير تشير إلى أن شبكة الاتصالات التابعة لجماعة «حزب الله» قد تم اختراقها، ما سهّل وقوع هجمات مثل تلك التي استهدفت شكر.

ويستخدم الجيش الإسرائيلي أيضاً الذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار المتطورة لجمع البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي، ما يعزز تفوّقه الاستراتيجي في هذا الصراع.

لا تعتمد إسرائيل على قدراتها الاستخباراتية فحسب، بل تعتمد أيضاً على قدرات حلفائها، وفي المقام الأول الولايات المتحدة. وتلعب شبكات التجسس أيضاً دوراً رئيسياً. ويقوم الجيش اللبناني بانتظام بتوقيف لبنانيين أو أجانب بتهمة التعاون مع إسرائيل. وتكشف هذه الاعتقالات التسلل الإسرائيلي، الذي سهّلته البنية البيروقراطية لجماعة «حزب الله»، وفق «لوفيغارو».

لكن، على الرغم من هذه الاختراقات، فإن عمليات الاستخبارات الإسرائيلية ليست كافية لتوجيه ضربات كبيرة لجماعة «حزب الله»، التي بدورها ردّت من خلال تعزيز أمنها والحد من مخاطر التجسس. وفي فبراير (شباط)، نصح الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أنصاره بالتخلص من هواتفهم الذكية، التي يعدّها الحزب مصدراً للخطر.

ورداً على القدرات الإسرائيلية، هاجم «حزب الله» البنية التحتية للاستخبارات الإسرائيلية على جبل الشيخ، وأسقط طائرات استطلاع من دون طيار، ما أدى إلى تعطيل نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي جزئياً. كما نشرت الجماعة طائرة إيرانية من دون طيار، من طراز «هدهد»، للتحليق فوق مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك فوق قاعدة جوية وفوق مدينة حيفا.