واشنطن حذّرت طهران سراً بشأن أنشطة نووية مريبة

صورة وزعتها «الذرية الإيرانية» لأجهزة طرد مركزي من الجيل السادس في معرض للصناعة النووية أبريل العام الماضي
صورة وزعتها «الذرية الإيرانية» لأجهزة طرد مركزي من الجيل السادس في معرض للصناعة النووية أبريل العام الماضي
TT

واشنطن حذّرت طهران سراً بشأن أنشطة نووية مريبة

صورة وزعتها «الذرية الإيرانية» لأجهزة طرد مركزي من الجيل السادس في معرض للصناعة النووية أبريل العام الماضي
صورة وزعتها «الذرية الإيرانية» لأجهزة طرد مركزي من الجيل السادس في معرض للصناعة النووية أبريل العام الماضي

أبلغ مسؤولون أميركيون وإسرائيليون موقع «أكسيوس» الإخباري، أن واشنطن وجهت تحذيراً سرياً لإيران، الشهر الماضي، إزاء مخاوفها من أنشطة بحث وتطوير إيرانية قد تستخدم في إنتاج أسلحة نووية.

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة المستخدمة في السلاح النووي، منذ الشهور الأولى في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكان إحياء الاتفاق النووي، لعام 2015، من أبرز وعود بايدن في السياسة الخارجية. وتعثرت المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، عدة مرات، ووصلت إلى طريق مسدود، بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، وعزلة إيران في أعقاب الحملة الأمنية لإخماد احتجاجات شعبية في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.

وأفاد موقع «أكسيوس»، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل رصدتا أنشطة نووية مشبوهة في إيران في الأشهر الأخيرة. ويخشى المسؤولون من أنها قد تكون جزءاً من جهد إيراني لاستغلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية لتحقيق تقدم نحو التسلح النووي.

وعملت أجهزة الاستخبارات ومسؤولون سياسيون في كلا البلدين؛ لفهم طبيعة الأنشطة الإيرانية، وما إذا كانت تشكل تغييراً في نهج المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن السلاح النووي.

وقال المسؤولون الأميركيون إن «إدارة بايدن نقلت مخاوفها النووية إلى الإيرانيين قبل عدة أسابيع عبر دول ثالثة، وقنوات مباشرة».

وأضاف المسؤولون أن الإيرانيين ردوا بتفسيرات لهذه الأنشطة النووية، مؤكدين أنه لم يطرأ أي تغيير في السياسة، وأنهم لا يعملون على سلاح نووي.

وأشار المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إلى أن تبادل الرسائل والمعلومات الأخرى التي حصلت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل عالجت بعض المخاوف، وخففت بعض القلق بشأن أنشطة البحث والتطوير الإيرانية.

وقال مسؤول أميركي إن الرسالة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الإيرانيين كانت فعالة، لكنه أضاف أن هناك مخاوف كبيرة لا تزال قائمة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وصرح مسؤول آخر لموقع «أكسيوس»: «لا نرى مؤشرات على أن إيران تقوم حالياً بأنشطة رئيسية، ضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار». وأضاف: «نحن نتعامل بجدية بالغة مع أي تصعيد نووي من قبل إيران. وكما أوضح الرئيس، نحن ملتزمون بعدم السماح لإيران أبداً بالحصول على سلاح نووي، ونحن مستعدون لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية لضمان تحقيق تلك النتيجة».

والشهر الماضي، أفاد موقع «أكسيوس» بأن أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية تجري تقييماً لنماذج حاسوبية أجراها علماء إيرانيون، يمكن استخدامها في أبحاث وتطوير الأسلحة النووية.

وحينها وجهت مجموعة السبع تحذيراً إلى إيران من المضي قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلَّف من 35 دولة، قد أصدر قراراً، الأسبوع الماضي، يدعو إيران إلى تعزيز التعاون مع الوكالة، والتراجع عن الحظر الذي فرضته في الآونة الأخيرة على دخول المفتشين.

وردت إيران سريعاً بتركيب أجهزة طرد مركزي إضافية لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، وبدأت في تركيب أجهزة أخرى، وفقاً للوكالة التابعة للأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

واشنطن: إطلاق إيران للقمر الاصطناعي غطاء لأنشطة باليستية

شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته حسابات تابعة لـ«الحرس الثوري» إطلاق قمر اصطناعي إيراني صباح السبت (أ.ب)

واشنطن: إطلاق إيران للقمر الاصطناعي غطاء لأنشطة باليستية

اتهمت «الخارجية الأميركية» إيران بالسعي لتوسيع برنامجها للصواريخ الباليستية، بعدما أطلقت قمراً اصطناعياً بحثياً إلى مداره مستخدمة صاروخاً من صنع «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً الاثنين للإعلام مع بدء أعمال مجلس المحافظين في فيينا (رويترز)

«ليّ ذراع» بين طهران والغرب بشأن الملف النووي

الأميركيون والأوروبيون يندّدون بمواصلة إيران تطوير برنامجها النووي، والسفيرة الأميركية لدى «الوكالة الدولية» تحث طهران على «خطوات لبناء الثقة الدولية».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع الوكالة الذرية الدولية من مؤتمر صحافي لمديرها العام رافاييل غروسي في فيينا الاثنين

الاتحاد الأوروبي يتلقى إشارات إيرانية لإحياء المفاوضات النووية

أرسلت إيران إشارات إلى الاتحاد الأوروبي، الوسيط في المفاوضات النووية، تؤكد فيها حرصها على إعادة إحياء المفاوضات المتوقفة منذ عامين، حسبما علمت «الشرق الأوسط».

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية عينات أجهزة الطرد المركزي في معرض للصناعات النووية بطهران  يونيو 2023 (رويترز)

إيران: إحياء الاتفاق النووي مشروط بعودة الأطراف الأخرى إليه

أعلنت طهران استعدادها لإجراء مفاوضات بشأن الاتفاق النووي المنهار، على هامش أعمال الجمعية العامة في الأمم المتحدة، المقررة نهاية الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية جانب من طريق رئيسية إلى ناغورني كاراباخ (أ.ف.ب)

معابر «القوقاز» تهدد الحلف الإيراني الروسي... ودعوات لمواجهة «التغيير الجيوسياسي»

يتصاعد دخان خلاف إيراني روسي حول معبر زانجيزور بجنوب القوقاز، في حين يربط سياسيون إصلاحيون ومحافظون بطهران الأمر بمحاولة موسكو عرقلة الاتفاق النووي

«الشرق الأوسط» (لندن)

إضراب 34 سجينة عن الطعام في إيران

إيرانية من دون حجاب تمشي في أحد شوارع طهران أمس (إ.ب.أ)
إيرانية من دون حجاب تمشي في أحد شوارع طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

إضراب 34 سجينة عن الطعام في إيران

إيرانية من دون حجاب تمشي في أحد شوارع طهران أمس (إ.ب.أ)
إيرانية من دون حجاب تمشي في أحد شوارع طهران أمس (إ.ب.أ)

أضربت 34 سجينة سياسية عن الطعام في سجن «إيفين» بإيران، عشية الذكرى الثانية لاندلاع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في مركز شرطة.

وأفادت مؤسسة الناشطة نرجس محمدي المسجونة منذ عام 2021 في طهران، عبر منصة «إكس»: «مرة أخرى، بدأت السجينات على خلفيات سياسية وآيديولوجية في (إيفين) إضراباً عن الطعام تضامناً مع المحتجين في إيران ضد السياسات القمعية للحكومة». وتابعت مؤسسة الناشطة الحائزة جائزة «نوبل للسلام»: «نؤكد مجدداً التزامنا إرساء الديمقراطية والحرية... واليوم نرفع أصواتنا أعلى ونعزز إرادتنا».

ونشر حساب الناشطة مقطعاً صوتياً لسجينات يرددن أناشيد وشعارات الاحتجاجات.

في الأثناء، ذكرت منظمة حقوقية كردية أن السلطات فرضت إقامة جبرية مؤقتة على والدَي مهسا أميني، محذِّرة من تعرضهما للاعتقال في حال مخالفة التعليمات.