وزير الخارجية الإيراني بالإنابة: اغتيال هنية سيكون «مكلفاً» لإسرائيل

وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»
وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»
TT

وزير الخارجية الإيراني بالإنابة: اغتيال هنية سيكون «مكلفاً» لإسرائيل

وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»
وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»

قال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، الخميس، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران «خطأ استراتيجي» سيكون «مكلفاً» لإسرائيل.

وأوضح باقري كني في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» خلال تواجده في مدينة جدة السعودية غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي أن «اغتيال هنية في طهران كان خطأ استراتيجياً سيتبعه ثمن باهظ جداً».

ولم تعلّق إسرائيل على اغتيال هنية الذي كان في طهران للمشاركة في تنصيب الرئيس الجديد مسعود بيزشكيان، فيما تعهدت إيران بالانتقام من إسرائيل محمّلة إياها المسؤولية؛ ما وضع المنطقة برمتها في حالة تأهب وترقب.

وكرر باقري كني مواقف المسؤولين الإيرانيين بشأن «حقّ إيران الذاتي» في «الدفاع المشروع» عن النفس. وتابع أن الردّ «سيكون مكلفاً»، لكنه «سيكون لصالح الأمن والاستقرار، وبالتالي لصالح جميع الدول في المنطقة».

وأضاف أن إيران «تستخدم حقها الذاتي في الدفاع عن أمنها القومي وسلامة أراضيها حتى لا تبقى الأعمال الإرهابية دون تكلفة ودون ثمن».

وردّاً على سؤال عن ماهية الردّ، قال: «المسؤولون في إيران هم الذين يقرّرون كيفية الردّ وفق مصالح الجمهورية».

واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بأنها «تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة»، مؤكداً في الوقت نفسه على أنها غير قادرة على شنّ حرب ضد بلاده.

وأوضح أن «الصهاينة ليسوا في موقع يمكّنهم من أن يشنوا حرباً ضدنا (...) لا يملكون هذه القوة للقيام بذلك».

«حق ذاتي»

ورغم المخاوف المتزايدة من التصعيد واتساع رقعة النزاع في المنطقة والدعوات إلى ضبط النفس خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، قال باقري كني إن أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أعربوا عن دعمهم للردّ الإيراني.

واعتبر باقري كني أن «الدول الغربية التي تزعم أنها طلبت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن يكون ردّها محدوداً، هي في موقع مساءلة وليست في موقع تقديم النصائح» لإيران.

وقال إن «واجب مجلس الأمن التصدّي ومواجهة التهديدات ضد الدول الأعضاء» في الأمم المتحدة، آخذاً على الدول الغربية أنها لم «تدن حتى» اغتيال هنية الذي يشكّل «انتهاكاً للأمن والسلام الدوليين».

واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بعرقلة قرارات مجلس الأمن التي يفترض أن «تردع إسرائيل».

وكلاء إيران

وجاء مقتل هنية بعد ساعات من استهداف القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية. وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصر الله بالردّ «أيّاً تكن العواقب».

وقال باقري كني إن «حزب الله» والفصائل الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة، «مستقلة ولكن لديها أهداف مشتركة مع إيران (...) بما فيها مواجهة الإرهاب والعدوان والاحتلال (...) كل وفقاً لمصالحه وإدراكه للأوضاع»، موضحاً أن «الخطوات التي يتخذها هذا المحور تراعي المصالح الوطنية لكل دولة يتواجد فيها».

ورداً على سؤال عن تحرك المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يهاجمون سفناً في البحر الأحمر يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل، قال باقري كني: «ما يقوم به اليمنيون هو دعم لأهالي غزة».

وأضاف أن اليمنيين الحوثيين الذين يشكّلون جزءاً من «محور المقاومة»، «يردّون بالعمل الصحيح ويواجهون القتلة».


مقالات ذات صلة

واشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمعلومات عن هاكرز «الحرس الثوري»

شؤون إقليمية ضباط تابعون للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» (فارس)

واشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمعلومات عن هاكرز «الحرس الثوري»

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمسؤولين في الوحدة السيبرانية لـ«الحرس الثوري».

هبة القدسي ( واشنطن)
شؤون إقليمية مقاتلات «إف-22» تصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط أمس (سنتكوم)

تحذير أميركي لإيران من ضربة مدمرة لحكومتها الجديدة إذا هاجمت إسرائيل

قال مسؤول أميركي الخميس إن الولايات المتحدة حذّرت إيران من أن حكومتها المنتخَبة حديثاً واقتصادها قد يتعرضان لضربة مدمرة إذا شنت هجوماً كبيراً ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي نصر الله متحدثاً في حفل تأبين فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)

نصر الله يتوعّد إسرائيل بضربة أكثر من رد وأقل من حرب

يحتفظ نصر الله لنفسه باختيار التوقيت المناسب على نحو لا يؤدي إلى توسعة الحرب، تاركاً كلمة الفصل للميدان.

محمد شقير (بيروت)
شؤون إقليمية سيارات تمر من أمام لوح إعلاني مناهض لإسرائيل كُتب عليه بالخطين الفارسي والعبري: «ابتسم لبعض الوقت لأنك ستبكي كثيراً قريباً» في ميدان «فلسطين» بطهران (إ.ب.أ)

إيران تتكتم على تدريبات عسكرية... وتقديرات بتراجعها عن ضرب إسرائيل

تكتمت طهران على مناورات عسكرية بغرب البلاد، خلال وقت مبكر من يوم الخميس، في وقت رجّحت مصادر أميركية أن تعيد إيران النظر بشن هجوم متعدد الجبهات على إسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية إيرانيون يسيرون بالقرب من لوحة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (يمين) وزعيم «حماس» الراحل إسماعيل هنية في ميدان ولي عصر في طهران (إ.ب.أ)

«لا ملاجئ ولا خطط طوارئ»... الإيرانيون «في الظلام» وبلا أي توجيهات بشأن الاستعداد للحرب

أثارت أخبار الاستعداد لحرب محتملة مع إسرائيل كثيراً من المخاوف بين الإيرانيين، الذين قالوا إن حكومتهم لم تصدر أي توجيهات بشأن كيفية التعامل مع هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تحذير أميركي لإيران من ضربة مدمرة لحكومتها الجديدة إذا هاجمت إسرائيل

مقاتلات «إف-22» تصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط أمس (سنتكوم)
مقاتلات «إف-22» تصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط أمس (سنتكوم)
TT

تحذير أميركي لإيران من ضربة مدمرة لحكومتها الجديدة إذا هاجمت إسرائيل

مقاتلات «إف-22» تصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط أمس (سنتكوم)
مقاتلات «إف-22» تصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط أمس (سنتكوم)

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي، الخميس، بأن الولايات المتحدة حذّرت إيران من أن حكومتها المنتخَبة حديثاً واقتصادها قد يتعرضان لضربة مدمّرة، إذا شنت هجوماً كبيراً ضد إسرائيل.

وقال المسؤول الأميركي إن «هذا التحذير جرى إبلاغه مباشرة، وكذلك من خلال وسطاء، دون أن يقدم تفاصيل محددة». وأضاف: «لقد أرسلت الولايات المتحدة رسائل واضحة إلى إيران مفادها أن خطر التصعيد الكبير إذا قامت بهجوم انتقامي كبير ضد إسرائيل هو خطر مرتفع جداً»، مشيراً إلى أن هذه الرسائل حذّرت طهران أيضاً من «وجود خطر جسيم على اقتصاد إيران واستقرار حكومتها المنتخَبة حديثاً إذا سلكت هذا المسار».

وأشار مسؤولون إلى أن الرسالة الأميركية لطهران لم تكن تهدف إلى التهديد بشن عمل عسكري أمريكي ضد أهداف في إيران، بل كانت تهدف إلى التحذير من مخاطر إثارة رد عسكري قوي من إسرائيل،

كما لم يتأكد المسؤولون مما إذا كان «حزب الله» يخطط للهجوم، في الوقت نفسه بشكل منسق مع إيران أم بشكل منفصل. ويملك «حزب الله» ترسانة كبيرة من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، والخشية هي أن تهاجم الجماعة وإيران، في الوقت نفسه، لمحاولة إغراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.

وقال مسؤول أمريكي آخر: «في المرة السابقة حصلنا على إشعار مسبق بشكل أكبر، وهذه المرة يعتمد الناس على أفضل التخمينات».

ويُعتقد أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي أدى اليمين، الأسبوع الماضي، منفتح على تجديد الحوار مع الغرب، على الرغم من أن السياسات العليا يحددها، منذ فترة طويلة، المرشد الإيراني علي خامنئي.