خامنئي يعتبر دقة الصواريخ على إسرائيل «مسألة ثانوية»

طهران تنفي أنباء عن مفاوضات مباشرة مع أميركا لإحياء الاتفاق النووي

خامنئي خلال لقائه قادة عسكريين من القوات المسلحة الإيرانية (موقع خامنئي الرسمي)
خامنئي خلال لقائه قادة عسكريين من القوات المسلحة الإيرانية (موقع خامنئي الرسمي)
TT

خامنئي يعتبر دقة الصواريخ على إسرائيل «مسألة ثانوية»

خامنئي خلال لقائه قادة عسكريين من القوات المسلحة الإيرانية (موقع خامنئي الرسمي)
خامنئي خلال لقائه قادة عسكريين من القوات المسلحة الإيرانية (موقع خامنئي الرسمي)

قال المرشد الإيراني علي خامنئي في لقاء كبار القادة العسكريين إن «مسألة عدد الصواريخ التي أُطلقت أو إصابتها للهدف، هي مسألة ثانوية، وفرعيّة»، لافتاً إلى أنها «تحظى بتركيز الأعداء».

وقال خامنئي، صاحب كلمة الفصل في النظام، إن «القضية الأساس هي تجلّي قوة الإرادة لدى الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية، وهذا هو دليل انزعاج الطرف الآخر» حسب وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بعدما تعرضت القنصلية الإيرانية في دمشق لقصف «إسرائيلي» مطلع الشهر الحالي، وقتل في الهجوم سبعة من كبار ضباط «الحرس الثوري»، على رأسهم العميد محمد رضا زاهدي، قائد العمليات العسكرية والاستخباراتية الإيرانية في سوريا ولبنان.

ورداً على ذلك، أطلق «الحرس الثوري» أكثر من 300 صاروخ باليستي وكروز، ومسيّرات انتحارية في أول هجوم مباشر على إسرائيل. وقالت تل أبيب إنها تمكنت من اعتراض 99 في المائة من الهجوم، بمساعدة حلفائها، ولم تخلّف سوى أضرار محدودة. وطال الهجوم الإيراني مطاراً عسكرياً، ومنشأة ديمونة النووية.

وحاولت القوى الغربية ثني حليفتها إسرائيل عن الرد الواسع بفرض عقوبات، والتعهد بعزل إيران سياسياً. ووجهت إسرائيل عملية محدودة، فجر الجمعة، مستهدفة مطاراً عسكرياً في موقع حساس، بالقرب من منشآت نووية، أهمها مفاعل أصفهان للأبحاث النووية، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

اشخاص يجتمعون حول بقايا صاروخ باليستي إيراني تم اعتراضه بالقرب من البحر الميت في إسرائيل أمس السبت (أ.ب)

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وسائل إعلام أميركية نقلت عن مصادر إسرائيلية أن الهجوم نفذته مقاتلة أطلقت ثلاثة صواريخ من خارج الأجواء الإيرانية، وأكدت صور الأقمار الاصطناعية تضرر منظومة رادار إس 300 في مطار القاعدة القتالية الثامنة، لسلاح الجو الإيراني في شمال شرقي مدينة أصفهان وسط البلاد.

ويسمع من فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي دوي الانفجارات، وقال مسؤولون إن الأصوات لتشغيل الدفاعات الجوية، وإنها أطلقت ثلاث مسيرات صغيرة الحجم، «أطلقها مرتزقة في الداخل»، دون أن تتهم إسرائيل.

وبشكل عام، قللت طهران من أهمية الأمر، وقالت إنها لا تعتزم الانتقام، وهو رد محسوب فيما يبدو لتجنب نشوب حرب على مستوى المنطقة. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في حديث لشبكة «إن بي سي» الأميركية «ما حدث لم يكن هجوماً، كان الأمر عبارة عن طائرتين أو ثلاث طائرات من دون طيار، تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران».

صورة نشرها موقع خامنئي من قائد الوحدة الصاروخية في "الحرس" أمير علي حاجي زاده (بالزي الأخضر) وسط قيادات من الجيش الإيراني

وأجمع كثير من المحللين على أن الضربة الإسرائيلية المحدودة «رسالة لطهران بأنها يمكن أن تصل المنشآت النووية، والمواقع الحساسة، بأقل مجهود إذا ما انزلق الطرفان لحرب مباشرة».

وكان لافتاً أن خامنئي تحاشى التعليق على ما حدث في أصفهان، وأعرب عن ارتياحه لأداء «الحرس الثوري»، والجيش، وقوات الشرطة، والقوات المسلحة، وقال «في أحدث عملية، استطاعت القوات المسلحة تقليل التكاليف، وتعظيم المكاسب»، مطالباً إياهم بمواصلة «مواجهة الأعداء، والعداوات»، باعتماد التكنولوجيا، والابتكار. وقال «لا ينبغي أن نتوقف حتى ولو لحظة، لأن التوقف يعني العودة إلى الوراء».

وحض خامنئي قادة القوات المسلحة على أن تكون معرفة «تكنولوجيا الأسلحة والأساليب، بما في ذلك (أساليب الأعداء) على جدول أعمالهم».

وذكر موقع خامنئي الرسمي أن رئيس الأركان محمد باقري قدم تقريراً حول التطورات «الكبيرة» خلال الـ12 شهراً الأخيرة، بما في ذلك عملية «طوفان الأقصى»، هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعملية «الوعد الصادق»، الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ، وجهوزية القوات المسلحة.

أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيرة في طهران السبت (أ.ف.ب)

محادثات نووية

في الأثناء، تساءل العديد حول احتمال إحياء «الاتفاق النووي» في خضم التوترات الحالية التي تعصف بالمنطقة، وذلك غداة عودة وزير الخارجية الإيراني من نيويورك.

وأشارت صحيفة «شرق» الإصلاحية إلى تهميش العديد من القضايا الكبيرة في السياسة الخارجية وحتى السياسة الداخلية، بعد عملية «طوفان الأقصى»، ونشوب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

وقالت «واحدة من القضايا الملف النووي، ومستقبل الاتفاق النووي» وأشارت إلى تجنب إدارة جو بايدن تعقيد الأوضاع، والضغط على طهران في اجتماعين فصليين لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال هذه الفترة.

ولفتت إلى بعض المعلومات التي تحدثت عن مفاوضات بعيدة عن الأضواء يجريها كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، بوساطة عمانية، في وقت تتخوف طهران من تفعيل آلية «الزناد» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وتتيح إحالة ملف إيران لمجلس الأمن. وعلى خلاف التقارير عن المفاوضات بوساطة عمانية، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمير سعيد إيرواني، استأنف مفاوضات مع الجانب الأميركي تغطي قضايا مختلفة، يتمحور بعضها حول أزمة غزة. وتحدثت المصادر عن مفاوضات جارية بين إيرواني وإبرام بالي، خليفة المبعوث الأميركي السابق إلى إيران، روبرت مالي.

وهذه المرة الثانية في غضون عام، تكشف تقارير عن مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين، يجريها إيرواني، الذي كان مسؤول الملف الاستخباراتي في المجلس الأعلى للأمن القومي، قبل توليه منصباً دبلوماسياً في نيويورك.

وقال محللون للصحيفة إن «محاولة إحياء الاتفاق النووي، في الوقت الحالي، ليست قريبة من الواقع بأي حال من الأحوال».

لكن وكالة «أرنا» الرسمية، نفت في وقت لاحق، التقارير بشأن إجراء مفاوضات مباشرة مع أميركا.
ونقلت الوكالة عن «مصدر مطلع» قوله: «لا توجد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، ويتم تبادل الرسائل وفق الأطر المحددة»، موضحاً أن ملف المفاوضات النووية «يتبع نائب وزير الخارجية علي باقري كني بصفته كبير المفاوضين النوويين».

إيرواني ينظر إلى عبداللهيان خلال جلسة مجلس الأمن في نيويورك الخميس (رويترز)

بدورها، ذكرت صحيفة «آرمان ملي»، تحت عنوان «بايدن يسعى لإحياء الاتفاق النووي» أنها «ليست نكتة، إنما واقع». وقالت الصحيفة إن إحياء الاتفاق النووي «الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة»، بعد وصول التوتر بين إسرائيل وإيران إلى الوضعية الحمراء خلال الأيام الأخيرة.

وذكرت الصحيفة «عندما توصلت إيران للاتفاق النووي في 2015، قال وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف إن مستوى تخصيب اليورانيوم الإيراني وصل إلى حد إنتاج الأسلحة، والآن بلغ مستوى التخصيب الإيراني مستوى إنتاج عدة قنابل نووية... لذلك ترى الولايات المتحدة أن إيران لديها القدرة على إنتاج السلاح، لذلك تريد ضبط هذه القدرات بتحرك دبلوماسي». وأضافت الصحيفة: «إذا أخذنا قوة إيران في الأيام الأخيرة بعين الاعتبار، فإن السياسة العقلانية من فريق الخارجية الأميركية يجب أن يكون قرار إحياء الاتفاق النووي».

ونظراً لتطورات المنطقة، والضغط الإسرائيلي، رجحت الصحيفة ألا يكون السيناريو إحياء الاتفاق النووي على جدول أعمال الولايات المتحدة فوراً. وأشارت إلى «سيناريو بديل لإحياء الاتفاق النووي، يمكن تسميته سيناريو التحكم بقدرات طهران النووية، أي ضبط تخصيب اليورانيوم الإيراني عند المستوى الحالي، مقابل تحفيزات أميركية لطهران» على أن تكون هذه المحفزات محور المفاوضات. وقالت «إذا ما صح هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة ستعود لاستئناف مفاوضات الدوحة بعد الانتخابات الرئاسية، وربما ستكون المفاوضات النووية على جدول الأعمال». وذكرت الصحيفة أن «البيت الأبيض يدرس اتفاقاً نووياً جديداً مع طهران، يمنع نشوب حرب كبيرة في المنطقة مقابل إلغاء بعض العقوبات عن طهران».


مقالات ذات صلة

خامنئي: ليست لدينا قوات وكيلة في المنطقة

شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم

خامنئي: ليست لدينا قوات وكيلة في المنطقة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، مشدداً على أنها «ستتخذ أي إجراء بنفسها دون الحاجة إلى قوات تعمل بالنيابة».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

طهران تسارع لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق

تحاول الحكومة الإيرانية استعادة بعض نفوذها مع القادة الجدد في سوريا، حيث تواجه طهران صدمة فقدان سلطتها المفاجئ في دمشق عقب انهيار نظام بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شؤون إقليمية المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (أرشيفية - وكالة مهر الإيرانية)

إيران تدين مقتل موظف بسفارتها في دمشق

أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مقتل سيد داوود بيطرف، الموظف المحلي في سفارة إيران بدمشق.

شؤون إقليمية العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)

«الخارجية الإيرانية» تحتج على اعتقال أميركا اثنين من مواطنيها

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استدعت السفير السويسري لديها، الذي يمثل المصالح الأميركية في البلاد، ودبلوماسياً إيطالياً كبيراً على خلفية اعتقال إيرانيَّين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل 10 جنود إيرانيين إثر سقوط حافلة غرب البلاد

جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل 10 جنود إيرانيين إثر سقوط حافلة غرب البلاد

جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أن 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقالت التقارير إن 17 شخصاً آخرين كانوا على متن الحافلة أصيبوا بجروح، حيث جرى نقلهم إلى مستشفيات في المنطقة.

وأضافت التقارير أن الجنود العشرة الذين لقوا حتفهم كانوا في طريقهم إلى ثكنة عسكرية في مدينة بل دوختار على مسافة نحو 100 كيلومتر من الحدود مع العراق.

وقالت الشرطة المحلية إن السائق فقد السيطرة على الحافلة؛ ما أسفر عن سقوطها في وادٍ.

وتُودِي حوادث الطرق بحياة نحو 20 ألف شخص في إيران سنوياً. وتعزو الشرطة ارتفاع معدل الحوادث إلى المركبات القديمة وغير الآمنة، وعدم الالتزام بقواعد المرور، وتجاوُز السرعة.