أميركا طلبت وساطة تركيا قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل

 أنقرة دعت للضغط على تل أبيب لوقف حرب غزة

فيدان مع بلينكن على هامش اجتماعات وزراء حلف «الناتو» في بروكسل 4 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
فيدان مع بلينكن على هامش اجتماعات وزراء حلف «الناتو» في بروكسل 4 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
TT

 أميركا طلبت وساطة تركيا قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل

فيدان مع بلينكن على هامش اجتماعات وزراء حلف «الناتو» في بروكسل 4 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
فيدان مع بلينكن على هامش اجتماعات وزراء حلف «الناتو» في بروكسل 4 أبريل الحالي (أ.ف.ب)

تكشفت معلومات جديدة عن اتصالات جرت على خط واشنطن أنقرة في الساعات التي سبقت الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأن الولايات المتحدة طلبت من تركيا لعب دور الوسيط بين تل أبيب وطهران لمنع التصعيد قبل وقوع الهجوم.

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، عن مصادر أمنية، أن مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، طلب من رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين، خلال اتصال هاتفي بينهما خلال عطلة عيد الفطر، التوسط بشأن «ادعاءات الهجوم الإيراني» على إسرائيل رداً على تعرض قنصليتها في دمشق لقصف إسرائيلي (لم يكن الهجوم قد وقع وقت الاتصال) كما بحثا مسألة وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، وعودة سكان القطاع إلى منازلهم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستدام.

وذكرت الوكالة أن كالين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، لبحث القضايا المتعلقة بغزة، وأن الاتصال أجري، يوم السبت، عقب الاتصال مع بيرنز.

تحذير تركي

وحذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من تفاقم الوضع حال عدم إعلان وقف إطلاق النار، مشدداً على أن الحرب في غزة تقف وراء الأزمة بين إيران وإسرائيل.

وقالت مصادر دبلوماسية إن فيدان بحث، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، الوضع الحالي في المنطقة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأكد أن تركيا تشعر بالقلق من احتمال تصعيد وتوسع الأزمة في المنطقة.

وأضافت المصادر أن فيدان جدد الإشارة إلى أن تركيا أكدت مراراً، منذ بداية الأزمة في غزة، أن الوضع يحمل خطر التحول إلى صراع إقليمي، كما شدد على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وتسليم المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة.

وتابعت أن فيدان أكد ضرورة أن تعطي الدول التي لها تأثير على إسرائيل رسائل لمنع تصاعد التوترات.

وذكرت المصادر أن فيدان أبلغ نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في اتصال هاتفي بينهما، الأحد، بأن تركيا لا تريد مزيداً من تصعيد التوتر في المنطقة بعد الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي شنته إيران على إسرائيل,

وقالت إن عبداللهيان أخبر فيدان، خلال اتصال بينهما، الأحد، أن «العملية الانتقامية» ضد إسرائيل انتهت، وأن إيران لن تشن عملية جديدة ما لم تتعرض للهجوم.

وكانت مصادر دبلوماسية قد أكدت أن إيران أبلغت تركيا مسبقاً بعمليتها ضد إسرائيل، وأن الولايات المتحدة أبلغت طهران عبر أنقرة أن عمليتها يجب أن تكون «ضمن حدود معينة».

الضغط على إسرائيل

وأكدت تركيا أنها ستواصل جهودها لمنع وقوع حوادث ينجم عنها ضرر دائم على استقرار المنطقة، وتتسبب في مزيد من الصراعات على المستوى العالمي على خلفية الحرب في غزة، ودعت إلى التركيز على جهود وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، ليل الأحد - الاثنين، علقت فيه على الرد الإيراني بالمسيَّرات والصواريخ ضد إسرائيل، على خلفية تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق لهجوم صاروخي إسرائيلي أسفر عن مقتل 7 من «الحرس الثوري»، إن «الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، يتعارض مع القانون الدولي، ويبرر مخاوفنا».

ورأى البيان أن رد إيران على هذا الهجوم والتطورات اللاحقة أظهرت مرة أخرى أن الأحداث يمكن أن تتحول بسرعة إلى حرب إقليمية، لافتاً إلى أن أنقرة دعت قبيل الأحداث إلى «ضبط النفس» بالاتصال مع الجانبين الأميركي والإيراني، وأن الأطراف المعنية «تبادلت تطلعاتها ورسائلها عبر تركيا، وقامت الخارجية التركية بما يلزم من أجل أن تكون ردود الفعل متناسبة».

وذكر البيان أن تركيا أبلغت إيران والدول الغربية التي لها تأثير في إسرائيل، بشكل واضح، بضرورة العمل من أجل تجنب أي تصعيد في المنطقة، مضيفاً: «نراقب التطورات المتعلقة بالتهديدات الأمنية التي تواجه منطقتنا من كثب بالتشاور مع مؤسساتنا المعنية منذ اللحظة الأولى، ورئيسنا (رجب طيب إردوغان) على اطلاع بذلك بانتظام».

مساعدات جديدة

وأعلنت تركيا عن إرسال سفينة المساعدات الإنسانية التاسعة لإغاثة سكان غزة، ستنطلق، الثلاثاء، من ميناء مرسين جنوب البلاد إلى ميناء العريش في مصر فى رحلة تستغرق 40 ساعة.

وتحمل السفينة التي سيرسلها «الهلال الأحمر التركي»، 3 آلاف و774 طناً من المواد الغذائية، والطحين، ومستلزمات للأطفال والرضع، وأكياس نوم.

وسيجري تسليم المساعدات إلى «الهلال الأحمر الفلسطيني» بعد نقلها من ميناء العريش إلى معبر رفح عبر الشاحنات، ليجري إيصالها بعد ذلك إلى سكان غزة.

وأرسلت تركيا، عبر «الهلال الأحمر» وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، 39 ألفاً و607 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بواسطة 13 طائرة و8 سفن.

وفي السياق نفسه، نفت وزارة الدفاع التركية، في بيان الاثنين، علاقة تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة بالتطورات الأخيرة في المنطقة.

وقالت الوزارة إن التدريبات التي انطلقت، الاثنين، ولمدة 3 أيام، بين سلاحي الجو التركي والأميركي في الأجواء التركية، كانت محددة سلفاً، وليست لها علاقة بالتطورات الأخيرة في المنطقة.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان تطورات المنطقة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وعباس عراقجي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان تطورات المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)

وزير خارجية العراق: لسنا جزءاً من «محور المقاومة»

بعد يوم واحد من إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لا تملك وكلاء في المنطقة، أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد ليست جزءاً مما يُعرف بـ«محور المقاومة».

حمزة مصطفى (بغداد)
الولايات المتحدة​ علما الولايات المتحدة وإيران (رويترز)

ويتكوف: ترمب يحاول كسب ثقة إيران وتجنّب اندلاع نزاع مسلح

أكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مقابلة بثت أمس (الجمعة)، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول تجنّب اندلاع نزاع مسلح مع إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال إلقائه خطاباً بمناسبة رأس السنة الفارسية (النوروز) في طهران... 20 مارس 2025 (إ.ب.أ)

خامنئي: التهديدات الأميركية لإيران «لن تجدي نفعاً»

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، (الجمعة)، إن التهديدات الأميركية لبلاده «لن تجدي نفعاً»، بعدما حذَّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تحرّك عسكري محتمل ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تُدمّر كتلاً خرسانية بجوار برج مراقبة يحمل علمَي سوريا وروسيا 19 مارس عند موقع أبو دياب العسكري على المشارف الجنوبية لمدينة القنيطرة الحدودية (أ.ف.ب)

أصوات إسرائيلية تحذّر من خطأ استراتيجي في طريقة التعاطي مع دمشق

أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بتدريبات واسعة في هضبة الجولان السورية المحتلة تحاكي عمليات حربية لم يكشف عن مضمونها.

نظير مجلي (تل أبيب)

المعارضة الإسرائيلية تطالب بإضراب شامل على خلفية إقالة رئيس «الشاباك»

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (د.ب.أ)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (د.ب.أ)
TT

المعارضة الإسرائيلية تطالب بإضراب شامل على خلفية إقالة رئيس «الشاباك»

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (د.ب.أ)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (د.ب.أ)

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريح مصور، بث مساء السبت، أن إسرائيل «ستبقى دولة ديمقراطية» رغم قرار الحكومة بإقالة رئيس «الشاباك» (الأمن الداخلي)، وذلك فيما كان آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب رفضاً لهذا القرار.

وقال نتنياهو فيما بدا تحدياً للمحكمة العليا التي جمدت قرار الحكومة الذي أعلن الجمعة، إن «رونين بار لن يبقى على رأس (الشاباك). لن تندلع حرب أهلية، وإسرائيل ستبقى دولة ديمقراطية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

مظاهرات خارج مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب احتجاجاً على إقالة رئيس «الشاباك» (إ.ب.أ)

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (السبت)، عن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، القول إن حكومة نتنياهو تحاول «جرّ البلاد لحرب أهلية».

وهدّد لبيد، خلال احتجاج في تل أبيب، بشنّ إضراب شامل إذا لم ترضخ حكومة نتنياهو لقرار المحكمة العليا بتجميد إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار.

وقال لبيد أمام عدة آلاف من المتظاهرين في تل أبيب: «إذا قررت حكومة السابع من أكتوبر/تشرين الأول عدم الامتثال لقرار المحكمة، فستصبح عندها حكومة خارجة عن القانون». وأضاف: «إذا حدث هذا، فإن البلاد بأكملها يجب أن تتوقف (...) يجب أن يُضرب الاقتصاد، ويجب أن يُضرب البرلمان، ويجب أن تُضرب المحاكم، ويجب أن تُضرب السلطات، وليس الجامعات فقط، بل المدارس أيضاً».

وقال لبيد: «سنناضل من أجل الوطن، ولن نسمح لهم بتدميره. إنهم يستخدمون كلمة (الوحدة) لإسكاتنا. هذا لن يُجدي نفعاً. الصمت في وجه حكومة هدامة ليس وحدة».

وأفادت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، بأن الآلاف شاركوا في مظاهرات أسبوعية في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو في زيادة ملحوظة عن الأسابيع الماضية.

وأضافت أن المتظاهرين ردّدوا هتافات ضد نتنياهو، رافعين أعلام إسرائيل وأحزاباً يسارية، وكُتب على شاشة عملاقة شعارات مثل: «نتنياهو لا يتمتع بالكفاءة»، و«أوقفوا جنون الديكتاتورية».

وجاءت الزيادة في أعداد المحتشدين وسط جهود لنتنياهو لإقالة بار والمدعية العامة جالي باهاراف ميارا.