أبرز الاغتيالات السياسية في طهران ببصمات إسرائيلية

هنیة في آخر ظهور له بطهران يصافح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مأدبة للضيوف الأجانب في مراسم قسم الرئيس (الرئاسة الإيرانية)
هنیة في آخر ظهور له بطهران يصافح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مأدبة للضيوف الأجانب في مراسم قسم الرئيس (الرئاسة الإيرانية)
TT

أبرز الاغتيالات السياسية في طهران ببصمات إسرائيلية

هنیة في آخر ظهور له بطهران يصافح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مأدبة للضيوف الأجانب في مراسم قسم الرئيس (الرئاسة الإيرانية)
هنیة في آخر ظهور له بطهران يصافح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مأدبة للضيوف الأجانب في مراسم قسم الرئيس (الرئاسة الإيرانية)

شهدت طهران عدداً من عمليات الاغتيال لمسؤولين نوويين وقادة في «الحرس الثوري»، كما استُهدفت منشآت نووية وعسكرية، في عمليات ازدادت بعد عام 2000، بينما يقول مسؤولون إيرانيون إن ذلك ناجم عن التراخي أو التغلغل في أجهزة الأمن الإيرانية.

ونسبت السلطات الإيرانية غالبية هذه الاغتيالات إلى إسرائيل التي لا تنفي ولا تؤكد هذه الأفعال.

وكانت عملية اغتيال إسماعيل هنية، في الساعة الثانية صباح اليوم (الأربعاء) بطهران، ثاني عملية اغتيال تحمل بصمات إسرائيلية، تستهدف مسؤولاً رفيعاً في جماعة مسلحة على صلة بطهران، بعد اغتيال أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة».

وكان أبرز اغتيال هو استهداف محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث، وأحد أبرز العلماء الإيرانيين، وقد لقي حتفه في عملية بالغة التعقيد، بعد استهداف موكبه في مدينة آبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وفي يناير (كانون الثاني) العام الماضي، أُعدم مسؤول إيراني سابق في وزارة الدفاع، ويحمل الجنسية البريطانية، وقالت السلطات الإيرانية بأنه «لعب دوراً كبيراً في اغتيال فخري زاده».

وفي 22 مايو (أيار) 2022، قضى العقيد حسن صياد خدايي، القيادي في «فيلق القدس» بنيران مسلحين اثنين استغلا دراجة نارية، أمام باب منزله وسط العاصمة طهران.

ولم يكن خدايي معروفاً على نطاق واسع، شأنه شأن كثير من قيادات «فيلق القدس» الذين يعملون بسرية تامة؛ لكن وسائل إعلام إسرائيلية وصفته بأنه مسؤول الوحدة 840 في «فيلق القدس» المكلف بالعمليات الخارجية في «الحرس الثوري».

وفي 7 أغسطس (آب) 2020، اغتيل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أبو محمد المصري، وابنته مريم، أرملة حمزة نجل أسامة بن لادن، في شارع بطهران، بنيران مسلحين على متن دراجة نارية، وصادف يوم مقتله ذكرى الاعتداءات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا.

وقدمته إيران في بداية الأمر بأنه أستاذ في التاريخ، لبناني الجنسية، يدعى حبيب داود، ووصف بأنه عضو في «حزب الله» لكن معلومات استخباراتية نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في نوفمبر 2020، نسفت الرواية الإيرانية. وقالت الصحيفة الأميركية إن عميلين إسرائيليين نفذا الهجوم، بناء على طلب من الولايات المتحدة.

وقُتل ما لا يقل عن 6 مسؤولين وعلماء في البرنامج النووي الإيراني من منذ عام 2010، أو تعرضوا للهجوم، ونفَّذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية، ونسبتها السلطات الإيرانية إلى إسرائيل. ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة.

وفي 12 يناير 2010، قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ مادة فيزياء الجسيمات بجامعة طهران، في انفجار دراجة نارية مفخخة عند خروجه من منزله بطهران.

وفي 29 نوفمبر 2010، قُتل مجيد شهرياري، مؤسس الجمعية النووية الإيرانية الذي كُلّف أحد أكبر المشاريع في البرنامج النووي الإيراني، بطهران، في انفجار قنبلة ألصقت بسيارته.

وفي اليوم نفسه، جُرح عالم نووي آخر، هو النائب الحالي فريدون عباسي، في هجوم اعتمد الطريقة نفسها.

وفي 23 يوليو (تموز) 2011، قُتل العالم داريوش رضائي نجاد، برصاص أطلقه مجهولون كانوا على دراجة نارية في طهران.

وقدَّمت وسائل الإعلام الإيرانية رضائي نجاد في البداية على أنه مختص بالفيزياء النووية، يعمل خصوصاً للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الدفاع، لتعود بعد ذلك لتقول إنه كان يعد «الماجستير في الكهرباء».

وفي 12 نوفمبر 2011، أدى انفجار في مستودع ذخيرة تابع لـ«الحرس الثوري» في إحدى ضواحي طهران، إلى مقتل ما لا يقل عن 36 شخصاً، بينهم الجنرال في «الحرس الثوري» حسن طهراني مقدم.

وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، أن عملاء سابقين في الاستخبارات الأميركية عدُّوا الانفجار ناجماً عن عملية نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي 11 يناير 2012، قُتل العالم مصطفى أحمدي روشن الذي يعمل في موقع نطنز النووي، في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته، قرب جامعة العلامة الطبطبائي في شرق طهران. ووجهت إيران مجدداً أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكانت إسرائيل قد أوقفت حملة التخريب والاغتيالات في عام 2012، مع بدء الولايات المتحدة المفاوضات مع إيران التي أسفرت عن الاتفاق النووي عام 2015.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني يبحثان التطورات في المنطقة

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني يبحثان التطورات في المنطقة

تلقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، من وزير الخارجية الإيراني المكلف، علي باقري كني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية هنية ونخالة خلال زيارة إلى معرض حول الحرب على غزة في طهران أمس (دانشجو)

محللون: اغتيال هنية يكشف عن مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران

كشف اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، في عملية حمّلت الحركة الفلسطينية إسرائيل مسؤوليتها، مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران، بحسب محللين.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية عراقجي ومورا خلال مباحثاتهما في طهران (إرنا)

فريق بزشكيان: اغتيال هنية محاولة لعرقلة الحكومة الجديدة

تواجه ولادة الحكومة الجديدة في إيران، أول تحدٍ كبير، في أعقاب اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية في قلب طهران.

عادل السالمي (لندن)
المشرق العربي صورة متداولة لوسيم أبو شعبان المرافق والحارس الشخصي لإسماعيل هنية الذي كان موجوداً بمعيته في طهران لحظة الاستهداف

مقاتل قسّامي... من يكون وسيم أبو شعبان الذي قُتِل مع هنية في طهران؟

برز اسم وسيم أبو شعبان المرافق والحارس الشخصي لإسماعيل هنية الذي كان موجوداً بمعيته في طهران لحظة الاغتيال.

كوثر وكيل (لندن)
شؤون إقليمية هنية يعانق قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مراسم القسم الدستوري للرئيس الإيراني في البرلمان أمس (رويترز) play-circle 00:31

روايات متضاربة وتكتم رسمي حول موقع اغتيال هنية في طهران

وسط تكتم إيراني رسمي على تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية، تضاربت الأنباء حول موقع الهجوم.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إردوغان يهاجم المعارضة ويتّهمها بـ«الغمز» لخصوم تركيا

إردوغان هاجم المعارضة بسبب موقفها من عقيدة «الوطن الأزرق» في اجتماع لرؤساء فروع حزبه (الرئاسة التركية)
إردوغان هاجم المعارضة بسبب موقفها من عقيدة «الوطن الأزرق» في اجتماع لرؤساء فروع حزبه (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يهاجم المعارضة ويتّهمها بـ«الغمز» لخصوم تركيا

إردوغان هاجم المعارضة بسبب موقفها من عقيدة «الوطن الأزرق» في اجتماع لرؤساء فروع حزبه (الرئاسة التركية)
إردوغان هاجم المعارضة بسبب موقفها من عقيدة «الوطن الأزرق» في اجتماع لرؤساء فروع حزبه (الرئاسة التركية)

انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقف المعارضة في بلاده من القضايا الوطنية بسبب الجدل حول استراتيجية «عقيدة الوطن الأزرق» التي تُطبّقها حكومته في السياسة الخارجية والتي تقوم على فرض أنقرة سيطرتها العسكرية في البحرين المتوسط والأسود وبحر إيجة ومناطق النفوذ السابقة.

في الوقت ذاته، أظهرت استطلاعات الرأي في شهر يوليو (تموز) استمرار تراجع شعبية إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم لصالح حزب الشعب الجمهوري.

نهاية «التطبيع السياسي»

وبعد ما يقرب من 3 أشهر من التهدئة في إطار «التطبيع السياسي» مع حزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري)، بدا أن هناك عودة إلى التراشق بالتصريحات الحادّة في ظل استمرار رئيس الحزب زعيم المعارضة، أوزغور أوزيل، في الضغط بورقة الأزمة الاقتصادية ومعاشات المتقاعدين والحد الأدنى للأجور.

وبعد سجال حول ديون البلديات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري الذي فاز بالأغلبية في الانتخابات المحلية في مارس (آذار)، والتي قدّرها إردوغان بـ21 مليار ليرة تركية، أعلن أوزيل أن هذه الديون هي تركة ورثها حزبه من حزب العدالة والتنمية الذي كان يدير تلك البلديات من قبل. وتفجّرت أزمة ثانية، أكثر حدّة، خلال مناقشة البرلمان الأسبوع الماضي المذكرة الرئاسية بطلب إرسال قوات إلى الصومال لمدة عامين، وبعد الاتفاق مؤخراً على بدء سفينة تركية عمليات للتنقيب عن النفط والغاز في 3 مناطق قبالة سواحل الصومال في سبتمبر (أيلول) المقبل.

ووجّه نائب «الشعب الجمهوري» عن مدينة إسطنبول، نامق تان، وهو دبلوماسي تركي بارز سابق، انتقادات حادة لاستراتيجية السياسة الخارجية المعروفة باسم «عقيدة الوطن الأزرق»، ووصفها بأنها «حكاية خيالية». وقال تان إن «حزب العدالة والتنمية الحاكم كان يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية، ولم يكن راضياً عن العمليات عبر الحدود، وحاول القيام بمغامرات في الخارج. ولحسن الحظ، سرعان ما تخلى عن حكاية الوطن الأزرق الخيالية، التي كان يتابعها منذ فترة، بسبب ضغط الظروف، عندما بدأ يلوح في الأفق إفلاس الاقتصاد».

وشدّد إردوغان، في كلمة أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية خلال اجتماع بمقر الحزب في أنقرة، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، على أن حكومته ستدافع دائماً عن أطروحة «الوطن الأزرق» وحقوق القبارصة الأتراك.

وقال إن حزب الشعب الجمهوري، وباستثناءات قليلة في السنوات الـ22 الماضية، لم يتماشَ مع الأجندة الحقيقية للأمة. وتابع: «شهدت المعارضة انحرافات كبيرة في جميع القضايا الوطنية، من مكافحة الإرهاب إلى الدفاع عن حقوق وطننا ومصالحه، من رفض التدخل في سوريا والتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط وأزمة ناغورنو قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، وأخيراً تصويت نوابه بالرفض على مذكرة إرسال قوات إلى الصومال التي أقرها البرلمان السبت الماضي». وأضاف: «الآن نرى افتقاراً مماثلاً إلى البصيرة فيما يتعلق بـ(الوطن الأزرق)، وبدلاً من الدفاع عن مصالح تركيا، ترى أنهم يغمزون لخصوم تركيا بدلاً من الدفاع عن مصالحها».

تفوّق المعارضة

بالتوازي، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في تركيا خلال يوليو استمرار تقدم حزب الشعب الجمهوري على العدالة والتنمية، واتساع الفارق عن شهر يونيو (حزيران).

وأظهر استطلاع «نبض تركيا»، الذي أجرته شركة «متروبول» أن الفجوة بين الحزبين اتسعت في يوليو. ووفقاً لنتائج الاستطلاع المنشورة، الأربعاء، سيحصل الشعب الجمهوري على 33.8 في المائة من الأصوات، والعدالة والتنمية على 26.1 في المائة إذا توجهت البلاد إلى الانتخابات في الوقت الحالي.

من جانبه، وجد استطلاع رأي لشركة «آسال» أن الفارق يقترب من نقطتين بحصول الشعب الجمهوري على 33.2 والعدالة والتنمية على 31.5 في المائة. وأرجع محللون، ومنهم الصحافي مراد يتكين، ارتفاع نسبة شعبية حزب الشعب الجمهوري في يوليو إلى الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية للمواطنين.

وأظهرت دراسات أن المشكلة الكبرى التي يواجهها الأتراك هي الاقتصاد، ففي دراسة لشركة «أوبتيمار» عد 65 في المائة من المشاركين في دراستها أن المشكلة الأساسية للبلاد هي الاقتصاد، فيما ارتفعت النسبة إلى 85 في المائة في دراسة لشركة «إبسوس».