من المقرر أن يُدفن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في مدينة مشهد، الخميس، بعد أربعة أيام من مقتله في حادث تحطم طائرة هليكوبتر مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة أشخاص آخرين.
ونُقل نعش رئيسي جواً إلى مشهد، ثاني كبريات المدن الإيرانية في شمال شرق البلاد، بعد مرور موكب جنازته صباح الخميس في مدينة بيرجند بشرق البلاد، حيث شارك الآلاف في تأبينه خلال نقل نعشه عبر الشوارع.
ووصف وكالة الصحافة الفرنسية المشاركين بتشييع رئيسي بـ«آلاف الإيرانيين».
ووقف حرس الشرف لدى وصول الطائرة التي تحمل نعش رئيسي إلى مشهد، مسقط رأسه، حيث سيتم دفنه في ضريح الإمام علي الرضا، الإمام الثامن لدى الشيعة الاثني عشرية، المتوفى في القرن التاسع.
وتدفقت حشود من أنحاء البلاد للمشاركة إلى موكب الجنازة التي نظمته السلطات لتوديع رئيسي في العاصمة طهران. وامتد موكب الجنازة على مدى خمسة كيلومترات بين ساحتي انقلاب وآزادي في قلب طهران.
وشارك مسؤولون إيرانيون وشخصيات أجنبية في مراسم وداعية أقيمت في طهران. وتغيّب عن المراسم ممثلون عن دول الاتحاد الأوروبي، في حين شاركت دول أخرى غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي فيها، مثل بيلاروس وصربيا.
وكان ينظر إلى رئيسي (63 عاماً) على نطاق واسع باعتباره مرشحاً لخلافة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي (85 عاماً) صاحب السلطة المطلقة في إيران. ويتولى محمد مخبر، الذي كان النائب الأول للرئيس، منصب الرئيس المؤقت حتى إجراء الانتخابات في يونيو (حزيران).
وقُتل ثمانية من الركاب وأفراد الطاقم عندما تحطمت الطائرة الهليكوبتر التي تقلهم في منطقة جبلية قرب الحدود الأذربيجانية.
وأُقيمت مراسم تأبين وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في مقر وزارة الخارجية بطهران بحضور وزراء خارجية إيران السابقين، حيث وصفه القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني بأنه «شهيد، حافظ على الطبيعة الثورية لوزارة الخارجية».
وسينقل عبداللهيان إلى مقبرة «الشاه عبد العظيم» بمدينة الري التاريخية، حيث يدفن فيها سياسيون وفنانون إيرانيون بارزون جنوبي طهران.
وأعلنت إيران الحداد لخمسة أيام على رئيسي الذي طبق السياسات المتشددة لمعلمه خامنئي التي تهدف إلى ترسيخ سلطة رجال الدين وتضييق الخناق على المعارضين وتبني موقف متشدد بشأن قضايا السياسة الخارجية مثل المحادثات النووية مع واشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.