قال مسؤولون بقطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحركة «حماس» إن القوات الإسرائيلية قتلت 35 فلسطينيا في قصف جوي وبري في أنحاء قطاع غزة اليوم الخميس واشتبكت عن قرب مع مسلحين تقودهم «حماس» في مناطق بمدينة رفح جنوب القطاع.
وذكر سكان أن الدبابات الإسرائيلية تقدمت في جنوب شرق رفح واتجهت نحو حي يبنا غرب المدينة وواصلت عملياتها في ثلاث ضواح في الشرق.
وقال أحد السكان والذي طلب عدم نشر اسمه لـ«رويترز»، «الاحتلال بيحاول التقدم غربا وهم حاليا على أطراف منطقة يبنا وهي منطقة مزدحمة بالسكان، بس حتى الآن ما اجتاحوها».
وأوضح عبر تطبيق للتراسل: «بنسمع أصوات انفجارات وبنشوف أعمدة الدخان من المناطق اللي الجيش بيشتغل فيها، كانت ليلة كتير صعبة كمان مرة».
وتسببت الهجمات الإسرائيلية المتزامنة على الأطراف الشمالية والجنوبية لقطاع غزة هذا الشهر في نزوح جماعي جديد لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم وقطعت الطرق الرئيسية لإيصال المساعدات ما زاد من خطر حدوث مجاعة.
وتقول إسرائيل إنه ليس أمامها خيار سوى مهاجمة رفح للقضاء على آخر كتائب لـ«حماس» تعتقد أنها تختبئ هناك. وتتحرك قواتها ببطء في ضواحي رفح الشرقية منذ بداية الشهر الحالي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «القوات تتصرف حاليا بشكل دقيق بعد ورود معلومات حول أهداف إرهابية في منطقة حي البرازيل وفي منطقة الشابورة مع تجنب المساس بالسكان المدنيين قدر الإمكان، بعد انتقال المدنيين من المنطقة». وأكد سكان فلسطينيون أنه لم يحدث أي توغل في الشابورة وسط رفح.
وأضاف الجيش في البيان: «القوات عثرت على قاذفة صواريخ جاهزة لإطلاق النار. وأيضا على عدد من فتحات الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ في المنطقة وقامت بتفكيكها وقضت على كثير من الإرهابيين خلال مواجهات عن قرب».
وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة، أنه حتى يوم الاثنين فرّ أكثر من 800 ألف شخص من رفح منذ أن بدأت إسرائيل استهداف المدينة في أوائل مايو (أيار) رغم المناشدات الدولية.
في الوقت نفسه، كثفت القوات الإسرائيلية هجومها البري في جباليا حيث دمر الجيش عدة مناطق سكنية، وقصف بلدة بيت حانون القريبة، وهي مناطق أعلنت إسرائيل عن انتهاء عملياتها الكبرى فيها منذ أشهر لكنها تقول إنها اضطرت للعودة لمنع «حماس» من إعادة تجميع صفوفها هناك.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن القوات بدأت في شن هجمات موجهة في بيت حانون، «لتصفية الإرهابيين وتحديد مواقع البنية التحتية الإرهابية وقصفها، سواء كانت تحت الأرض وفوقها».
وأضاف أن ثلاثة جنود لاقوا حتفهم في القتال الذي دار أمس الأربعاء، ما يرفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء التوغل في غزة في 20 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 286 جنديا.
وشنت إسرائيل حربها على غزة في أعقاب الهجوم الذي قادته «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أزهقت أرواح ما يربو على 35 ألف فلسطيني ويُخشي أن يكون هناك آلاف آخرون تحت الأنقاض.