مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

نصيرزاده للبرلمان: «جبهة المقاومة» جزء من قواتنا المسلحة

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
TT

مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)

في ثالث أيام مناقشة حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمام البرلمان، تمسك مرشحُ وزارة الدفاع، الجنرال عزيز نصيرزاده، بصناعة الأسلحة في زمن السلم لبلوغ الردع الفعال، مؤكداً في الوقت نفسه أن طهران ستمضي قدماً في تعزيز جماعات «محور المقاومة»، قائلاً إنها «جزء من قواتنا المسلحة».

وبدأ نصيرزاده خطابه أمام البرلمان بمهاجمة الولايات المتحدة، وعدّ إيران قوة صاعدة «في النظام العالمي الجديد»، قائلاً إن «المنطقة والعالم رفضا النظام أحادي القطبية بقيادة أميركا، ويسعيان الآن إلى تشكيل نظام جديد بظهور قُوى جديدة مثل الجمهورية الإسلامية». وأشار إلى تغيّر الظروف الإقليمية والعالمية بسرعة في مختلف مجالات القوة، خصوصاً في مجال الأمن والدفاع، متحدثاً عن «ظهور تقنيات جديدة ومفاجئة تجعل معادلات النظام والأمن الإقليميين أكثر تعقيداً واضطراباً».

ويحمل نصيرزاده، طيار المقاتلة «إف14»، في سجله قيادة القوات الجوية في الجيش الإيراني، قبل أن يسميه المرشد الإيراني علي خامنئي نائباً لرئيس هيئة الأركان.

وقال نصيرزاده: «زادت الضغوط التي يمارسها الاستكبار العالمي وأعوانه الإقليميون، على مختلف الأبعاد العسكرية والسياسية والنفسية والثقافية والاقتصادية، على (جبهة المقاومة) والجمهورية الإسلامية».

وتدل تسمية «جبهة المقاومة» أو «محور المقاومة» في قاموس المسؤولين الإيرانيين على الجماعات المسلحة التي تدين بالولاء الآيديولوجي لنظام الحكم في طهران، أو على جماعات حليفة مثل حركة «حماس» الفلسطينية.

اغتيال هنية

وفي جزء من كلامه، اتهم نصيرزاده الولايات المتحدة بالسعي إلى تعزيز الردع الإسرائيلي، بعدما شنت بلاده هجوماً مباشراً على الأراضي الإسرائيلية في منتصف أبريل (نيسان) الماضي رداً على قصف مقر قنصليتها في دمشق. وتقول إسرائيل إنها تمكنت بمساعدة حلفائها من إحباط نحو 99 في المائة من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران.

وقال نصيرزاده إن إسرائيل «تجاوزت الخطوط الحمر» باغتيال إسماعيل هنية في طهران. وأضاف: «لقد أظهرنا أن الأمن هو أهم موضوع لدينا... في أمننا توجد خطوط حمر، وأي شخص يتجاوزها فلن نغفر له، ولكن في هذا المسار؛ العقلانية هي السائدة».

نصیرزاده قبل إلقائه خطابه أمام النواب اليوم (البرلمان الإيراني)

وبشأن الرد على إسرائيل، قال: «بالتأكيد سيتم تنفيذ هذا العمل، ولا داعي للقلق... القطاع الدفاعي والأمني لن يتسامح بأي شكل من الأشكال مع العدو في هذا المجال، وإن شاء الله أعدكم بأن الأمور ستسير كما ترغبون».

وجاءت تعليقات نصيرزاده عن اغتيال هنية في رد على سؤال من النائب ياسر سليماني الذي قال: «لماذا وجب أن يتم اغتيال إسماعيل هنية في طهران؟ نحن نطالب بأن يكون الرد قوياً وحاسماً».

ورأى نصيرزاده أن «مجموعة الظروف الاستراتيجية مكنت الجمهورية الإسلامية من تحقيق موقع متميز على الساحة الدولية، خصوصاً في غرب آسيا، وتعزيز أسس المقاومة»، في إشارة إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

«إنتاج القوة»

وأضاف في السياق نفسه: «بينما تسعى الدول إلى تشكيل تحالفات وتعاون ضدنا، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى بناء شبكة قوية وتوسيع طابعها القوي، وقد عززت (جبهة المقاومة)». وأوضح: «اكتساب القدرات الاستراتيجية، وتحديث المعدات والبنى التحتية، وزيادة جاهزية القوات المسلحة و(جبهة المقاومة)... تتطلب ابتكاراً وتحولات متعددة في مجال الدعم الدفاعي»

وعن برنامجه، قال نصيرزاده إنه سيواكب أحدث تقنيات الحرب، مشدداً على ضرورة إنتاج السلاح في زمن السلم، واستند إلى أبيات شعر فارسية، تقول: «لا جدوى من بناء السد بعدما يغمرك الفيضان».

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)

وأعرب عن اعتقاده أن «العمل الرئيسي لوزارة الدفاع (...) هو تعظيم إنتاج القوة»، لافتاً إلى ركيزتين لتحقيقها: «ناعمة وصلبة، بما يشمل استخدام البرمجيات والذكاء الاصطناعي».

وعدّ نصيرزاده هذه الأعمال مهمة «للوصول إلى نقطة الردع الفعال بوصفه هدفاً نهائياً». وقال: «لو لم نكن نمتلك الردع الفعال، لكان العدو قد هاجم بلدنا دون شك»، مضيفاً: «الردع والقوة هما ما يمنعان العدو من التجرؤ».

وتعهد بتنشيط الدبلوماسية في المنطقة، بالإضافة إلى تبادل الخبراء مع دول مجموعتَي «بريكس» و«شنغهاي» خلال السنوات الأربع المقبلة، مع «الحفاظ على السيادة واستخدام القدرات المتاحة».

«جبهة المقاومة»

كما تعهد بدعم «جبهة المقاومة». وقال: «(جبهة المقاومة) ليست مفصولة عنا، عندما نقول (القوات المسلحة) فهذا يعني أن (جبهة المقاومة) جزء منها». وأضاف: «سندعم هذه الجبهة سراً وعلناً».

ووعد نصيرزاده بـ«زيادة حماية الأنظمة والمنتجات الدفاعية لمنع الأعمال التخريبية الصناعية»، فضلاً عن الحصول على «تقنيات المنتجات التي قد تفاجئ العدو».

وسئل نصيرزاده عن برنامجه لتحسين الوضع المعيشي للقوات المسلحة، فقال للنواب: «تحسين معيشة القوات المسلحة هو مطلبنا الخاص. نحتاج إلى مساعدتكم. نحتاج إلى مساعدة الحكومة».

وأعلنت لجان مختصة؛ على رأسها «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية»، وكذلك «لجنة الصناعة»، عن موافقتهما على تسمية نصيرزاده وزيراً للدفاع.

قاليباف يتحدث إلى رسايي خلال جلسة الاستماع لمرشح وزارة الدفاع اليوم (البرلمان الإيراني)

توصيات خامنئي

وزارة الدفاع، إضافة إلى 4 وزارات أخرى (الاستخبارات، والخارجية، والداخلية، والثقافة)، يُطلع فيها الرئيسُ الإيراني المرشدَ علي خامنئي على اختياراته لرئاستها قبل أن يقدم الأسماء إلى البرلمان، مما يعدّ ضمانة تسبق التصويت على نيل الثقة من البرلمان.

وباشر البرلمان الإيراني جلساته العلنية لتقييم أجندة الوزراء المرشحين من قبل الرئيس مسعود بزشكيان منذ السبت الماضي، على أن يجري التصويت لمنح الثقة لوزراء الحكومة يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي يؤدي فيه الوزراء القسم الدستوري.

في سياق متصل، احتج النائب المتشدد حميد رضا رسايي على تغريدة شهرام دبيري، نائب الرئيس للشؤون البرلمانية، التي جاء فيها أن بزشكيان قدم «الحكومة بالتشاور مع المرشد ومع تأييده». وتساءل: «هل فعلاً تم توجيه أي توصية من قبل المرشد بشأن التصويت للحكومة أو لوزير معين؟». وأضاف أن هذا «الادعاء قد جرى تداوله سابقاً بشأن حكومات أخرى، وكانت المرة الأخيرة في حكومة روحاني الثانية، حيث جرى نفيه من قبل مكتب المرشد». ورد رئيس البرلمان محمد باقر قالیباف: «بما أنه (رسايي) قد قال كلاماً دقيقاً، فأنا أؤيده».

تحذير لمنتقد عراقجي

وقوبلت جلسة الاستماع إلى برامج مرشح وزارة الخارجية، عباس عراقجي، بردود واسعة، خصوصاً بعدما تعرض لهجوم شرس من النواب المحافظين بسبب قربه من وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، ودورهما في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي عام 2015.

وكان تلاسن عراقجي والنائب أميرحسين ثابتي منفرد، عضو «جبهة بايداري (الصمود)» المتشددة، من أبرز نقاط جلسات الاستماع للوزراء. وأشار النائب إلى محاولات للتأثير على قرار البرلمان لمنح وزراء بزشكيان الثقة. وقال إن «هناك لعبة خطرة بدأت... لقد قال شخص ما إنه يجب أن يصبح عراقجي وزيراً، وطلب منا المتحدث باسم لجنة الأمن القومي التصويت لجميع الوزراء. ما هذا المنطق؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فلتغلقوا البرلمان». وأضاف: «هل تريدون منذ البداية أن تجعلوا البرلمان دون سلاح؟ هل هذا هو البرلمان الذي قال عنه الإمام (الخميني) إنه رأس الأمور؟».

عراقجي يشرح برامجه لوزارة الخارجية أمس (أ.ب)

وفُسرت إشارة ثابتي إلى «شخص ما» لدى كثير من وسائل الإعلام بأنه المرشد الإيراني علي خامنئي. مما أثار غضب وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» التي أوصت النائب بـ«توخي الحذر والتزام الحدود».

وقالت الوكالة إن «بعض النواب في البرلمان يقولون إن (شخصاً ما) قال إنه يجب التصويت لمصلحة عراقجي». وقالت الوكالة إن المرشد «لا يعطي توجيهات مباشرة بشأن الوزراء... هذه العبارة صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه»، مشيرة إلى أن «التشاور مع المرشد بشأن تعيين بعض الوزراء، مثل وزير الاستخبارات، ليس بالأمر السري»، ورأت أن النائب استخدم إشارة «غير لائقة ولا تتناسب مع الوقار والأدب».


مقالات ذات صلة

إيران ترفض الربط بين «مفاوضات الهدنة» و«حق الرد» على إسرائيل

شؤون إقليمية لافتة تحمل صورة الرئيس الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار على مقر «جمعية الدفاع عن فلسطين» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران ترفض الربط بين «مفاوضات الهدنة» و«حق الرد» على إسرائيل

رفضت طهران مجدداً الربط بين المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في حرب غزة، والرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس حركة «حماس» في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عراقجي يشرح برنامجه لنواب البرلمان قبل التصويت على منح الثقة (تسنيم)

عراقجي يتعهد بسياسة خارجية تتسق مع توجيهات خامنئي

تعهّد مرشح وزارة الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، بالتزام توجيهات المرشد الإيراني ورفع العقوبات، في ظل قانون البرلمان بشأن البرنامج و«إدارة العداء» مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة من فيديو نشرته «يديعوت أحرونوت» لتزود مقاتلات إسرائيلية بالوقود جواً

في رسالة لإيران... سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب على التزود بالوقود

أجرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات على تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو، لغرض تمكينها من القيام بمهمات قتالية بعيدة، في رسالة إلى إيران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية النائب إسماعيل كوثري مسؤول الشؤون العسكرية في لجنة الأمن القومي البرلمانية (أرشيفية - إرنا)

نائب إيراني بارز: سنرد على إسرائيل حتى لو تم التوصل لهدنة

قال عضو بازر في برلمان إيران إن بلاده سترد على إسرائيل، نافياً أي تراجع "تكتيكي"، حتى لو تم التوصل لهدنة في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان خلال جلسة البرلمان لدراسة أهلية وزراء الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)

بزشكيان يبرئ واشنطن من استياء الإيرانيين... ويحث على الإصلاح بـ«رؤية خامنئي»

قبل أن يباشر البرلمان الإيراني دراسة أهلية الوزراء المرشحين في حكومته الجديدة، ألقى الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان خطاباً مغايراً لرواية التيار المحافظ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزيرة تعليم سابقة في إسرائيل تطالب بوقف القصف على مدارس غزة

نازحون فلسطينيون يتجمعون في باحة مدرسة تعرضت لهجوم إسرائيلي في مدينة غزة في 10 أغسطس وأدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يتجمعون في باحة مدرسة تعرضت لهجوم إسرائيلي في مدينة غزة في 10 أغسطس وأدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً (أ.ف.ب)
TT

وزيرة تعليم سابقة في إسرائيل تطالب بوقف القصف على مدارس غزة

نازحون فلسطينيون يتجمعون في باحة مدرسة تعرضت لهجوم إسرائيلي في مدينة غزة في 10 أغسطس وأدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يتجمعون في باحة مدرسة تعرضت لهجوم إسرائيلي في مدينة غزة في 10 أغسطس وأدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً (أ.ف.ب)

في أعقاب القصف الإسرائيلي المدمر للمدارس الفلسطينية في قطاع غزة، الذي يحصد في كل مرة أرواح البشر، ويمزق الجثث، ويحرق الناس أحياءً، دعت وزيرة التعليم الأسبق، يولي تمير، إلى وقف هذا القصف، وتحييد المدارس.

يولي تمير وزيرة التعليم السابقة في إسرائيل (ويكيبيديا)

وقالت تمير، التي كانت مقربة من إسحق رابين، إن «القصف الإسرائيلي على مدرسة في غزة تجاوز الحدود. أصبحنا صورة طبق الأصل مشوَّهة من أعدائنا. الصور التي تنتشر من غزة سوف تُطارِد كل واحدة وواحد منّا، كما يُفترَض في صور المجزرة في بلدات غلاف غزة، وصور المخطوفين، أن تُطارِد أي إنسان أخلاقيّ. كذلك، أيضاً، كل من يدعم النضال من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية. من المفترض أن تكون المؤسسات التعليمية مناطق محمية وآمنة. لدينا جميعاً، كبشر، آباء وأمهات، وشركاء في جهاز التعليم، مصلحة في إخراج المدارس من بؤر القتال».

أطفال غزة يعيشون في بؤس شديد (أ.ف.ب)

وأضافت أن حماية المدارس «واجبٌ أخلاقيّ من الدرجة الأولى. إن كان لدينا أي احترام للمؤسسات التعليمية، للعاملين في مجال التربية والتعليم وللأولاد الذين يتعلمون فيها، فإن القاعدة الأساسية التي يجب أن نتبنّاها هي فرض حماية للمدارس، مهما كان الثمن».

ورفضت تمير ما تصرح به قيادات الجيش لتبرير قصف المدارس، بادعاء أن قادة «حماس» يتخذون من المواطنين المحتمين في المدارس دروعاً بشرية. تقول: «صحيح أن المدارس قد تتحول إلى مخابئ لأعضاء «حماس»، وقد تُخفي فتحات إلى أنفاق، ولكن بالرغم من ذلك، الامتناع عن المسّ بها هو الثمن الذي يتعين على جيش أخلاقيّ أن يدفعه مقابل شرعية أفعاله. في أي هجوم، خصوصاً إذا كان يُسفر عن قتل عدد كبير من الأشخاص الأبرياء، يُقال للجمهور إنه تم اغتيال قادة كبار في «حماس» (من تلك البيانات يتولّد الانطباع وكأنّ أي شخص في حركة «حماس» هو قائد كبير، بهذا الشكل أو ذاك)».

فلسطينيون يستقلون مقطورة في أثناء فرارهم من مخيم البريج وسط قطاع غزة في 28 يوليو (أ.ف.ب)

تابعت أن «هذا التفسير لا يبرر قتل الأبرياء. وحتى لو كان هنالك شيء من الحقيقة في الادعاءات التي تقول إن أعضاء «حماس» يختبئون في المدارس، إلا أن النسبة ما بين عدد المصابين والفائدة الأمنية والسياسية التي تجنيها إسرائيل من تلك الهجمات، تدلّ ليس فقط على انعدام تحكيم العقل والبلادة والاستهتار بحياة سكان غزة، بل تدل أيضاً على حماقة سياسية، وعدم القراءة الصحيحة للساحتين المحلية والدولية».

وقالت تمير لصحيفة «هآرتس»: «المزيد والمزيد من السكان التعساء الفارين من رعب الحرب يَعلَقون بين نيرانها، المرة تلو الأخرى. وبطبيعة الحال، فإنّ أي أذًى يلحق بالمدنيين من شأنه أن (يبرر) هجوماً مضاداً، وإلحاق أذى بالمدنيين في الجانب الإسرائيلي. صرنا أسرى هذه الدائرة الدموية، وجنود الجيش الإسرائيلي ينفذون أوامر ترفرف فوقها راية سوداء. أليس ثمة ولو واحد بينهم على الأقل يقف ليقول: (إلى هنا وكفى!)... أليس ثمة قائد عسكري واحد يسأل إلى أين يطلق النار؟ هل تبددت تماماً ونهائياً تلك الفكرة القديمة والجميلة عن الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، أو عن طهارة السلاح؟ لا توجد أي شرعية لهذه الطريقة التي يدير الجيش الإسرائيلي بها هذه الحربَ، ولا يوجد منطق في أهداف الحرب. الدفاع هو هدف جدير، الهجوم الوحشي عملٌ مشين مدان، وليس له أي مبرر».

فلسطينية تتفحص دمار إحدى غرف مدرسة الزهراء في حي الشجاعية بغزة بعد قصف إسرائيلي في 8 أغسطس (أ.ف.ب)

وشددت على أنه «آن الأوان للتوقف. يجب وقف الأعمال المبالَغ فيها وغير الناجعة في قطاع غزة، ثم السعي نحو التوصل إلى صفقة، وإعادة تأهيل الأطفال في المنطقة، الذين تضرروا جميعاً من انعدام الحدود الإنسانية في القتال. حماية الأطفال مطلب متواضع، إن لم نتصرف بموجبه، فسوف نجد أنفسنا بل ربما قد أصبحنا هناك بالفعل، بين الدول غير الشرعية التي اشترت حريّتها بممارسات ظلم لا غفران لها».

وختمت تصريحاتها بالقول: «إذا كان الجيش وقادته يلوذون بالصمت، فمن واجب العاملين في مجال التربية والتعليم إسماع صوتهم، والدعوة إلى تغيير السياسة القاسية، لدى كلا الطرفين، والتي ترى في الأطفال جنوداً صغاراً يستحقون القتل».